بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله .. وبعد , فهذه بعض مسائل النكول أخذتها من بحثي في مرحلة البكالوريوس النكول وأحكامه :
المبحث الأول : تعريف النكول لغة واصطلاحا وأنواعه , وفيه ثلاثة مطالب :
المطلب الأول : تعريف النكول لغة
النكول لغة : مشتق من الفعل نكل , أي نكص وجبن , يقال نكل عن العدو ونكل عن اليمين وفلانا عن الشيء نحاه عنه وبفلان نكلة قبيحة أصابه بنازلة ويقال رماه بنكله ( )
المطلب الثاني : تعريف النكول اصطلاحًا
عُرف النكول اصطلاحًا بتعريفات , منها :
أن تجب اليمين على المنكر فيمتنع منها( )
وقيل : امتناع من وجبت عليه أو له يمين( )
وقيل : الامتناع عن اليمين في مجلس القضاء ( )
وهذا التعريف أجودها لأن النكول المعتبر هو ما كان في مجلس القضاء كما سيأتي في شروط النكول المعتبر .
المطلب الثالث : أنواع النكول
النكول نوعان , هما :
النوع الأول : النكول الحقيقي كأن يُقال له احلف فيقول : لا أحلف , على خلاف في القضاء بهذا النكول من عدمه على ما سيأتي( ) .
النوع الثاني : النكول الحكمي كأن تُطلب منه اليمين فيسكت ولا يحلف فهذا نكول حكمي على أن لا يكون به إذا لم تكن بلسانه آفة ، فإن كانت في لسانه آفة تمنعه عن الجواب ، أو بأذنه آفة تمنعه من السماع لا يجعل امتناعه عن اليمين نكولا حكما ؛ لأنه ما لم يسمع ويقدر على الجواب لا يصير ظالما فلا يجعل نكولا حكما( ) .
وذهب المالكية الى أن من سكت من توجهت عليه اليمين زمنا من غير إظهار نكول فلا يعد سكوته هذا نكولا( ) .
قلت : والقول بأن السكوت نكول هو الأصح لأن السكوت في معرض الحاجة عن البيان بيان( ) .
مسألة : فإن قال : لي بينة أقيمها أو حساب استثبته فهل يعد هذا من النكول الحكمي
اختلف في ذلك على قولين :
القول الأول : أنه ليس بنكول وهذا هو المذهب وقول الشافعية , وقالوا يمهل مدة قريبة كثلاثة أيام مثلا( ) .
القول الثاني : أنه نكول وليس له أن يُمهل وهذا قول أبي الخطاب من الحنابلة .
قال ابن قدامة : والأول أصح لأنه لا يتأخر إلا حقه بخلاف المدعى عليه( ).