العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

ترجم البخاري في صحيحه: باب تأليف القرآن.
ثم ساق بإسناده عن عن يوسف بن ماهك قال:
«إني عند عائشة أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير، قالت: ويحك، وما يضرك، قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أولف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل؛ إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل، فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا لقالوا: لا ندع الزنا أبدا؛ لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب: {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر}، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده قال فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور».

السؤال: ما مدى تطبيق هذه السنة في تدريج التشريع في واقع الناس اليوم؟ لاسيما في المجتمعات التي يغلب فيها الفجور؟
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

كثير من أهل العلم ينص على أن ثمة فرقاً بين الحال بعد استقرار الأحكام ونزول التشريع، وبين الحال قبل ذلك؛ ففي الأولى لن يكون تدرج في التطبيق ولا في المؤاخذة، وفي الثانية يكون الأمر كما ذُكِر.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

كثير من أهل العلم ينص على أن ثمة فرقاً بين الحال بعد استقرار الأحكام ونزول التشريع، وبين الحال قبل ذلك؛ ففي الأولى لن يكون تدرج في التطبيق ولا في المؤاخذة، وفي الثانية يكون الأمر كما ذُكِر.

أحسنتم، هذه رؤية، لكن هناك رؤية أخرى، وقد مرت علي في كتب أهل العلم، ولعلي أعثر عليها إن شاء الله تعالى.
ونستثير همة الأعضاء إلى إعطاء المقام حقه بإبراز الدرر المكنونة والتفتيش عن المخبَّآت المستورة.
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

بارك الله في الشيخين الفاضلين :
الذي يظهر والله أعلم أن التدرج باق لم ينقطع لما يلي :
أولاً :
أن القول بأنه انقطع بعد استقرار الأحكام مقتضاه القول بالنسخ والنسخ يحتاج إلى دليل فأين الدليل الناسخ ؟
ثانياً :
أن التدرج في الدعوة هو من قبيل العام المقيد والمخصوص بقيود ومخصصات زمانية أو مكانية أو حالية وعليه فالمعتبر العمل بالعام بمخصصاته كما هو الحال في بقية الأحكام المخصوصة .
ثالثاً :
أن التدرج حكم شرعي معلق بعلة وحكمة شرعية متى تكررت تكرر الحكم بتكررها كما يقع ذلك في سائر الأحكام الشرعية إذ الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً .
رابعاً :
أن التدرج هو المتوافق مع مقاصد الشريعة وقواعدها العامة كرفع الحرج والتيسير وتقديم الأولويات في الشريعة .
خامساً :
قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم تدرج في الدعوة بعد استقرار الأحكام ومن ذلك :
1 - روى أحمد في مسنده وأبو داود في سننه بسند صحيح عن وهب بن منبه قال : سألت جابراً عن شأن ثقيف إذ بايعت قال : اشترطت على النبى -صلى الله عليه وسلم- أن لا صدقة عليها ولا جهاد وأنه سمع النبى -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك يقول " سيتصدقون ويجاهدون إذا أسلموا "
2 - وروى أحمد في مسنده وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني عن نصر بن عاصم عن رجل منهم الصحابة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين ، فقبل ذلك منه .
3 - روى أبو داود في سننه وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك - وقال : صحيح على شرط مسلم - والبيهقي في السنن الكبرى وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني عن عبد الله بن فضالة الليثي عن أبيه قال : علمني رسول الله فكان فيما علمني : "وحافظ على الصلوات الخمس " . قال : قلت : إن هذه ساعات لي فيها أشغال ، فمرني بأمر جامع ، إذا أنا فعلته أجزأ عني . قال : " حافظ على العصرين " - وما كانت من لغتنا - قلت : وما العصران ؟ قال : " صلاة قبل طلوع الشمس ، وصلاة قبل غروبها " .
4 - روى النسائي والطبراني في الكبير وغيرهما عن حكيم بن حزام قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا أخر إلا قائما .

يقول الحافظ ابن رجب : " وقد كان - أي النبي صلى الله عليه وسلم - أحيانا يتآلف على الإسلام من يريد أن يسامح بترك بعض حقوق الإسلام ، فيقبل منهم الإسلام ، فإذا دخلوا فيه رغبوا في الإسلام فقاموا بحقوقه وواجباته كلها" فتح الباري ( 3 / 32 ) .
ثم نقل عن الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله : إذا أسلم على أن يصلي صلاتين يقبل منه ، فإذا دخل يؤمر بالصلوات الخمس ، وذكر حديث قتادة عن نصر بن عاصم الذي تقدم .
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

بارك الله الشيخ أبا فراس على إثارة هذا الموضوع المهم كما عودنا, وشكر الله للشيخ أيس حازم تعليقه المهم..وهذا تعقيب خاطف
بالنسبة للنصوص التي أوردها الدكتور ففي الاستشهاد بها مع أهل الفجور من المسلمين الذين نبتوا في ديار الإسلام .. نظرٌ
لأن كل هذه الكوائن مع أناس يتألفهم رسول الله ليدخلوا الإسلام ..فإذا دخلوا وذلت أفئدتهم لأصل التوحيد
ودانت ببعض أصول الشرائع كان ذلك مظنة استكمالهم ما نقصوه في البدء لحداثة عهدهم بالكفر ورقة أديانهم
والقضية فيما يظهر لابد فيها من تفصيل معمق ولا يقطع فيها بقول طرفيّ إلا وهو منقوض بما يبطله
فلابد فيها من مراعاة الاستطاعة كما في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم النجاشي على ملكه في حكم الحبشة دون إعلان إسلامه وهو ما يقتضي عدم إقامة الشريعة بين الرعية
ومراعاة مدى الجهل ..ونوع المسائل السائغ التدرج بها ..والبيئة ..وغير ذلك

والله أعلم
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

والقضية فيما يظهر لابد فيها من تفصيل معمق ولا يقطع فيها بقول طرفيّ إلا وهو منقوض بما يبطله
فلابد فيها من مراعاة الاستطاعة كما في إقرار النبي صلى الله عليه وسلم النجاشي على ملكه في حكم الحبشة دون إعلان إسلامه وهو ما يقتضي عدم إقامة الشريعة بين الرعية
ومراعاة مدى الجهل ..ونوع المسائل السائغ التدرج بها ..والبيئة ..وغير ذلك

والله أعلم
الشيخ الفاضل منيب بارك الله فيكم
من أين لكم أنه يشترط عدم الاستطاعة أو الجهل من النصوص المذكورة ؟

ثم أني أسأل :
شخص كافر جاءنا فعرضنا عليه الإسلام فقال : أنا أسلم بشرط أن أشرب الخمر أو لا أصوم شهر رمضان تريدون هذا مني أو لن أسلم .
ماذا نقول له ؟
هل نقول له : لا ابقَ كافراً أو نقول له أسلم وإن شربت الخمر ؟
أيهم أعظم أن يبقى كافراً أو يدخل الإسلام ويشرب الخمر أو يترك الصوم ؟.
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

حياكم الله فضيلة الشيخ الدكتور أبي حازم
يبدو أن كلامي بدا غير واضح..فجواباً على سؤالكم:نقول له نقبل بشرطك وأسلم
ولا اعلم لماذا فهمت مني عكس مرادي
لكني بعدما عقبت على محل الاستدلال بالنصوص وأنه لا يعمم مع فجرة المسلمين بمثله أو بجنسه
أردت أن أجمل الكلام بإشارات يستحضرها الباحث
فذكرت يدخل في الأمر القدرة والبيئة ..إلخ
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

الشيخ الحبيب إلى القلب منيب بارك الله فيكم
لكن ما المانع أيضا من إجراء ذلك في أهل الفجور من المسلمين في طريقة الدعوة بمعنى أنه لو كان عندنا مسلم يصنع كل انواع الفجور من ترك الواجبات كالصلاة - عند من لا يكفر بتركها - والزكاة والصوم والحج ويفعل المحرمات كالزنى والسرقة وشرب الخمر وتعاطي المخدرات وغير ذلك فدعوناه فقال : أنا مستعد أن أصلي وأصوم وأزكي ... لكني لا أستطيع ترك شرب الخمر فهل نقول : إما تفعل كل الواجبات وتترك كل المحرمات أو لا ؟ نصوص الشرع وقواعد الشريعة تدل على أنه يؤمر بالأهم وينهى عن الأهم وبالتدريج وهذا هو فقه الأولويات وهو اصل معتمد في الشرع دلت عليه نصوص كثيرة وعليه تعتمد قواعد كثيرة أصولية وفقهية ومقاصدية عند التعارض والترجيح .
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

***************مكرر***********
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

أحبك الله عز وجل وبارك فيك وجمعني وإياك على محابه ومراضيه كموطن ينكأ فيه عدو لله أو يعز فيه وليٌ له
وهاك جوابي في إشارات خاطفة:-
-لو كان ثم رجل لم يترك معصية إلا واقعها ثم جاءنا يقول:أنا مستعد لترك تعاطي الدخان, فلا أحد عاقل يقول :لا..
بل نرحب ونشجعه ,فالمقصود إذن شيءٌ آخر
- يقول الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ثم عقب ذلك بقوله: (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم) وهو مشعر أنه لا يسوغ ترك شيء من الدين بعد هذا الإعلان الإلهي إلا على سبيل الاضطرار,
-إذا تقرر هذا فهناك فرق بيّن بين المسلم الذي نشأ على الإسلام وعرفه ثم نحن نوافقه على ترك شيء مما أمر الله أو ركوب شيء مما نهى عنه على معنى التدرج الإقراري وبين الكافر الذي تدل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتألف بعضهم كما في الحديث الذي ذكرته ورواه الإمام أحمد وقبل منه النبي ألا يصلي سوى صلاتين فهذا لا يقاس عليه المسلم المفرط لأن إقراره على نحو ذلك لا يخلو من تمييع للدين وتبديل للشريعة والترخص بما لم يأذن به الله إذ ليس صاحبه متصفاً بجنس العذر الذي عند الكافر ,ألا ترى أن المسلم يقتل إذا ارتد وليس هذا الحكم للذمي؟
-وهذا الذي قالته أم المؤمنين بتدرج تحريم الخمر لا يعلم أن أحداً من خلفاء الإسلام
فعل نحوه بعد استقرار التنزيل لأن موجب العمل به عدم جلد شارب الخمر مادمنا أقررناه على شربها بحجة التدرج, كما أن الصحابة لم يقرهم الله على شربها بعد نزول النص القاطع"فاجتنبوه" ولا تجوز أحد منهم بهذه الحجة,بل الواقع أن منهم من كان مدمنا عليها إلى وقت نزولها فما هو إلا أن سمعوها حتى أهراقوها ,يدل عليه ما أخرجه ابن جرير الطبري عن بريدة رضي الله عنه, قال: بينما نحن قعود على شراب لنا ، ونحن نشرب الخمر حلاً إذ قمت حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه ، وقد نزل تحريم الخمر ( يا أيها الذي آمنوا الخمر والميسر ... إلى قوله تعالى منتهون) فجئت إلى أصحابي فقرأتها عليهم ، قال : وبعض القوم شربته في يده شرب بعضاً ، وبقي بعض في الإناء تحت شفته العليا كما يفعل الحجام ثم صبوا ما في باطيتهم فقالوا : انتهينا ربنا ، انتهينا ربنا " وبهذا يُعلم أن العبرة كانت عند ذلك القرن بـ"سمعنا" و"أطعنا" قبل أي اعتبار آخر ,فقد بقوا على شربها حتى نزول الأمر الجلي -على الأقل ثلة منهم وهم أقل درجة في الجملة ممن عفت نفسها عنها بفهمه المغايرة بين السكر والرزق الحسن أو ببيان الإثم الكبير
بخلاف ترك تطبيق بعض الشريعة لعدم القدرة فهذا منحى آخر
-وقال الله عز وجل "وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناً"
فتأمل نص هذه الآية القاطع في سلب الخيار عن المتصف بأصل الإيمان..وفي إقراره -وهو ابنٌ للإسلام- منحٌ لبعض الخيرة
-وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه"وهذا كالآية في تعليق الأمر على الاستطاعة واستثناء الاضطرار , والمفارقة فيه بين الأمر والنهي ظاهرة
-قال الحافظ ابن رجب: (
والتحقيق في هذا أن الله لا يكلف العباد من الأعمال مالا طاقة لهم به ، وقد أسقط عنهم كثيراً من الأعمال بمجرد المشقة رخصة عليهم ، ورحمة لهم ، وأما المناهي ، فلم يعذر أحد بارتكابها بقوة الداعي والشهوات ، بل كلفهم تركها على كل حال ، وأن ما أباح أن يتناول من المطاعم المحرمة عند الضرورة ما تبقى معه الحياة لا لأجل التلذذ والشهوة ، ومن هنا يعلم صحة ما قاله الإمام أحمد : إن النهي أشد من الأمر.انتهى
-قول الله عز وجل : (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً) ومعلوم أن القران نزل منجما مقرونا بحوادث كان ينزل عقيبها كثير من الآيات الموجهة للجماعة التي في طور تلقي الدين, وفي استعمال كلمة "الناس" هنا دون المسلمين أو المؤمنين ,مع كونه دالا على عموم الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام,غير أنه يدل أيضا على ما سلف من التفريق بين الكافر والمؤمن الفاسق
-وفرق بين ترك الإنكار لمعنى التدرج في البيئات التي تفشو فيها الجاهلية وبين إقرار المسلم على تركه بعض الدين بدعوى التدرج فالأول فيه اعتبار مصلحة ظاهرة وهي السكوت عن الإنكار في بعض المواضع توصلا بذلك إلى إقامة الشريعة في نفوس من دانوا بها شيئا فشيئا والثاني يتضمن تبديل الشريعة أو يقتضيها أو يلزم منها والغاية النبيلة لا تسلك في الإسلام بوسيلة فاسدة
وعوداً على سؤالكم:
في مقام الدعوة : يقال له نعم صل وصم.. خيرٌ ,وعسى الله أن يوفقك للتوبة من الخمر لأنها حرام..إلخ
لكنه إن تعاطاها جلدناه

هذه إلماحات عابرة لتوضيح مرادي في المقام الأول وليس هي من قبيل الرد على كلامك فيغلب على ظني أنك توافق في الجملة على ما قلت, والله أعلم


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

بارك الله فيكم
الكلام هنا ليس عن محاسبته في الدنيا والآخرة وإنما عن طريقة دعوته وبيان ذلك :
أننا نقول تارك الواجب وفاعل المحرم بلا عذر شرعي لا إشكال أنه محاسب عند الله بتركه الواجب وفعله المحرم هذا حكم عام لجميع المكلفين فليس التدرج معه يعني رفع الإثم ومن جهة الحدود والتعزيرات فالمدعو يحاسب عليها بعد الدخول في الإسلام كما قال أحمد : ( إذا أسلم على أن يصلي صلاتين يقبل منه ، فإذا دخل يؤمر بالصلوات الخمس )
وهكذا نحن نقول : إذا اسلم أمرناه ببقية الشرائع من واجبات يفعلها ومحرمات يجتنبها .
ثم إننا نتحدث الآن عن واقع كثير من المسلمين في أغلب بلاد الإسلام لا تستطيع أن تحاسبه وتقيم عليه الحد في الزنى وشرب الخمر أو ترك الصلاة أو غير ذلك ، وعليه فنحن نتكلم عن الواقع الذي يمكن ان تنزل عليه تلك النصوص .
والخلاصة اننا نفرق بين الإثم والمحاسبة في الدنيا والآخرة وبين الدعوة .
فلو دعونا مسلما مسرفا على نفسه بالمعاصي يترك الواجبات ويفعل المحرمات فاستجاب لبعض الدعوة دون بعض يقبل ذلك منه ثم يدعى بعد ذلك شيئا فشيئاً وهذا أمر لا أظن داعية حكيما يجهله أو يقول اترك كل المعاصي وإلا فابق على حالك وسوف تلقى عقاب الله ...
واما بالنسبة لعدم القدرة او الجهل فهذه أعذار يشترك فيها جميع المكلفين لا تخص أحداً دون أحد فليست مكانا للبحث هنا .
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: باب تأليف القرآن أو تأليف القلوب!

حياكم الله تعالى وبياكم
قد ذكرت ما يوافق مقصدكم في كلامي ولا إشكال فيه كما تفضلت
وقصدت بالقدرة الإشارة إلى مسألة التدرج في تطبيق الشريعة
في بعض الديار فلذلك تعلق بموضوعنا..
وليس كلامي عن المحاسبة سددك الله وباركك
إنما عن الإقرار للعاصي أن يفعل المعاصي بحجة التدرج
فهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع الكافر الذي اشترط ألا يصلي سوى صلاتين
فمقتضى الوفاء بهذا الشرط ألا يطالبه من فور إسلامه بخمس صلوات
وهذا مغاير لحالة المسلم الفاجر
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
أعلى