هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

[طالبة فقه]

وماعلة ذلك ؟جزاكم الله خير

 

[بشرى عمر الغوراني]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

وماعلة ذلك ؟جزاكم الله خير

أختي الفاضلة
سأنقل لك من كتاب "الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين" للشيخ جمال الدين القاسمي، مقطعاً قرأتُه البارحة، يوضح لك ما سألتِ عنه إن شاء الله:
"قال الحافظ أبو عبد الله ابن منده: إن أبا داود يخرج الإسناد الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره؛ لأنه أقوى عنده من رأي الرجال، وهذا أيضاً رأي الإمام أحمد، فإنه قال: إن ضعيف الحديث أحبّ إليّ من رأي الرجال؛ لأنه لا يُعدَل إلى القياس إلا عند عدم النص."

 

[متولى أمين حلوة]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

هنا نقولات مفيدة
http://www.feqhweb.com/vb/showthread.php?t=7351&p=52344&viewfull=1#post52344

و ينبغي التفريق بين رواية الحديث و بين العمل بالحديث

 

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

كما أضيف أنه ينبغي التنبه إلى المصطلحات القديمة واستقرار المصطلح المتأخر!
فالضعيف عند المتقدمين يدخل فيه نوع من أنواع الحديث الصحيح عند المتأخرين= الحديث الحسن!
فالقسمة عند المتقدمين غير المتأخرين!

 

[د. عبدالحميد بن صالح الكراني]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

وللاستفادة:
حوار الخميس الفقهي (4) تصرفات الفقهاء في استعمال الحديث الضعيف

 

[طالبة فقه]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

احسن الله اليكم آمين

 

[أمجد درويش أبو موسى]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

بارك الله في الجميع
تقدم النقاش في هذا الملتقى حول الموضوع كما أحال على روابط ذلك الأفاضل
والذي توصلت إليه بعد جمع كلام الإمام أحمد وتطبيقاته _ولا أدعي الاستقصاء لكني جمعت ما يكفي في ظني_ أنه يعمل بالحديث الضعيف إذا لم يشتد ضعفه بحيث لا يقطع بخطئه على الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لا يترجح ثبوته
أما المناكير والشواذ فلا يعرج عليها الإمام
ويشترط أن لا يكون في الباب ما يدفع هذا الحديث من آية أو سنة صحيحة أو أقوى منه وإن كانت ضعيفة أو إجماع أو قول صاحب أو قياس أو مصلحة وقاعدة وطريقة شريعية

والحديث الضعيف عنده هو الذي لم يترجح ثبوته ولم يقطع بضعفه وهو دون الحسن والصحيح
والإمام أحمد يعظم الآثار جدا حتى إنه ليستدل بآثار التابعين أحيانا ويعمل بها خاصة كبارهم

 

[بشرى عمر الغوراني]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

بارك الله بالإخوة الأكارم على توضيحهم
وهذه بعض التوضيحات التي أُشيرَ إليها في الروابط أنقلها إتماماً للفائدة:

أمين متولي حلوة

فسر ابن تيمية قول الإمام أحمد بخصوص الحديث الضعيف في الفضائل فقال :-

(( ومن نقل عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذى ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه، ولكن كان في عرف أحمد بن حنبل ومَن قبله من العلماء أن الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح وضعيف، والضعيف عندهم ينقسم إلى ضعيف متروك لا يحتج به، وإلى ضعيف حسن.. وأول من عرف أنه قسم الحديث ثلاثة أقسام صحيح وحسن وضعيف هو أبو عيسى الترمذي في جامعه، والحسن عنده ما تعددت طرقه، ولم يكن في رواته متهم، وليس بشاذ فهذا الحديث، وأمثاله يسميه أحمد ضعيفاً ويحتج به. ولهذا مثَّل أحمد الحديثَ الضعيف الذي يحتج به بحديث عمرو بن شعيب وحديث إبراهيم الهجري ونحوهما وهذا مبسوط في موضعه ))

وقال ابن القيم : (( الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح وقسم من أقسام الحسن. ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف . وللضعيف عنده مراتب ، فإذا لم يجد في الباب أثراً يدفعه ، ولا قول صاحب ، ولا إجماعاً على خلافه ، كان العمل به عنده أولى من القياس ))

وقال أيضاً ابن رجب : (( وكان الإمام أحمد يحتج بالضعيف الذي لم يرد خلافه، ومراده بالضعيف قريب من مراد الترمذي بالحسن ))

 

[بشرى عمر الغوراني]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

وهذه أيضاً:

د. أبو حازم الكاتب
ينبغي عند دراسة هذه المسألة مراعاة الأمور التالية :
1 - أن الحديث الضعيف عند المتقدمين يندرج فيه الحديث الحسن وقد كان أحمد وغيره يطلقون على الحديث الحسن ضعيفاً وهذا الإطلاق إطلاق نسبي اي ضعيف بالنسبة للصحيح وذلك أن الحديث عند المتقدمين نوعان صحيح وضعيف والضعيف نوعان : ضعيف شديد الضعف وضعيف نسبي وهو الحسن .
ويقول ابن الجزري في الهداية بعد أن ذكر الحديث الحسن والصالح :
ثم المضعف وذاك ما ورد فيه لبعض ضعف متن أو سند
لم يجمعوا فيه على التضعيف ودون هذا رتبة الضعيف
وهو الذي ولو على ضعف حصل وقبل ما لم يك للحسن وصل

2 - أن الحديث الضعيف يندرج تحته أقسام كثيرة جداً متفاوتة في الضعف وقد ذكر ابن حبان - فيما نقله ابن الصلاح - تسعة وأربعين نوعاً للحديث الضعيف ، وذكر العراقي في شرح الألفية اثنين وأربعين نوعاً ، وقال ابن الملقن إنها تزيد على الثمانين ، وأوصلها زكريا النصاري ثلاثة وستين نوعاً ، وذكر السيوطي أن شرف الدين المناوي جمع فيها كراسة وأوصلها إلى مائة وتسعة وعشرين باعتبار العقل وإلى واحد وثمانين باعتبار إمكان الوجود وإن لم يتحقق وقوعها .
ولا شك ان هذه الأنواع متفاوتة جداً في القوة والضعف ولا يمكن ان تعطى حكماً واحداً

3 - أن الحكم على الحديث بالضعف أمر اجتهادي في كثير من الأحاديث فما يكون ضعيفا عند إمام قد يكون حسناً عند غيره بل قد يكون صحيحاً ، وذلك راجع إلى قواعد في الجرح والتعديل وفي دراسة الأسانيد تختلف من إمام لإمام فقد يكون الراوي مجهولاً عند إمام معروفا عند غيره ، وقد يكون ضعيفا عند إمام ثقة عند غيره ، وقد يكون المرسل حجة عند إمام مردوداً عند غيره ...
بل إن بعض العلل خفية جداً لا يدركها إلا المتمرسون بهذا الفن ومن اطلع على كتب العلل كالعلل لابن أبي حاتم والعلل للدارقطني وشرح علل الترمذي لابن رجب وغيرها يجد من العلل ما لا يدركه إلا الخاصة من علماء الحديث كأحمد وابن المديني وابن معين وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين والبخاري ومسلم والنسائي والدارقطني وغيرهم .

4 - أن فتح باب العمل بالحديث الضعيف يجر إلى كثرة البدع وانتشارها وجل اعتماد المبتدعة إنما كان على الأحاديث الضعيفة والموضوعة .

5 - أن العمل الذي ورد به الحديث الضعيف يختلف بين ما إذا كان العمل في أصله مشروعاً بأدلة من الكتاب والسنة والإجماع وإنما ورد الحديث تأكيداً وترغيباً ، وبين العمل الذي لا أصل له إطلاقا في الشرع ولم يرد إلا في هذا الحديث كما يفرق بين ما متنه منكر وما متنه تشهد له الأدلة الأخرى .

6 - أن الأحكام الشرعية التكليفية الوجوب والندب والتحريم والكراهة والإباحة لا يجوز إثباتها إلا بأدلة شرعية محتج بها فلا يجوز أن يقال لعمل ما إنه واجب أو مستحب او غير ذلك إلا بأن يكون الراجح عند القائل ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن العمل في الشريعة إنما يكون بالعلم أو الظن الراجح أما الشك والوهم فلا يعتمد عليهما في أمور الشريعة وإلا لضاعت اصول الشريعة ولما أصبح لها قيمة ولأصبح كل يصدر أحكاما بالهوى والتشهي .

 

[طارق يوسف المحيميد]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

أؤكد فقط ما قاله الاخوة بان الحديث الموضوع الذي يأخذ به الامام احمد ليس هو ما استقر عليه الوضع بعد الامام الترمذي
فقد كان التقسيم ثنائيا صحيح وضعيف فقط ومن الضعيف الحسن وهو ما كان الامام يأخذ به , فجاء الترمذي فقسمه الى صحيح وضعيف وحسن
وهذا باب عظيم يلجه طلاب العلم وهو باب ملاحظة تطور المصطلح من بدايته الى استقرار الوضع , وسمعت ان هناك معهد في المغرب يعني بهذا الموضوع ويدعى معهد المصطلحات نرجو ممن عنده فكرة عنه ان يضيفها في هذا الملتقى
شاكرين لمن فتح باب النقاش في هذا الموضوع

 

[طالبة فقه]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

شكر الله لكم هل منكم من يفيدني في توضيح قول ابو زهرة هذا :يقول وهو يعرض راي الامام احمد:ولكننا ونحن نقرر هذا نجد ان من الحق ان نقول:ان احمد رضي الله عنه اعتبر الحديث المرسل من الاحاديث الضعيفه التي يكون في الاصل ردها وعدم قبولها..

 

[طالبة فقه]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

ومن جهة آخرى يعمل بها!

 

[أسامة أمير الحمصي]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

الاحاديث الضعيفة منها ما هو متروك فلا يعمل بها الامام احمد مُطلقاً..
جاء في مسائل الامام احمد رواية ابنه عبد الله:

سألت ابي عن الرجل تكون له الكتب المصنفة فيها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلاف الصحابة والتابعين وليس للرجل بصر بالحديث الضعيف المتروك منها فيفتي به ويعمل به ​

قال لا يعمل حتى يسأل ما يؤخذ به منها فيكون يعمل على امر صحيح يسأل عن ذلك اهل العلم

و ها هو في مسألة التسمية يقول:

قلت إن توضأ ولم يسم قال أرجو قلت الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يثبت عندي إسناده ضعيف​

فالامام يسمي على الوضوء (كما هو مشهور في مذهبه), و لكن يرجو صحة وضوء من لم يفعل لان الحديث لم يثبت عنده باسناد صحيح
و في كثير من المسائل نجد الامام يعمل بالحديث الضعيف اذا وجد ما يشهد له من قول الصحابة و التابعين او ما شابه...
فلم يكن الامام رحمه الله يعمل بالحديث الضعيف مطلقاً, و لم يكن يعامله معاملة الحديث الموضوع المكذوب, ولا معاملة الحديث الصحيح الثابت, بل ان وجد انه لا يتعارض مع أصل, او يندرج تحت أصل, عمل به دون أن يلوم تاركه, فان وجد ما يشهد له من قول الصحابة او التابعين او اتباع التابعين زاد حرصه على العمل به....
و قد كان شديد الكره للرأي, ففضل من لا يميز بين الصحيح و الضعيف على اصحاب الرأي:​

سألت ابي عن الرجل يريد ان يسأل عن الشيء من امر دينه مما يبتلى به من الايمان في الطلاق وغيره وفي مصر من اصحاب الرأي ومن اصحاب الحديث لا يحفظون ولا يعرفون الحديث الضعيف ولا الاسناد القوي فلمن يسأل لاصحاب الرأي او لهؤلاء اعني اصحاب الحديث على ما قد كان من قلة معرفتهم قال يسأل اصحاب الحديث لا يسأل اصحاب الرأي ضعيف الحديث خير من رأي ابي حنيفة

....
و اليوم نجد أن كثيراً من الاحاديث التي يطلق عليها المتأخرون لفظ "الحسن" هي احاديث ضعفها الامام ( اي لم يجزم بنسبتها الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا جزم بأنها مكذوبة على النبي ) ولكنه عمل بها لوجود ما يشهد لها من قول التابعين او الصحابة او اندراجها تحت اصل او كثرة المتابعات...
فالحديث الضعيف المعمول به اوسع بقليل من الحديث "الحسن" فيشمله و يشمل احاديث التي لا جزم بصحتها ولا بكذبها اذ وجد ما يشهد لها...
يقول الامام:

كنت أذهب إلى دية اليهودي والنصراني أربعة آلاف فأنا اليوم أذهب إلى نصف دية المسلم حديث عمرو بن شعيب النصف وحديث عثمان بن عفان الذي يرويه الزهري عن سالم عن أبيه أن رجلا مسلما قتل رجلا من أهل الذمة عامدا فغلظ عليه عثمان الدية وعمر بن عبدالعزيز ومالك يقولان الدية على النصف من دية المسلم اثنا عشر ألفا​

و من المعلوم ان الامام رحمه الله لم يكن يحتج بحديث عمرو بن شعيب مطلقاً, بل قال عن حديثه:

أَصْحَابُ الحَدِيْثِ إِذَا شَاؤُوا، احْتَجُّوا بِحَدِيْثِ عَمْرِو بنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، وَإِذَا شَاؤُوا، تَرَكُوْهُ.​

فحديث عمرو بن شعيب هو من الأمثلة على الاحاديث الضعيفة التي قد يعمل بها الامام احمد اذ وجد ما يشهد لها من عمل الصحابة او التابعين او عدم مخالفتها لاصل او موافقتها للقياس الصريح...​

و اما فضائل الاعمال: فليست فضائل الاعمال "اعمالاً" بل هي فضائل! فاحاديث الفضائل الضعيفة انما تتعلق بالاعمال (ومعتقدات) ثابتة باحاديث صحيحة , و الأمر فيها واسع, ولا اشكال فيها مُطلقاً لا عند الامام احمد ولا غيره بشرط عدم الجزم بصحة نسبة تلك الفضيلة الى النبي صلى الله عليه وسلم., و بشرط ان لا يكون في متنها ما يخالف اصلاً.. ​

 

[طالبة فقه]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

بارك الله فيكم وجزاكم خيرآ ذكر ابن الجوزي ان الامام احمد كان يقدم الحديث الضعيف على القياس ، وعن عبدالله بن احمد قال سالت ابي عن الرجل يكون ببلد لايجد فية الا صاحب حديث لايعرف صحيحه من سقيمه واصحاب راي فتنزل به النازله؟فقال ابي:يسـأل اصحاب الحديث ولايسال اصحاب الراي ضعيف الحديث اقوى من الرأي

 

[أمجد درويش أبو موسى]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

أختى طالبة الفقه الرأي أعم من القياس
هل يقدم الإمام أحمد الحديث الضعيف على القياس الجلي؟!
لا أظن يذهب إلى هذا احد ممن يقول بحجية القياس
هل يقدم الإمام أحمد الحديث الضعيف على القياس الضعيف الذي لا تترجح فيه الإخالة أو الشبه ؟
موضع تردد وقد يقال يختلف عنده باختلاف الحال
لأن الفقه الترجيح بين مراتب الظنون إذا تعذر اليقين
وإلا فقاعدة الإمام التي نَص عليها: أنه يأخذ بالحديث الضعيف إذا لم يوجد في الباب ما يعارضه مما هو أقوى منه

 

[أمجد درويش أبو موسى]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

وقد يظن بالإمام أنه بهذا القول ضعيف النظر في الفقه وأصوله ؟ ويقال : مذهبه مبني على ضعاف الأحاديث.
وليس كذلك
لأن أصل هذا الظن مبني على اعتبار وجود الحديث الضعيف كالعدم
وليس كذلك
لأن الضعيف مراتب في الضعف وعدم الثبوت
وأهل الحديث يعلمون هذا من جهة الظن وأهل العلل كأحمد أبين علما بهذا
ومن عيون الفقه الترجيح بين مراتب الظنون ومراتب الأدلة إذا تعذر اليقين وأيضا إذا تعذر غلبة الظن
ولذلك جاءت قاعدة الإمام أحمد دالة على هذا الفقه وذلك لما اشترط عدم وجود ما يدفعه في الباب
فتدبروا هذا الشرط يبين إن شاء الله عن فقه الإمام في هذه المسألة

بل مذهب الإمام أحمد في هذه المسألة يدل على قوته في النظر
وأسألك كفقيه قد حمل أعباء الفقه: هل الحديث الذي ضعفه محمد البخاري وصححه ابن معين والذهلي مثلا من أجل إثبات سماع راو من آخر وقد ترجح عندك قول البخاري
هل وجوده عندك كالعدم ؟ هل وجوده لا يؤثر في الباب ومسائله ؟
هل لا تأخذ به إذا لم يوجد في الباب ما يدفعه؟
الوجه والفقه أن تأخذ به لأن احتمال ثبوته_ وإن لم يترجح لك _ قريب فإذا لم يوجد في الباب ما تأخذ به غيره من الأدلة المعتبرة فخذ به
لأنه إن تعذر اليقين أخذت بغلبة الظن وإن تعذرت غلبة الظن أخذت بالظن
والله أعلم

 

[أسامة أمير الحمصي]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

بارك الله فيكم وجزاكم خيرآ ذكر ابن الجوزي ان الامام احمد كان يقدم الحديث الضعيف على القياس ، وعن عبدالله بن احمد قال سالت ابي عن الرجل يكون ببلد لايجد فية الا صاحب حديث لايعرف صحيحه من سقيمه واصحاب راي فتنزل به النازله؟فقال ابي:يسـأل اصحاب الحديث ولايسال اصحاب الراي ضعيف الحديث اقوى من الرأي

فهمت الرواية هذه على غير سياقاها...
انما فضل الامام حمد فتوى"محدث" لا يفرق بين الضعيف والصحيح على اهل الرأي
وهذه الرواية كما رواها ابنه: سألت ابي عن الرجل يريد ان يسأل عن الشيء من امر دينه مما يبتلى به من الايمان في الطلاق وغيره وفي مصر من اصحاب الرأي ومن اصحاب الحديث لا يحفظون ولا يعرفون الحديث الضعيف ولا الاسناد القوي فلمن يسأل لاصحاب الرأي او لهؤلاء اعني اصحاب الحديث على ما قد كان من قلة معرفتهم قال يسأل اصحاب الحديث لا يسأل اصحاب الرأي ضعيف الحديث خير من رأي ابي حنيفة

فاحتمال أن يقع المحدث في الخطأ (لما عنده من صحيح الحدييث) أقل من احتمال وقوع اصحاب الرأي في الخطأ, اذ ضعيف الحديث في النهاية ان ثبت انه لم يكن من كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج عن كونه رأياً
فالحديث الضعيف اما انه في ذاته من كلام النبي او لا
فان كان من كلام النبي فهو مقدم على قول أصحاب الرأي
و ان كان وهماً في الرواية او رفعاً لموقوف او ما شابه فانه لا يخرج عن كونه رأياً فيتساوى مع قول اصحاب الرأي,
فهذا هو وجه تفضيل المحديث غير المميز بين الصحيح و الضعيف على اهل الرأي, و هذا توجيه قوله: ضعيف الحديث خير من رأي ابي حنيفة
لا انه يعمل بالحديث الضعيف مطلقاً... وقد سبق بيان ذلك بالأمثلة

 

[أمجد درويش أبو موسى]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

ومن مسالك الإمام أحمد في هذا الباب أنه يعمل بالحديث الضعيف مع غيره لأنهما مع بعضهما يقويان ويشدان بعضهما
ينظر المسودة
وهذا يحتمل:
حديث ضعيف مع آخر ضعيف (ليس بشديد الضعف بحيث لا يقطع بعدم ثبوته)
ضعيف مع مرسل ليس بقوي
ضعيف مع صحابي خالفه آخر
ضعيف مع قول جمهور التابعين

والمراد بالشد هنا أن المعنى المستفاد من الحديثين يتقوى لا السند لأن السند إذا قوى بات الحديث دائرة المقبول فلا إشكال في العمل به

 

[أمجد درويش أبو موسى]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

ونسب هذا المذهب للإمام أعلم الناس بنصوصه : أبو بكر الخلال والقاضي

 

[أمجد درويش أبو موسى]

رد: هل صح ان الامام احمد بن حنبل كان ياخذ بالحديث الضعيف ؟

ولا أشك _في نظري_ أن الحديث الضعيف عند أحمد ليس هو الحسن في اصطلاح المتأخرين وتدبر نصوص الإمام في هذه المسالة وألفاظه يدل على ذلك
ومن أدلة ذلك على سبيل المثال:
قال عبد الله بن أحمد قلت لأبي ما تقول فى حديث ربعى بن حراش قال الذى يرويه عبد العزيز بن أبى راود
قلت نعم
قال لا الأحاديث بخلافهوقد رواه الحفاظ عن ربعى عن رجل لم يسموه
قال قلت فقد ذكرته فى المسند
قال قصدت فى المسند المشهور وتركت الناس تحت ستر الله ولو أردت أن أفصل ما صح عندى لم أرو من هذا المسند إلا الشىء بعد الشىء ولكنك يا بنى تعرف طريقتى فى الحديث لست أخالف ما ضعف من الحديث اذا لم يكن فى الباب شىء يدفعه ذكره القاضى فى مسألة الوضوء بالنبيذ.

فهل كل الأحاديث الضعيفة في المسند حسنة عند المتأخرين ؟!
لا يقول بذلك أحد من أهل الفن

ولو قلنا إن الحديث الضعيف الذي يعمل به أحمد هو الحسن عند المتأخرين لكان هذا دليل على ضعف في النظر
وذلك أن الحسن في دائرة المقبول والأخذ به لا يختص بالإمام أحمد
كما أنه إذا وجد في الباب ما يدفعه احتاج الأمر إلى الجمع بينه وبين باقي الأدلة لا دفعه مطلقا
ثم إن جعل الحسن من اختراع الترمذي أو الخطابي فيه نظر وخلاف عند أهل المصطلح والحديث
وعلى التسليم به فإن الاختراع هو الاسم لا المسمى لأن وجود درجة بين الصحيح والضعيف عند الأئمة قبل الترمذي لا شك فيه
وأيضا لو قلنا إن الضعيف الذي يعمل به أحمد هو الحسن عند المتأخرين فكيف نميز بينه وبين الضعيف عنده والذي هو عند المتأخرين ضعيف
وألفاظ أحمد واحدة لا تميز بين المرتبتين
فألفاظه: ضعيف ، لا يثبت ، لا يصح ، مردود ، قال بيده هكذا ، منكر ، شاذ ، الأحاديث على خلافه، مرسل الخ

فتحصل أن جعل الضعيف عند أحمد بمنزلة الحسن كما ذكره غير واحد من أهل العلم لا ينفك عن إشكالات كثيرة وقوية
مع أن ألفاظ أحمد لا تساعده