العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

فوزي منصور حسن

:: مشارك ::
إنضم
25 فبراير 2010
المشاركات
229
التخصص
فقه
المدينة
لندن
المذهب الفقهي
فقه الدليل من الكتاب والسنة (والاصل مالكي)
لا يخفى عليكم ما يدور في ليبيا حاليًا، والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة محددة: ما حكم من يقف مع القذافي ضد إخوانه، فيقتل الأطفال والشيوخ والنساء، وينتهك الاعراض، ويعيث في الارض فسادًا..ما هو التوصيف الشرعي لهم، وهل يعذرون بالاكراه أو التغرير بهم عندما يلقى القبض عليهم؟


أرجو الاهتمام بهذا الموضوع لاهميته الكبيرة.


وبارك الله فيكم​
 

أمنة محمد سعيد

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 يونيو 2011
المشاركات
162
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
الشارقة
المذهب الفقهي
سني
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

أنها فتنة فلا نعرف مع من نكون وأي توصيف شرعي لها
 

فوزي منصور حسن

:: مشارك ::
إنضم
25 فبراير 2010
المشاركات
229
التخصص
فقه
المدينة
لندن
المذهب الفقهي
فقه الدليل من الكتاب والسنة (والاصل مالكي)
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

أنها فتنة فلا نعرف مع من نكون وأي توصيف شرعي لها


لا يا أختي الكريمة...ليست فتنة على الاطلاق، وليس من رأى كمن سمع، والحكم على الشئ فرع عن تصوره كما تعلمين، والأمر باختصار شديد أن ما يحدث في ليبيا هو حرب استئصال يقودها هذا الطاغية ضد شعبه بكل ما تحوي الكلمة من معنى، ولو أخبرتك فقط بما فعله جند القذافي في أهل مصراتة العزل من فضائع ومجازر، وما خلفوه خلفهم من دمار وخراب لسطرتُ المجلدات، ولعلك لا تعلمين عن طبيعة الأوامر العسكرية التي أعطيت لهؤلاء المجرمين: المدينة مباحة لكم، فافعلوا ماشئتم، والامر نفسه تكرر في كل مدن ليبيا..فهل يصح بعد ذلك أن يوصف هذا بأنه فتنة؟ اللهم لا.





فائدة مهمة:
أرجو منك مشاهدة خطاب القذافي الشهير المعروف بخطاب زنقة زنقة، والذي هدد فيه الليبين بالويل والثبور وعظائم الأمور، وأحب أن أوكد لك أن كلما قاله قد طبقه فعلا، ولا حول ولاقوة إلا بالله.
 

أمنة محمد سعيد

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 يونيو 2011
المشاركات
162
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
الشارقة
المذهب الفقهي
سني
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

يا أخي أنا لم أقصد فقد الشعب الليبي لا أنا أقصد بالثورات التي حدثت في كل بلد من بلاد المسلمين فأنت ماذا تقول فيها
وكان هذا وجهة نر وشكرا لك على معلومتك في هذا الشأن
واقترح عليك مشاهد الموضوع الذي طرحه أخي محيي شهداء الثورة بين جرائم الطغاة وفتنة الدعاة .. بحثان للتحميل لعلك ترى جواب لسؤالك
 

فوزي منصور حسن

:: مشارك ::
إنضم
25 فبراير 2010
المشاركات
229
التخصص
فقه
المدينة
لندن
المذهب الفقهي
فقه الدليل من الكتاب والسنة (والاصل مالكي)
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

يا أخي أنا لم أقصد فقد الشعب الليبي لا أنا أقصد بالثورات التي حدثت في كل بلد من بلاد المسلمين فأنت ماذا تقول فيها
وكان هذا وجهة نر وشكرا لك على معلومتك في هذا الشأن
واقترح عليك مشاهد الموضوع الذي طرحه أخي محيي شهداء الثورة بين جرائم الطغاة وفتنة الدعاة .. بحثان للتحميل لعلك ترى جواب لسؤالك



لا أدري أختي الكريمة إن كنت فهمت سؤالي بشكل صحيح، والسب الذي يدفعني إلى قول ذلك أنك وصفت ما يحدث بأنه فتنة، ثم لما أبديتُ اعتراضي، ذكرتِ أنك تقصدين الثورات العربية وليس ليبيا فقط، وأحلتيني على بحث الدكتور حاتم المطيري، فوجدته يقرر خلاف ما يفهم من كلامك..وانظري خلاصة ما توصل إليه الدكتور الفاضل:


ويتلخص من كل ما سبق بيانه ما يلي:

أولا: مشروعية الثورة السلمية بل والثورة المسلحة على الأنظمة الطاغوتية التي تحكم الأمة اليوم، لعدم شرعيتها من جهة، ولطغيانها وحق الشعوب في تغييرها من جهة أخرى.

ثانيا : مشروعية التظاهرات السلمية الشعبية لمنع الظلم وتغيير المنكر، وهي تدخل في مفهوم اليدكما في الحديث الصحيح (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه)، فقدم الشارع التغيير باليد وهو الفعل، على التغيير باللسان والقول، واليد تصدق على القوة بكل صورها، ومنها القوة السياسية التي تستطيع الشعوب من خلالها الضغط على الحكومات وإسقاطها أو إصلاحها، أو كف ظلمها، والأخذ على يدها.

ثالثا : ومشروعية القتال دون الحقوق الدنيوية، إذا لم تستطع الأمة حماية حقوقها إلا بالقتال.

رابعا: وأن من يقتل في هذه المظاهرات والثورات فهو شهيد، وله أحكام شهداء المعركة.

خامسا: وأنه لافرق بين من خرج بشكل سلمي فقتل مظلوما، كما جرى في تونس ومصر واليمن وسوريا، ومن قاتل دون حقه وقتل، كما جرى في ليبيا، فكلاهما شهيد في حكم الدنيا والآخرة.

سادسا : وأنه لا فرق في وصف الشهادة وحكمها بين صالح وعاص، وسني وبدعي، إذا ثبت لهم سبب الشهادة ووصفها، لعموم النصوص، كشهداء المعركة، فإنه لا فرق بينهم بلا خلاف.

سابعا : وأن وصف الشهادة يطلق على الأعيان الذين أطلق عليهم الشارع هذا الوصف، ويبنى عليه أحكام محددة بحقهم، ومنهم المقتول ظلما، ومن قتل دون حقه!

ثامنا : وأن من خرج في التظاهرات بنية إقامة حكم الله وعدله فقُتل، فهو في سبيل الله، وهو أشرف وأعلى أنواع الشهادة!

تاسعا : وأنه يحرم القتال مع السلطة الجائرة فضلا عن الكافرة، ويحرم إعانتها إذا قاتلت من خرج عليها دفاعا عن حقه، ورفضا لظلمها، حتى وإن كان الخارج عليها غير مسلم، فيحرم إعانة السلطة عليه، كما نص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد.

عاشرا : وأنه إذا جاز خروج غير المسلمين على الإمام الشرعي، لدفع جوره وظلمه عنهم، وإذا كان يحرم إعانة الجائر عليهم، بل ويجب إعانتهم على دفع الظلم عن أنفسهم، كما في الحديث (لتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا)، وقال أيضا (إذا رأت أمتي الظالم ولم تأخذ على يديه أوشك الله أن يعمها بعقاب من عنده)، فمن باب أولى إذا خرج عليه المسلمون لدفع ظلمه، وحماية حقوقهم، فضلا عن السلطان إذا كان غير شرعي، أو كان طاغوتا يحكم بينهم بغير ما أنزل الله، فجهاده أوجب، ويحرم إعانته وطاعته، بل يجب الكفر به والبراءة منه،كما قال تعالى {يريدون أن يتحاكموا على الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به}، ويجب قتاله وجهاده على من استطاعه كما قال تعالى {الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا}!

فاللهم انصر المستضعفين وخذ بأيديهم وثبت أقدامهم وانصرهم على عدوك وعدوهم آمين آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..


* * *



أماعن سؤالي فهو أعمق مما تتصورين، وهو يتعلق بالتوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القذافي، فهل هم بغاة، أم خوارج، أم محاربون، أو غير ذلك، ولا يخفى على طالب العلم أن لكل صنف أحكام تخصه، وهذا الذي ما أردت تدارسه في هذا المنتدى المبارك.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

أماعن سؤالي فهو أعمق مما تتصورين، وهو يتعلق بالتوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القذافي، فهل هم بغاة، أم خوارج، أم محاربون، أو غير ذلك، ولا يخفى على طالب العلم أن لكل صنف أحكام تخصه، وهذا الذي ما أردت تدارسه في هذا المنتدى المبارك.

بارك الله فيك أخي فوزي على هذا الموضوع الهام
أسأل الله أن يرفع هذه الغمة ويريح اهل ليبيا من هذا الطاغوت وأعوانه
نحن بانتظار الإجابات عن أسئلتكم وذلك بتأصيل شرعي مستند إلى الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح
 

فوزي منصور حسن

:: مشارك ::
إنضم
25 فبراير 2010
المشاركات
229
التخصص
فقه
المدينة
لندن
المذهب الفقهي
فقه الدليل من الكتاب والسنة (والاصل مالكي)
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

بارك الله فيك أخي فوزي على هذا الموضوع الهام
أسأل الله أن يرفع هذه الغمة ويريح اهل ليبيا من هذا الطاغوت وأعوانه
نحن بانتظار الإجابات عن أسئلتكم وذلك بتأصيل شرعي مستند إلى الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح

بارك الله فيك أختي الكريمة أم طارق، ونحن حقا في انتظار بدء مناقشة هذه المسألة بشكل مفصل من المشايخ وطلاب العلم وفقهم الله.
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

أحسن الله إليكم
لا يخفى على ذي لبيب أن هذه الكتائب قامت بجرائم من هتك العرض وسلب المال وسفك الدم ما الله به عليم!
فاللهَ أسألُ أن يحقن دماء إخواننا في ليبيا وأن ينصرهم على من ظلمهم وأن يقوم الإسلام بين أظهرهم وتحيا السنة في تلك البلاد
وعن يمينها مصر وعن شمالها تونس فيصبح الهلال الإفريقي الإسلامي قويا قوة الأسد تهابه أوروبا التي تقابله من جهة البحر - ولا تعلوه فحاشا أن يعلو الكافر على المسلم -
وإن من ينظر - من أهل الغرب- إلى ذلك الهلال لا يريد له التمام ولا الإهلال وينتهزون الفرص بأي الطرق حتى لا تستقر أيا من تلك الدول الثلاث!
وللموضوع بقايا وأشجان ليس لهذا المقام تصريح بهذا ولا بغيره ويكفي ما قلتُ.. والله المستعان وإليه المشتكى...!

أما بخصوص هذا الموضوع وهو التوصيف الشرعي لهؤلاء المقاتلين
فهل هم بغاة، أم خوارج، أم محاربون، أو غير ذلك

أنقل لكم كلاما لشيخي الفاضل د. عبد الرحمن اللويحق - سدده الله - من مادة درسني إياها وهي خطر الغلو
وهي في مفهوم هذه المصطلحات الثلاث - البغي - الحرابة - الخروج، لعل القارئ الذي لا يعلم الفرق بين هذه المصطلحات يصبح على علم بها وينتفع بإذن الله تعالى

قال الشيخ حفظه الله:
1- البغي: تعريف البغي في اللغة:
قال ابن فارس -رحمه الله -:( بغي: الباء والغين والياء أصلان: أحدهما طلب الشيء ، والثاني: جنسٌ من الفساد ..
والأصل الثاني: قولهم بغى الجرح، إذا تراقى إلى فساد، ثم يشتق من هذا ما بعده, فالبغيُّ الفاجرة. والبغي : الظلم )([1]).
وهذا الثاني هو المراد في كلامنا هنا.
وقال ابن منظور - رحمه الله -: ( و البغي: التعدي، وبغى الرجل علينا بغياً: عدل عن الحق واستطال )([2]).
تعريف البغي اصطلاحاً: هذه الكلمة نجدها واضحة في كتب الفقه على اختلاف المذاهب الفقهية، فقد وردت عدة تعريفات كلها عائدة إلى أصل واحد:
ففي حاشية ابن عابدين - رحمه الله -: ( كل فئة لهم منعة يتغلبون ويجتمعون ويقاتلون أهل العدل بتأويل يقولون الحق معنا ويدعون الولاية)([3]).
وقال القرافي- رحمه الله -: ( الذي يخرج على الإمام يبغي خلعه, أو يمتنع عن الدخول في طاعته, أو يمنع حقاً وجب عليه بتأويل )([4]).
وقال النووي - رحمه الله - في المنهاج: ( هم مخالفو الإمام بخروج عليه وترك الانقياد, أو منع حق توجَّه عليهم بشرط شوكةٍ لهم وتأويلٍ، ومطاعٍ منهم، قيل: وإمام منصوب )([5]).
وقال ابن قدامة - رحمه الله -: ( قوم من أهل الحق خرجوا على الإمام بتأويل سائغ, وراموا خلعه، ولهم منعة وشوكة)([6]).
وفي الجملة يتضح معنى هذا المصطلح، وأنه منضبط على اختلاف في بعض القيود ولكن الجميع متفقون على اعتبار الخروج على ولي أمر المسلمين وإمامهم أصلاً في تحديد المعنى.
قال ابن هبيرة - رحمه الله -: ( واتفقوا على أنه إذا خرج على إمام المسلمين طائفة ذات شوكة، بتأويل مشتبه، فإنه يباح قتالهم؛ حتى يفيئوا ) ([7]).
الصلة بين هذا المعنى ومعنى الغلو، أن الغلاة في دين الله يقعون في مظهر من مظاهر الغلو كالتكفير، فيكفرون الحاكم لتأويل ظهر لهم، فيخرجون عليه، هذا التأويل هو الشبه التي ساقتهم إلى هذا القتال، فتجد أنهم تكون لهم منعة أو طائفة يأوون إليها، فيرُمُون خلع الإمام والخروج عليه.
لما ننظر للتعريف نجده محدد كذلك الإجراءات في التعامل مع البغاة محددة، ومن شاء منكم فيراجع أي كتاب فقهي يجد أن الفقهاء قد تكلموا كلاما كافياً في هذه المسألة بل لديهم تفاصيل كثيرة عن البغي والبغاة.
فالبغي هو حالة من حالات الغلو، حالة عملية ينتقل فيها الغلاة من تصوراتهم وآرائهم الاعتقادية في تكفير أو نحوه مثلاً إلى تطبيقها عملياً بالخروج على إمام المسلمين بناء على هذه الشبه التي عرضت لهم.
2- الحرابة:
وقد وردت في كلام الله تعالى :{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }[ المائدة:33].
فالله تعالى سماهم (محاربين ) والحرابة هي حالة من حالات الاعتداء.
تعريف الحرابة في اللغة:
قال ابن فارس -رحمه الله-: ( حرب: الحاء والراء والباء أصول ثلاثة:أحدهما: السَّلْبُ ...
فالأول: الحرْب واشتقاقها من الحرب وهو السَّلْبُ.
يقال حَرَبتُهُ ماله, وقد حُرِب ماله أي سُلِبَه )([8]).
وقال ابن منظور -رحمه الله -: (حرب: الحرب نقيض السلم ..) ([9]).
تعريف الحرابة والمحاربين اصطلاحاً:
قال ابن الهمام -رحمه الله -: ( الخارجون بلا تأويل بمنعة وبلا منعة يأخذون أموال النَّاس ويقتلونهم ويخيفون الطريق )([10]).
وقال ابن عبد البر -رحمه الله -( كل من قطع السبل وأخافها وسعى في الأرض فساداً بأخذ المال، واستباحة الدماء، وهتك ما حرم الله هتكه من المحارم فهو محارب) ([11]).
وقال النووي -رحمه الله -: ( هو مسلم، مكلف، له شوكة، لا مختلسون يتعرضون لآخِر قافلة يعتمدون الهرب، والذين يغلبون شرذمة بقوتهم قطاع في حقهم لا لقافلة عظيمة, وحيث يلحق الغوث ليسوا بقطاع ) ([12]).
وقال الخرقي -رحمه الله -: ( والمحاربون هم الذين يعرضون للقوم بالسلاح في الصحراء فيغصبونهم المال مجاهرة)([13]).
إن الفساد في الأرض يكون أحياناً من منطلق ديني لكن بدون تأويل فهو جاهل، فيمكن أن يكون هذا العمل الذي يعمله المعتدي نوعاً من الحرابة، ومحاربة لله ورسوله والسعي بالفساد لأن الله قال ( يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ).
ومثل ما ذكرت لكم آنفاً أن المجمع الفقهي ذكر هذه الآية في بيانه للإرهاب مبيناً شدة العقوبة الواردة في حق المحاربين.
3- الخروج على ولي الأمر ( الخوارج ):
وهذا اللفظ من الغلو، بل الخوارج من رؤوس الغلاة؛ لأنهم يكفرون بالمعصية، كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم- معبراً عن حالهم: " يقتلون أهل الإسلام، ويدعون أهل الأوثان "([14]).
تعريف الخوارج في اللغة:
قال ابن فارس -رحمه الله-: (خرج : الخاء والراء والجيم أصلان, وقد يمكن الجمع بينهما، إلاّ أنا سلكنا الطريق الواضح, فالأول : النَّفاذ من الشيء, والثاني: اختلاف لونين.
فالأول: قولنا: خرج يخرج خروجاً .. ) ([15]).
وقال ابن منظور -رحمه الله-:( خرج: الخروج نقيض الدخول خَرَجَ يَخْرجُ خُروْجاً )([16]).
تعريف الخوارج اصطلاحاً:
قال ابن نجيم -رحمه الله-: ( الخوارج: قوم لهم منعة وحمية خرجوا عليه بتأويل يرون أنه على باطل كفر أو معصية توجب قتاله بتأويلهم يستحلون دماء المسلمين وأموالهم ويسبون نساءهم ويكفرون أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم - )([17]) .
وقال النووي -رحمه الله-: ( الخوارج: صنف من المبتدعة يعتقدون أن من فعل كبيرة كفر، وخلد في النار، ويطعنون لذلك في الأئمة ولا يحضرون معهم الجمعات والجماعات )([18]).
وقال ابن قدامة -رحمه الله-: ( الخوارج: الذين يكفرون بالذنب ويكفرون عثمان، وعلياً، وطلحة، والزبير وكثيراً من الصحابة، ويستحلون دماء المسلمين وأموالهم؛ إلا من خرج معهم )([19]).
----------------
(1) " معجم مقاييس اللغة " مادة ( بغى ): ( 144 ).
(2) " لسان العرب " مادة ( بغى ): ( 14 / 75 – 78 ).
( 3 ) " الحاشية ": ( 4/261 ).
( 4 ) " الذخيرة ": ( 512/ 5) , وانظر: ابن العربي المالكي: " أحكام القرآن ": ( 4 / 1709 ).
( 5 ) نقلا عن الشربيني: " مغني المحتاج " : ( 4 / 123 – 124 ).
( 6 ) " الكافي ": ( 6/ 147 ).
( 7 ) " الإفصاح ": ( 402 ) .
( 8 ) " معجم مقاييس اللغة " مادة: ( حرب ): ( 258 ) .
( 9 ) " لسان العرب ": ( 1 / 302 – 306 ).
( 10 ) " فتح القدير ": ( 6/ 99 ) .
( 11 ) " الكافي في فقه أهل المدينة ": ( 2/1087 ).
( 12 ) الشربيني: " مغني المحتاج ": ( 4/ 180 ).
( 13 ) " مختصر الخرقي": ( 126 ).
(14) أخرجه البخاري:(639) برقم:(3344) ومسلم:(409) برقم:(1064).
( 15 ) " معجم مقاييس اللغة " مادة :( خرج ):( 313 ).
( 16 ) " لسان العرب " مادة: ( خرج ): ( 2/ 249 – 251 ).
( 17 ) " البحر الرائق شرح كنز الدقائق ": ( 5/ 234 ).
( 18 ) " روضة الطالبين ": ( 10 / 51 ).
( 19 ) " المغني ": (12/239 ).
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

يتولى حارّها من تولى قارّها.
نسأل الله أن يصلح حال الأمة وينصر أهل الحق على عدوهم. ولا يحوجنا وإياهم لأحد.
وأن يغيث المستضعفين ويمدهم بمدد من عنده ويغنيهم به عمن سواه.

ووالله ان القلب ليتفطر على هذه الهلكة, وعلى تلك المُهج التي تُزهق بغير حق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

لا يا أختي الكريمة...ليست فتنة على الاطلاق، وليس من رأى كمن سمع،
هذا رأيها الذي تعتقده
وأزيد:
بل هي فتنة عظيمة.
وقتل عظيم
وظلم عظيم.
وأوافقك:
على أن من كان بالداخل ورأى ! كان أخبر ... لا كمن سمع بإعلام غيره , أو تجهّز لطائرة تظله !
((فليس الخبر كالمعاينة)) كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم. (أخرجه أحمد رحمه الله في مسنده)
 
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
72
التخصص
لغة عربية ودراسات إسلامية
المدينة
تاجوراء
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

التوصيف الفقهي المناسب لمن يقاتل مع الطاغية القذافي هو أنهم بغاة ومعتدون ؛ فذلك لأنّهم لم يَرضَوا بالإصلاح الذي أمرت به الآية ، بل فضّلوا استعمال السلاح وسفك الدماء والاعتداء على الأعراض ونهب الأموال وجاروا وظلموا ، فصاروا بهذا بغاة ووجب قتالهم بنص قوله تعالى : { وَإن طَائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنِينِ اقتتلوا فَأصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإن بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلى الأخرَى فَقاتِلوا التي تَبْغِي حتى تفِئ إلى أمْرِ اللِه } .
يقول الشيخ ابنُ عاشور ـ رحمه الله ـ في تفسير البَغي في هذه الآية : " البَغي هو الظلم والاعتداء على حق الغير " التحرير والتنوير . ويقول الشيخ ابن العابدين ـ رحمه الله ـ : " فالبُغاة عرفا الطالبون لما لا يَحِلّ مِن جَور وظلم " الحاشية .
فالبَاغي المَأمُور بقتاله في هذه الآية هو كل مَن ظلم وتَعدّى على حقّ الغير ولو كان سُلطانا إذا تَعدّى على مال شعبه وانتهك أعراضهم وسفك دماءهم كالطاغية القذافي و أعوانه ، و ليس البغي خاصّا بالخروج على الإمام الحقّ فقط ، بدليل أنّ الآية لم تنزِل بِخصُوص الخروج على الإمام الحق فعن قتادة والسّدي أنّها نزلت في فتنة بيَن الأوس والخزرج بسبب خصومة بين رجل وامرأته أحدهما مِن الأوس و الآخر مِن الخزرج انتصَر لكل مِنهُما قومُه حتى تدافعوا بعضهم بعضا بالأيدي والنعال والعصي فنزلت الآية فجاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأصلح بينهما ، يقول الشيخ ابن عاشور ـ رحمه الله ـ : " فكانت حُكما عامّا نزل في سبب خاصّ " التحرير والتنوير .
والخروج على الإمام الحق إنما هو صورة مِن صُوَر البَغي التي تشملها الآية السابقة ، يقول شيخ الإسلام أبو زكريا الأنصاري ـ رحمه الله ـ : " والبُغاة جمع باغ سموا بذلك لمُجاوزتهم الحدّ والأصل فيه آية { و إن طائفتان ...... } الآية . وليس فيه ذكر الخروج على الإمام صَريحا لكنها تشمله لعُمُومِها أو تقتضيه ؛ لأنّه إذا طلب القتال لبَغي طائفة على طائفة فالبَغي على الإمام أولى " أسنى المطالب .
ويقول الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ وهو يردّ على مَن مَنَع مُقاتلة الحاكم الباغي كالطاغية القذافي مثلا ما نصّه : " فلمّا اختلفوا كما ذكرنا وجب أنْ نردّ ما اختلفوا فيه إلى ما افترض الله علينا الردّ إليه إذ يقول تعالى { فإن تَنَازَعْتمْ فِي شَيءٍ فَرُدّوهُ إلى اللهِ وَ الرّسُولِ } ففعلنا فلم نجد الله تعالى فرق في قتال الفئة الباغية على الأخرى بين سلطان وغيره ، بل أمر تعالى بقتال مَن بَغى على أخيه المسلم عُمومًا حتى يفيء إلى أمر الله تعالى وما كان ربّك نسيّا ، وكذلك قوله عليه السلام : " مَن قتل دُونَ مَالهَ فهو شَهِيد (متفق عليه) أيضا عموم لم يخصّ معه سلطانا مِن غيره ، ولا فرق في قرآن أو حديث أو إجماع أو قياس بين مَن أريد ماله أو أريد دمُه أو أريد فرجُ امرأته أو أريد ذلك مِن جميع المسلمين، وفي الإطلاق على هذا (أي في عدم قتال السلطان) هلاك الدّين و أهله، وهذا لا يَحِلّ بلا خلاف وبالله تعالى التوفيق " المحلى . ويقول ـ رحمه الله ـ أيضا : " السلطان وغيره سواء ( أي في حكم محاربته إنْ كان باغيا) كمَا رَوينا مِن طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال: أرسل معاوية بن أبي سفيان إلى عامل له أن يأخذ الوَهَط ( مال كان لعمرو بن العاص) فبلغ ذلك عبد الله بن عمرو بن العاص فلبس سلاحه هو ومُواليه وغَـلمَتـُه وقال : إني سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : " مَن قتل دون مَالهِ مَظلوما فهو شهيد " .... فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص بقيّة الصحابة وبحضرة سائرهم ـ رضي الله عنهم ـ يريد قتال عنبسة بن أبي سفيان عامل أخيه معاوية أمير المؤمنين إذ أمْرَه بقبض الوَهَط و رأى عبد الله بن عمرو أنّ أخذه منه غير واجب وما كان معاوية ليأخذ ظلما صراحا لكنْ أراد ذلك بِوَجْه تأوّله بلا شك ، ورأى عبد الله بن عمرو أنّ ذلك ليس بحقّ ولبس السّلاح للقتال ولا مُخالف له في ذلك مِن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ " المحلى .
و يقول الإمام الجصاص ـ رحمه الله ـ وهو يرد على قوم لا يرون الإنكار على الحكام والسلاطين : " وزعموا ... أنّ السّلطان لا يُنكَر عليه الظلمُ والجَورُ وقتل النفس التي حرم الله ، و إنّما يُنكَر على غير السلطان بالقول أو باليد بغير سلاح ، فصاروا شرّا مِن أعداء الأمة المُخالفين لها ؛ لأنّهم أقعدوا الناسَ عن قتال الفئة الباغية وعن الإنكار على السلطان الظلمَ والجَورَ ، حتى أدّى ذلك إلى تغلب الفجّار بل المجوس و أعداء الإسلام ، حتى ذهبت الثغور وشاع الظلم وخربت البلاد وذهب الدين والدنيا ....والذي جلب ذلك كله عليهم ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الإنكار على السلطان الجائر " أحكام القرآن .
و أما الإكراه فقد أجمع الفقهاء على أنه ليس بعذر شرعي بحيث يبيح القتل بل ولو وصل الإكراه إلى درجة القتل ،يقول الشيخ ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : " لو أكره رجلٌ رجلا على قتل مسلم معصوم فإنه لا يجوز له قتله باتفاق المسلمين وإن أكرهه بالقتل ؛ فإنه ليس حفظ نفسه بقتل ذلك المعصوم ( أي معصوم النفس) بأولى مِن العكس .فليس له أنْ يظلم غيرَه فيقتله لئلا يُقتل هو " مجموع الفتاوى .
ويقول الإمام العز بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ : " ولاجتماع المفاسد أمثلة :
أحدها : أنْ يُكرَه على قتل مسلم ، بحيث إنّه لو امتنع منه قـتِل ، فيلزمه أنْ يَدْرأ مفسدة القتل بالصبر على القتل ؛ لأنّ صبْره على القتل أقلّ مفسدة مِن إقدامه عليه . و إنْ قدَر على دَفع المُكرَه بسبب مِن الأسباب لزمه ذلك ، لقدرتهعلى درأ المفسدتين . و إنما قـدِّم درأ القتل بالصبر على القتل ، لإجماع العلماء على تحريم القتل (أي بغير حق) ، واختلافهم في الاستسلام للقتل ، فوجب تقديم درأ المفسدة المُجْمَع على وجوب دَرْئها على دَرْء المفسدة المُختلف في وجوب دَرْئها ..." قواعد الأحكام .
ويـقـول الـشـيـخ ابن تـيمـيتـة ـ رحمـه اللـه ـ في حـكـم مـقـاتـلـة الـظـلـمـة ( كالـقـذافــي مـثـلا ) وقـتـل أفــراد جيشه المدافعين عنه الحاملين للسلاح سواء كانوا طائعين أم مُكرَهين : " كل طائفة خارجة عن شريعة مِن شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة فإنّه يجب قتالها باتفاق أئمة المسلمين ؛ وإنْ تكلمَت بالشهادتين . فإذا أقرّوا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلوات الخمس وجب قتالهم حتى يُصَلوا، وإنِ امتنعوا عن الزكاة وجب قتالهم حتى يُؤدّوا الزكاة،وكذلك إنِ امتنعوا عن صيام شهر رمضان وحج البيت العتيق ، وكذلك إنِ امتنعوا عن تحريم الفواحش أو الزنا أو الميسر أو غير ذلك مِن مُحرّمات الشريعة ، وكذلك إن امتنعوا عن الحكم في الدماء والأموال والأعراض والأبضاع ونحوها بحكم الكتاب والسنة ، وكذلك إنِ امتنعوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الكفار إلى أن يُسْلِمُوا ويُؤَدّوا الجزية عن يد وهم صاغرون ... ومَن أخرجوه معهم مُكرَهًا فإنه يُبْعث على نيّته ،ونحن علينا أنْ نقاتل العسكر جميعه إذ لا يتميّز المُكْرَه مِن غيره " مجموع الفتاوى .

وقد قمت بإعداد بحث حول الثورة الليبية في الشهر الثاني تقريبا من الثورة المباركة وسميته ( الخلاصة الفقهية للثورة الليبية ) وما تقدم ذكره هو جزء من البحث ولعلي أدرجه في هذا الملتقى إن شاء الله تعالى .
 
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
72
التخصص
لغة عربية ودراسات إسلامية
المدينة
تاجوراء
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

أنها فتنة فلا نعرف مع من نكون وأي توصيف شرعي لها
: هذه المُغالطة قد وقع فيها كثير مِن الناس وظنوا أنّ ما حدث في ليبيا هو مِن الفتن التي أخبر عنها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله : " ستكون فتن القاعد فيها خير مِن القائم .... الحديث ، وظنّوا أيضا أنّ قتل المُسلحين مِن عناصر الطاغية القذافي المُعتدين لا يجوز لأنّهم مسلمون، ويَستدلون بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار ...الحديث ، وظنّهم هذا غير صواب والحقّ غير ذلك وإنّ الظن لا يغني مِن الحقّ شيئا ، و سنبيّن ذلك في هاتين النقطتين :
أولا : نصَّ جمهورُ أهل العلم على أنّه ليس كل نزاع بين طائفتين مسلمتين يُعدّ فتنة بحيث يجب الاعتزال عنها ، بل يُعدّ فتنة إذا التبس الأمرُ بحيث لا يُعلم مَن هو المُحِقّ ، كما حدث في موقعة صفين والجمل فإنّ بعض الصحابة عندما خفي عليهم الحقّ هل هو مع علي ـ رضي الله عنه ـ أم مع معاوية ـ رضي الله عنه ـ لمّا خفي عليهم ذلك اعتزلوا القتال ، أما إذا عُلِمَ المُحِقّ ففي هذه الحالة لا يجوز الاعتزال عن نصرة الحق بدليل قوله تعالى : { وإن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلوا فَأصْلِحُوا بَينَهُمَا فَإن بَغتْ إحْدَاهُمَا عَلى الأخْرَى فَقاتِلوا التي تَبْغِي حَتى تَفِئ إلى أمْرِ اللهِ } ، فقد وصف الله تعالى كِلا الطائفتين بالإيمان ومع هذا أمَرَ اللهُ بقتال الطائفة التي تتعدّى على حقوق الطائفة الأخرى ، مِن أجل ذلك حَمَل الفقهاءُ المُحققون الأحاديثَ الدالة على الاعتزال في الفتن التي تحدث بين المسلمين حَمَلوهَا على النزاعات التي لا يُعْلمُ فيها المُحِقّ حتى لا يحدث التعارض في النصوص الآمرة بنصرة الحق وقتال البغاة والظلمة والنصوص الدالة على لزوم المنازل و الاعتزال ، يقول الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : " ذهب جمهورُ الصحابة والتابعين إلى وجوب نصرة الحقّ وقتال الباغين وحَمَلَ هؤلاء الأحاديثَ الواردة في ذلك على مَن ضعف عن القتال أو قصر نظره عن معرفة صاحب الحقّ .... قال الطبري : لو كان الواجب في كل اختلاف يقع بين المسلمين الهربُ منه بلزوم المنازل وكسر السيوف لما أقيم حدّ ولا أبطل باطل ولوجد أهلُ الفسوق سبيلا إلى ارتكاب المُحرّمات مِن أخذ الأموال وسفك الدماء وسَبْي الحريم بأنْ يقول هذه فتنة وقد نهينا عن القتال فيها، وهذا مُخالِف للأمر بالأخذ على أيدي السفهاء " فتح الباري .
وقال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ : " وقال مُعْظم الصّحابة والتابعين وعامّة علماء الإسلام يجب نصر المُحِقّ في الفتن والقيام معه بمقاتلة الباغين كما قال تعالى " فقاتلوا التي تبغي ....الآية ، وهذا هو الصحيح ، وتتأوّل الأحاديث على مَن لم يظهر له المُحِقّ أو على طائفتين ظالمتين لا تأويل لواحدة منهما ، ولو كان كما قال الأوّلون لظهر الفساد واستطال أهلُ البغي والمُبْطلون والله أعلم " شرح مسلم .
وفي شرح البخاري للإمام ابن بطال ـ رحمه الله ـ كلام نفيس للإمام الطبري عند شرحه لحديث " ستكون فتن القاعد فيها خير مِن القائم ...الحديث ، مَفاده ما قلناه سابقا، ولولا طول كلامه لنقلناه ، فراجعه هناك إن شئت ، فإن فيه ما يزيل الشبه عنك . فإذا نظرنا إلى النزاع في ليبيا وجدنا أنّ المُحِقّ هم الثوار الليبيون؛ لأنّهم قاموا لأجل تحكيم شرع الله و مَنع الظلم والفساد القائم في البلاد ، ووجدنا الطاغية القذافي وأعوانه بُغاة على باطل ؛ لأنهم سفكوا الدماء واغتصبوا النساء وعتوا في الأرض الفساد ، فهل بعد هذا كله يُعقل أنْ يُقال: إنّ القتال في ليبيا فتنة بحيث لا يعلم من هو المحق أو يحرم المشاركة فيه أو يصعب التوصيف الشرعي له ؟!!
ثانيا : إنّ قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار...الحديث ، ليس على إطلاقه فقد حَمَله الفقهاءُ المُحَققون على غير القتال الواجب بأنْ كان مِن أجل مُلك أو عَصبيّة ، وإلا بأنْ جعل على إطلاقه لأدّى إلى التعارض مع نصوص أخرى دالة على وجوب قتال البغاة والظلمة والفساق والأخذ على أيديهم ، والتعارض في الشريعة مَمْنوع ، يقول الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في شرح هذا الحديث : " وهو إذا التقى المسلمان بسيفيهما في المقاتلة المُحرّمة كالقتال عَصبيّة ... " شرح مسلم .
وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في شرحه للحديث السابق : " وحُمِل...على مَن قاتل بغير تأويل سائغ بل بمجرّد طلب الملك ....وقد أخرج البزار في حديث القاتل والمقتول في النار زيادة تبيّن المراد وهي إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل و المقتول في النار ، ويؤيده ما أخرجه مسلم بلفظ "لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيم قتَـل ولا المقتول فيم قـتِـل، فقيل : كيف ذلك، قال : الهَرَج القاتل والمقتول في النار" ، قال القرطبي : فبيّن هذا الحديث أنّ القتال إذا كان على جهل مِن طلب الدنيا أو اتّباع هوىً فهو الذي أريد بقوله القاتل والمقتول في النار ..." فتح الباري .
وقال الإمام ابن بطال ـ رحمه الله ـ : " فأمّا إذا ظهر البغي في إحدي الطائفتين لم يَحِلّ لمسلم أنْ يَتَخَلف عن قتال الباغية ؛ لقوله تعالى { فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله } ولو أمسك المسلمون عن قتال أهل البغي لبطلت فريضة الله تعالى " شرح صحيح البخاري .
بعد توضيح معنى الحديث يتبيّن لنا جليّا أنّه ليس كل قتال بين مسلمين يُعدّ القاتل والمقتول منهما في النار ، بل مَن قاتل مِن أجل ملك أو مال أو دنيا أو عصبية فمقتوله وقاتله في النار ، أما مَن قاتل لأجل تحكيم شرع الله و إقامة العدل و مَنعِ الظلم أو غير ذلك مِن القتال الواجب شرعا كقتال البغاة المُعتدين وغيره مِن القتال الذي هو حق لله ، فلا يشمله الحديث بل هو شهيد بإذن الله تعالى ، يقول الماوردي ـ رحمه الله ـ في الأحكام السلطانية : " قتال البغاة مِن حقوق الله التي لا يجوز إضاعتها فحفظها أولى " . و يقول الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في شرحه لحديث { لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ..} ، ما نصه : " وهذا الفضل وإنْ كان ظاهره في قتال الكفار فيدخل فيه مَن خرج في سبيل الله في قتال البغاة وقطاع الطرق وفي إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" شرح صحيح مسلم .
وإنّ مِمّا يُؤيّد أنّ الحديث السابق ليس على إطلاقه ما قام به سيدنا الحسين وعبد الله بن الزبير مِن ثورتهم على بني أمية وقد كان معهما عدد كبير مِن الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ فهؤلاء لولا فهمهم للحديث السابق بما شرحناه آنفا لمَا أقدموا على فعلهم هذا وهم أحرص الناس على ترك الحرام ، بل ترك الشبهات ، فلمّا رأينا ذلك منهم عَلِمْنا جزما أنّ الوعيد المذكور في الحديث لا يشمل القتال الواجب شرعا كمحاربة الفساد والظلم وقتال البغاة ، وقد قرّرنا سابقا بالبرهان والدليل أنّ القتال الذي في ليبيا هو مِن باب قتال البغاة لأنّ الطاغية القذافي وأعوانه هم الذين بادروا بالاعتداء والقتل والظلم ، فراجعْ ما قلناه سابقا .
 
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
72
التخصص
لغة عربية ودراسات إسلامية
المدينة
تاجوراء
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

إنها فتنة فلا نعرف مع من نكون وأي توصيف شرعي لها
هذه المُغالطة قد وقع فيها كثير مِن الناس وظنوا أنّ ما حدث في ليبيا هو مِن الفتن التي أخبر عنها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله : " ستكون فتن القاعد فيها خير مِن القائم .... الحديث ، وظنّوا أيضا أنّ قتل المُسلحين مِن عناصر الطاغية القذافي المُعتدين لا يجوز لأنّهم مسلمون، ويَستدلون بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار ...الحديث ، وظنّهم هذا غير صواب والحقّ غير ذلك وإنّ الظن لا يغني مِن الحقّ شيئا ، و سنبيّن ذلك في هاتين النقطتين :
أولا : نصَّ جمهورُ أهل العلم على أنّه ليس كل نزاع بين طائفتين مسلمتين يُعدّ فتنة بحيث يجب الاعتزال عنها ، بل يُعدّ فتنة إذا التبس الأمرُ بحيث لا يُعلم مَن هو المُحِقّ ، كما حدث في موقعة صفين والجمل فإنّ بعض الصحابة عندما خفي عليهم الحقّ هل هو مع علي ـ رضي الله عنه ـ أم مع معاوية ـ رضي الله عنه ـ لمّا خفي عليهم ذلك اعتزلوا القتال ، أما إذا عُلِمَ المُحِقّ ففي هذه الحالة لا يجوز الاعتزال عن نصرة الحق بدليل قوله تعالى : { وإن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلوا فَأصْلِحُوا بَينَهُمَا فَإن بَغتْ إحْدَاهُمَا عَلى الأخْرَى فَقاتِلوا التي تَبْغِي حَتى تَفِئ إلى أمْرِ اللهِ } ، فقد وصف الله تعالى كِلا الطائفتين بالإيمان ومع هذا أمَرَ اللهُ بقتال الطائفة التي تتعدّى على حقوق الطائفة الأخرى ، مِن أجل ذلك حَمَل الفقهاءُ المُحققون الأحاديثَ الدالة على الاعتزال في الفتن التي تحدث بين المسلمين حَمَلوهَا على النزاعات التي لا يُعْلمُ فيها المُحِقّ حتى لا يحدث التعارض في النصوص الآمرة بنصرة الحق وقتال البغاة والظلمة والنصوص الدالة على لزوم المنازل و الاعتزال ، يقول الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ : " ذهب جمهورُ الصحابة والتابعين إلى وجوب نصرة الحقّ وقتال الباغين وحَمَلَ هؤلاء الأحاديثَ الواردة في ذلك على مَن ضعف عن القتال أو قصر نظره عن معرفة صاحب الحقّ .... قال الطبري : لو كان الواجب في كل اختلاف يقع بين المسلمين الهربُ منه بلزوم المنازل وكسر السيوف لما أقيم حدّ ولا أبطل باطل ولوجد أهلُ الفسوق سبيلا إلى ارتكاب المُحرّمات مِن أخذ الأموال وسفك الدماء وسَبْي الحريم بأنْ يقول هذه فتنة وقد نهينا عن القتال فيها، وهذا مُخالِف للأمر بالأخذ على أيدي السفهاء " فتح الباري .
وقال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ : " وقال مُعْظم الصّحابة والتابعين وعامّة علماء الإسلام يجب نصر المُحِقّ في الفتن والقيام معه بمقاتلة الباغين كما قال تعالى " فقاتلوا التي تبغي ....الآية ، وهذا هو الصحيح ، وتتأوّل الأحاديث على مَن لم يظهر له المُحِقّ أو على طائفتين ظالمتين لا تأويل لواحدة منهما ، ولو كان كما قال الأوّلون لظهر الفساد واستطال أهلُ البغي والمُبْطلون والله أعلم " شرح مسلم .
وفي شرح البخاري للإمام ابن بطال ـ رحمه الله ـ كلام نفيس للإمام الطبري عند شرحه لحديث " ستكون فتن القاعد فيها خير مِن القائم ...الحديث ، مَفاده ما قلناه سابقا، ولولا طول كلامه لنقلناه ، فراجعه هناك إن شئت ، فإن فيه ما يزيل الشبه عنك .
فإذا نظرنا إلى النزاع في ليبيا وجدنا أنّ المُحِقّ هم الثوار الليبيون؛ لأنّهم قاموا لأجل تحكيم شرع الله و مَنع الظلم والفساد القائم في البلاد ، ووجدنا الطاغية القذافي وأعوانه بُغاة على باطل ؛ لأنهم سفكوا الدماء واغتصبوا النساء وعتوا في الأرض الفساد ، فهل بعد هذا كله يُعقل أنْ يُقال: إنّ القتال في ليبيا لا يعلم فيه من هو المحق بحيث يكون فتنة ويحرم المشاركة فيه أو يصعب التوصيف الشرعي له ؟!!
ثانيا : إنّ قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار...الحديث ، ليس على إطلاقه فقد حَمَله الفقهاءُ المُحَققون على غير القتال الواجب بأنْ كان مِن أجل مُلك أو عَصبيّة ، وإلا بأنْ جعل على إطلاقه لأدّى إلى التعارض مع نصوص أخرى دالة على وجوب قتال البغاة والظلمة والفساق والأخذ على أيديهم ، والتعارض في الشريعة مَمْنوع ، يقول الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في شرح هذا الحديث : " وهو إذا التقى المسلمان بسيفيهما في المقاتلة المُحرّمة كالقتال عَصبيّة ... " شرح مسلم .
وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في شرحه للحديث السابق : " وحُمِل...على مَن قاتل بغير تأويل سائغ بل بمجرّد طلب الملك ....وقد أخرج البزار في حديث القاتل والمقتول في النار زيادة تبيّن المراد وهي إذا اقتتلتم على الدنيا فالقاتل و المقتول في النار ، ويؤيده ما أخرجه مسلم بلفظ "لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس زمان لا يدري القاتل فيم قتَـل ولا المقتول فيم قـتِـل، فقيل : كيف ذلك، قال : الهَرَج القاتل والمقتول في النار" ، قال القرطبي : فبيّن هذا الحديث أنّ القتال إذا كان على جهل مِن طلب الدنيا أو اتّباع هوىً فهو الذي أريد بقوله القاتل والمقتول في النار ..." فتح الباري .
وقال الإمام ابن بطال ـ رحمه الله ـ : " فأمّا إذا ظهر البغي في إحدي الطائفتين لم يَحِلّ لمسلم أنْ يَتَخَلف عن قتال الباغية ؛ لقوله تعالى { فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله } ولو أمسك المسلمون عن قتال أهل البغي لبطلت فريضة الله تعالى " شرح صحيح البخاري .
بعد توضيح معنى الحديث يتبيّن لنا جليّا أنّه ليس كل قتال بين مسلمين يُعدّ القاتل والمقتول منهما في النار ، بل مَن قاتل مِن أجل ملك أو مال أو دنيا أو عصبية فمقتوله وقاتله في النار ، أما مَن قاتل لأجل تحكيم شرع الله و إقامة العدل و مَنعِ الظلم أو غير ذلك مِن القتال الواجب شرعا كقتال البغاة المُعتدين وغيره مِن القتال الذي هو حق لله ، فلا يشمله الحديث بل هو شهيد بإذن الله تعالى ، يقول الماوردي ـ رحمه الله ـ في الأحكام السلطانية : " قتال البغاة مِن حقوق الله التي لا يجوز إضاعتها فحفظها أولى " . و يقول الإمام النووي ـ رحمه الله ـ في شرحه لحديث { لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ..} ، ما نصه : " وهذا الفضل وإنْ كان ظاهره في قتال الكفار فيدخل فيه مَن خرج في سبيل الله في قتال البغاة وقطاع الطرق وفي إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" شرح صحيح مسلم .
وإنّ مِمّا يُؤيّد أنّ الحديث السابق ليس على إطلاقه ما قام به سيدنا الحسين وعبد الله بن الزبير مِن ثورتهم على بني أمية وقد كان معهما عدد كبير مِن الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ فهؤلاء لولا فهمهم للحديث السابق بما شرحناه آنفا لمَا أقدموا على فعلهم هذا وهم أحرص الناس على ترك الحرام ، بل ترك الشبهات ، فلمّا رأينا ذلك منهم عَلِمْنا جزما أنّ الوعيد المذكور في الحديث لا يشمل القتال الواجب شرعا كمحاربة الفساد والظلم وقتال البغاة ، وقد قرّرنا سابقا بالبرهان والدليل أنّ القتال الذي في ليبيا هو مِن باب قتال البغاة لأنّ الطاغية القذافي وأعوانه هم الذين بادروا بالاعتداء والقتل والظلم ، فراجعْ ما قلناه سابقا .
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

بارك الله فيك أخي صلاح على هذا التحرير الفقهي العلمي للحادثة
أما وقد أزال الله الغمة وشفى صدور قوم مؤمنين فلا نملك إلا أن نقول
الحمد لله وحده نصر عباده المسلمين على من عاداهم
ونسأل أن يغفر لمن كان مغررا به أو جاهلاً
وأن يعجل بتثبيت أركان هذا البلد ويجعل كيد من يكيد لأهله في نحورهم
ولن أناقش الموضوع فقهيا . ولكن أكتفي بأن أسأل سؤالا لن يختلف على جوابه اثنان ، لعله يوضح الخيار الأوحد أمام هذا الشعب المسكين وهو
هل كان المطلوب من الليبيين الصبر والبقاء على حالهم ووضعهم المزري أربعين سنة أخرى سكوتا خانعين
وسنة الله في كونه ماضية، فهو القائل:
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
وهو القائل:
[FONT=&quot]( وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ )[/FONT]
 
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
72
التخصص
لغة عربية ودراسات إسلامية
المدينة
تاجوراء
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

آمين آمين ..
(ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم ولينصرن الله من نصره إن الله لقوي عزيز)
الآية ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) ..
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟

جزاك الله خيرا
تم التصحيح
 
أعلى