رد: ما هو التوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القدافي في ليبيا؟؟
يا أخي أنا لم أقصد فقد الشعب الليبي لا أنا أقصد بالثورات التي حدثت في كل بلد من بلاد المسلمين فأنت ماذا تقول فيها
وكان هذا وجهة نر وشكرا لك على معلومتك في هذا الشأن
واقترح عليك مشاهد الموضوع الذي طرحه أخي محيي
شهداء الثورة بين جرائم الطغاة وفتنة الدعاة .. بحثان للتحميل لعلك ترى جواب لسؤالك
لا أدري أختي الكريمة إن كنت فهمت سؤالي بشكل صحيح، والسب الذي يدفعني إلى قول ذلك أنك وصفت ما يحدث بأنه فتنة، ثم لما أبديتُ اعتراضي، ذكرتِ أنك تقصدين الثورات العربية وليس ليبيا فقط، وأحلتيني على بحث الدكتور حاتم المطيري، فوجدته يقرر خلاف ما يفهم من كلامك..وانظري خلاصة ما توصل إليه الدكتور الفاضل:
ويتلخص من كل ما سبق بيانه ما يلي:
أولا: مشروعية الثورة السلمية بل والثورة المسلحة على الأنظمة الطاغوتية التي تحكم الأمة اليوم، لعدم شرعيتها من جهة، ولطغيانها وحق الشعوب في تغييرها من جهة أخرى.
ثانيا : مشروعية التظاهرات السلمية الشعبية لمنع الظلم وتغيير المنكر، وهي تدخل في مفهوم اليدكما في الحديث الصحيح (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه)، فقدم الشارع التغيير باليد وهو الفعل، على التغيير باللسان والقول، واليد تصدق على القوة بكل صورها، ومنها القوة السياسية التي تستطيع الشعوب من خلالها الضغط على الحكومات وإسقاطها أو إصلاحها، أو كف ظلمها، والأخذ على يدها.
ثالثا : ومشروعية القتال دون الحقوق الدنيوية، إذا لم تستطع الأمة حماية حقوقها إلا بالقتال.
رابعا: وأن من يقتل في هذه المظاهرات والثورات فهو شهيد، وله أحكام شهداء المعركة.
خامسا: وأنه لافرق بين من خرج بشكل سلمي فقتل مظلوما، كما جرى في تونس ومصر واليمن وسوريا، ومن قاتل دون حقه وقتل، كما جرى في ليبيا، فكلاهما شهيد في حكم الدنيا والآخرة.
سادسا : وأنه لا فرق في وصف الشهادة وحكمها بين صالح وعاص، وسني وبدعي، إذا ثبت لهم سبب الشهادة ووصفها، لعموم النصوص، كشهداء المعركة، فإنه لا فرق بينهم بلا خلاف.
سابعا : وأن وصف الشهادة يطلق على الأعيان الذين أطلق عليهم الشارع هذا الوصف، ويبنى عليه أحكام محددة بحقهم، ومنهم المقتول ظلما، ومن قتل دون حقه!
ثامنا : وأن من خرج في التظاهرات بنية إقامة حكم الله وعدله فقُتل، فهو في سبيل الله، وهو أشرف وأعلى أنواع الشهادة!
تاسعا : وأنه يحرم القتال مع السلطة الجائرة فضلا عن الكافرة، ويحرم إعانتها إذا قاتلت من خرج عليها دفاعا عن حقه، ورفضا لظلمها، حتى وإن كان الخارج عليها غير مسلم، فيحرم إعانة السلطة عليه، كما نص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد.
عاشرا : وأنه إذا جاز خروج غير المسلمين على الإمام الشرعي، لدفع جوره وظلمه عنهم، وإذا كان يحرم إعانة الجائر عليهم، بل ويجب إعانتهم على دفع الظلم عن أنفسهم، كما في الحديث (لتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا)، وقال أيضا (إذا رأت أمتي الظالم ولم تأخذ على يديه أوشك الله أن يعمها بعقاب من عنده)، فمن باب أولى إذا خرج عليه المسلمون لدفع ظلمه، وحماية حقوقهم، فضلا عن السلطان إذا كان غير شرعي، أو كان طاغوتا يحكم بينهم بغير ما أنزل الله، فجهاده أوجب، ويحرم إعانته وطاعته، بل يجب الكفر به والبراءة منه،كما قال تعالى {يريدون أن يتحاكموا على الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به}، ويجب قتاله وجهاده على من استطاعه كما قال تعالى {الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا}!
فاللهم انصر المستضعفين وخذ بأيديهم وثبت أقدامهم وانصرهم على عدوك وعدوهم آمين آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
* * *
أماعن سؤالي فهو أعمق مما تتصورين، وهو يتعلق بالتوصيف الشرعي لمن يقاتل مع القذافي، فهل هم بغاة، أم خوارج، أم محاربون، أو غير ذلك، ولا يخفى على طالب العلم أن لكل صنف أحكام تخصه، وهذا الذي ما أردت تدارسه في هذا المنتدى المبارك.