العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الحقّ ! بحق حمزة كاشغري

إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد

الحمد لله على كل حال, وإليه المرجع والمآل.

والصلاة والسلام على من له علينا حق النصرة والطاعة, وعلى صحبه والآل.

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 57، 58]

وقال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النحل: 116، 117].

نبثّ الشكوى إلى الله؛ بعد أن تطاول هذا الزنديق المارق على الذات العليّة, وعلى الرحمة المهداة.

ثم إلى كل غيور؛ فلا حرمة لهذا الحمزة الهمّاز الكاشر, ولا كلمة لأحد؛ إلا ما قرّرة الشرع الحكيم.

يا أهل الغَيرة؛ وعلى رأسهم ولاة أمرنا النبلاء, وبالله الأقوياء.

وقضاتنا الأجلّاء الأوفياء.
ويا حرّاس العقيدة؛ ليهنكم الإيمان والعمل, والدعوة والصبر, وليهنكم التطبيق الأمثل لحكم الله فيمن سبّ الله تعالى. وافترى على رسوله الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وأُذَكِّر بأنّ التأريخ سيكتب؛ ليسير على مواقف الحزم - في موقعه - والعقوبة - في وقتها - عبر أجياله, وسيسطّر مواقف الاستنان!, واستكمال البناء؛ في آنٍ واحد.
فمَن يوقف هذا الدعيّ عند حدّه؛ فتكون له المنزلة العظمى عند الله - المليك الديّان - ؛ فبذلك قربة وأيّ قربة, وذلك ديانة لله.
إنه مَن يطبّق الحدّ. إنه القاضي, إنه الحكم!
والجميع يتلهّف, ويريد موقفاً؛ يمنع كل متجاسر ومشيع؛ فلابد أن يكون الموقف قويّاً, ومِن وشله لأصله.
والله فوقنا في علاه سبحانه؛ ينصر مَن ينصره ورسله بالغيب. والنبي صلى الله عليه وسلم له علينا حق عظيم.
وعباد الله؛ متوافقون ومتواقفون.
والحكم! لن يتركه التأريخ سبهللا.
بل سيمجّده وسيقول له كلمته التي سيتوارثها (عمل الأجيال!)
ولا نظنّ أن الله سبحانه يغفل لحظة.
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } [إبراهيم: 42].
والرِّدَّة لها حكمها.
ومِن سكت عن الحقّ – القصاص – من والد وولد وقريب وبعيد؛ فسيدركه العقاب!
قال تعالى: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [الرعد: 18]

ياولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين.

ويا أيها الأسدّ وصاحب العهد؛
إنه القصاص للدين؛ ليقطع عنقه لله بسيف الإسلام.
وكم من قائل : إن أردته بيدي فعلت.
إنه القصاص الذي قامت عليه دولة الحكم بشريعة الله, وستُنصر ما بقيْت على ذلك الحكم.
وسيؤيَّد حاكمها وخليفة الله فيها ما اجتهد للحق والصواب.

خاتمة:

- لقد اشتهر قوله وفشا, واستسلم الناس لحكم القضا, ولا يبعد من يكرر! مالم يقطف رأسه بسيف الحق المبين.
- وستفرح الأرض قبل أهلها بتطبيق حكم الله العادل فيه ؛ فيها.
- وسيعوّض الله مَن يأمر ويحكم خيراً وفيراً.
- ولقد سبق وضربت عنق زنديق - بساحة المحكمة - قال بقوله؛ ليُتقرّب بذلك إلى الله؛ بعد أن تشجّع العلماء والناس, والقضاة؛ للإسراع بتنفيذ الحكم من الحاكم فيه؛ ولئلا يتردّد متردّد.
والله من وراء القصد وهو الهادي سواء السبيل.
وكتب أبو محمد ملفي العنزي
الاثنين 14/ 15 ربيع الأول 1433هـ.
-----------------------------------
الحقّ! بحق حمزة كاشغري

http://www.rabeta.feqhweb.com/public/music_song/54/02/0252_4e67.m4a?c=323f


-----

عن اليوم الآخر

http://www.rabeta.feqhweb.com/public/music_song/53/02/0251_6112.m4a?c=03a8

--------
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=190986037670014&id=100000159947006

 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الحقّ ! بحق حمزة كاشغري

إن الهَبَّة ضد عموم هذا التيار الذي يصرخ بعبارات:

- لا قداسة لأحد
- حرية الرأي والتعبير والفكر
- حصانة الإعلاميين عن المحاكمة الشرعية

لهي هَبَّةٌ محمودة، بل واجبة، يرجى لها أن تكون مؤثرة فاعلة.. كما أنها مُرهِبة لأولئك الصارخين.

ويبقى: وجوب أن تكون هذه الهبة رشيدة لا بغي فيها ولا شطط، حكيمة مرسومة الخطط، وأن تصحح فيها النيات، وتخلص لوجه رب البَرِيات عز وجل.
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: الحقّ ! بحق حمزة كاشغري

جزاك الله خيرا.
والمقصد هو ( النصيحة؛ التي تصل! )
تصل للقلوب.
؛
ولكل موقف, أو نازلة, أو حكم, الظروف المصاحبة لها... والرد عليها؛ بالبيان العلني والحجة القوية, أو النصيحة الخفية, أو التلميحية.
؛
كي لا نفجع كمجتمع, وكدولة, أو كأمّ؛ بمتبنٍ جديد, لأفكار ؛ تناقض الدين...
والله الهادي سواء السبيل.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: الحقّ ! بحق حمزة كاشغري

فقد اختلف أهل العلم في تحتم قتله إذا تاب الساب على ثلاثة اتجاهات:
الاتجاه الأول: تقبل توبته مطلقا، وهذا مذهب الحنفية والشافعية، وقول للمالكية، وقول للحنابلة، لأن الإسلام يجب ما قبله، ولأنه لو سب الله تعالى في كفره، ثم أسلم، سقط عنه القتل، فسب نبيه أولى؛ فإنه لا يزيد على اتخاذ الصاحبة والولد لله سبحانه وتعالى، وقد سماه الله تعالى شتمًا، والتوبة من هذا مقبولة بالاتفاق.
الاتجاه الثاني: يتحتم قتله مطلقا، وهذا مذهب المالكية، قول للحنابلة، فإنه يقتل حدا ولا تسقطه الردة، لأن إظهار ذلك يدل على سوء باطنه، فيقتل كالزنديق لا تعلم توبته، وكحد القذف لا يسقط بالتوبة.
الاتجاه الثالث: التفريق بين ساب الله وساب الرسول، فيتحتم قتل ساب الرسول صلى الله عليه وسلم ولو تاب، دون ساب الله، وهذا مذهب الحنابلة، واختاره ابن تيمية وابن القيم.
ومأخذ الفرق: أن سب الله كفر محض حق لله وهو سبحانه علم منه أنه يسقط حقه عن التائب ولا يلحقه غضاضة ولا معرة وحرمته في قلوب العباد أعم من أن تهتكها جرأة أحد، وبهذ يظهر الفرق بينه وبين الرسول، ولأنه حق آدمي فلا يسقط بالتوبة.
كيف مرت هذه المعلومة الخطأ مرور الكرام؟
مذهب الحنابلة كالمالكية في عدم التفريق بين ساب الله عز وجل وساب الرسول الله صلى الله عليه وسلم، فحكمهما القتل وعدم قبول توبتهما في الظاهر، والتفريق إنما هو قول للحنابلة.
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: الحقّ ! بحق حمزة كاشغري

رسالة لكل أحد.
ولكل متبّع لطرق الضلال والإلحاد:
استمع قول الحق المبين:
{إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (177) وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (178) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 177 - 179]
وقال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ} [محمد: 25، 26].
وقال عزّ من قائل سبحانه:
{وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 217، 218]
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الحقّ ! بحق حمزة كاشغري

في رأيي أن حمزة كاشغري خيط
يمكن الالتفات من خلاله للوصول إلى أصول ظاهرة الإلحاد الموجودة في بلادنا،
والتي يكون الاحتساب فيها أوجب من الاحتساب على ظواهر كثيرة أخرى يفزع المحتسبون للإنكار فيها،
وهذا الجانب قد غفل الدعاة عنه كثيراً وانشغلوا عنه بما هو دونه بكثير حتى بدأ ينتشر بين شبابنا ويغزوهم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
 
التعديل الأخير:
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: الحقّ ! بحق حمزة كاشغري

في رأيي أن حمزة كاشغري خيط
يمكن الالتفات من خلاله للوصول إلى أصول ظاهرة الإلحاد الموجودة في بلادنا،
والتي يكون الاحتساب فيها أوجب من الاحتساب على ظواهر كثيرة أخرى يفزع المحتسبون للإنكار فيها،
وهذا الجانب قد غفل الدعاة عنه كثيراً وانشغلوا عنه بما هو دونه بكثير حتى بدأ ينتشر بين شبابنا ويغزوهم.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
جزاك الله خيرا..
وبالفعل هذا هو الواجب على الدعاة ؛ فالمحتسبون صمام أمان ؛ يحدّثون الناس بما يعلّمهم أمور دينهم ؛ من مشكاة النبوة؛ ومن استنباطات أهل العلم والصلاح.
والشباب الآن مقبل على الخير؛ وإن كان فيهم مَن يغرّر به, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وأعرف مَن صرّح !!! وبعضهم لقي ربه... ؛ بأن الصحيح في معتقده ؛ هو ما قرّره عليه أساتذة الجامعة الفلانية, وهو في الحقيقة إلحاد باسم الحداثة والعقل؟؟؟
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: الحقّ ! بحق حمزة كاشغري

الحمدلله
والصلاة والسلام على رسول الله...
قال شيخ الإسلام - تقي الدين - الإمام المجاهد المحتسب, الفقه الأصولي الفذّ, العلامة المتَّبِع الحافظ الوَرِع, وهو يقرر عقوبة من ينتهك حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم...
وما له علينا - أُمة الإسلام - من حقّوق وواجبات تقتضي مطلق النصرة والاتباع والتمجيد.

في كتابه العظيم/ الصارم المسلول على شاتم الرسول (3/ 65- 66):
" فصل.
وأما السنة فأحاديث:
الحديث الأول: ما رواه الشعبي عن علي أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت؛ فأطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها.
هكذا رواه أبو داود في سننه وابن بطة في سننه.
وهو من جملة ما استدل به الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله وقال: ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: كان رجل من المسلمين أعني أعمى يأوي إلى امرأة يهودية فكانت تطعمه وتحسن إليه فكانت لا تزال تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتؤذيه فلما كان ليلة من الليالي خنقها فماتت, فلما أصبح ذُكِر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فنشد الناس في أمرها ؟
فقام الأعمى, فذكر أمرها؛ فأطل النبي صلى الله عليه وسلم دمها.

وهذا الحديث جيد؛ فإن الشعبي رأى عليا وروى عنه حديث شراحة الهمداني وكان على عهد علي قد ناهز العشرين سنة, وهو كوفي؛ فقد ثبت لقاؤه فيكون الحديث متصلا.
ثم إن كان فيه إرسال لأن الشعبي يبعد سماعه من علي, فهو حجة وفاقا؛ لأن الشعبي عندهم صحيح المراسيل, لا يعرفون له مرسلا إلا صحيحا, ثم هو من أعلم الناس بحديث علي وأعلمهم بثقات أصحابه وله شاهد حديث ابن عباس
الذي يأتي؛ فإن القصة إما أن تكون واحدة أو يكون المعنى واحدا.
و قد عمل به عوام أهل العلم و جاء ما يوافقه عن أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و مثل هذا المرسل لم يتردد الفقهاء في الاحتجاج به
وهذا الحديث نص في جواز قتلها؛ لأجل شتم النبي صلى الله عليه و سلم.
ودليل على قتل الرجل الذمي و قتل المسلم و المسلمة إذا سبّا بطريق الأولى؛ لأن هذه المرأة كانت موادعة مهادنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وادع جميع اليهود الذين كانوا بها ... " اهـ رحمه الله.
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: الحقّ ! بحق حمزة كاشغري

وقال رحمه الله:
"الحديث الثاني : ما روى إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل عن عثمان الشحام عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه و سلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي و يزجرها فلا تنزجر فلما كان ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه و سلم و تشتمه فأخذ المغول فوضعه في بطنها و اتكأ عليها فقتلها فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فجمع الناس فقال : [ أنشد رجلا فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام ] قال : فقام الأعمى يتخطى الناس و هو يتدلدل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك و تقع فيك فأنهاها فلا تنتهي و أزجرها فلا تنزجر و لي منها ابنان مثل اللؤلؤتين و كانت بي رفيقة فلما كان البارحة جعلت تشتمك و تقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها و اتكأت عليه حتى قتلها فقال النبي صلى الله عليه و سلم : (( ألا اشهدوا أن دمها هدر )).
رواه أبو داود [4/ 226 برقم 4363], والنسائي [باب الْحُكْمِ فِيمَنْ سَبَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم] برقم 4087. ن 4070] [وصححه الألباني].

والمغول - بالغين المعجمة - قال الخطابي : شبيه المشمل نصلة دقيق ماض و كذلك قال غيره : هو سيف رقيق له قفا يكون غمده كالسوط و المشمل : السيف القصير سمي بذلك لأنه يشتمل عليه الرجل أي يغطيه بثوبه و اشتقاق المغول من غاله الشيء و اغتياله إذا أخذه من حيث لم يدر و هذا الحديث مما استدل به الإمام أحمد و في رواية عبد الله قال : حدثنا روح حدثنا عثمان الشحام حدثنا عكرمة مولى ابن عباس أن رجلا أعمى كانت له أم ولد تشتم النبي صلى الله عليه و سلم فقتلها فسأله عنها فقال : يل رسول الله إنها كانت تشتمك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ ألا إن دم فلانة هدر ]
فهذه القصة يمكن أن تكون هي الأولى و يدل عليه كلام الإمام أحمد لأنه قيل له في رواية عبد الله : في قتل الذمي إذا سب أحاديث ؟ قال : نعم منها حديث الأعمى الذي قتل المرأة قال : سمعها تشتم النبي صلى الله عليه و سلم...."
 
أعلى