العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

القرضاوي يرى تضييق النسخ في القرآن أكثر من الـ د. مصطفى زيد صاحب كتاب [النسخ في القرآن الكريم]

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
القرضاوي: لا نسخ في القرآن

## تنبيه من المشرف: هذا العنوان غير دقيق كما هو مبين في مشاركات الموضوع##


هذا جزء من لقاء مع الشيخ يوسف القرضاوي نقلته من موقع الفقه الإسلامي.
وقلت: لعله يكون مناسبة جيدة لمناقشة هذه المسألة.

لا نسخ في القرآن

** من المزالق التي ذكرتموها، قضية دعوى النسخ بلا برهان، فكيف يكون النسخ، والحق جل وعلا يقول: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا).
هذا للأسف مما ابتلي به تفسير القرآن، أي التوسع في قضية النسخ، مع أن الأصل أن الله أنزل هذا الكتاب ليعمل الناس به، ويهتدوا به (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ)، (إِنَّا أنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ)، (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)، فلا يجوز أن نأخذ ببعض الكتاب وندع بعض (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) كما فعل بنو إسرائيل.
وللأسف وقع المسلمون في هذا وذكروا عن آيات في كتاب الله إنها منسوخة، وأحيانا اقرأ بعض الكتب عن الناسخ والمنسوخ، وأجد فيها من يقول سورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) هذه فيها ناسخ ومنسوخ؛ لأن فيها (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، ويقول: لا لم يعد لكم دينكم ولي دين، يوجد دين واحد، كذلك سورة الدهر أو الإنسان، يقول فيها منسوخ، منسوخ ماذا؟ (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً)، يقول هذه نسختها آية السيف، وهذه مشكلة.​

** من الكتابات القيمة في نسخ القرآن كتاب الدكتور مصطفى زيد، إذ عدد فيه بعض المواضع التي فيها نسخ في القرآن الكريم، فهل توافقونه على هذا بالرغم من أنه ضيق الأمر؟
أنا احترم كتابه في الحقيقة، وأرى أنه عمل علمي قيم مخدوم، الرجل تعب فيه ورجع إلى مراجع، وعمل فيه سنين، حتى وصل إليه، ولكني أرى التضييق أكثر منه، وهو اعتمد على الإمام الحافظ السيوطي في كتابه "الإتقان في علوم القرآن"؛ لأن الحافظ السيوطي انتهى إلى أن هناك عشرين آية منسوخة من بين مائتين آية يقال إن فيها نسخا، ولذا بعضهم حاول أن يقلل من السيوطي.
وأنا لا أكاد أرى نسخًا في القرآن الكريم حقيقة، وبعض العلماء مثل الإمام الزركشي، يرى أن كثيرًا من الآيات التي يقال عنها منسوخة هي "منسأة" وليست منسوخة، وهناك قراءة في القرآن (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا) بالهمز، يعني نأخرها، فهو يقول إن ما ذهب إليه كثير من المفسرين في الآيات مثل (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، و(خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ)، من أنها منسوخة، هي ليست منسوخة لان المنسوخ لا يعود له حكمه، ولكنها "منسأة" يمكن أن يعود لها حكمها، وهذا في حالات الضعف، حين يكون المسلمون مستضعفين ولا قدرة لهم على مقاومة عدوهم، فعليهم أن يصبروا ويقولوا التي هي أحسن، ويدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا أصبحوا أقوياء كان لهم شأن آخر، وهذا من ضمن التفسيرات لآيات النسخ.​
 
التعديل الأخير:
إنضم
21 مايو 2009
المشاركات
116
الجنس
ذكر
الكنية
أبو البراء
التخصص
الفقه وأصوله
الدولة
الأردن
المدينة
عمّان
المذهب الفقهي
الشافعي
بارك الله فيكم على طرح مثل هذا الموضوع

وفعلاً كما علمنا أن النسخ في القرآن محصور جداً في بضع آيات . والله تعالى أعلم وأحكم

وحفظ الله تعالى الشيخ يوسف القرضاوي وسسد خطاه
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
من خلال تتبعي لكتابات وبحوث العلامة الفقيه المجتهد يوسف القرضاوي الأخيرة؛ أقطع بأنه يميل إلى نفي القول بالنسخ في القرآن الكريم .. راجع ما كتبه في كتابه الأخير (فقه الجهاد) .. [ أنا دارس لمشروعه الفكري كله بحمد الله وفضله ] ..لقد تطور موقفه من قضية النسخ مع مرور السنوات
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
أما إنكار النسح بالكلية ففي النفس منه أشياء ..

ولا بأس بإدارة النقاش حوله، لكن أخي يحيى حفظك الله :

إن كان بالإمكان توثيق هذه المعلومة من كلام الدكتور القرضاوي أمدّ الله بعمره على الخير، حتى نضبط الكلام تماماً .
 

صلاح الدين

:: متخصص ::
إنضم
6 ديسمبر 2008
المشاركات
713
الإقامة
القاهرة
الجنس
ذكر
الكنية
الدكتور. سيد عنتر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
أما إنكار النسح بالكلية ففي النفس منه أشياء ..

ولا بأس بإدارة النقاش حوله، لكن أخي يحيى حفظك الله :

إن كان بالإمكان توثيق هذه المعلومة من كلام الدكتور القرضاوي أمدّ الله بعمره على الخير، حتى نضبط الكلام تماماً .

شيخنا المبارك أما نفي النسخ بالكليه فلم يقل به من أهل الجادة ...
ولم يكن طريق من هذه صناعته ...
فكيف بمن حاله أنه لم يخط قلمه كتاب في أصول الفقه !!
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
صدقتم أخانا المفضال صلاح الدين، نفع الله بكم ..

وأقول :

حتى من نُسب إليه ذلك من المسلمين، وهو أبو مسلم الأصفهانيّ، فقد ادُّعي أنه مخالفته لجماهير الأمة إنما هو خلافٌ لفظيٌ مجرّد، وليس معنوياً حقيقيا، كما نبّه صاحب مناهل العرفان، في باب الكلام عن النسخ .

فلا أدري أنسبة ذلك إلى الدكتور القرضاوي على إطلاقها تصحُّ أم لا ؟ وإذا صحّت أتسوغ أم لا ؟ والكمال عزيز، وإنما يُعرف العالم بما له من الفضائل !
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
من خلال تتبعي لكتابات وبحوث العلامة الفقيه المجتهد يوسف القرضاوي الأخيرة؛ أقطع بأنه يميل إلى نفي القول بالنسخ في القرآن الكريم .. راجع ما كتبه في كتابه الأخير (فقه الجهاد) .. [ أنا دارس لمشروعه الفكري كله بحمد الله وفضله ] ..لقد تطور موقفه من قضية النسخ مع مرور السنوات
) :

يقول العلامة القرضاوي في كتابه الماتع (فقه الجهاد) :

"الذي يُهمُّنا هنا أن نقرِّره ونبيِّنه ونثبِّته، هو: التضييق الشديد في دعاوى النسخ في كتاب الله، فإن الله تعالى لم يُنزل كتابه إلا ليُهتدى بهداه، ويُؤتمر بما أمر، ويُنتهى عما نهى، ويُعمل بأحكامه، وكل دعوى لنسخ آية أو بعض آية منه، فهي على خلاف الأصل، وما جاء على خلاف الأصل لا يُقبل إلا ببرهان يقطع الشكَّ باليقين.

ولو طبَّقنا ما وضعه علماء أصول الدين، وعلماء أصول الفقه، وعلماء أصول التفسير، وعلماء أصول الحديث، من قواعد وضوابط وشروط، فإننا لا نكاد نجد - بل لا نجد - آية في القرآن الكريم مقطوعا بنسخها، وما لم يُقطع بنسخه فيجب أن يبقى حكمه ثابتا مُلزِما كما أنزله الله تعالى، ولا ننسخه ونبطل حكمه بمحض الظن، فإن الظنَّ لا يُغني من الحقِّ شيئا". [فقه الجهاد1/ 281 - 282 ]

ثم يقول : "ومن شروط قَبول النسخ عند مَن سلَّم به: أن يكون هناك تعارض حقيقي بين النصِّ الناسخ، والنصِّ المنسوخ، بحيث لا يمكن الجمع بينهما بحال من الأحوال، أما إذا أمكن الجمع ولو في حال من الأحوال، فلا يثبت النسخ، لأنه خلاف الأصل". [فقه الجهاد1/ 282 - 283 ]

وأكتفي بهذا القدر من النقل - إذ في كتابه القيم زيادة كثيرة عما نقلته تؤكد قولي السابق الذي وضعته في الاقتباس أعلى هذا الكلام- لضيق وقتي الشديد

وعلى كل حال : القول بنفي النسخ في القرآن رأي وجيه له أدلته .. وما زلنا نبحث في الموضوع برمته .. وسنظل هكذا لفترة ليست بالقصيرة - لوعورة البحث وخطورته
 

صلاح الدين

:: متخصص ::
إنضم
6 ديسمبر 2008
المشاركات
713
الإقامة
القاهرة
الجنس
ذكر
الكنية
الدكتور. سيد عنتر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
ولو طبَّقنا ما وضعه علماء أصول الدين، وعلماء أصول الفقه، وعلماء أصول التفسير، وعلماء أصول الحديث، من قواعد وضوابط وشروط، فإننا لا نكاد نجد - بل لا نجد - آية في القرآن الكريم مقطوعا بنسخها، وما لم يُقطع بنسخه فيجب أن يبقى حكمه ثابتا مُلزِما كما أنزله الله تعالى، ولا ننسخه ونبطل حكمه بمحض الظن، فإن الظنَّ لا يُغني من الحقِّ شيئا". [فقه الجهاد1/ 281 - 282 ]

طيب هل لي من سؤال.
هل احد من الصحابة رضي الله عنهم انكر النسخ كما يفعل المحدسون
حقيقة ما اعرفه جيدا أن سلف من أنكر النسخ هم بعض طواءف اليهود وبعض المبتدعة
وعلى التسليم بهذا القول
فكيف هم فاعلون بحديث كنت نهيتكم عن زيارة القبور وكذا النهي عن إدّخار لحوم الأضاحي
ومن قبل هذا قوله تعالى في حق الزانية
{ واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم
ثم نسختها قوله تعالى : { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة
نعم تقنين مواضع النسخ..
ولا لنفيه
هذا والله أعلم
ملاحظة ،الظن المنفي في الايه ظن العقاءد كما قاله غير واحد من المفسرين
وإلا فأغلب الأحكام مظنونة
شيء أخير ما هي مءلفات المفكر الإسلامي محمد عماره في أصول الفقه حتى يتكلم في النسخ!!
وغيره ممن يتكلمون في أمور سكت عنها الأكابر
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
ولو طبَّقنا ما وضعه علماء أصول الدين، وعلماء أصول الفقه، وعلماء أصول التفسير، وعلماء أصول الحديث، من قواعد وضوابط وشروط، فإننا لا نكاد نجد - بل لا نجد - آية في القرآن الكريم مقطوعا بنسخها، وما لم يُقطع بنسخه فيجب أن يبقى حكمه ثابتا مُلزِما كما أنزله الله تعالى، ولا ننسخه ونبطل حكمه بمحض الظن، فإن الظنَّ لا يُغني من الحقِّ شيئا". [فقه الجهاد1/ 281 - 282 ]

طيب هل لي من سؤال.
هل احد من الصحابة رضي الله عنهم انكر النسخ كما يفعل المحدسون
حقيقة ما اعرفه جيدا أن سلف من أنكر النسخ هم بعض طواءف اليهود وبعض المبتدعة
وعلى التسليم بهذا القول
فكيف هم فاعلون بحديث كنت نهيتكم عن زيارة القبور وكذا النهي عن إدّخار لحوم الأضاحي
ومن قبل هذا قوله تعالى في حق الزانية
{ واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم
ثم نسختها قوله تعالى : { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة
نعم تقنين مواضع النسخ..
ولا لنفيه
هذا والله أعلم
ملاحظة ،الظن المنفي في الايه ظن العقاءد كما قاله غير واحد من المفسرين
وإلا فأغلب الأحكام مظنونة
شيء أخير ما هي مءلفات المفكر الإسلامي محمد عماره في أصول الفقه حتى يتكلم في النسخ!!
وغيره ممن يتكلمون في أمور سكت عنها الأكابر
أما أسئلتي أنا فهي كالتالي: هل أحد من الصحابة ذكر النسخ بالتوسع الذي يذكر في الكتب اليوم ؟
أليس الفقهاء والعلماء بعد ذلك ذكروا النسخ في كتبهم واجتهدوا في ذكر الآيات الناسخة والمنسوخة بعد الصحابة بعقود من الزمن؟
هل يعقل أن يرفع حكم جاء في القرآن بحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ظني الثبوت؟ هذا هو السبب الذي جعل فريقاً من العلماء أمثال الشيخ القرضاوي - نفعنا الله بعلمه - ينكرون النسخ في مواضع كثيرة حتى يتأكد ذلك النسخ؟
إن الموضوع كما ذكر كثير من العلماء بحاجة إلى مزيد من الدراسة والضبط حتى لا يتم العبث بالأحكام المستنبطة من النصوص الشرعية بحجة أن تلك النصوص منسوخة.
نحن في انتظار تلك الدراسة الجادة.
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
أظن أن الخلاف في المسألة لفظي فقط فإما أن الآية المنسوخة مجمع على نسخها ففي هذة الحالة ليس لأي كان مخالفة الإجماع و إما أنه مختلف في ثبوت نسخها و في هذه الحالة ما دام هناك خلاف فلا إشكال في المسألة.

أما قول البعض أن القرضاوي لا يرى النسخ في القرآن فهذ ا مردود بقوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير).

قال الغزالي في المستصفى :

وقد ذهب شذوذ من المسلمين إلى إنكار النسخ وهم مسبوقون بهذا الإجماع فهذا الإجماع حجة عليهم وإن لم يكن حجة على اليهود . وأما النص فقوله تعالى : { وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر } الآية . والتبديل يشتمل على رفع وإثبات ، والمرفوع إما تلاوة وإما حكم ، وكيفما كان فهو رفع ونسخ .

فإن قيل : ليس المعني به رفع المنزل ، فإن ما أنزل لا يمكن رفعه وتبديله ، لكن المعني به تبديل مكان الآية بإنزال آية بدل ما لم ينزل ، فيكون ما لم ينزل كالمبدل بما أنزل ، قلنا : هذا تعسف بارد ، فإن الذي لم ينزل كيف يكون مبدلا والبدل يستدعي مبدلا ؟ وكيف يطلق اسم التبديل على ابتداء الإنزال ؟ فهذا هوس وسخف . والدليل الثاني : قوله تعالى : { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم } ولا معنى للنسخ [ ص: 90 ] إلا تحريم ما أحل ، وكذلك قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها } .

فإن قيل لعله أراد به التخصيص . قلنا : قد فرقنا بين التخصيص والنسخ فلا سبيل إلى تغيير اللفظ ، كيف والتخصيص لا يستدعي بدلا مثله أو خيرا منه وإنما هو بيان معنى الكلام ؟ الدليل الثالث : ما اشتهر في الشرع من نسخ تربص الوفاة حولا بأربعة أشهر وعشر ، ونسخ فرض تقديم الصدقة أمام مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى : { فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } ومنه نسخ تحويل القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة بقوله تعالى : { فول وجهك شطر المسجد الحرام } وعلى الجملة اتفقت الأمة على إطلاق لفظ النسخ في الشرع .

فإن قيل : معناه نسخ ما في اللوح المحفوظ إلى صحف الرسل والأنبياء وهو بمعنى نسخ الكتاب ونقله . قلنا : فإذا شرعنا منسوخ كشرع من قبلنا ، وهذا اللفظ كفر بالاتفاق ، كيف وقد نقلنا من قبلة إلى قبلة ومن عدة إلى عدة ؟ فهو تغيير وتبديل ورفع قطعا . اهــ


إذن قول القرضاوي بتضيق النسخ في القرآن لا إشكال فيه ما لم يقل بعدم نسخ ما أجمع العلماء على نسخه.

إذن : تضييق النسخ يعني الأخد بما ثبت نسخه و لا خلاف فيه و المسألة تدور على تعريف معنى التوسع و التضييق في النسخ عند الإخوة حتى يظهر الصواب إن شاء الله

و الله أعلم
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
مشاركات الإخوة تظهر أن الموضوع يحتاج إلى تحديد وتحرير أكثر:
فمثلاً:

  • هل يشترط في الناسخ أن يكون قطعياً؟
  • توسع المتأخرين في النسخ؛ هل يوجب نفيه؟
  • نافي النسخ؛ هل أجاب عن النصوص المعروف بنسخ حكمها؟

هناك اتجاهات:
  • نفي وقوع النسخ في القرآن الكريم
  • إثبات النسخ والتوسع فيه.
  • إثبات النسخ وتضييق دائرته، وهو من الزاوية المقابلة: نفي لوقوع كثرة النسخ في القرآن الكريم

الثابت من مشاركات الإخوة بالبراهين هو الاتجاه الأخير وهو ما انتصر له ابن حزم ومصطفى زيد ورأفت المصري.


من كان لديه اعتراض بالتوسع في إثباته أو في نفيه بإطلاق فعليه أن يجيب عن مستندات هذا الاتجاه.


ملاحظة: كتاب الدكتور مصطفى زيد "النسخ في القرآن الكريم" اشتمل على نتائج مفصلة، التراكم العلمي المنظم يقتضي البناء عليه إما موافقة وإما استدراكاً.
 
التعديل الأخير:
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
واضح من ردود الإخوة الأفاضل أنهم لم يطلعوا على دراسات من ذهب إلى عدم وجود نسخ في القرآن .. فقد ناقشوا كل ما ذكره الإخوة باستفاضة - على الأقل من وجهة نظر أصحاب تلك الدراسات-

وأما العطن على فلان وفلان من العلماء بأنه لم يُعهد عنه الكلام في الأصول؛ ففيه قصور اطلاع على النتاج العلمي لهؤلاء العلماء, وفيه فوق ذلك بخسٌ لحقهم في الاجتهاد المؤطر بالأصول والقواعد العلمية المنهجية المنضبطة.

وأنبه إلى أننا هنا إنما نقرر موقف بعض فقهائنا وعلمائنا الثقات المحدثين .. لا أكثر ولا أقل

أما موضع مناقشة المسألة أصولياً؛ فليكن طرحه في قسم أصول الفقه بالملتقى لمن أراد

أما رأيي الشخصي؛ فقد قلتُ من قبل: المسألة تحتاج مني إلى بحث ونظر - أنا فيه الآن وسأظل كذلك لفترة ليست بالقليلة؛ لأن الأمر ليس سهلاً .. وعلى كلٍ فالقول بنفي وجود النسخ رأي معتبر -عندي- وله أدلته المعتبرة - التي وقفت عليها عند من تكلم في المسألة
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
ما ذكره أخونا الفاضل الأستاذ هاشم بخصوص كتاب د/ مصطفى زيد .. صحيح تماماً
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
أما أسئلتي أنا فهي كالتالي: هل أحد من الصحابة ذكر النسخ بالتوسع الذي يذكر في الكتب اليوم ؟
.


عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، أن جريرا ، بال ، ثم " توضأ فمسح على الخفين " وقال : ما يمنعني أن أمسح وقد " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح " ، قالوا : إنما كان ذلك قبل نزول المائدة ، قال : ما أسلمت إلا بعد نزول المائدة . سنن ابي داود ، حسنه الألباني


إجتهاد العلماء كان في أدلة ثبوت النسخ أما الصحابة فكانوا في غنى عن ذلك لمعاصرتهم نزول الوحي و الله أعلم
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
جزاك الله خيراً على التوضيح . وإن كنا لا نزال في انتظار دراسة الموضوع من جميع جوانبه للخروج بالرأي الراجح في كل ما يتعلق بآيات وأحاديث النسخ المذكورة في الكتب.
 

صلاح الدين

:: متخصص ::
إنضم
6 ديسمبر 2008
المشاركات
713
الإقامة
القاهرة
الجنس
ذكر
الكنية
الدكتور. سيد عنتر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
واضح من ردود الإخوة الأفاضل أنهم لم يطلعوا على دراسات من ذهب إلى عدم وجود نسخ في القرآن .. فقد ناقشوا كل ما ذكره الإخوة باستفاضة - على الأقل من وجهة نظر أصحاب تلك الدراسات-​


وأما العطن على فلان وفلان من العلماء بأنه لم يُعهد عنه الكلام في الأصول؛ ففيه قصور اطلاع على النتاج العلمي لهؤلاء العلماء, وفيه فوق ذلك بخسٌ لحقهم في الاجتهاد المؤطر بالأصول والقواعد العلمية المنهجية المنضبطة.
أخي جزاك الله خيرا
لكن هناك شيء .
هو أن لكل فن رجاله ..
يعني من تصدر لعلم يجب أن يكون قد تشربه شربا يسمح معه بأن تكون لديه القدره على فهم مساأله فضلا عن الإجتهاد فيه
ولا أحسب من ذكرت قد بلغ هذه المرتبة
هناك فرق بين الثقافة الإسلامية والنبوغ فيها والملكة الفقهية والإجتهاد
وعلى المرتاب مدارسه أبواب الإجتهاد والتقليد
وعندي إقتراح
هل ممكن نفتح موضوع آخر نناقش فيه الآيات التي ورد فيها إحتمال النسخ
ونحاول مناقشة هذه الإحتمالية مناقشة علمية قاءمة على التجرد
يعني محاولة لعل الله يفتح بنتاؤج حاسمة او شافية
راجي التقويم
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
هو أن لكل فن رجاله ..
يعني من تصدر لعلم يجب أن يكون قد تشربه شربا يسمح معه بأن تكون لديه القدره على فهم مساأله فضلا عن الإجتهاد فيه
ولا أحسب من ذكرت قد بلغ هذه المرتبة

أخي الكريم

هل يلزم عندما يُخرج عالم دراسة في موضوع ما أن يكون قد ملأ الدنيا كتباً في ذات الموضوع من قبل ؟! .. هذا منطق غير مستقيم

أما قولكم بأن هؤلاء العلماء يلزم "أن تكون لديه القدرة على فهم مسائله" فهو صحيح .. ولكن من أين لكم أن فلاناً أو فلاناً من العلماء ليس لديهم هذه القدرة ؟!

وأرجو إغلاق النقاش في هذه النقطة؛ لأنه غير ذي أهمية ولا جدوى .. من لديه علم - في موضوع ما- فلينشره .. ومن يرى خطأ ما نُشِر فلينقده !!
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
فائدة:
في مصنف ابن أبي شيبة (8 / 558) (رقم 26716):
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَن سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ عَلِيًّا رَأَى رَجُلاً يَقُصُّ ، فقَالَ : عَلِمْت النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ ؟ قَالَ : لاَ قَالَ : هَلَكْت وَأَهْلَكْت.
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
فائدة:
في مصنف ابن أبي شيبة (8 / 558) (رقم 26716):
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَن سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ عَلِيًّا رَأَى رَجُلاً يَقُصُّ ، فقَالَ : عَلِمْت النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ ؟ قَالَ : لاَ قَالَ : هَلَكْت وَأَهْلَكْت.

الأستاذ الفاضل الكريم فؤاد يحيى هاشم

مثل هذه الآثار كثيرة في تراثنا

والأمر يحتاج إلى تحرير معنى النسخ والناسخ والمنسوخ في القرآن والسنة وأقوال العلماء من لدن الصحابة وحتى متأخري الأصوليين

دمتم لنا دوماً .. حفظكم الله
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
فائدة:
في مصنف ابن أبي شيبة (8 / 558) (رقم 26716):
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَن سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ عَلِيًّا رَأَى رَجُلاً يَقُصُّ ، فقَالَ : عَلِمْت النَّاسِخَ وَالْمَنْسُوخَ ؟ قَالَ : لاَ قَالَ : هَلَكْت وَأَهْلَكْت.


المقصود من هذا الحديث ليس النسخ المعروف اليوم و إنما النسخ الجزئي و هو تخصيص العام ، السلف يطلقون على العام و الخاص لفظ النسخ, لا يُقصد به النسخ الاصطلاحي عند الأصولين.

فلفظ النسخ عند السلف أعم من استعمالنا له اليوم :
قال شيخ الاسلام(مجموع الفتاوى 13\29):
فالنسخ عندهم اسم لكل ما يرفع دلالة الآية على معنى باطل وان كان ذلك المعنى لم يرد بها وان كان لا يدل عليه ظاهر الآية بل قد لا يفهم منها وقد فهمه منها قوم فيسمون ما رفع ذلك الابهام والافهام نسخا .اهــ


إذن النسخ نوعان: كلي و جزئي
الكلي هو ما نقصده من مصطلح النسخ اليوم أما الجزئي فهو رفع جزء من حكم الآية أو خبرها، فالنسخ الجزئي يدخل في الأخبار ، ومثاله: قول ابن عباس رضي الله عنهما عند قوله تعالى: ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ (الشعراء:224) قال: نسخها قوله تعالى: ﴿إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾


و الله أعلم
 
أعلى