العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

العلمي محمد الخمري

الميلاد
1 يناير 1977 (العمر: 47)
التخصص
الدراسات الإسلامية
الوظيفة
إداري
المدينة
أكادير
المذهب الفقهي
مالكي
موضوع رسالة الماجستير
المصطلح القرآني وأثره في صلاح الامة
ملخص رسالة الماجستير
البحث محاولة للعودة بمياه المصطلح القرآني إلى نبعها الصافي ، ومنبعها الزلال ، نفضا لغبار تراكم على مر السنين ، وتعاقب الأزمات ، فكريا ، اجتماعيا وعلى مستوى التخلق بأخلاق القرآن ، والسمو بمدارجه ، إنه القرآن ، ذاك الذي غير الناس من حال إلى حال ، ونقلهم من نكراتٍ إلى أسياد الدنيا ، فما بالنا اليوم لا نتأثر به إلا قليلا ؟ ولم ننهل من حياضه سوى تمائمَ تعلق دفعا لعين حاقد أو شر حسود ؟ أو نتمسح به واضعين إياه على رفوف النسيان ، يلثمه الواحد منا وينفض عن جنباته الغبار ظنا منه أنه قد وفاه حقه ، وقدسه القداسة اللازمة ، وما لذلك وجد ، ولا للتجليد والزخرفة - فحسب - تلقاه الرسول الكريم ، بل للتدبر والتخلق ، لقد حيل إذن بين المسلم وكتاب ربه ، ووضِعت بينه وبينه حواجز من العي وسوء الفهم ، وحجاب سميك من المصطلحات الدخيلة ، وغير قليل من هوى النفس وضباب الإرادة .
وقد جمعت في هذا البحث بعضا مما تناثر في كتب الرائدين في مجال الدراسات المصطلحية ، وخاصة فضيلة الدكتور الشاهد البوشيخي ، مؤسس معهد الدراسات المصطلحية بالعاصمة العلمية فاس ، وأضفت إليه شذرات من محاضرات وندوات تفرقت في أصقاع العالم الإسلامي ، فقسمته إلى فصول خمسة ، يشمل كل واحد مباحث و مطالب عدة نتناول فيها المصطلح القرآني ، من جوانب شتى ، محاولة للإحاطه بما يقتضيه المفهوم من تذليل وتقعيد وتمحيص ، واعتمدت على بعض بحوث الدكتورة فريدة زمرد التي خاضت في قضية المصطلح فأجادت وأفادت ، مع التعرض للمسألة المصطلحية باعتبارها الإطار النظري الذي على ضوئه نفهم قضية المصطلح القرآني موضوع بحثنا الرئيسُ .
ثم تطرقت في فصل مستقل إلى دراسة حول مدرسة المنار بقيادة الشيخ الإمام محمد عبده ، وتلميذه النجيب رشيد رضا ، باعتبار المدرسة من أوائل من فطن إلى قضية المصطلح ، وأهميتها في بيان كتاب رب العالمين ، ودبجوا إشارات مهمة في التفسير الموسوم بالمنار..
لأعرج أخيرا على كتاب محمد أبي القاسم حاج حمد : العالمية الإسلامية الثانية : جدلية الغيب والإنسان والطبيعة ، بعيون الباحث المغربي الأستاذ مصطفى بوكرن ، الذي تناول قضية المصطلح القرآني في ثنايا الكتاب المذكور .
فالفصل الأول قد اعتنى بمفهوم المصطلح القرآني الذي يقصد به كل لفظ قرآني عَبَّر عن مفهوم قرآني ، وتفصيلا: كل لفظ قرآني، مفردا كان أم مركبا، اكتسب داخل الاستعمال القرآني خصوصية دلالية قرآنية جعلت منه تعبيرا عن مفهوم معين له موقع خاص داخل الرؤية القرآنية ونسقها المفهومي ، إنه ذلك اللفظ الذي أكسبه استعماله في القرآن دلالة خاصة زائدة على الدلالة التي له في اللسان العربي، فصار بذلك له مفهوم خاص ضمن الرؤية القرآنية الشاملة.
ثم عرجت على مسوغات أولوية المصطلح، وأهمها بعد الأمة عن كتاب ربها، فهما وعملا ، لذا وجب تجديد الفهم، من أجل تجديد العمل، والدخول إلى الجملة القرآنية، رهين بفتح باب ألفاظ القرآن.
وقد تعرض المصطلح القرآني خلال أربعة عشر قرنا لاعتداءات متعددة، بأشكال مختلفة ، صغرته، أو حرفته عن موضعه، أو عن مفهومه، أو جاءت ببدل عنه نهائيا وأهملته ،لذا يجب إعادة الاعتبار للمصطلح القرآني، بعد أن غاب الفهم الصحيح لهذا الأخير من كتابات الباحثين في الدراسات القرآنية. وقد اهتم القرآن منذ لحظة نزوله بوضع المصطلح، وضبط مفاهيمه بحسب المقتضيات والسياقات.
و أشار البحث في ثناياه إلى الندوة المنظمة بجامعة ابن زهر باكادير إلى تحقيق جملة من الأهداف العلمية منها: دعم البحث في المصطلح القرآني فهماً وتجديدا، وبيان أثر القرآن الكريم وحاكميته في تأسيس البحث المصطلحي وترسيخه عبر العصور ،مع السعي لامتلاك مفاهيم المصطلحات القرآنية، وإشاعتها و الإحاطة بدلالتها ...
وتحقيقاً لهذه الأهداف، فقد اهتمت الندوة المشار إليها بالبحث في هذا الموضوع، خاصة أنه لا يوجد ضمن ميادين المعرفة فرع ليست له مصطلحات تعارف أهله على تحديد مفاهيمها، وإرادة المعرفة هي التي جعلت المصطلحات أدوات لغوية، تُجلي المتفق عليه بين المتعاطين لكل فرع من فروع العلم، وتكشف المشترك التصوري بينهم، ومن هنا كانت دراسة المصطلحات أداة لتأصيل المعرفة وبدونها لا تكون لها قيمة في ميزان العلوم ، فبُعْد الأمة اليوم عن المصطلح القرآني، ناتج عن إساءة فهمه ؛ بحكم الحواجز الثقافية التي تراكمت عبر العصور التاريخية، إما بسبب التأثر بالمرجعيات الفكرية والمذهبية، كعلم الكلام والتصوف، أو الحمل على عادات طرأت، وإما بسبب القصور في فهم اللسان العربي، أو الاستلاب الثقافي والغزو الفكري ، كل ذلك شكل حواجز ثقافية، حالت دون الفهم الصحيح للمصطلح القرآني، حيث أصبحت الأمة تنظر إليه من منظار شوه الرؤية الصحيحة، وأثر على التصور السليم للمفهوم القرآني؛ ولذلك كانت الأمة في حاجة ماسة إلى عودة راشدة وقويمة إلى المصطلح القرآني.
كما تطرق إلى تشخيص للوضع المريع الذي تعيشه الأمة اليوم، بسبب ما أصابها من تشوهات فكرية، أساءت لتصوراتها العقدية، فكانت الحاجة ملحة إلى تسريع عودة الأمة ؛ لكي تتبوأ موقعها الصحيح من "الوسطية" والأفضلية، ولا سبيل إلى ذلك إلا بإقامة المصطلح القرآني لفظاً ومفهوماً ،لأنه يستقل بشخصيته المفهومية وخصوصيته الدلالية ؛ ولأن المصطلحات حين تتفاعل تُنتج أنساقاً مفهومية مركبة، فتنتج الرؤية السليمة والصحيحة ؛ كل ذلك لا يُوصَل إليه إلا بإقامة "المصطلح القرآني" لفظاً ومفهوماً؛ والدراسة المصطلحية كفيلة بإقامته .
ثم تطرقت إلى المصطلح القرآني بين الدلالة اللغوية والدلالة الشرعية ، فهو يأتي أحيانا بدلالة مبتكرة زائدة عن الدلالة اللغوية والدلالة الشرعية ، إذ أن أسلوب القرآن في إيراد المصطلحات، يوردها أحيانا على أصلها الموضوع لها، و تارة بلازمها، وتارة بتخصيصها ، ولعل خير مثال مصطلح "الجريمة"، المراد منه في "الكفر"، ودعم ، و كذا مصطلح "الجهل"، الذي يحيل في القرآن الكريم على "عدم الحلم" تتفاضل العلومتبعا لضبطها المفاهيم بمصطلحات دقيقة ، وهنا يبرز شموخ القرآن ، الذي صنع جهازا كاملا من المفاهيم ،وصاغ للدلالة عليها اصطلاحا في نهاية البلاغة، تشهد معها الإعجاز جليا في عالم التصور وفي عالم العبارة معا..
وترجع لفظة ''مصطلح'' إلى الجذر اللغوي '' ص ل ح'' ويراد به كون الشيء مناسبا ونافعا، وفي المعاجم اصطلح القوم على الأمرإذا تعارفوا عليه واتفقوا ، والاصطلاح: اتفاق طائفة على شيء مخصوص، ولكل علم اصطلاحاته ، وقبل أن توجد المصنفات المجردة لضبط المصطلحات في مختلف العلوم اهتم القرآن منذ لحظة نزوله بوضع المصطلح وضَبْطِ مفاهيمه حسب المقتضيات والسياقات، من ذلك على سبيل المثال مصطلحات النسخ والمحكم والمتشابه والتأويل وغيرها ، وان القرآن الكريم أصل العلوم والمعارف ، فحُق على الباحثين والدارسين ضبط مصطلحاته وتحرير مفاهيمها لأنها أصل الاصطلاح الشرعي ، و كما حفظ الله الألفاظ في القرآن الكريم ، فقد حفظ منهج فهمها، ودل على وجه الحكمة في تنزيلها ، وسبيل ذلك يبدأ بالتتبع والإحصاء بما يحقق الاستيعاب، ويدل على حجم ورود المصطلحات وطبيعة انتشارها ، مما له الأثر الكبير، فهما وتنزيلا، في بيان قيمتها والدلالة على منزلتها بالنسبة إلى غيرها من عموم مصطلحات القرآن الكريم، ومكانتها بالنسبة إلى تلك التي تنتمي إلى أسرتها المفهومية ، فالألفاظ القرآنية لم ترد هكذا عبثا، ولم تتكرر سُدىً، بل إنها حاملة لمفاهيمَ هاديةٍ .
وفي مبحث من مباحث هذا الفصل ، تم التطرق إلى الدراسة المصطلحية لألفاظ القرآن الكريم ، فالوحي - قرآناً وسنة - مجموعة من المفاهيم، إذا حُصِّلت حُصِّلت كليات الدين، وإذا لم تُفقه لم يفقهِ الدين ، ولا سبيل إلى التفقه في النص القرآني بغير دراسة مصطلحاته وألفاظه الكريمة المكونة له، فهي مفتاح وصول العقول إلى مراد الله عز وجل ، فالمصطلح القرآني تتباين دلالاته بتباين امتداداته داخل النسيج المفهومي للنص القرآني، وتختلف معاني مبانيه باختلاف القضايا التي طرح فيها هذا المصطلح.
ويراد بالدراسة المصطلحية لألفاظ القرآن "تلك الدراسة المنهجية الجامعة التي تبين مفاهيم المصطلحات من نصوصها، وتبين المقومات الدلالية الذاتية للمصطلح عبر ضمائمه واشتقاقاته والقضايا الموصولة به".
ولدراسة المصطلح القرآني مقاصد تتجلى في الاستجابة لأمر الله عز وجل في تدبر القرآن الكريم، وترسيخ المفهوم الصحيح ونفض الغبار عنه وكشف الغطاء عن معانيه لتحصيل المقاصد التابعة فضلا عن تصحيح الأفهام الخاطئة ، قصد العمل بمقتضياتها.
الفصل الثاني فصّل مفهوم المسألة المصطلحية ، تلكم التي تبحث مصطلح الماضي، بهدف الفهم الصحيح، ثم التقويم المناسب ، فالتوظيف اللائق ، وتدرس مصطلح الحاضر بهدف الاستيعاب العميق، والتواصل بغية التوحد على طريق قويم .
و للمسألة المصطلحية في التصور الحضاري الشامل أبعاد ثلاثة متكاملة: بعد الماضي وبُعْدُ الحاضر وبُعْدُ المستقبل ، علاقة المسألة المصطلحية بماضي الذات ، حيث إن تراثنا هو ذاتنا ؛ إذ المستقبل غيب، و الحاضر علميا لا وجود له، فلم يبق إلا الماضي الذي هو مستودع الذات وخزّان الممتلكات، بما لها وما عليها من ملحوظات وملاحظات ، إذ مفتاح التراث هو المصطلحات ، لكن تلك الضرورة لا تلبَّى بأسرع ما يمكن، ولا بأضبط ما يمكن، إلا إذا قام منهج الدراسة المصطلحية على ثلاث دعائم:العلمية؛ وأساسها الإحصاء، فالدراسة المعجمية، فالنصية، فالمفهومية، على نمط خاص يكفل الوصول إلى نتائج يمكن علميا أن يطمئن الباحث إليها .
ثم عرجت على المسألة المصطلحية والشهود الحضاري للأمة في الفصل الثالث ، إذ موقع الأمة هو الشهادة على الناس، وشروط ذلك أن تكون أمة ، ثم أن تكون وسطا ، ولا بد من الشهود ، أي الحضور لأداء الشهادة في كل المجالات، وعلى جميع الأصعدة، وفي كل حين. فإصلاح الحال لا يكون إلا بعد إصلاح العمل، و قبل ذلك تجديد الفهم ، وقبل هذا وذاك تجديد المنهج ، فكم من ترسبات منهجية فاسدة أفرزتها وراكمتها قرون الضعف والانحطاط في الأمة لا تزال مستمرة التأثير! ولابد من منهج لخطاب الذات لتوحيدها ، و من منهج لتجديدها لشهود الامة على غيره ، كما أراد لها ربها أن تكون.
وكل ذلك مما يدخل في التصور الحضاري الشامل للمسألة المصطلحية، ويسهم في حل معضلات المنهج العام والخاص للدراسة المصطلحية.
كما تناولت فيه أهمية منهج الدراسة المصطلحية في تجديد فهم الدين ، حيث تطرقت إلى رأي الشيخ الدكتور الشاهد البوشيخي الذي مفاده : بما أنه لن يصلح آخر هذا الأمر إلا بما صلح به أوله، فكذلك لن يتجدد أمر الدين حتى يتجدد فهمه، ولن يحدث هذا حتى يُهتدَى في منهج الفهم للتي هي أقوم ، وهناك جهود في هذا المجال للمفسرين ،الفقهاء ، والمعجميين، كالإمام الراغب الأصفهاني في “المفردات” وغيره . وإذا تم ضبط مفاهيم القرآن الكريم، فقد تم تبعا لذلك ضبط مفاهيم الدين القيم؛ لأن السنة بيان، به بعد القرآن، يُضْبَط فهم القرآن لتكوين التصور، وعطاء العصور اجتهادات أو انحرافات تُقبل أو ترفض تبعا للميزان ، ومتى تجدد فهم المفاهيم ، تعبد الطريق لتجديد أمر الدين ، ولقد كان مدار وحي الرحمن جل وعلا، مُذْ آدم حتى محمد عليهما الصلاة والسلام، على حفظ مصطلح الذكر من أن يصيب مفهومه تغيير أو تبديل؛ فتفسد الرؤية، ويقع الإفساد في الأرض ، وإنما مدار عمل الشيطان وحزبه، منذ رجا الشيطان ربه أن يُنظره إلى قيام الساعة، على محاولة تغيير المفهوم وتبديل المصطلح، أي تغيير الدين، والفطرة، والخلق ، فالحاجة ملحة لمن يقيم مصطلح الذكر كما أنزل .
أما الفصل الرابع ، فتطرقت فيه لأثر "مدرسة المنار" في تجديد فهم المصطلح القرآني ، وخلاصته أنه يقصد بتجديد الفهم إرجاع المعنى الذي استفيد من النص، وهو غير صواب، إلى وجهه الصواب، حتى كأنه كما كان أول مرة جديدا لم يطرأ عليه تغيير ، وهو بالنسبة إلى مفاهيم الدين رسالة الأنبياء المرسلين والعلماء المصلحين، يجددون ما بلي من أمر الدين، ويصلحون ما أفسد الناس من فَهْم الكلام.
منهج التعامل مع القرآن في فكر الشيخ محمد رشيد رضا ، قراءة تحليلية في تفسير المنار.
فتفسير المنار نمط ذو صيغة تجديدية في التعامل مع القرآن الكريم ، انبنى على خطاب وعظي إرشادي ولكنه لم ينتظم في منهج جديد محكم متكامل القواعد والأسس على الرغم من دعوته إلى تخليص تفسير القرآن من الشوائب والحجب ، وأن المؤلِّف قد أردك قيمة الفهم الموضوعي الاستقرائي للنص القرآني ودعا إليه لكن لا على ذلك الاستيعاب والشمول الذي يجسد حقائق القرآن المعجزة في المعترك الحضاري المعاصر، ولو فعل ذلك لكان مجدداً في منهج فهم القرآن.
لقد تشتتت جهوده في تفسير المنار على الرغم من غزارة وفائدة ما أورده ؛ لأنه أخذ على عاتقه مهمة البحث في موضوعات أمه بأسرها وهذا ما يحتاج إلى خبرة واختصاص وفرق بحثيه متكاملة ، على أن الشيخ قد أعطى قدراً كبيراً من العناية في حديثه عن مقاصد القرآن وحدد أهداف القرآن وغاياته في مقاصد رئيسية شاملة ، كبيان أركان الدين : التوحيد والبعث والجزاء والعمل الصالح ، بيان شؤون النبوة والرسالة ووظائف الرسل وبيان أن الإسلام دين الفطرة السليمة ، والعقل والفكر والعلم والحكمة ، والفقه والبرهان والحجة والضمير ، والوجدان والحرية والاستقلال .
و في الفصل الخامس ، الباحث الياباني في علم الدلالة إيزتسو يقدم رؤية جديرة بالتأمل لدراسة "المعنى" في القرآن الكريم ، حيث يتحدث الكاتب عن فكرة (توحيد المفاهيم المستقلة) بمعنى أن الكلمات أو المفاهيم لا توجد هكذا في القرآن بحيث تكون كل منها معزولة عن الأخرى ، بل يتواقف بعضها على بعض بإحكام وتستمد معانيها العيانية من نظام العلاقات المحكم بينها ، ثم قضية المصطلح عند أبي القاسم حاج حمد ، حيث يجد المرء نفسه، بعد قراءة كتاب "العالمية الإسلامية الثانية: جدلية الغيب والإنسان والطبيعة"، أمام مُؤلَّف، من صنف الموسوعات المعرفية، التي تُبشِّر بمشروع فكري مستقبلي واعد، متكامل الأركان،فقد أولى أهمية "للغة القرآن"، باعتبارها المدخل إلى رحابه، مِفتاحها المصطلح، وميز بين استعمال الله سبحانه للغة العربية، واستعمال الإنسان العربي لها، ودعا إلى إنتاج قاموس قرآني، أو معجم مفهومي لمصطلحات القرآن، وعمل على ذلك في مشروعه، فأعاد تعريف الكثير من المصطلحات القرآنية تعريفات جديدة تخالف السائد المشهور.
وأخيرا ، فهذه محاولة لتلخيص البحث في ورقات تعطي فكرة مصغرة عنه ، ولا أدعي اني أحطت فيها بكل جوانبه المفصلة ، و الله من وراء القصد .
أعلى