العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

عبدالفتاح بن اسماعيل بن أحمد

الكنية
أبو نصار
التخصص
دراسات أدبية ونقدية
الوظيفة
محاضر
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
شافعي
موضوع رسالة الماجستير
البناء الموضوعي والفني في شعر سراقة بن مرداس البارقي
ملخص رسالة الماجستير
ملخص رسالة الماجستيرالموسومة ب(البناء الموضوعي و الفني في شعر سراقة بن مرداس البارقي)

الحمدلله وحده، نحمده ونستغفره، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،،،
تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن جوانب حياة الشاعر سراقة البارقي واستخلاص الخصائص والسمات الفنية في شعره وفق منظور منظم، يعنى بدراسة النص من الناحية الفنية و إبراز جمالياته.
ولعل أهمية هذه الدراسة ترجع إلى أن سراقة البارقي أحد الشعراء المقلين المغمورين في العصر الأموي، إذ نلمح في شعره آثار البداوة، وعراقة المنشأ، و أصالة العربي المعتز بنفسه والمتفاخر بأصله، ونسبه، فهو يماني الأصل، وهذا ما زادني شغفاً لدراسته، حبَّاً و وفاءً و تمجيداً لوطنيته الصادقة، في مفاخرته بالقبائل اليمنية، فضلاً عما في شعره من قيمٍ إنسانية و فنيةٍ، تكشف عن طبيعة الشخصية اليمنية في ذلك العصر المتقدم.
أما عن المنهج المتبع في الدراسة فقد اعتمدت في الدراسة الفنية على المنهج التحليلي، الذي يعني بدراسة النَص من الناحية الفنية، و مدى اكتمالها وجمالها، وفي الدراسة الموضوعية اعتمدت على المنهج الوصفي، وقد اقتضت طبيعة الموضوع الاستعانة بمناهج نقدية أخرى، كالمنهج التاريخي والمنهج النفسي والاجتماعي، وغيرها، مؤكداً أن زاوية الرؤية لهذه المناهج من النص نفسه، مما شكل منهجاً متكاملاً ساعدني كثيراً على فهم الشاعر, وعلى دراسته دراسة مستوعبة.
و استناداً إلى هذا المنهج فقد اقتضت طبيعة الموضوع أن تُقسَّم إلى أربعة فصول، تسبقها مقدمة ومدخل، و تقفوها خاتمة، قدَّم المدخل نبذة مختصرة عن الحياة في العصر الأموي.

أما الفصل الأوَّل، وعنوانه(الشاعر ونتاجه الشعري) فقد خصصته للدراسة الموضوعية، و فيه وزعت الحديث على ثلاثة محاور: تناولت في المحور الأوَّل (اسمه ونسبه)، وتناولت في المحور الثاني(نشأته، وحياته)، أما المحور الثالث فقد خصصته لدراسة نتاجه الشعري، مبيناً أغراضه الشعرية التي نظم فيها.
وقد اتضح لنا إن معظم شعره قد ضاع، ولم يصل إلينا، لعل ذلك يعود إلى الحروب، والكوارث، وعدم الاستقرار، و كثرة التنقلات، التي مرَّ بها و واجهته في حياته، وعلى الرغم من قلة نتاجه الشعري فإنه لم يقل الشعر إلا استجابة لرغبات في نفسه، وتعبيراً عما يدور في ذهنه من أفكار وخواطر ملكت عليه لبَّه، فظهرت للعيان في شعره، فلم يكن شاعراً تكسُّبياً، ولم يقبل الذُّل والهوان؛ كي يداجي، إنما كان شاعراً أبيَّاً منعَّماً، قال الشعر؛ لأنه جزء من كيانه. فقدَّم لنا صوراً بعضها يغلب عليها الطابع الأخلاقي، وأخرى الطابع الديني، وثالثة تجمع مزيجاً من المعاني الأخلاقية والدينية والسياسية. إن الأغراض الشعرية التي نظم فيها الشاعر، تتداخل بعضها مع الأخرى، فضلاً عن ذلك فإن غرضي الرثاء والهجاء هما اللذانِ غَلَبَا على غيرهما في الديوان من حيث تواترهما، وهذا يعود إلى الحالة النفسية للشاعر، وما يسيطر عليها من أحاسيس و مشاعر تجاه الملمَّة المُؤلمة التي يواجهها. ثم إن العصبية القبلية والولاء لقومه، هما الدافع الغالب على شعره، إذ أن جُلَّ شعره كان في الفخر بقبيلته الأزد، ومدح قاداتها و رثائهم.
أما الفصل الثاني، وعنوانه(البناء اللُغوي)، فقد خصصته لدراسة اللغة عند الشاعر، موزعاً الحديث فيه على ثلاثة محاور: تناولت في المحور الأوَّل (الجملة والتراكيب)، درست فيه الجملة وأثرها في تشكيل الخطاب الشعري، حيث اعتمد في صياغة أسلوبه الشعري على الجملة الفعلية بكثرة، مما يدل على حركات المشاعر و التقلبات الانفعالية التي تموج بها الذات الشاعرة؛ نتيجةً للظروف التي مرَّت بها، فضلاً عن ذلك فقد تأثر الشاعر بتراث أسلافه حيث نجده يتناص معهم محدثاً بذلك نوعاً من التداخل النصَّي، و موروثه الثفافي و الديني.وقد برزت في شعره مجموعة من الظواهر التركيبية و الفنية كان لها دورها البنائي والدلالي، بل والإيقاعي، وهي: التقديم والتأخير ، والاعتراض ، والحذف ، حيث وردت في صور متعددة، وفقاً للسياق الذي ترد فيه، وكذا الهدف أوالغاية التي يهدف الشاعر إليها بعدوله عن التركيب المألوف للدوال التي تُؤلّف منها الجمل والتراكيب.
وتناولت في المحور الثاني(الأساليب الإنشائية)، فدرست منها الأمر، و النهي، و النداء، و الاستفهام، ومدي شيوع استعمالها، والكشف بالتحليل عن دورها قي تشكيل المعنى، وإنتاج الدلالة، وفاعليتها في استقطاب المتلقي، وما لها من دور في الإفصاح عما في ذات الشاعر. حيث يتخذ الشاعر منها وسيلة فنية يفصح بها عن مشاعره وخواطره، ويعبر عن خلجات نفسه ، وعواطفه ، فضلاً عن ذلك فإنها تضفي على النص حركة وحيوية وتكسبه تجدداً وثراء.
وتناولت في المحور الثالث(المعجم الفنِّي)،و فيه درست المعجم الشعري لدى الشاعر، أي الألفاظ التي بها عبر عن العالم من حوله، و واقعه النفسي، وقد تميز المعجم الشعري إلى جانب الجزالة والقوة، في بعض نصوصه بالسهولة والوضوح؛ وذلك لبعده عن البيئة البدوية، وعيشه في بيئات حضرية يظللها الإسلام، وقد تضمن حقل الدين، وحقل الطبيعة، وحقل الموت والحرب، وحقل الزمان، وحقل المرأة.
وفي الفصل الثالث: (البناء الصوري)، فقد وزعت الحديث فيه على محورين: أوَّلهما:(مصادر الصورة)، وفيه بيَّنت المنابع التي استمد منها سراقة صوره الفنِّية، وتشكلت منها،وهي: المصادر الطبيعية، والمصادر الثقافية. كشفت الدراسة أن المصادر الطبيعية بمختلف أنواعها تمثل مصدراً زاخراً استمد منها الشاعر معظم صوره، وهي صور مرتبطة بواقع بيئته البدوية و نابعة من حياة مجتمعه ومفرداته، فضلاً عن بعض صوره التي استمدها من موروثه الثفافي و الديني، فأثرى بها خطابه الشعري، مما يدل عن قوة ذلك الموروث عنده، وعلى تعمقه في وجدانه.
والمحور الأخر:(بناء الصورة)، وفيه درست الصورة التشبيهية، والصورة الاستعارية، والصورة الكنائية، وما تنتجه من علاقة تلازم بين الطرفين، و فيها تبرز مقدرة الشاعر الإبداعية في اتخاذه الصورة وسيلة للتعبير عن مظاهر حياته المختلفة، ومعاناته النفسية، فجاءت صوره صادقة، ومتصلة بالبيئة التي عايشها.
أما الفصل الرابع، وعنوانه(البناء الموسيقي)، وقد تناولته من خلال محورين: أولهما:(الموسيقي الخارجية)، وفيه درست الوزن، والقافية، وقد عمدت في ذلك إلى رصد البحور الشعرية، التي التزمها الشاعر و نسبة كل بحر،ثم قمت برصد القوافي التي استعملها الشاعر في الديوان، مبيناً نسبة كل حرفٍ مدىً وطول نفس عنده، وكذا تحدثت عن أبرز المظاهر العامة للقافية في شعره، و قد أدمجت التصريع مع القافية والوزن، لأهميته لدى المتلقي وتهيئته لمعرفة القافية، فهو قافية أولى في البيت.
أما المحور الأخر:(الموسيقى الداخلية)، فدرست فيه التصدير، والجناس، والموازنة(التقسيم)، والتكرار، وبيَّنت ما لهم من أثر صوتي ودلالي داخل البيت الشعري بخاصة، والنص بعامة. وبذلك أسهمت في تكوين جماليات النص ككل، ورسم وظيفته التعبيرية العامة، وحققت ترابطاً ووحدة وانسجاما.
و أخيراً أنهيت الدراسة بخاتمة كانت خلاصة دقيقة، لأبرز النتائج التي توصلت إليها، و أتبعتها بثبت المصادر والمراجع، التي اعتمدتها في دراستي. هذا والله هو الهادي إلى سواء السبيل.

الباحث/ عبدالفتاح إسماعيل عبدالله أحمد الوصابي
أعلى