العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الإفطار قبل الأذان إذا كان الأذان لا يرفع في الوقت الشرعي

إنضم
26 يوليو 2008
المشاركات
3
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه ومصطفاه أمابعد: فقد اطلعت على فتوى لبعض مشائخنا الكرام، واستشكلت فيها أمورا، وقد بعثت إليه بذلك أستوضح منه، ولكن للأسف لم يصلني الجواب، ولذلك رأيت أن أطرحه هنا على إخوتي في هذا المنتدى المبارك ـ إن شاء الله تعالى ـ عسى أن أجد عندهم ما يشفي غليلي، والله الموفق للصواب.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فإني أحيي شيخنا بتحية الإسلام فأقول له: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وأسأل الله لكم التوفيق والسداد في القول والعمل أما بعد :
شيخنا الفاضل لقد اطلعت على فتواكم في موضوع" الإفطار قبل الأذان بحجة أنّ الأذان لا يرفع في الوقت الشرعي" (الفتوى رقم293) والتي ذكرتم فيها أن "الصيام المفروض الذي يكون جماعة ينبغي عليه أن يصوم ويفطر مع جماعة النّاس وإمامهم لحديث عائشة رضي الله عنها: « الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون» فصرّح بوجوب أن يكون الصوم والإفطار والأضحية مع الجماعة وعظم النّاس، سواء في ثبوت رمضان أو العيد أو في غروب الشمس أو طلوع الفجر فيجب على الآحاد اتباع الإمام والجماعة فيها ولا يجوز لهم التفرد فيها جمعا للأمة وتوحيدا لصفوفها وإبعادا للآراء الفردية المفرقة لها فإن يد الله مع الجماعة".
شيخنا الكريم قد حصل لي إشكال حول بعض ما ذكرتموه في هذه الفتوى فأرجو أن تتيحوا لنا بعضا من وقتكم الثمين فتنورونا بالإجابة عنه وجازاكم الله خيرا وموضع الإشكال أن الحديث صرح بذكر لفظة "اليوم" فقال: يوم تصومون، ويوم تفطرون، ويوم تضحون. ولم يقل وقت تصومون، وقت تفطرون، وقت تضحون، ومعلوم أن اليوم أخص من الوقت وإنما يصح الاستدلال بالحديث على وجوب الإمساك أول النهار والفطر آخره مع الجماعة ومعظم الناس لو كانت صيغته وردت بلفظ "الوقت" دون لفظ "اليوم". هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن ما عللتم به ـ حفظكم الله ـ عدم جواز التفرد من "جمع الأمة وتوحيد صفوفها وإبعاد الآراء الفردية المفرقة لها وأن يد الله مع الجماعة" يبدو لي أنه صحيح في الشق الأول مما ذكرتموه من "وجوب أن يكون الصوم والإفطار والأضحية مع الجماعة ومعظم النّاس، سواء في ثبوت رمضان أو العيد" دون ما ذكر في الشق الثاني وهو قولكم: "أو في غروب الشمس أو طلوع الفجر فيجب على الآحاد اتباع الإمام والجماعة فيها ولا يجوز لهم التفرد فيها" وذلك لما ذكرته فيما سبق من جهة، ولأنه يبدو لي ـ والله أعلم ـ أن القول به على إطلاقه يستلزم ترك تغيير جميع المنكرات التي عمت بها البلوى وتتابعت الأمة على فعلها حكاما ومحكومين إلا القليل ممن هداهم الله واصطفاهم كبدع الموالد والأعراس والمآتم و الملابس و...ومن ذلك تقديم السحور وتأخير الفطور على خلاف ما وردت به السنة في كثير من الأحاديث الصحيحة من الأمر بتقديم الفطور وتأخير السحور كحديث عبد الله بن أبي أوفى في الصحيحين وفي غيرهما، حيث ورد فيه" فشرب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لو تراآها أحد على بعيره لرآها، يعني الشمس" فهنا حدث لي إشكال آخر حيث أنه ليس كل أمر ورد به الشرع يشرع تركه تأليفا للقلوب ومراعاة للاجتماع، بل في ذلك ـ حسب حدود معرفتي ـ تفصيل كترك بعض المستحبات مؤقتا لتأليف القلوب، وكترك إقامة الصلاة جماعة ثانية لمن فاتتهم الجماعة الأولى إذا كان المسجد له إمام راتب ولم يأذن بفعلها وغير ذلك وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على المصلحين عند فساد الزمان وظهور البدع والمخالفات لشرع الله كقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبا للغرباء" وذكر أنهم ناس صالحون قليلون بين أناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم بل ما أعلمه أن الجماعة التي أثنى عليها الشرع وأمر بلزومها إنماهي الجماعة التي على الحق لا أي جماعة كانت وإن خالفت الحق فإن الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك كما قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنهم أرجو منكم الإفادة والتوجيه حول ما ذكرته والله من وراء القصد والحمد لله أولا وآخرا.
 
أعلى