د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الموضوع من إعداد: ثمرات المطابع.
-------------------------
الإمام الفقيه المحدث : محمد عابد السندي الأنصاري رئيس علماء المدينة المنورة في عصره (ت:1257هـ)
تأليف : سائد بكداش
الناشر : دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 14/08/2002
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء : 1
عدد الصفحات : 560
حجم الكتاب : 17 × 24 سم
التصنيف : / الجغرافيا والتاريخ / التراجم والأنساب ، الشارات والعلامات / التراجم / القادة الدينيون - المفكرون - العاملون
نبذة عن الكتاب : إن إظهار سير علماء الأمة وأكابرها دين على رجالاتها وكلما مات إمام وفقد زاد الدّين ، وما أكبره ، وفي هذا الكتاب نجد إسهاماً جاداً في تجلية سيرة علم من أعلام القرن الثالث عشر الهجري المغمورة سيرهم ألا وهو الإمام محمد عابد السندي مولداً ، والجدي – نسبة إلى مدينة جدة – ثم اليمني مقاماً ونشأة ثم المدني مستقراً ووفاه .
وقد سلك المؤلف في دراسته الترجمة الطريقة التاريخية التحليلية ، أظهر من خلالها بجلاء شخصية هذا الإمام سواء العلمية أو العملية وما لهذا الإمام من تفنن في علوم كثيرة من تفسير وقراءات ، وحديث رواية ودراية ، وفقه ، وطب مع صلاح وورع ودين وخلق كما أظهرت - عندما تحدث عن مصنفات هذا الإمام - ماكان يتميز به من إمامة خاصة في الفقه والحديث واستحضار عظيم للسنة ، كما عرفت عددا كبيرا من مؤلفاته المخطوطة وغير ذلك مما يتعلق بترجمته ، وقد جعل المؤلف الدراسة في مقدمة وتمهيد وخمسة أبواب وخاتمة فخص التمهيد للمحات الحياة التي عاصرها الشيخ محمد عابد والباب الأول : في التعريف بشخصيته والباب الثاني في أخلاقه وخصاله والباب الثالث : في ثناء العلماء عليه ومكانته بينهم والباب الرابع : في نشأة الشيخ العلمية ورحلاته وذكر شيوخه وتلاميذه والباب الخامس : في العلوم التي برع فيها وبيان مصنفاته وآثاره ثم الخاتمة والفهارس .
الخلاصة : قال المؤلف في الخاتمة : وقد كشفت لنا هذه الدراسة عن كنوز مخبآت ، وعن جواهر ثمينة ، ودرر يتيمة ،قل من عاينها واطلع عليها ، فأبهج نفسه بجمالها ، وشنف سمعه بسماع أخبارها .
- فقد عرفنا من خلالها أخبار كوكبة نيرة من كبار علماء السند وفقهائهم ، من أحفاد سيدنا أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، منهم جد الشيخ محمد عابد ، وهو شيخ الإسلام القاضي الواعظ الإمام المحقق الشيخ محمد مراد السندي الأنصاري ، ومنهم عمه العلامة الفقيه الحنفي المحقق ، الطبيب الحاذق الشيخ محمد حسين السندي الأنصاري ، وكذلك والده العلامة الفقيه الشيخ أحمد علي السندي الأنصاري .
وغيرهم من سلسلة آبائه وأجداده ، تلك السلسلة الذهبية التي توارثت العلم أباً عن جد ، ولم يخل عن الفضل والعلم منها أحد .
- كما وقفنا على صلة الشيخ محمد عابد الوثيقة بحكام اليمن ، حين أقام فيه أكثر من ثلاثين سنة ، وكيف كانت متوجة بالنزاهة والزهد والورع
- واستفدنا دروساً عظيمة ، فيها عبر وعظات ، وذلك من خلال ذكر أخلاقه الكريمة ، وأدبه العالي الجم الفريد .
- ورأينا مكانته العالية المرموقة بين علماء عصره ، فقد كان مرجعهم العلمي ، الذي يفزعون إليه في حل عويصات مسائل العلم ، وهذا قبل أن يكون رئيساً لعلماء المدينة المنورة ، وأما بعد فمن باب أولى .
- وتم التعرف على أسماء وأخبار شذرة كريمة من شيوخ الشيخ محمد عابد وتلاميذه ، والذين يمثلون فترة زمنية علمية ، لم تحظ بدراسة وافية تؤدي حقها .
كما تم الوقوف على صور ملفتة للنظر فخراً وإعجاباً ، من نشاط الشيخ محمد عابد العلمي ، مما له أثر كبير في شحذ الهمم ، وتقوية العزائم .
- وهكذا عرفنا إمامته في علوم كثيرة ، وبالأخص علم الفقه وعلم الحديث ، وكونه كان طبيباً ناجحاً حاذقاً للغاية .
- ففي الحديث كان آية باهرة في حفظه واستحضاره ، فإذا ماحدّث من ذاكرته ، فكأنما يملي من كتاب ، وكان يقرئ الكتب الحديثية الستة في الحرم النبوي في شهر واحد رواية ، ودراية في ستة أشهر .
- وفي علو إسناده كان فريداً ، فبينه وبين الإمام البخاري صاحب الصحيح تسعة رجال ، ولذا كان يقول : لمثلي فليُسْعَ ، لأن بيني وبين البخاري تسعة .
- وكان من أبرز أعمال هذه الرحلة مع هذا الإمام العلم ، زيارتنا لمكتبته العامرة العظيمة النادرة ، التي وقفها على المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة ، والتي لازالت عامرة يستفاد منها ، تبتسم لناظرها ضمن مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة .
- وقد أهدت إلينا هذه الدراسة تحَفاً من مصنفات الشيخ محمد عابد ، وآثاره العلمية النادرة في مثالها ، والتي لازالت حبيسة دور المخطوطات ، تنتظر من يحنو ويعطف عليها ، لإبرازها ، ونشر نُوْرها ونَوْرها الفوَّاح .
ومن أعظم هذه التحف :
1- طوالع الأنوار شرح الدر المختار (في فقه السادة الحنفية) .
هذه الموسوعة الفقهية الضخمة ، التي بلغت عدد لوحات إحدى نسخها عشرة آلاف لوحة .
2- المواهب اللطيفة شرح مسند الإمام أبي حنيفة .
وهو من أعظم شروح المسند ويقع في أزيد من ألف لوحة مخطوطة .
3- معتمد الألمعي في حل مسند الإمام الشافعي .
وهو في أزيد من خمسمائة لوحة مخطوطة .
4- منحة الباري في جمع روايات صحيح البخاري .
وهو كتاب ليس له مثيل ، ولم ينسج أحد على منواله ، ويقع في نحو خمسمائة لوحة مخطوطة .
وغيرها من مؤلفاته الكثيرة ، والتي كان منها رسائل فريدة في بابها .
- وكان أبرز ما يطالعه القارئ في هذه الترجمة ، تلك الدراسة الفقهية المفصلة ، التي تمت على كتاب طوالع الأنوار ، مع مقارنته بالشروح المطبوعة للدر المختار ، لإبراز ميزة كل منها .
- ومن خلالها أيضاً وقفنا على جمع من الأعمال العلمية التي قامت على كتاب الدر المختار ، من شروح وحواشي وتعليقات ، والتي بلغت خمسة وعشرين عملاً ، مع بيان مؤلفيها ، وأماكن وجودها ، وحجمها ونحو ذلك ، مما لم يجمع في غير هذا المكان .
وعرفنا أيضاً المنهج الفقهي للشيخ محمد عابد ، وسعة صدره في مسائل الخلاف ، فهو حنفي مقلد لمذهب السادة الحنفية، مع اهتمامه الشديد بالأدلة ، ولكنه إذا ما بدت له قوة أدلة مذهب آخر في مسألة معينة ، تراه يرجح ما رجحه الدليل ، مع كل أدب واحترام لرأي غيره .
- وهكذا أهدت إلينا هذه الدراسة عند ذكر شرح الشيخ محمد عابد لمسند الإمام أبي حنيفة ، ومسند الإمام الشافعي ، ما قام به من تحقيقات نادرة فيهما ، مع التعرف على بقية شروح كل من المسندين ، ومزية كل واحد منها ، مع مقارنة نص من شرحه لمسند الإمام أبي حنيفة مع شروح أخرى .
* هذا ، وأنا على يقين تام ، أنه لو تهيأت الأسباب والظروف أكثر من هذا لدراسة مؤلفات هذا الإمام العظيم دراسة وافية متأنية ، وبعمق ودقة ، يظهر لنا من العلوم والمنح والمواهب عنده ، أكثر بكثير مما وقفنا عليه ، مما لايمكن إبرازه بهذه الدراسة العجلة ، والحمد لله على كل حال .
الفهرس : المقدمة .......................... 7
التمهيد (لمحات عن الحياة التي عاصرها الشيخ محمد عابد) ..........23
الباب الأول : التعريف بشخصية الشيخ محمد عابد ...............51
الفصل الأول: اسمه ، نسبه ، شجرة نسبه ........53
الفصل الثاني : أسرته ..........................69
الفصل الثالث: مولد الشيخ محمد عابد ، وزواجه ، وذريته ، ووفاته ..... 105
الباب الثاني: أخلاق الشيخ محمد عابد وخصاله ............. 127
الباب الثالث: ثناء العلماء على الشيخ محمد عابد ، ومكانته بينهم ..... 147
الفصل الأول : ثناء العلماء عليه ................ 149
الفصل الثاني : المناصب الرفيعة التي تولاها الشيخ محمد عابد ، ومكانته العالية بين العلماء ................... 161
الفصل الثالث : ذكر طائفة من كبار العلماء المعاصرين للشيخ محمد عابد في المدينة المنورة ، حين تولى منصب رئاسة العلماء فيها ............ 167
الباب الرابع : نشأة الشيخ محمد عابد العلمية ورحلاته ، وذكر شيوخه وتلاميذه .......... 169
الفصل الأول : نشأة محمد عابد العلمية ................. 171
الفصل الثاني : رحلاته ................................ 176
الفصل الثالث : صلة الشيخ محمد عابد بحكام اليمن وغيرهم ، وعظيم إكرام الجميع له ............... 188
الفصل الرابع : شيوخه وآباؤه في العلم .............. 192
الفصل الخامس : نشاطه العلمي وصوره ............ 211
الفصل السادس : تلامذته وأبناؤه في العلم ........... 237
الباب الخامس : العلوم التي برع فيها ، وبيان مصفاته وآثاره ........ 265
الفصل الأول : إتقانه للقرآن الكريم وعلومه ، ومصنفاته فيها ....... 270
الفصل الثاني: براعته في الحديث النبوي الشريف وعلومه ، ومصنفاته فيها ............. 279
الفصل الثالث: إبداعه في علم الفقه وأصوله ، ومصنفاته الفقهية ......... 372
الفصل الرابع : تقدمه في علوم اللغة العربية وفنونها ، ومصنفاته فيها ......... 269
الفصل الخامس : إمامته في علم المناظرة ............... 475
الفصل السادس : حذقه في علم الطب ، ومصنفاته فيه ........ 476
الخاتمة .......... 494
الفهارس ........ 499
التقويم : إن من يقرأ مثل هذه الدراسة ويدقق النظر بين سطورها ليدرك مدى الجهد الكبير الذي بذله الكاتب –وفقه الله- في استقصاء ترجمة هذا الإمام والتنقيب عنها بين الكتب مطبوعها ومخطوطها بل في قصاصات ووقفيات وتمليكات على طرر بعض الكتب ، مما يجعلنا نكبر هذا الجهد ، بل وندعو من أراد أن يؤلف في فن التراجم المفردة أن يستفيد من مثل هذا المجهود المميز ، الذي يظهر ويتمثل من خلال الأمور التالية :-
أولاً : إن اختيار الترجمة كانت لعلم لم تنشر عنه دراسات مكتوبة بشكل كبير مما جعل المؤلف ينقب في المخطوطات الكثيرة من مؤلفاته ومؤلفات غيره والتي بلغت (58) مخطوط ، ما بين كتاب كبير يبلغ (9522) لوحة بما يعادل 60 مجلد بالطباعة الحديثة إلى رسالة صغيرة في عدة أوراق بل إلى وقفيات مكتوبة في عدة أسطر .
ثالثاً : إن هذه الترجمة كان كثيراً من استمدادها من كتب المصنف (وهي مخطوطة) وهذا النوع من التراجم من أفضل ما يصنعه المؤلف للتراجم المفردة ؛ لأنه مصدر موثوق به فهو ترجمة للمصنف عن نفسه ، وأيضاً يكون في هذا النوع دراسة لفكر المترجم عن قرب لا نقلا من غيره فيتلافى ما قد يعتري النقل من خطأ أو تحامل من بعض المترجمين فيسوقه من بعدهم تقليداً لهم وهذا كثير في كتب التراجم كما هو معلوم إضافة إلى انه بصنيع المؤلف ورجوعه إلى كتب الشيخ محمد عابد السندي قد تلافى أخطاء تاريخية وقع فيها بعض من ترجم للإمام السندي .
رابعاً : جودة الترتيب وحسن العرض للمادة .
خامساً : حسن التنسيق- في الطباعة – لمادة الكتاب مما تظهر فوائده .
سادساً : إضافة إلى فوائد زوائد يذكرها في استطراد له مناسبة ومن ذلك :
1- ذكر بعض كبار العلماء من ذرية أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ص64 .
2- سرده الكتب التي تترجم لعلماء القرن الثالث عشر وقد بلغت أربعة وعشرين كتاباً ص45-49 .
3- ذكره شروح ألفية السيوطي في الحديث ص351
4- وهي أهمها : فقد ذكر عند تعريفه بكتاب طوالع الأنوار شرح الدر المختار للمؤلف الخدمات والأعمال العلمية حول الكتاب وأصله مع ذكر المخطوط منها والمطبوع ومعلومات الطباعة وأماكن بعض المخطوط [377-400] مما يصلح أن يكون مقالاً ينشر في مجلة علمية .( قارن بكتاب ابن عابدين وأثره في الفقه الإسلامي فإنه درس الأعمال العلمية حول كتاب الدر المختار مع بسط الحديث حول حاشية ابن عابدين )
مما يجعلنا نقترح على المؤلف أن يضيف فهرساً للفوائد المتناثرة في الكتاب في طبعات لاحقة
هذه بعض الفوائد التي عنت بالخاطر أثناء القراءة في الكتاب والمتمعن فيه قد يجد أكثر من ذلك ، ولكن من أهم مايجب على الباحثين أن يخرجوا به من هذه الترجمة ما أظهره المؤلف من نفاسة مؤلفات الامام محمد عابد فلتشمر مجموعة منهم وتقوم بإخراج مؤلفات هذا الإمام الفذ من ركام المخطوط إلى عداد المطبوع لا سيما وأن هذه الكتب المذكورة في مكتبات سهلة التناول والحصول منها على المخطوط وهي مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة .
-------------------------
الإمام الفقيه المحدث : محمد عابد السندي الأنصاري رئيس علماء المدينة المنورة في عصره (ت:1257هـ)
تأليف : سائد بكداش
الناشر : دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 14/08/2002
نوع التغليف: مقوى فاخر (فني) كعب مسطح
عدد الأجزاء : 1
عدد الصفحات : 560
حجم الكتاب : 17 × 24 سم
التصنيف : / الجغرافيا والتاريخ / التراجم والأنساب ، الشارات والعلامات / التراجم / القادة الدينيون - المفكرون - العاملون
نبذة عن الكتاب : إن إظهار سير علماء الأمة وأكابرها دين على رجالاتها وكلما مات إمام وفقد زاد الدّين ، وما أكبره ، وفي هذا الكتاب نجد إسهاماً جاداً في تجلية سيرة علم من أعلام القرن الثالث عشر الهجري المغمورة سيرهم ألا وهو الإمام محمد عابد السندي مولداً ، والجدي – نسبة إلى مدينة جدة – ثم اليمني مقاماً ونشأة ثم المدني مستقراً ووفاه .
وقد سلك المؤلف في دراسته الترجمة الطريقة التاريخية التحليلية ، أظهر من خلالها بجلاء شخصية هذا الإمام سواء العلمية أو العملية وما لهذا الإمام من تفنن في علوم كثيرة من تفسير وقراءات ، وحديث رواية ودراية ، وفقه ، وطب مع صلاح وورع ودين وخلق كما أظهرت - عندما تحدث عن مصنفات هذا الإمام - ماكان يتميز به من إمامة خاصة في الفقه والحديث واستحضار عظيم للسنة ، كما عرفت عددا كبيرا من مؤلفاته المخطوطة وغير ذلك مما يتعلق بترجمته ، وقد جعل المؤلف الدراسة في مقدمة وتمهيد وخمسة أبواب وخاتمة فخص التمهيد للمحات الحياة التي عاصرها الشيخ محمد عابد والباب الأول : في التعريف بشخصيته والباب الثاني في أخلاقه وخصاله والباب الثالث : في ثناء العلماء عليه ومكانته بينهم والباب الرابع : في نشأة الشيخ العلمية ورحلاته وذكر شيوخه وتلاميذه والباب الخامس : في العلوم التي برع فيها وبيان مصنفاته وآثاره ثم الخاتمة والفهارس .
الخلاصة : قال المؤلف في الخاتمة : وقد كشفت لنا هذه الدراسة عن كنوز مخبآت ، وعن جواهر ثمينة ، ودرر يتيمة ،قل من عاينها واطلع عليها ، فأبهج نفسه بجمالها ، وشنف سمعه بسماع أخبارها .
- فقد عرفنا من خلالها أخبار كوكبة نيرة من كبار علماء السند وفقهائهم ، من أحفاد سيدنا أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، منهم جد الشيخ محمد عابد ، وهو شيخ الإسلام القاضي الواعظ الإمام المحقق الشيخ محمد مراد السندي الأنصاري ، ومنهم عمه العلامة الفقيه الحنفي المحقق ، الطبيب الحاذق الشيخ محمد حسين السندي الأنصاري ، وكذلك والده العلامة الفقيه الشيخ أحمد علي السندي الأنصاري .
وغيرهم من سلسلة آبائه وأجداده ، تلك السلسلة الذهبية التي توارثت العلم أباً عن جد ، ولم يخل عن الفضل والعلم منها أحد .
- كما وقفنا على صلة الشيخ محمد عابد الوثيقة بحكام اليمن ، حين أقام فيه أكثر من ثلاثين سنة ، وكيف كانت متوجة بالنزاهة والزهد والورع
- واستفدنا دروساً عظيمة ، فيها عبر وعظات ، وذلك من خلال ذكر أخلاقه الكريمة ، وأدبه العالي الجم الفريد .
- ورأينا مكانته العالية المرموقة بين علماء عصره ، فقد كان مرجعهم العلمي ، الذي يفزعون إليه في حل عويصات مسائل العلم ، وهذا قبل أن يكون رئيساً لعلماء المدينة المنورة ، وأما بعد فمن باب أولى .
- وتم التعرف على أسماء وأخبار شذرة كريمة من شيوخ الشيخ محمد عابد وتلاميذه ، والذين يمثلون فترة زمنية علمية ، لم تحظ بدراسة وافية تؤدي حقها .
كما تم الوقوف على صور ملفتة للنظر فخراً وإعجاباً ، من نشاط الشيخ محمد عابد العلمي ، مما له أثر كبير في شحذ الهمم ، وتقوية العزائم .
- وهكذا عرفنا إمامته في علوم كثيرة ، وبالأخص علم الفقه وعلم الحديث ، وكونه كان طبيباً ناجحاً حاذقاً للغاية .
- ففي الحديث كان آية باهرة في حفظه واستحضاره ، فإذا ماحدّث من ذاكرته ، فكأنما يملي من كتاب ، وكان يقرئ الكتب الحديثية الستة في الحرم النبوي في شهر واحد رواية ، ودراية في ستة أشهر .
- وفي علو إسناده كان فريداً ، فبينه وبين الإمام البخاري صاحب الصحيح تسعة رجال ، ولذا كان يقول : لمثلي فليُسْعَ ، لأن بيني وبين البخاري تسعة .
- وكان من أبرز أعمال هذه الرحلة مع هذا الإمام العلم ، زيارتنا لمكتبته العامرة العظيمة النادرة ، التي وقفها على المكتبة المحمودية بالمدينة المنورة ، والتي لازالت عامرة يستفاد منها ، تبتسم لناظرها ضمن مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة .
- وقد أهدت إلينا هذه الدراسة تحَفاً من مصنفات الشيخ محمد عابد ، وآثاره العلمية النادرة في مثالها ، والتي لازالت حبيسة دور المخطوطات ، تنتظر من يحنو ويعطف عليها ، لإبرازها ، ونشر نُوْرها ونَوْرها الفوَّاح .
ومن أعظم هذه التحف :
1- طوالع الأنوار شرح الدر المختار (في فقه السادة الحنفية) .
هذه الموسوعة الفقهية الضخمة ، التي بلغت عدد لوحات إحدى نسخها عشرة آلاف لوحة .
2- المواهب اللطيفة شرح مسند الإمام أبي حنيفة .
وهو من أعظم شروح المسند ويقع في أزيد من ألف لوحة مخطوطة .
3- معتمد الألمعي في حل مسند الإمام الشافعي .
وهو في أزيد من خمسمائة لوحة مخطوطة .
4- منحة الباري في جمع روايات صحيح البخاري .
وهو كتاب ليس له مثيل ، ولم ينسج أحد على منواله ، ويقع في نحو خمسمائة لوحة مخطوطة .
وغيرها من مؤلفاته الكثيرة ، والتي كان منها رسائل فريدة في بابها .
- وكان أبرز ما يطالعه القارئ في هذه الترجمة ، تلك الدراسة الفقهية المفصلة ، التي تمت على كتاب طوالع الأنوار ، مع مقارنته بالشروح المطبوعة للدر المختار ، لإبراز ميزة كل منها .
- ومن خلالها أيضاً وقفنا على جمع من الأعمال العلمية التي قامت على كتاب الدر المختار ، من شروح وحواشي وتعليقات ، والتي بلغت خمسة وعشرين عملاً ، مع بيان مؤلفيها ، وأماكن وجودها ، وحجمها ونحو ذلك ، مما لم يجمع في غير هذا المكان .
وعرفنا أيضاً المنهج الفقهي للشيخ محمد عابد ، وسعة صدره في مسائل الخلاف ، فهو حنفي مقلد لمذهب السادة الحنفية، مع اهتمامه الشديد بالأدلة ، ولكنه إذا ما بدت له قوة أدلة مذهب آخر في مسألة معينة ، تراه يرجح ما رجحه الدليل ، مع كل أدب واحترام لرأي غيره .
- وهكذا أهدت إلينا هذه الدراسة عند ذكر شرح الشيخ محمد عابد لمسند الإمام أبي حنيفة ، ومسند الإمام الشافعي ، ما قام به من تحقيقات نادرة فيهما ، مع التعرف على بقية شروح كل من المسندين ، ومزية كل واحد منها ، مع مقارنة نص من شرحه لمسند الإمام أبي حنيفة مع شروح أخرى .
* هذا ، وأنا على يقين تام ، أنه لو تهيأت الأسباب والظروف أكثر من هذا لدراسة مؤلفات هذا الإمام العظيم دراسة وافية متأنية ، وبعمق ودقة ، يظهر لنا من العلوم والمنح والمواهب عنده ، أكثر بكثير مما وقفنا عليه ، مما لايمكن إبرازه بهذه الدراسة العجلة ، والحمد لله على كل حال .
الفهرس : المقدمة .......................... 7
التمهيد (لمحات عن الحياة التي عاصرها الشيخ محمد عابد) ..........23
الباب الأول : التعريف بشخصية الشيخ محمد عابد ...............51
الفصل الأول: اسمه ، نسبه ، شجرة نسبه ........53
الفصل الثاني : أسرته ..........................69
الفصل الثالث: مولد الشيخ محمد عابد ، وزواجه ، وذريته ، ووفاته ..... 105
الباب الثاني: أخلاق الشيخ محمد عابد وخصاله ............. 127
الباب الثالث: ثناء العلماء على الشيخ محمد عابد ، ومكانته بينهم ..... 147
الفصل الأول : ثناء العلماء عليه ................ 149
الفصل الثاني : المناصب الرفيعة التي تولاها الشيخ محمد عابد ، ومكانته العالية بين العلماء ................... 161
الفصل الثالث : ذكر طائفة من كبار العلماء المعاصرين للشيخ محمد عابد في المدينة المنورة ، حين تولى منصب رئاسة العلماء فيها ............ 167
الباب الرابع : نشأة الشيخ محمد عابد العلمية ورحلاته ، وذكر شيوخه وتلاميذه .......... 169
الفصل الأول : نشأة محمد عابد العلمية ................. 171
الفصل الثاني : رحلاته ................................ 176
الفصل الثالث : صلة الشيخ محمد عابد بحكام اليمن وغيرهم ، وعظيم إكرام الجميع له ............... 188
الفصل الرابع : شيوخه وآباؤه في العلم .............. 192
الفصل الخامس : نشاطه العلمي وصوره ............ 211
الفصل السادس : تلامذته وأبناؤه في العلم ........... 237
الباب الخامس : العلوم التي برع فيها ، وبيان مصفاته وآثاره ........ 265
الفصل الأول : إتقانه للقرآن الكريم وعلومه ، ومصنفاته فيها ....... 270
الفصل الثاني: براعته في الحديث النبوي الشريف وعلومه ، ومصنفاته فيها ............. 279
الفصل الثالث: إبداعه في علم الفقه وأصوله ، ومصنفاته الفقهية ......... 372
الفصل الرابع : تقدمه في علوم اللغة العربية وفنونها ، ومصنفاته فيها ......... 269
الفصل الخامس : إمامته في علم المناظرة ............... 475
الفصل السادس : حذقه في علم الطب ، ومصنفاته فيه ........ 476
الخاتمة .......... 494
الفهارس ........ 499
التقويم : إن من يقرأ مثل هذه الدراسة ويدقق النظر بين سطورها ليدرك مدى الجهد الكبير الذي بذله الكاتب –وفقه الله- في استقصاء ترجمة هذا الإمام والتنقيب عنها بين الكتب مطبوعها ومخطوطها بل في قصاصات ووقفيات وتمليكات على طرر بعض الكتب ، مما يجعلنا نكبر هذا الجهد ، بل وندعو من أراد أن يؤلف في فن التراجم المفردة أن يستفيد من مثل هذا المجهود المميز ، الذي يظهر ويتمثل من خلال الأمور التالية :-
أولاً : إن اختيار الترجمة كانت لعلم لم تنشر عنه دراسات مكتوبة بشكل كبير مما جعل المؤلف ينقب في المخطوطات الكثيرة من مؤلفاته ومؤلفات غيره والتي بلغت (58) مخطوط ، ما بين كتاب كبير يبلغ (9522) لوحة بما يعادل 60 مجلد بالطباعة الحديثة إلى رسالة صغيرة في عدة أوراق بل إلى وقفيات مكتوبة في عدة أسطر .
ثالثاً : إن هذه الترجمة كان كثيراً من استمدادها من كتب المصنف (وهي مخطوطة) وهذا النوع من التراجم من أفضل ما يصنعه المؤلف للتراجم المفردة ؛ لأنه مصدر موثوق به فهو ترجمة للمصنف عن نفسه ، وأيضاً يكون في هذا النوع دراسة لفكر المترجم عن قرب لا نقلا من غيره فيتلافى ما قد يعتري النقل من خطأ أو تحامل من بعض المترجمين فيسوقه من بعدهم تقليداً لهم وهذا كثير في كتب التراجم كما هو معلوم إضافة إلى انه بصنيع المؤلف ورجوعه إلى كتب الشيخ محمد عابد السندي قد تلافى أخطاء تاريخية وقع فيها بعض من ترجم للإمام السندي .
رابعاً : جودة الترتيب وحسن العرض للمادة .
خامساً : حسن التنسيق- في الطباعة – لمادة الكتاب مما تظهر فوائده .
سادساً : إضافة إلى فوائد زوائد يذكرها في استطراد له مناسبة ومن ذلك :
1- ذكر بعض كبار العلماء من ذرية أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ص64 .
2- سرده الكتب التي تترجم لعلماء القرن الثالث عشر وقد بلغت أربعة وعشرين كتاباً ص45-49 .
3- ذكره شروح ألفية السيوطي في الحديث ص351
4- وهي أهمها : فقد ذكر عند تعريفه بكتاب طوالع الأنوار شرح الدر المختار للمؤلف الخدمات والأعمال العلمية حول الكتاب وأصله مع ذكر المخطوط منها والمطبوع ومعلومات الطباعة وأماكن بعض المخطوط [377-400] مما يصلح أن يكون مقالاً ينشر في مجلة علمية .( قارن بكتاب ابن عابدين وأثره في الفقه الإسلامي فإنه درس الأعمال العلمية حول كتاب الدر المختار مع بسط الحديث حول حاشية ابن عابدين )
مما يجعلنا نقترح على المؤلف أن يضيف فهرساً للفوائد المتناثرة في الكتاب في طبعات لاحقة
هذه بعض الفوائد التي عنت بالخاطر أثناء القراءة في الكتاب والمتمعن فيه قد يجد أكثر من ذلك ، ولكن من أهم مايجب على الباحثين أن يخرجوا به من هذه الترجمة ما أظهره المؤلف من نفاسة مؤلفات الامام محمد عابد فلتشمر مجموعة منهم وتقوم بإخراج مؤلفات هذا الإمام الفذ من ركام المخطوط إلى عداد المطبوع لا سيما وأن هذه الكتب المذكورة في مكتبات سهلة التناول والحصول منها على المخطوط وهي مكتبة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة .