العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

العجن عند القيام من السجود

إنضم
4 يوليو 2008
المشاركات
46
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
الفلسفة والفكر والحضارة
المدينة
تطوان
المذهب الفقهي
الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
العجن عند القيام من السجود
الحمد لله أما بعد:
فقد روى الطبراني في الأوسط (4/213/4007) عن الأزرق بن قيس قال: رأيت عبد الله ابن عمر وهو يعجن في الصلاة, يعتمد على يديه إذا قام. فقلت: ما هذا يا أبا عبد الرحمن؟ قال:رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجن في الصلاة يعني يعتمد)
ورواه الحربي في غريب الحديث (2/525) بلفظ: (رأيت ابن عمر يعجن فى الصلاة يعتمد على يديه إذا قام فقلت له فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه يفعله).والحديث صححه الشيخ الألباني في الصحيحة(2674)
واستنكر الشيخ بكر أبو زيد هذا الحديث وفقهه, وألف في الرد على جعل الشيخ الألباني للعجن هيئة من هيئات الصلاة جزءا مفردا, وأشار إلى ذلك في كتابه (لا جديد/ص47و48) فقال:
(العجن أن يقوم المصلي من ركعة إلى أخرى على هيئة العاجن,وهو أن يجمع يديه ويتكئ على ظهورهما عند القيام كحال من يعجن العجين
وهذه هيئة أعجمية ليست سنة شرعية,كما يشير إليه كلام ابن الصلاح رحمه الله تعالى.
وأن هذه يفعلها المسن اضطرارا لا اختيارا ليستعين بها على القيام
ثم العجن له صفتان في لغة العرب: المذكورة والثانية ببسط الكفين على الأرض, كما هو معروف من حال النساء عند عجن العجين.
ومتى كان التشبه بالنساء أو العمل حال العجز سنة من سنن الهدى.
مع أن الحديث ضعيف لا تقوم به حجة,وترك التسنن به مدى القرون علة قادحة, وقد بينت ذلك في جزء مفرد هو : (كيفية النهوض في الصلاة/وضعف حديث العجن)
والذي يهمني في كل كلامه هنا قوله: (العجن له صفتان في لغة العرب: المذكورة, والثانية ببسط الكفين على الأرض) - وقد تولى الشيخ الألباني رحمه الله الرد الحديثي على جزء الشيخ بكرفي تمام المنة (ص197/مكتبة الثقافة) - وهو غريب! فالذي في أساس البلاغة للزمخشري أن العاجن هو الذي يعتمد على ظهور أصابع يديه, ولم أره ذكر معنى آخر للعجن, لكن ذكر أن الذي يعتمد على راحتيه يقال له (الخابز)! وقال الحربي في غريب الحديث (): (يعجن أي يضع يديه على الأرض كما يصنع الذى يعجن العجين)
فإذا ثبت هذا من جهة اللغة لم يبق لسائر كلامه محل من البحث.أقصد زعمه كونها أعجمية وأنها تشيه بالنساء ومن طريقة العجزة.
وقد يقول قائل: المقصود أنه كان يعتمد عند القيام لا أنه كان يقبض يديه عنده.
أي أن المراد وصف هيئة الجسد لا هيئة الكفين.
والجواب أن الذي استغربه الأزرق من فعل ابن عمر لم يكن هيئة بدنه عند القيام,بل استغرب هيئة كفيه والله أعلم, وهو الأمر الذي يغلب على الظن أن يكون أثار اهتمام الأزرق لا هيئة البدن عند القيام .
ولو كان قصده بالعجن مجرد الاعتماد لقال: (رأيت عبد الله بن عمر وهو يعتمد على يديه) لكن الذي قاله هو ((رأيت عبد الله بن عمر وهو يعجن في الصلاة يعتمد على يديه) وهو يدل على أنه رأى منه شيئا زائدا على مجرد الاعتماد على يديه.
وقد ذكر المناوي في فيض القدير (5/154)حديث (كان إذا قام من جلسة الاستراحة في الصلاة اتكأ على إحدى يديه كالعاجن!) ونسبه للطبراني عن وائل بن حجر. ولم أجده!!
 

أبو حاتم السلفي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
22 سبتمبر 2009
المشاركات
11
التخصص
إدارة تربوية
المدينة
صحار
المذهب الفقهي
الشافعي
روى حديث العجن في الصلاة الطبراني في الاوسط ( ج4 ص391 )
وهي رواية ضعيفة لأن فيها الهيثم بن علقمة, وهناك طريق آخر للطبراني وهو ضعيف لوجود الهيثم بن عطية فيه ولعلهما شخص واحد كما قال الشيخ ابو اسحاق الحويني.
ورواه ابو اسحاق الحربي في غريب الحديث(5/ 98) قال: حدثنا عبيد الله بن عمر ، حدثنا يونس بن بكير ، عن الهيثم ، عن عطية بن قيس ، عن الأزرق بن قيس : " رأيت ابن عمر يعجن في الصلاة ؛ يعتمد على يديه إذا قام ، فقلت له ، فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه يفعله " وصححه الشيخ الالباني في السلسلة الصحيحة برقم 2674 ( م6/ القسم الاول ص380).
والهيثم هو بن عمران الدمشقي وثقه ابن حبان وروى عنه جمع من الثقات, كما قال الشيخ الالباني. وفيه يونس بن بكير ذكر الشيخ الالباني له متابعا في معجم الطبراني الاوسط. فصح الحديث بذلك

وذكره ابن الاثير في النهاية في غريب الحديث والاثر المجلد الثالث ص188 بدون سند.
وإذا صح الحديث فهو حجة بنفسه لا يحتاج الى عمل أحد أو قوله.
انظر البدر المنير الحديث الخامس والتسعين (3/678)
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
في البخاري من حديث مالك بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمد على يديه عند القيام للركعة..

أما حديث العجن فمنكر كما ذكر غير واحد من أهل العلم.

وعلى فرض ثبوته فقد ذكر ابن الصلاح أنه مظنة للغالط

فمن غالط في لفظه فيرويه: العاجز
ومن غالط في معناه: فيحمله على جمع اليدين والاتكاء على ظهورهما.

ثم إن العجن على الصورة التي غلطها ابن الصلاح.. هل كان معروفاً عند العرب في صدر الإسلام؟

قال الأخ الكريم: (ولو كان قصده بالعجن مجرد الاعتماد لقال: (رأيت عبد الله بن عمر وهو يعتمد على يديه) لكن الذي قاله هو ((رأيت عبد الله بن عمر وهو يعجن في الصلاة يعتمد على يديه) وهو يدل على أنه رأى منه شيئا زائدا على مجرد الاعتماد على يديه)
قلت: لا دليل في هذا، بل هو تفسير لقوله: يعجن في الصلاة. والله أعلم
 
أعلى