العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

امتعاض ابن رجب من دفع النصوص الثابتة بالمناكير والغرائب والشواذ.

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
المبحث الثالث:امتعاض ابن رجب من دفع النصوص الثابتة بالمناكير والغرائب والشواذ.

يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله في مسألة الجهر بالبسملة:
"فمن اتقى وأنصف:
علم أن حَدِيْث أنس الصحيح الثابت لا يدفع بمثل هذه المناكير والغرائب والشواذ الَّتِيْ لَمْ يرض بتخريجها:
1- أصْحَابُ الصحاح.
2- ولا أهل السنن مع تساهل بعضهم فيما يخرجه.
3- ولا أهل المسانيد المشهورة مَعَ تساهلهم فيما يخرجونه .
وإنما جمعت هذه الطرق الكثيرة الغريبة والمنكرة:
لما اعتنى بهذه المسألة من اعتنى بِهَا، ودخل فِي ذَلِكَ نوع من الهوى والتعصب.
فإن أئمة الإسلام المجتمع عليهم:
إنما قصدوا اتباع مَا ظهر لهم من الحق وسنة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، لَمْ يكن لهم قصد فِي غير ذَلِكَ رضي الله عنهم.
ثُمَّ حدث بعدهم:
من كَانَ قصده أن تكون كلمة فلان وفلان هِيَ العليا، ولم يكن ذلك قصد أولئك المتقدمين، فجمعوا وكثروا:
الطرق والروايات الضعيفة والشاذة والمنكرة والغريبة.
وعامتها:
1- موقوفات رفعها من ليس بحافظ.
2- أو من هُوَ ضَعِيف لا يحتج بِهِ.
3- أو مرسلات وصلها من لا يحتج بِهِ ، مثلما وصل بعضهم مرسل الزُّهْرِيّ فِي هَذَا ، فجعله عَنْهُ ، عَن ابن المُسَيِّب ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ ، ووصله باطل قطعاً .
والعجب:
ممن يعلل الأحاديث الصحيحة المخرجة فِي الصحيح بعلل لا تساوي شيئاً، إنما هِيَ تعنت محض ، ثُمَّ يحتج بمثل هذه الغرائب الشاذة المنكرة ، ويزعم أنها صحيحة لا علة لها.
وقد اعتنى بهذه المسألة وأفرادها بالتصنيف كثير من المُحَدِّثِين، منهم:
4- مُحَمَّد بْن نصر.
5- وابن خزيمة.
6- وابن حبان.
7- والدارقطني.
8- وأبو بَكْر الخَطِيْب.
9- والبيهقي.
10- وابن عَبْد البر.
11- وغيرهم من المتأخرين .
ولولا خشية الإطالة:
لذكرنا كل حَدِيْث احتجوا بِهِ ، وبيان أَنَّهُ لا حجة فِيهِ عَلَى الجهر؛ فإنها دائرة بَيْن أمرين:
1- إما حَدِيْث صحيح غير صريح.
2- أو حَدِيْث صريح غير صحيح."([1])

([1])فتح الباري (6 /409).
 
أعلى