العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حكم الترويح

د ايمان محمد

:: متخصص ::
إنضم
2 أبريل 2008
المشاركات
88
التخصص
فقه
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
شافعى
حـكـــم الــترويـــح
إن الإسلام يجارى الفطرة فى تركيبها ، جميعه يجاريها فى السماح ببروز بعض الجوانب أحيانا وانحسار بعض ، فيجعل ساعة للعبادة وساعة للتفكر، وساعة للعمل وساعة للاستمتاع ، فالإسلام حريص على ترابط الجوانب كلها وامتزاجها، فكما فتح باب الإرتقاء الروحانى فقد فتح باب الإرتقاء المادى ، فلم يحرم علما نافعا ولم يضع للعلوم حدودا، وقد استنهض الهمم للشئون الصناعية والإبداعات الفنية ، وأباح كل ما يسعد النفس إلا ما كان عاديا على الفضائل النفسية ، أو مثيرا للقوى الشهوانية.
بل إن الإسلام يأمر بإدخال السرور على النفس وعلى من يعول كما فى أيام الأعياد ، وما إدخال السرور إلا عين الترويح.
فالفكاهة ليست محرمة بل قد تكون كالملح للطعام وقد يستعان بها على تلطيف الجو ووعثاءالطريق.
وبما أن الدين الإسلامى يلبى احتياجات النفوس ويرقى بها حتى تسمو،فقد أباح لها الترويح ، حيث إنه أمر لا يستغنى عنه ، فإن النفس لاتألف الحق على الدوام ما لم تروح، وفى تكليفها الملازمة داعية للفترة والملل،ولذلك تستحب المؤانسة ومخالطة الناس إذا كان الغرض منها ترويح القلب لتهييج دواعى النشاط فى العبادة ، فإن القلوب إن أكرهت عميت.
ومن ثم فقد حدد الإسلام للمسلمين أنواعا من اللهو ، للراحة بعد العناء ودفعا للكآبة ، وذلك بما يتفق مع الشرع الحنيف.
وقد ورد من الآيات القرآنية ما يشير إلى حق الإنسان فى أن يلتفت إلى تلك الأمور الدنيوية التى تعينه فيما بعد على أمور دينه وآخرته ، قال تعالى : (لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ) وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا .
أى : مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح ، فإن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا ، ولزورك عليك حقا ، فآت كل ذى حق حقه.
، أما قوله تعالى : { لا تفرح } فمعناه : لا تأشر ولا تبطر قال الشاعر :
أى لست بأشر أما السرور فليس بمكروه
- ومن الأحاديث التى تدل على مشروعية الترويح وإباحته : ـ
ما روى عن حنظلة أنه قال: ـ لقينى أبو بكر الصديق - رضى الله عنه - فقال : ـ كيف أنت يا حنظلة ؟ قال : قلت نافق حنظلة** " قال سبحان الله ما تقول قال: قلت : نكون عند رسول الله يذكرنا بالنار والجنة حتى وكأننا نراها رأى العين فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا " قال أبو بكر الصديق : فوالله إنا لنلقى مثل هذا ، فانطلقت أنا وأبو بكر الصديق حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قلت : نافق حنظلة يا رسول الله) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وما ذاك ) قلت يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى وكأننا نراها رأى العين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيرا " فقال صلى الله عليه وسلم : ( والذى نفسى بيده لو تدومون على ما تكونون عندى من الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفى طرقكم ، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات).
أى ساعة للذكر وساعة للنفس ، لأن القلب إذا حجب عن احتمال ما يحل به يحتاج إلى مزاح.
فالنبى صلى الله عليه وسلم أعلمهم أنه ليس منافقا وأنهم لا يكلفون الدوام على ذلك ، وإنما ساعة وساعة.
كذلك من الأحاديث التى تدل على مشروعية الترويح وإباحته ما روى عنه صلى الله عليه وسلم ( روحوا القلوب تعى الذكر ).
أى أريحوها بعض الأوقات من مكابدة العبادات بمباح لا عقاب فيه ولا ثواب ، قال أبو الدرداء - رضى الله عنه - : ( إنى لأجم فؤادى ببعض الباطل أى اللهو الجائز لأنشط للحق ).
فهذان الحديثان يوضحان مجاراة الإسلام لفطرة الإنسان ولطبيعته ، وهما صريحان فى إباحة الإسلام للترويح عن النفس بكل ما لايخرج عن الإطار الشرعى.
 
التعديل الأخير:
أعلى