العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ربع صفحة معدل قراءة المواطن العربي سنويا ..!

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
ربع صفحة معدل قراءة المواطن العربي سنويا ..!



عمان - خلود الخطاطبه -
ما زال الجفاء في اوجه ما بين المواطن العربي والكتاب ، فالدراسات الدولية الأخيرة حول معدلات القراءة في العالم اوضحت ان معدل قراءة المواطن العربي سنويا ربع صفحة ، في الوقت الذي تبين فيه ان معدل قراءة الأمريكي 11 كتابا، والبريطاني 7 كتب في العام .
كما اظهرت الدراسة ان ما يترجم من كتب في العالم العربي اقل مما يترجم في اليونان.
واعتبر مثقفون ان نتائج هذه الدراسات ليست مستهجنة بالنسبة لهم او لأصحاب القرار فجميعهم يدركون هذا الأمر ولا يستهجنونه .
وفي الوقت الذي حمل فيه بعضهم الظروف الإقتصادية والسياسية المسؤولية ،اعتبر آخرون ان هذه الظروف يجب ان تكون حافزا للقراءة لا العكس .
مدير الدائرة الثقافية في امانة عمان عبدالله رضوان قال : لقد ثبت ان المواطن العربي يحتل المركز الأخير في نسب القراءة .
وتابع رضوان .. برأيي ان تراجع الحريات ،والحريات الشخصية، والحياة الديمقراطية تعد السبب المباشر لهذه الحالة ،فلا وجود لمجتمع مثقف الا بوجود مجتمع مسيس تزدهر فيه الحياة الحزبية بمختلف ايدولوجياتها وتحظى بالدعم الكبير من الدولة والديمقراطية بشكل عام بكل اشكالها ومعانيها .
وأكد ان المصلحة الإجتماعية العليا تتطلب انفتاحا على مختلف الصعد ، والإنفتاح الحاصل في الوطن العربي والأردن لا بد ان يعزز القراءة والإطلاع لديهم .
ولم يؤيد رضوان مقولة ان الظروف الإقتصادية وعلى الأخص السياسية سبب في ضعف القراءة لدى العرب والأردنيين ، وقال : على العكس يجب ان تكون هذه الظروف محفزا للقراءة والتعلم والثقافة ، فالشخص الوحيد القادر على مقاومة الخطر هو المثقف والمطلع والذي يعي ما يدور حوله تماما .
واشار الى ان كل 80 مواطنا عربيا يقرأون 4 كتب في العام مبينا ان دراسة اخرى تبين ان مستوى القراءة الأعلى في بريطانيا وامريكا وان المواطن البريطاني يقرأ سنويا من 35-45 كتابا سنويا .
واوضح ان انخفاض معدلات القراءة في الأردن تبدو واضحة من خلال الإقبال على معارض الكتب ، فحجم المشتريات من الكتب قليل ،والإقبال في الغالب من المؤسسات وليس الأفراد ، والتي تقوم بشراء ما يعنيها فقط من دراسات مرجعية وغيرها ، في الوقت الذي يعتبر فيه اقبال الأفراد محدودا للغاية ويقتصر على الكتب الدينية وبعض كتب الأطفال وبعض الروايات التي تغطى اعلاميا ، اما الكتب الإبداعية كالشعر مثلا فلا سوق لها ، ولا يوجد قارئ عربي بصفته الفردية الا في الحدود الدنيا .
والقى رضوان باللوم ايضا على النظام التربوي العربي ، الذي يخرج جيلا يكره الكتاب ، وتراجع الجهاز الإعلامي العربي ايضا ، وتراجع الثقافة الحقيقية واحلال الثقافة المزورة والدليل الفضائيات العربية وما يسود بها من خطاب اعلامي .
الصحافي والكاتب طلعت شناعه لم يستغرب ابدا هذه الأرقام والدراسات التي تبين ضحالة عدد المهتمين بالقراءة في العالم العربي ، ويقول : المواطن العربي والأردني الذي يرضخ تحت وطأة الفقر والبطالة والعديد من المشكلات الحقيقية المرتبطة اساسا بلقمة العيش ،ليس لديه المال والوقت الكافي لممارسة متعة القراءة والمطالعة وهذا ليس بالأمر الجديد .
وأكد ان هذه مسألة ترتبط بالتربية والنظر الى القراءة والكتاب بشكل عام ومنذ الطفولة ، فنحن لا ندرب اطفالنا على شراء الكتب حتى ولو كانت زهيدة الثمن، فما بالنا الآن في ظل ارتفاع الأسعار العالمي الذي جعل المثقفين يترددون بل ويعيدون النظر في عاداتهم القديمة !!فالمسألة في النهاية مرتبطة بعامل تربوي واقتصادي لأن القراءة تحتاج الى امان نفسي لممارستها .
د.احلام صبيحات المختصة في الأدب المقارن /فرنسي واسباني افادت بأن هذه الدراسات تعبر عن ازمة عربية ولا تفسر سببها ، واكدت ان القراءة مرتبطة بالإكتساب والأخلاق والهدف، فقديما كان المرء يقرأ لرغبته بأن يصبح صورة لكاتب او شاعر فذ قدوة لشباب عصرهم ، وكانت الأخلاق تتمحور حول هذه النماذج العليا الا ان الإنتاج في هذا المجال كان محدودا نظرا لقلة عدد المتعلمين وانتشار الأمية وقلة دور النشر وصعوبة المعايير التي يخضع لها المثقف لينال رضا الناشر والقارىء ، بينما الآن انتشرت دور النشر واصبح هدفها الكتاب المنهجي الذي يسوق في الجامعات تحديدا وازداد عدد الحاصلين على الشهادات واصبح ضمان الوظيفة هو الهدف الأساسي مع تفاقم الأزمة الإقتصادية والسياسية وغلاء المعيشة ، وتغير النموذج الأول واصبحت نماذج الجيل الحالي مقتصرة على الفنانين والمغنين والرياضيين ولم يعد الأدباء والكتاب والمبدعون يحوزون على اهتمام الشباب ، كما ان جامعاتنا لا توفر ميزانيات معقولة للأنتاج العلمي ولا توجد جهة تحاسبها على هذا الأمر !.
واشارت د.صبيحات الى معايير الزواج الحالية التي لم تعد تركز على الأم التي تصنع الجيل المثقف والواعي لأزمات امته ، وامست المعايير سطحية .
الطالبة الجامعية هيا سليمان قالت :بسبب ضيق الوقت والانشغال بدراسة المناهج المقررة لها في الجامعة ، نادرا ما يتبقى لها الوقت الكافي لقراءات خارجية ، لكن هذا لا يمنعها في بعض الأحيان من قراءة رواية ما تنصحها بها بعض صديقاتها .
التاجر زياد مصطفى قال انه بشكل عام يحب القراءة ، ولكنه يعمل في تجارته 12 ساعة يوميا ولا يتبقى له أي وقت لممارسة أي هواية .
وقال اذا حاولت التركيز على أي هواية لي او أي نشاط خارج اطار عملي ومنها القراءة فهذا سيؤثر على عملي ويسبب لي خسارة مادية خصوصا وان تجارتي تعاني الكساد ، واجد صعوبة كبيرة في توفير احتياجات اسرتي .
الموظف فراس خطاب قال بأنه يعشق القراءة ويمارس هوايته هذه منذ الطفولة ، ويتابع كل جديد من كتب ثقافية وأدبية ، ورغم انشغالاته الكبيرة في عمله واسرته الا انه يقرأ شهريا ما بين كتابين الى اربعة كتب .
طالب المرحلة الثانوية عمر عبد الرحمن قال : ان كثافة المناهج المدرسية المقررة عليهم تحد من قدرتهم على قراءة الكتب الثقافية .
واضاف في وقت فراغنا غالبا ما نلتقي الأصدقاء لمشاهدة السينما او الذهاب للنوادي الرياضية .
الطالبة سهاد محمود اكدت انها تقرأ اسبوعيا كتابا خارج اطار المناهج المدرسية وتقول بأن شغفها بالمطالعة اكتسبته من والدتها التي تقرأ بشكل دائم وتقوم بشراء الكتب بشكل دوري .
 
أعلى