العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

درس طرق التأليف في أصول الفقه

إنضم
4 يوليو 2016
المشاركات
31
الكنية
أبو عبدالرحمن
التخصص
كلية اللغات والترجمة
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
الشافعي
أصول الفقه
طرق التأليف في أصول الفقه :
.
هناك خمس طرق :
الطريقة الأولى: طريقة الحنفية.
الطريقة الثانية: طريقة الجمهور.
الطريقة الثالثة: الجمع بين الطريقتين الأولى والثانية.
الطريقة الرابعة: طريقة تخريج الفروع على الأصول.
الطريقة الخامسة: طريقة عرض أصول الفقه من خلال المقاصد، والمفهوم العام للتكليف.
.

أما الطريقة الأولى - وهي طريقة الحنفية - ، فالأحناف المتأخرين عمدوا إلى فروع المذهب الحنفى ، و لاحظوا واستقرأوا وتتبعوا الفتاوى فى مذهبهم ، وأخرجوا أصولهم وضوابطهم وِفق هذه الفروع ، وهذه الطريقة تُسمى طريقة الفقهاء .
من أهم الكتب على هذه الطريقة :
- رسالة في الأصول لأبي الحسن الكرخي.
- الفصول في الأصول لأبي بكر الجصاص.
- أصول السرخسي لأبي بكر السرخسي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما الطريقة الثانية - وهي طريقة الجمهور مِن " الشافعية والمالكية والحنابلة والظاهرية " - فنظروا إلى نصوص الكتاب والسنة ، ودلالات الألفاظ اللغوية وإعمال العقل فيما يُسمح له بالعمل فيه ، فخرجوا بأصول هذا الفن وِفق أدلتها ، دون النظر إلى موافقتها فى الفروع أو مخالفتها ، وهذه الطريقة تسمى طريقة المتكلمين أو طريقة الجمهور.
ـــــ
من أهم الكتب على هذه الطريقة :
أولاً : على المذهب المالكي
- التقريب والإرشاد في ترتيب طرق الاجتهاد للقاضي أبي بكر الباقلاني.
- إحكام الفصول في أحكام الأصول، والإشارة، والحدود -و كل هذه الثلاث كتب لأبي الوليد الباجي.
- منتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل لابن الحاجب ، وقد اختصر هذا الكتاب بكتاب سمَّاه: " مختصر المنتهى " ، وشرح هذا المختصر كثير من العلماء، منهم الإيجي، ومنهم ابن السبكي تاج الدين شرحه بكتاب سمَّاه: " رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب " ، ومنهم شمس الدين الأصفهاني .
- شرح تنقيح الفصول لشهاب الدين القرافي.
- شرح البرهان للمازري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا :على المذهب الشافعى
- الرسالة للإمام الشافعي
- اللمع، وشرح اللمع، والتبصرة لأبي إسحاق الشيرازي.
- البرهان، والتلخيص، والورقات لإمام الحرمين الجوينى .
- قواطع الأدلة لابن السمعاني.
- المستصفى، والمنخول، وشفاء الغليل وأساس القياس ، وكل هذه الكتب للغزالي.
- البحر المحيط للزركشي.
- الإحكام في أصول الأحكام للآمدي.
- المحصول للرازي، وقد شرحه كل من القرافي ، وشمس الدين الأصفهاني في : "الكاشف عن المحصول " وقد تُوفي مؤلفه قبل أن يتمه ، وقد اختصر كتاب المحصول للرازى عدد من أهل العلم .
- منهاج الوصول إلى علم الأصول للبيضاوي، والشافعية من قديم الزمان يدرسون المنهاج للبيضاوى ، وقد شرحه كثير من أهل العلم ، منهم شمس الدين الأصفهانى ، وابن السبكى، وكذلك الإسنوى له شرح ويعتبر من أسهل الشروح .
ملحوظة : نجد الشافعية فى كتبهم حينما يتكلمون مثلا عن الحكم الشرعى ، يقولون خطاب الله المتعلق بأفعال المكلف ، ويقصدون بالخطاب هو الخطاب النفسى ، لذلك ابن السبكى يقول : ليس لنا خطاب إلا الكلام النفسى ، لذا علينا أن نبتعد عما هو مخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة ، ونتجنب الجدليات الكلامية والأقيسة المنطقية .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثاً: على المذهب الحنبلي
- العدة لأبي يعلى " كتاب كبير ".
- التمهيد لأبي الخطاب الكلوذانى " تلميذ أبى يعلى ".
- الواضح لابن عقيل " كتاب صعب وواسع ".
- شرح الكوكب المنير لابن النجار المصرى الحنبلى قاضى قضاة عصره ، وهذا الكتاب فى الأصل مختصر لكتاب " تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول للقاضى المرداوى ، ثم شرح ابن النجار هذا المختصر شرحا نفيسا قيما ، وهو شرح الكوكب المنير .
- روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة صاحب كتاب المغنى ، وهو فى الحقيقة مختصر لكتاب المستصفى لأبى حامد الغزالى ، وهذا الإختصار للأسف يراه القارئ ليس مبنيا على صياغة بأسلوب موفق وقراءة مهضومة للمادة ، لذلك يقول الأصوليون " إذا غمض عليك شئ فى الروضة ، فارجع إلى المستصفى ، فيتضح لك الكلام " ، نعم ففى بعض المواضع فى الروضة نجد عدم الوضوح وعدم ارتباط الجمل ببعضها البعض بسبب الإختصار المخل للمعنى ، والإمام الغزالى كان واضحا ودقيقا وهاضما للمادة فى كتابه المستصفى ، لكن مما يميز كتاب الروضة أن مؤلفه أورد آراء وأقوال الحنابلة فى المواضع التى لهم رأى من الضرورى الإطلاع عليها ، والتى لم يكن الإمام أبو حامد يوردها فى كتابه المستصفى ، ومعروف أن الغزالى فى الجملة أشعرى ، وابن قدامة لم يوافقه على ذلك ، ومعروف أن الغزالى صاحب عقلية كلامية وذهنية منطقية ، وله كتب كثيرة فى المنطق ، وابن قدامة لم يوافقه على ذلك ،
ومن أكثر الفروق بين الأصوليين والمناطقة هو التعريف ، فالتعريف عند المناطقة له حد وله حقيقة وله ماهية وله رسم وله ... ، أما عند الأصوليين فليس الغرض هو بيان حقيقة الأشياء وماهيتها ، بل الغرض هو فصل الشئ عن غيره حتى لا يتميز ولا يختلط بغيره وأن يكون جامعا مانعا .
على كل حال فكتاب روضة الناظر فيه خير كثير وذو فائدة ، لكن يوجد عليه بعض الملحوظات وبعض النقد ، ويحتاج إلى شرح جيد على طريقة التقرير والتحبير فى شرح التحرير لابن الهمام .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابعا: على المذهب الظاهري:
- الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم.
- النبذ لابن حزم.
...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الطريقة الثالثة - وهي الجمع بين طريقة الحنفية وطريقة الجمهور - فيأتى بالأصل من أصول الفقه ، ثم يقننه بدلالاته من الكتاب والسنة واللغة ونحو ذلك ثم يطبقه على فروع المذهب سواء أكان المذهب حنفيا اوغيره ، وتُعتبر هذه الطريقة #أكثر_استيعابا_وأكثر_إفادة_من_الطريقتين_السابقتين .
من أهم الكتب على هذه الطريقة :
- بديع النظام الجامع بين أصول البزدوي والأحكام لابن الساعاتي.
- " تنقيح أصول الفقه ، وشرحه التوضيح " للقاضى صدر الشريعة البخارى ، وقد شرحه التفتازاني في كتاب سمَّاه: " التلويح ".
- جمع الجوامع لتاج ابن السبكي، وقد شرحه كثيرون ، ومنهم جلال الدين المحلي ، والزركشي .
- التحرير لكمال الدين ابن الهمام، وقد شرحه كثيرون، ومنهم : أمير الحاج شرحه بكتاب سمَّاه: " التقرير والتحبير " ،وكذلك أمير بادشاه " الحسينى نسبا ، الحنفى مذهبا ، الخراسانى مولدا ، البخارى منشئا ، المكى موطنا " " شرحه بكتاب سماه: " تيسير التحرير ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الطريقة الرابعة - وهي طريقة تخريج الفروع على الأصول - فيأتى المصنِّف من هؤلاء ، ويذكر القاعدة الأصولية ، ثم يبين إختلاف العلماء عليها ، هل هم متفقون عليها أم مختلفون فيها ؟ ، ثم يذكر إن كان فيه إختلاف للعلماء ُأثر ذلك فى الفروع ، ثم يبين الأثر الفقهى فى الفروع التابع للخلاف الأصولى فى هذه القاعدة بين الأصوليين بعضهم البعض .
من أهم الكتب على هذه الطريقة :
- تخريج الفروع على الأصول للزنجاني " شافعي ، كان قاضى قضاة بغداد أثناء سقوط بغداد على أيدى التتار ، قال عنه الذهبى : ( كان من بحور العلم له تصانيف ) ، وأغلب الظن أن جملة من آثار الزنجانى فقدت " .
- التمهيد في تخريج الفروع على الأصول للإسنوي "شافعي ".
- القواعد والفوائد الأصولية لابن اللحام " حنبلي ".
- مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول لأبى عبدالله الشريف التلمساني "مالكي "" منسوب لبلدته تلمسان وهى مدينة فى دولة الجزائر " .
ــــــــــــــــــــــــــــ
أما الطريقة الخامسة - وهي طريقة عرض أصول الفقه من خلال المقاصد - وهى طريقة تفرد بها الإمام الشاطبى رحمه الله فى كتابه " الموافقات في أصول الشريعة " ، يأتى بمقاصد الشريعة والمفهوم العام الكلي للتكليف ، ثم يذكر من القواعد الأصوليه ما يتفق مع المقاصد الشرعية وروح الشريعة الغراء .

حسابى على الفيسبوك
https://www.facebook.com/moham.baqe.za
 
أعلى