العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

فائدة من بطون الكتب {من أدلة المجاز صدق نقيضه }

إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أمابعد .
مسألة المجاز من المسائل التي اشتد فيها الخلاف ، وكثر فيها النزاع ، وقد تناولها المحقيقون من الأصوليين و المتكلمين بالبيان و التفصيل ، فذهب قوم إلى إنكار المجاز في اللغة و القرآن ، ومن أشهرهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القم ، وذهب قوم إلى جواز المجاز في اللغة و القرآن عد الأسماء و الصفات وهم الجمهور ، وقد بالغ الشيخ العلامة ابن القيم في وصف المجاز أنه طاغوتا فقال { ففصل في كسر الطاغوت الثالث الذي وضعته الجهمية لتعطيل حقائق الأسماء و الصفات وهو طاغوت المجاز }مختصر الصواعق المرسلة ص284
و أفاض الشيخ ابن القيم في إبطاله بأكثر من خمسين وجها ، و الذي يلوح لي في هذه المسألة أن المجاز واقع في اللغة و القرآن عدا الأسماء و الصفات قال العلامة ابن قدامة في الروضة {القرآن يشمل على الحقيقة و المجاز } وقال { ومن منع فقد كابر ومن سلم وقال : لا أسميه مجازا فهو نزاع في عبارة لا فائدة في المشاحة فيه و الله أعلم } الروضة بتعليق شيخنا عبد القادر بن بدران .
ونسب الشيخ العلامة الطوفي المنع إلى الظاهرية و الرافضة ، وحكى بعض العلماء و المحقيقين مذاهب أخرى في منع المجاز ، و الذي اختاره شيخنا عبد القادر بن بدران القول بعدم المجاز ، ولولا ضيق المقام لنقلنا كلام المحقيقين و الفحول في مسألة المجاز ، نظر لنفاسته واشتماله على الفوائد و الدرر ، لكن حسبنا في هذا المقام أن ننقل فائدة عزيزة وقفت عليه في حاشية السيد الشريف الجرجاني على تفسير الكشاف للزمخشري ، أعجبتني فرأيت أن أنقلها لكم .
يقول الأستاذ العلامة السيد الشريف الجرجاني في قوله تعالى { وترى الناس سكارى وما هم بسكارى } أثبت لهم أولا السكر المجازي ثم نفى عنهم السكر الحقيقي . قال أحمد : و العلماء يقولون إن من أدلة المجاز صدق نقيضه ، كقولك زيد حمار إذا وصفته بالبلادة ثم يصدق أن تقول وما هو بحمار ، فنفى عنه الحقيقة . فكذلك الآية بعد ان أثبت السكر المجازي نفى السكر الحقيقي . أبلغ نفي مؤكد بالباء ، و السر في التأكيد التنبيه على ان السكر الذي هو بهم في تلك الحالة ليس من المعهود في شيء ، و إنما هو أمر لم يعهد وقابله مثله وقال { ولكن عذاب الله شديد } وكأنه تعليل لإثبات السكر المجازي .
انتهى قوله رحمة الله عليه .
المصدر
حاشية الشيد الشريف علي بن محمد أبي الحسن الجرجاني على الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل لجار الله الزمخشري
ومعه
2: وكتاب { الإنصاف فيما تضمنه الكشاف من الإعتزال } للمحب الدين أفندي
ج 3 ص6
 
أعلى