رد: فقه التنظير الأصولي وعلاقته بالتجديد.
الثابتُ والمتغير ، وأسلوبُ النظر العلمي المتبع أثناء فعل التنظير
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله (الموافقات 3/227-228) :
[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
« [/font]
الأدلة الشرعية ضربان [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
:[/font]
[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
-[/font]
[font=aaagoldenlotus stg1_ver1] [/font]أحدهما[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
ما يرجع إلى النقل المحض [font=aaagoldenlotus stg1_ver1].[/font]
[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
- [/font]
والثاني[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
ما يرجع إلى الرأي المحض [font=aaagoldenlotus stg1_ver1].[/font]
وهذه القسمة هي بالنسبة إلى أصول الأدلة ، وإلا فكل واحد من الضربين مفتقر إلى الآخر ، [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
....[/font]
فأما الضرب الأول [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
فالكتاب والسنة [font=aaagoldenlotus stg1_ver1].[/font]
وأما الضرب الثاني [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
فالقياس والاستدلال [font=aaagoldenlotus stg1_ver1].[/font]
ويلحق بكل واحد منهما وجوه ، إما باتفاق ، وإما باختلاف [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
....[/font]
ثم نقول [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
إن الأدلة في أصلها محصورة في الضرب الأول ، لأنا لم نثبت الضرب الثاني بالعقل ، وإنما أثبتناه بالأول ، إذ منه قامت أدلة صحة الاعتماد عليه ، وإذا كان كذلك فالأول هو العمدة ، وقد صار إذ ذاك الضربُ الأول مستندَ الأحكام التكليفية من جهتين [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
:[/font]
[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
- [/font]
إحداهما [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
جهة دلالته على الأحكام الجزئية الفرعية [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
.[/font]
[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
- [/font]
والأخرى [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
جهة دلالته على القواعد التي تستند إليها الأحكام الجزئية الفرعية »[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
.[/font]
يشير الشاطبي في هذا النص إلى أن الأدلة [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
أصل وما يرجع إليه ، والأصل هو الكتاب والسنة [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
فهما أصلان لا خلاف في حجيتهما أبدا [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
= [/font]
وهما الثابتان الذان لا يتغيران بتغير شئ [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
.[/font]
وإنه ليُعَدُّ من الخداع العلمي أن نوهم أنفسنا أولا والناس ثانيا بأن هناك طائفة من الخلق تروم تجديد علم الأصول جملة وتفصيلا ،بل أنظار جلهم متجهة إلى زوايا من النظر لها اعتبارها [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
:[/font]
إن الثابت في الشريعة [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
كتاب الرب وسنة النبي الأكرم وما يدلان عليه كالإجماع والقياس ـ عند من يقول به ـ ، والمتغير كثير [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
:[/font]
فرُب مسألة نتوسل في أمرها بالاستصلاح ، وفي ظرف آخر بتغليب رأي الصحابي ، وفي أخرى نراعي السوابق فإذا تغير الظرف حكمنا ظاهر النص ، وفي مسألة ثالثة قد يجمع الناس على رأي[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
([/font]
إن أمكن[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
) [/font]
ثم ينقض إجماعهم لمصلحة ترجحت في زمن متأخر، وفي مسألة رابعة نعتبر بشرائع من مضى[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
...[/font]
وفي تضاعيف كل هذا لا نقول [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
إن قول الصحابي حجة وإن عملنا به ، ولا نقول إن ذلك الإجماع حجة ملزمة يكفر جاحده وإن التزمناه ، ولا ندعي أن شرائع الماضين حجة وإن اعتبرنا بها[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
...[/font]
ولعل أحدا يقول [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
فقدَ عبد الرحمن صوابه ولا ريب[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
! [/font]
لكنني سأريكم مصداق ما ادعيتُ في أنظار ممحصة تطمح إلى التجديد الحق، وفي النهاية لستُ إلا ناقلا بوعي[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
! [/font]
على أنني لا أنكرُ أن هناك طوائف لا تدعو إلى إهدار علم الأصول جملة إلا لعدم رضاها عن دين الإسلام[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
...[/font]
ولا أدري إن كان الدكتور الترابي من الأولين أم الآخرين ، إذ يقول [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
:"[/font]
علم الأصول التقليدي الذي نلتمس فيه الهداية لم يعد مناسباً للوفاء بحاجتنا المعاصرة حق الوفاء ، لأنه مطبوع بأثر الظروف التاريخية التي نشأ فيها ، بل بطبيعة القضايا الفقهية التي كان يتوجه إليها البحث الفقهي[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
" ([/font]
تجديد الفكر [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: 68).[/font]
ثم هذه الدعوة ليست خاطئة [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
100[/font]
% كما أنها ليست صحيحة تماما[font=times new roman, serif] [/font]
: ذلك أن كثيرا من مباحث الأصول[font=times new roman, serif] غير مسَلم بها عند طوائف من الناس مع أن الغالبية من أهل العلم يتجاهلون تلك الطائفة [/font]
= ويتعدون التجاهل إلى التسفيه!
وهذا النوع من التعاطي مع الآراء في العلم المحكوم بالحجة الرصينة يُعَد تصرفا غير لائق ألبتة... ، ليس فقط على المستوى الأخلاقي ، بل على المستوى المنهجي أيضا ، ومن عجيب المفارقات أن نبحث في علم المنهج (= أصول الفقه) بأسلوب لا منهجي !
وأثناء المراجعات العلمية [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
: [/font]
لا يجمل بنا أن نسلك مسلك “الحراس” لأن المقام مقام بناء ، والبناء العلمي لا يقوم إلا على ما صح من البرهان ، مع نسف ما يُظن من الحجج بتوازن[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
= [/font]
وهذا هو التنظير الحق [font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
:[/font]
إنه منهج علمي واع يقوم على تقليب ما استقر من المعلومات ، ثم إيجاد أواصر علمية دقيقة تربط بينها في بناء محكم يسمح بطرد المتهافت وإن أحيط بهالة التقديس المتقادمة[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
...[/font]
كما يقوم على النظر في ما يدعيه الخصوم ـ أيا كان نوعهم ـ بمنطق معتدل ، حتى تسنح فرصة لرؤية الحق دون أن يعكر صفوها سحب الجمل القاسية ، والإنشاءات الوعظية[font=aaagoldenlotus stg1_ver1]
![/font]
إن قضايا في الأدلة والدلالة وطرائق دفع التعارض وأساليب التنزيل ، ومخططات مراعاة الواقع كلها محتاجة لإعادة النظر ، لكننا لن نعيد النظر ونحن نستحضر رهبة الماضين ، كما نستحضر سلطا وهمية تراعي الخلق – في جوهرها- أكثر من مراعاتها الخالق!
ما فائدة أن تصرخ في وجهي يا صديقي بقولك : هذا القول أجمع عليه أهل السنة ! وفي مسألة أخرى تواجهني بقولك : أفتضع نفسك ندا لفلان وعلان! وفي ثالثة تقول إن كنتَ سلفيا : لم تجد إلا هذا المتكلم لتتابعه على رأيه ، وإن كنتَ مالكيا : لم تجد إلا هذا الظاهري لتوافقه ، وإن كنتَ شافعيا : لا تخرج عن مشهور المذهب ، ...وغيرها كثير من "الحجج الساذجة".