العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مقاصد الأطفال

إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
لا تحقرن صغيرا في مخاصمة
عبرات الفطرة الحالمة عبارات حاوية،
و دموعهم داعية جبلية تدفع الأصول المميزة إلى ضرورات الامتثال حدوا و إكراها..
و اجتناب النواهي بدارا على وجه الإذعان.. و الباعث المحرض على الاستجابة ، خلق الرأفة و الرحمة.
أما الإكراه الملجئ ، فوازعه الشفقة المستغرقة لحرية الاختيار..
وقف عبد البر عند عتبة البيت ملوحا بخطاب غير معهود عند أهل التكليف، فأدرك المأمور مقاصد الغليم الذي لما يتجاوز عامه الثاني،فالتمس منه الأب أن يحضر النقوذ من الداخل..لكن الطفل تررد في التزام الطلب ،
و اشترط على أبيه أن يدخل أولا و يغلق الباب تحصيلا لمقاصد الاطمئنان...
 
التعديل الأخير:
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
رد: مقاصد الأطفال

حضرة الأستاذ الكريم :

هلا أتبعتَ العبارة بأخت لها تشرحها ، وأردفت القول المجمل بآخر مفصل ، وحللت ما يكمن في تضاعيف المعتصر من حكم غالية...
فإنني أزعم أن صدري قد وعى مقصودكم حفظكم الله : ولكن الموضوع يحتاج ويحتاج إلى... مما أنتم به أدرى خاصة مع حصر بعضهم هذا الفن في مطبخ بيت العلم ، وآخرون لايرون أن للمقاصد دورا في تطوير أنماط الحياة وأساليب التأديب...
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: مقاصد الأطفال

مقصدي من جملة ماذكرتم أيها الشيخ الفاضل، و من جنس أجناسه:
ـ إحالة المقاصد على مبدأ الفطرة
ـ تنمية هذه الفطرة من حيث توجيهها إلى درك مقاصد الخالق بما وقت من علامات و قرائن
ـ تنبيه أهل التربية إلى ضرورة تفعيل هذا المنهج
ـ تأكيد إمامة المقاصد
 
التعديل الأخير:
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: مقاصد الأطفال

أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل الدكتور الأخضر ونفعنا بعلمكم .
هذا الفن بحاجة إلى من يفعله وينزله على أحوال الخلق وفق الشرع الحكيم والفطر السليمة والعقول المستقيمة ويبين أن بإمكان هذه الشريعة حفظ مصالح الخلق بما لا يتعارض مع ثوابت الشريعة لكون مقاصدها ربانية ، والله عز وجل أعلم بخلقه وبمصالحهم ، وأرحم بهم من أنفسهم ، ولا يمكن أن تكون شريعته السمحة التي نزلت رحمة للعالمين تخالف مقاصدهم يوماً ما أو في مكانٍ ما .
 

مجتهدة

:: متميز ::
إنضم
25 أبريل 2008
المشاركات
931
التخصص
فقه وأصول..
المدينة
000000
المذهب الفقهي
حنبلية على اختيارات الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-.
رد: مقاصد الأطفال

موضوع رنان وجميل،، يصلح رسالة لو كان له مراجع :eek:


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

لكن!! هل ممكن أن تمثل-إن شئت- لمقاصد راعتها الشريعة بالنسبة للأطفال؟؟؟
دائماً الحكم الذي يقع على الذمة منوط بالبلوغ والتكليف،،
 
إنضم
18 أغسطس 2010
المشاركات
108
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
غليزان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: مقاصد الأطفال

بارك الله فيكم فضيلة الدكتور الأخضري... اظنه من المواضيع المهمة التي لم تعنى من الناظرين
ولقد استوقفتي حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الفطرة خمس الاختتان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط
قلت فإن كان المقصود من الفطرة السنة كما هي عند الأكثرين قاله (الحافظ ) , أو الملة والدين كما قال الخطابي فلا إشكال.
أما إن كان المقصود منها تصرف الإنسان وفق ما ألهمه الخالق من حواس وتصرفات وردود أفعال فيرى شكل وجهه بشعا إن لم يأخذ من شعره ولحيه ..وشكل يديه كذلك إن لم يقص أظافره
فهل تكون الفطرة في هذه الحالة هي الموصلة إلى مقصد الشارع المتثل في تطهير الانسان وتكريمه وتحسين صورته وتفضيله عن سائر المخلوقات؟


 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: مقاصد الأطفال

تعالج الطفولة المراد منذ نعومة أظفارها، و الموفق في التربية من انتخب لهذه الفطرة منهجا يؤول إلى معرفة القصد الشرعي.
و قد يمثل للصفاء الذي جعل من المقاصد مرآة له فأبصر الحق بمثل :
ـ منها قضاء كعب بن سوار لما كان يجلس عند عمر فجاءت امرأة تشكو زوجها إلى عمر ، تقول: يا أمير المؤمنين زوجي يصوم الدهر ويقوم الليل، فقال: نعم الزوج، فهم أنها تمدحه، فقال كعب : يا أمير المؤمنين! إنها تشكو زوجها..
و تحرير ذلك: أن ثمة ما يقتضي العدول عن تكريس ظاهر الصيغة.
ـ و منها قول ابن عباس رضي الله عنهما ، في النهي عن بيع الطعام قبل قبضه ،
" و أحسب أن كل شيء مثله " بينما تمسكت المالكية بظاهر النص، فأجازت بيع غير الطعام ،و هبة الطعام قبل قبضه..
و المغرق في تكريس الظواهر قد يفارق السنة.
و اقتناص هذا الفهم يوجب تدرجا في صقل الفطرة و ترشيدها وفق ما يتشوف إليه شرعا.
أما التمثيل بما وقته الشرع من حيث ارتباط الأحكام بالبلوغ * في حدود عبارة المجتهدة* ، فيمكن تخريجه على مقولة : عدم التكليف تكليف بعدم الفعل لحكم مقررة شرعا ؛ كحكمة تهيئة الطفل من حيث الاعتقاد تربصا بمراحل امتثال الأحكام..و ترجمة ذلك في :" يا غليم إني أعلمك كلمات.."
و هي الحكمة الملحوظة من التدرج في سن التشريعات زمن تنزيل الخطاب.
و قد يكون ذلك كذلك باعتبار تكليف المكلفين بحفظ حقوقهم..
و الفطرة قد تكون مرجعا حال تعذر الاستدلال ، و هي الدليل الذي ينقدح في الذهن و لا تساعد العبارة عليه ، و الخلل في العبارة لا يستلزم خللا في المعبر عنه ، و قد ألف أهل نظر ذلك من أمراء المؤمنين في علم الحديث عند قولهم :" فيه علة قادحة" و من أرباب الصناعات و الحرف حيث الحديث عن الملكة.
و قد قيل عن أبي حنيفة : كنا ننازعه الأقيسة ، فإذا قال : أستحسن سكت الجميع..
و لكن يجب إظهار الدليل حال الخصومة.و بهذا القدر أوجه ما أورده الشيخ فحفاح.
لقد أبان الصبح لذي العينين بأن لمقاصد الأطفال مادة علمية غزيرة لمن أراد الخوض فيها..و أتشرف أن أكون بجزئيات هذا الموضوع في غبراء الخائضين فيه.
و الشق الأهم في هذا السياق ما جلبه شيخنا المحقق أبو حازم من ضرورة تنزيل هذه المباحث على واقع الناس رحمة بهم و رأفة.
 
أعلى