العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

آيـة الوضــوء

نذير أحمد سالم

:: متابع ::
إنضم
8 سبتمبر 2011
المشاركات
45
التخصص
غير معروف
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
أخذت آية الوضوء حيزاً كبيراً في البحث العلمي وعلى أعلى مستوياته الفقهية ، وتشعب البحث فيها أصولياً ولغوياً ، بل تعدّى ذلك حتى أصبح القول فيها تهمة وأمارة على التشيع[SUP]([1])[/SUP] ، وما يهمنا في هذا المقام هو التعرض للمسائل اللغوية التي رأينا على رغم تعددها أن نجعلها في مكان واحد لارتباطها جميعاً بآية واحدة ودورانها على نفس الفكرة ألا وهي النزاع على غسل الأرجل أم مسحها في الوضوء .
وآية الوضوء هي قول الله تعالى : { يَا أيّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلوةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ }(المائدة/6) .
وما أدّى إلى النزاع في مفهوم هذه الآية هي ورود قراءتين مشهورتين ، أحدهما بنصب اللام ( وأرجلَكم ) والأخرى بالخفض ( وأرجلِكم )[SUP]([2])[/SUP] ، فالقائلون بالمسح احتجوا بقراءة الخفض وجعلوا ( أرجلِكم ) معطوفة على ( رؤوسِكم ) فلها نفس حكم المسح ، ومن ذهب إلى القول بغسل الرجلين حاول تخريج هذه القراءة بقضايا لغوية هي محل البحث والنقاش هنا ، وهي :

أولاً : العطف على الجوار
قال النووي في (( المجموع )) (1/418) : [ إن الجر على مجاورة الرؤوس مع أن الأرجل منصوبة ، وهذا مشهور في لغة العرب وفيه أشعار كثيرة مشهورة وفيه من منثور كلامهم كثير ، من ذلك قولهم :( هذا جُحْرُ ضبٍ خَرِبٍ ) ، بجر ( خربٍ ) على جوار ( ضب ) وهو مرفوع صفة لجحر ، ومنه في القرآن : { إني أخاف عليكم عذاب يوم اليم } ، فجر ( أليماً ) على جوار ( يوم ) وهو منصوب ] .
قلت : الإعراب على الجوار من الشاذ الذي لا يُقاس عليه ، ولا يُلجأ إليه ، حتى عدّه بعضهم غلطاً ، ومن أجازه جعله لضرورة الشعر وبشروط ، ونزّه عنه كتاب الله تعالى !! وإليك أئمة العلم ممن صرحوا بذلك :
قال ابن جني في (( الخصائص )) (1/191) : [ فمما جاز خلاف الإجماع الواقع فيه منذ بدء هذا العلم وإلى آخر هذا الوقت ما رأيته أنا في قولهم : ( هذا جُحْرُ ضبٍ خَرِبٍ ) فهذا يتناوله آخر عن أول وتال عن ماض على أنه غلط من العرب لا يختلفون فيه ولا يتوقفون عنه وانه من الشاذ الذي لا يحمل عليه ولا يجوز رد غيره إليه ] .
وقال أبو جعفر النحاس (ت 338 هـ) في كتابه (( إعراب القرآن )) (1/258) : [ لا يجوز أن يعرب شيء على الجوار في كتاب الله عز وجل وإنما الجوار غلط وإنما وقع في شيء شاذ وهو قولهم : ( هذا جحر ضب خرب ) والدليل أنه غلط قول العرب في التثنية : ( هذان جحرا ضب خربان ) ، ولا يحمل شيء من كتاب الله عز وجل على هذا ولا يكون إلا بأفصح اللغات وأصحها ] ، وقال أيضاً في نفس الكتاب (1/485) : [ وهذا القول غلط عظيم ، لأن الجوار لا يجوز في الكلام أن يُقاس عليه وإنما هو غلط ] .
وقال ابن خالويه في (( إعراب القراءات السبع وعللها )) (1/143) : [ فهو غلط ، لأن الخفض على الجوار لغة لا يستعمل في القرآن ، وإنما يكون لضرورة شاعر ، أو حرف يجري كالمثل ، كقولهم : ( هذا جحر ضب خرب ) ] .
وقال أبو إسحاق الزجاح في (( معاني القرآن وإعرابه )) (2/153) : [ فأما الخفض على الجوار فلا يكون في كلمات الله ] .
ومع انتصار العكبري للعطف على الجوار في آية الوضوء في كتابه (( التبيان في إعراب القرآن )) (1/209) ، إلا أنه اعترف في موضع آخر أنه من الشاذ الذي لا يقاس عليه ، إذ قال في نفس الكتاب (1/92) : [ وقال أبو عبيدة : هو مجرور على الجوار ، وهو أبعد من قولهما لأن الجوار من مواضع الضرورة والشذوذ ولا يحمل عليه ما وجدت عنه مندوحة ] .
وقال أبو إسحاق النحوي[SUP]([3])[/SUP] : [ الخفض على الجوار لا يجوز في كتاب الله عز وجل وإِنما يجوز ذلك في ضرورة الشعر ][SUP]([4])[/SUP] .
وقال الأنباري في (( الإنصاف )) (2/615) : [ وقولهم : جُحْرُ ضبٍ خَرِبٍ ، محمول على الشذوذ الذي يُقتصر فيه على السماع لقلته ، ولا يُقاس عليه ، لأنه ليس كل ما حكي عنهم يقاس عليه ، ألا ترى أن اللحياني حكى أن من العرب من يجزم بـ ( لن ) وينصب بـ ( لم ) ، إلى غير ذلك من الشواذ التي لا يلتفت إليها ولا يقاس عليها ، فكذلك ها هنا ، والله أعلم ] .
وقال أبو حيان في (( البحر المحيط )) : [ وقريء { الأيمن } ، قال الزمخشري : بالجر على الجوار ، نحو : جحر ضب خرب ، انتهى . وهذا من الشذوذ والقلة بحيث ينبغي أن لا تخرّج القراءة عليه ] .
وقال الرازي ملخصاً مذهب من يقول بالمسح في (( التفسير )) : [ فإن قيل : لم لا يجوز أن يقال : هذا كسر على الجوار كما في قوله : ( جحر ضب خرب ) ، وقوله :
كبير أناس في بجاد مزمل[SUP]([5])[/SUP]
قلنا : هذا باطل من وجوه :
الأول : أن الكسر على الجوار معدود في اللَّحن الذي قد يتحمل لأجل الضرورة في الشعر ، وكلام الله يجب تنزيهه عنه .
وثانيهما : أن الكسر إنما يصار إليه حيث يحصل الأمن من الالتباس[SUP]([6])[/SUP] كما في قوله : جحر ضب خرب ، فإن من المعلوم بالضرورة أن الخرب لا يكون نعتاً للضب بل للجحر ، وفي هذه الآية الأمن من الالتباس غير حاصل .
وثالثها : أن الكسر بالجوار إنما يكون بدون حرف العطف[SUP]([7])[/SUP] ، وأما مع حرف العطف فلم تتكلم به العرب[SUP]([8])[/SUP] ، وأما القراءة بالنصب فقالوا أيضاً : إنها توجب
المسح ، وذلك لأن قوله { وامسحوا بِرُؤُوسِكُمْ } فرؤوسكم في النصب ولكنها مجرورة بالباء ، فإذا عطفت الأرجل على الرؤوس جاز في الأرجل النصب عطفاً على محل الرؤوس ، والجر عطفاً على الظاهر ، وهذا مذهب مشهور للنحاة[SUP]([9])[/SUP] .
إذا ثبت هذا فنقول : ظهر أنه يجوز أن يكون عامل النصب في قوله { وَأَرْجُلَكُمْ } هو قوله { وامسحوا } ويجوز أن يكون هو قوله { فاغسلوا } لكن العاملان إذا اجتمعا على معمول واحد كان إعمال الأقرب أولى[SUP]([10])[/SUP] ، فوجب أن يكون عامل النصب في قوله { وَأَرْجُلَكُمْ } هو قوله : { وامسحوا } فثبت أن قراءة { وَأَرْجُلَكُمْ } بنصب اللام توجب المسح أيضاً ] .
ثانياً : العطف على الجُمَل
قال أبو حيان في (( البحر المحيط )) : [ واختلفوا في تخريج هذه القراءة ، فقيل : هو معطوف على قوله : { وجوهكم وأيديكم إلى المرافق } و { أرجلكم إلى الكعبين } ] .
قلت : وأهل اللغة لا يستسيغون الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بما هو أجنبي ، ومن خرّج الآية بعطف الجمل وقع في أسر هذه المشكلة ، وهي وجود
الفاصل ، أي قوله تعالى : { وامسحوا برؤوسكم } .
قال ابن عصفور[SUP]([11])[/SUP] في (( شرح الجمل )) (1/259) : [ وأقبح ما يكون ذلك بالجمل ، نحو[SUP]([12])[/SUP] قوله تعالى : { فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ } ففصل بين { أرجلكم } وبين المعطوف عليه وهو { وجوهكم } بالجملة ، وهي { وامسحوا برؤوسكم } لأنه ملتبس بالكلام ] .
وقال الطبري في (( تفسيره )) (6/131) : [ فالعطف به على ( الرؤوس ) مع قربه منه أولى من العطف به على ( الأيدي ) وقد حيل بينه وبينها بقوله : { وامسحوا برؤوسكم } ] .

ثالثاً : الاختلاف في معنى الكعب
لقد ذهب ابن تيمية معترضاً على القائلين بمسح الأرجل ، بقوله أن الكعب هو العظم الناتئ جانب الساق ، وغلّط من فسّر الكعب على أنه مجمع الساق والقدم ، وهذا نص كلامه بتمامه :
قال ابن تيمية في (( مجموع الفتاوى )) (21/130) : [ قال : { وأرجلكم إلى الكعبين } ، ولم يقل : إلى الكعاب[SUP]([13])[/SUP] ، فلو قدّر أن العطف على المحل كالقول الآخر ، وأن التقدير أن في كل رجلين كعبين ، وفي كل رجل كعب واحد ، لقيل : إلى الكعاب ، كما قيل : إلى المرافق لما كان في كل يد مرفق ، وحينئذ فالكعبان هما العظمان الناتئان في جانبي الساق ، ليس هو معقد الشراك مجمع الساق والقدم كما يقوله من يروي المسح على الرجلين ، فإذا كان الله تبارك وتعالى إنما أمر بطهارة الرجلين إلى الكعبين الناتئين والماسح يمسح إلى مجمع القدم والساق علم أنه مخالف للقرآن ] .
قلت : والجواب عليه من وجهين ، أولهما في إثبات صحة قول من يقول : أن الكعب هو عظم في ظهر القدم ، وثانيهما في صحة التعبير بـ ( الكعبين ) على قولهم إن في كل رجل كعب ، وفي الرجلين كعبان .
قال ابن منظور في (( لسان العرب )) (1/712) : [ وسأَل ابنُ جابر أَحمدَ بن يحيى عن الكَعْب ، فأَوْمَأَ ثعلب إِلى رِجْله إِلى المفْصل منها بسَبَّابَتِه فوضَعَ السَّبَّابةَ عليه ، ثم قال : هذا قولُ المُفَضَّل وابن الأَعرابي ، قال : ثم أَوْمَأَ إِلى الناتِئَين وقال : هذا قول أَبي عمرو ابن العَلاء والأَصمعي[SUP]([14])[/SUP] ، وكلٌّ قد أَصابَ ...
وذهب قومٌ إِلـى أَنهما العظمانِ اللذانِ فـي ظَهْر القَدم ، وهو مَذْهَبُ الشِّيعة[SUP]([15])[/SUP] ، ومنه قولُ يحيى بن الـحرث :
رأَيت القَتْلـى يومَ زَيدِ بنِ علـيَ فرأَيتُ الكِعابَ فـي وَسْطِ القَدَمِ[SUP]([16])[/SUP] ] .
وأما التعبير بلفظ ( الكعبين ) في الآية على اعتبار أن في كل رجل كعب فلا غبار عليه ، لأن المعنى المراد رِجْلا كل واحد من المخاطبين ، والرجلان فيهما كعبان .
فإن قال قائل : كيف جاز القول : { وأرجلكم } والمراد به رجلان ؟
قلنا : هذا وجه سائغ في العربية ، وهو التعبير عن الاثنين بلفظ الجمع ، قال سيبويه في (( الكتاب )) (2/48) : [ وسألت الخليل رحمه الله عن : ما أحسَنَ وُجوهَهُما ؟ فقال : لأن الاثنين جميع ] ، وقال المرزوقي في (( الأزمنة والأمكنة )) : [ ويجوز أن يجعل الجميع مستعاراً للتثنية لأن أرباب اللغة قد توسعوا في ذلك ] ، وقال ابن فارس في (( الصاحبي في فقه اللغة )) : [ومن سُنن العرب الإتيان بلفظ الجميع والمراد واحد واثنان ] .
وفي (( المزهر )) (2/171) للسيوطي ما نصه :
[ وإنه لغليظُ الوَجَناتِ وإنما له وَجْنتان ، ويقال : امرأةٌ ذاتُ أوراكٍ ، وإنَّها لبيِّنةُ الأَجياد ، وإنما لها جِيد واحد ، وامرأة حسنة المآكم[SUP]([17])[/SUP] . وقوله[SUP]([18])[/SUP] في وصف بعير :
رُكِّب في ضَخْم الذّفَارى قَنْدَل[SUP]([19])[/SUP]
وإنما له ذِفْرَيان[SUP]([20])[/SUP] .
وقوله[SUP]([21])[/SUP] في وصف ناقة :
تمدّ للمشي أوْصالاً وأصلاباً[SUP]([22])[/SUP]
وإتما لها صُلْب واحد ، وقال العجاج :
عَلَى كراسيعي ومِرْفَقيَّه[SUP]([23])[/SUP]
وإنما له كُرسوعان[SUP]([24])[/SUP] ، وقال أيضاً :
من باكِر الأشْراط أشْرَاطِيُّ[SUP]([25])[/SUP]
وإنما هو شَرَطان[SUP]([26])[/SUP] ] .
قال محمد أمين بن فضل الله المحبّي في مقدمة كتابه (( جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنيين )) (ص 8) ما نصه : [ ( ومنها ما ورد بلفظ الجمع والمعني به اثنان ) ، قالوا : (( هو عظيم المناكب )) وإنما له منكبان ، وقالوا : (( رجل ضخم الثنادي )) والثندوة مغرز الثدي ، قال : (( ضخم الثنادي ناشباً مغلابا )) يريد ضخم
الثندوتين ، ويقال : (( رجل ذو أَلَيات ، ورجل غليظ الحواجب ، شديد المرافق ، ضخم المناخر )) ] .
وقال أبو عبيدة في (( مجاز القرآن )) : [ { فَإنْ كَانَ لَهُ إخْوَةٌ } ، أي أخوان
فصاعداً ، لأن العرب تجعل لفظ الجميع على معنى الإثنين ، قال الراعي :

أَخُلَيدَ إِنَّ أَباكِ ضافَ وِسادَهُ
طَرَقا فَتِلكَ هَماهِمي أَقريهِما


هَمّانِ باتا جَنبَةً وَدَخيلا
قُلُصاً لَواقِحُ كَالقِسِيِّ وَحولا


فجعل الاثنين في لفظ الجميع ، وجعل الجميع في لفظ الاثنين ] .
ومن الغريب أن ابن تيمية سعى في (( مجموع الفتاوى )) (6/370) لإثبات وضع اسم الجمع موضع التثنية إذ قال هناك : [ إن من لغة العرب أنهم يضعون اسم الجمع موضع التثنية إذا أمن اللبس ، كقوله تعالى : { والسارق والسارق فاقطعوا أيديهما } أي يديهما ، وقوله : { فقد صغت قلوبكما } ، أى قلباكما ][SUP]([27])[/SUP] !!!!
ولا بد أيضاً من التنويه وإعادة التأكيد على أن المسألة خلاف فقهي ، وما يحاوله البعض من تضخيمه ورمي مخالفيه القائلين بالمسح أنه مخالف للقرآن ، ما هو إلا دعوى لا التفات إليها ولا اعتبار لها[SUP]([28])[/SUP] .

الهوامش

([1]) ومن ذلك مثلاً ما نقله ابن تغري بردي (ت 874 هـ) عن بعضهم في (( النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة )) (13/4) أثناء ترجمته للعلامة قَنبر بن محمد العجمي إذ قالوا فيه : [ وكان يتهم بالمسح على رجليه من غير خف ] .
ومن ذلك أيضاً قول ابن الجوزي في (( المنتظم )) (6/172) : [ كان ابن جرير يرى جواز المسح على القدمين ولا يوجب غسلهما فلهذا نسب إلى الرفض ] .
قلت : وابن جرير هو محمد بن جرير الطبري الإمام ، وقوله بمسح الرجلين في الوضوء صرح به في (( تفسيره )) (6/130) عند تفسير آية الوضوء ، فقال : [ والصواب من القول عندنا في ذلك أن الله أمر بعموم مسح الرجلين بالماء في الوضوء كما أمر بعموم مسح الوجه بالتراب في التيمم ] ، ومن العجائب المستغربات ما ادعاه الدّميري في (( النجم الوهاج في شرح المنهاج )) (1/331) بقوله : [ وهذا المذكور ليس هو محمد بن جرير الإمام ، إنما هو رجل من الشيعة موافق له في الاسم والنسبة ] ، وتابعه على هذا الوهم الألوسي في (( تفسيره )) قائلاً : [ ومثله نسبة التخيير إلى محمد بن جرير الطبري صاحب (( التاريخ )) الكبير (( والتفسير )) الشهير ، وقد نشر رواة الشيعة هذه الأكاذيب المختلفة ، ورواها بعض أهل السنة ممن لم يميز الصحيح والسقيم من الأخبار بلا تحقق ولا سند ، واتسع الخرق على الراقع ، ولعل محمد بن جرير القائل بالتخيير هو محمد بن جرير بن رستم الشيعي صاحب (( الإيضاح للمترشد في الإمامة )) لا أبو جعفر محمد بن جرير بن ( يزيد بن كثيرين ) غالب الطبري الشافعي الذي هو من أعلام أهل السنة ، والمذكور في تفسيره هذا هو الغسل فقط لا المسح ولا الجمع ولا التخيير الذي نسبه الشيعة إليه ] . ولعل الألوسي أراد ببعض أهل السنة ممن لم يميز الصحيح والسقيم ، أبا حيان لأنه ذكر ذلك في (( البحر المحيط )) ، والرازي ذكره في (( تفسيره )) ، فالعجب كل العجب من الدميري والألوسي وممن يصرّ إلى الآن على متابعتهما على وهم هذه الدعوى !!!!

([2]) قال القرطبي في (( تفسيره )) (6/96) : [ وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة ( وأرجلِكم ) بالخفض ] ، وقال أبو حيان في (( البحر المحيط )) : [ وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وأبو بكر ، وهي قراءة أنس ، وعكرمة ، والشعبي ، والباقر ، وقتادة ، وعلقمة ، والضحاك : ( وأرجلِكم ) بالخفض . والظاهر من هذه القراءة اندراج الأرجل في المسح مع الرأس ... وقرأ نافع ، والكسائي ، وابن عامر ، وحفص : ( وأرجلَكم ) بالنصب ] .

([3]) هو إبراهيم بن عبد الله بن محمد النَّجِيرمي ، أخذ عنه أبو الحسين المهلبي وجنادة اللغوي ، كان مقامه بمصر وله قصة مع كافور الإخشيدي ، ترجمه السيوطي في (( بغية الوعاة )) (1/414) .

([4]) كما ذكر ابن منظور في (( لسان العرب )) ، والزبيدي في (( تاج العروس )) ، والأزهري في (( تهذيب اللغة )) وكلهم أوردوا هذا القول في مادة ( م س ح ) .

([5]) وهو لامرئ القيس في معلقته ، وتمام البيت :
كَأَنَّ ثبيراً في عرانينِ وَبْلِهِ كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
قال عبد القادر البغدادي في (( خزانة الأدب )) : [ ولم يجعل أبو علي هذا البيت من باب الجر على الجوار ، بل جعل ( مزملاً ) صفة حقيقية لـ ( بجاد ) ، قال : لأنه أراد مزمل فيه ، ثم حذف حرف الجر فارتفع الضمير ، واستتر في اسم المفعول . انتهى . وقال الخطيب التبريزي في (( شرح المعلقات )) : وفي البيت وجه آخر ، وهو أن يكون على قول من قال : كسيت
جبة زيداً ، فيكون التقدير : في بجاد مزمله الكساء ، ثم تحذف كما تقول : مررت برجل مكسوته
جبة ، ثم تكني عن الجبة فتقول : مررت برجل مكسوته ، ثم تحذف الهاء في الشعر . هذا قول بعض البصريين . انتهى ] .
وقال الجرجاني في (( الوساطة بين المتنبي وخصومه )) (ص 6) في باب ( أغاليط الشعراء ) : [ ودونك هذه الدواوين الجاهلية والإسلامية فانظر هل تجد فيها قصيدة تسلم من بيت أو أكثر لا يمكن لعائب القدْح فيه ، إما في لفظه ونظمه ، أو ترتيبه وتقسيمه ، أو معناه ، أو إعرابه ، ولولا أن أهلَ الجاهلية جُدّوا بالتقدم ، واعتقد الناس فيهم أنهم القدوة ، والأعلام والحجة ، لوجدتَ كثيراً من أشعارهم معيبة مسترذَلة ، ومردودة منفية ، لكن هذا الظنّ الجميل والاعتقاد الحسن ستر عليهم ، ونفى الظِّنة عنهم ، فذهبت الخواطر في الذبّ عنهم كلّ مذهب ، وقامت في الاحتجاج لهم كل مقام ، وما أراك - أدام الله توفيقك - إذا سمعتَ .... قول امرئ القيس :
كَأَنَّ ثبيراً في عرانينِ وَبْلِهِ كَبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلِ
فخفض ( مزملاً ) وهو وصف ( كبير ) ...
ثم تصفحتَ مع ذلك ما تكلّفه النحويون لهم من الاحتجاج إذا أمكن : تارة بطلب التخفيف عند توالي الحركات ، ومرة بالإتباع والمجاورة ، وما شاكلَ ذلك من المعاذير المتمحَّلة ، وتغيير الرواية إذا ضاقت الحجّة ، وتبيّنتَ ما راموه في ذلك من المَرامي البعيدة ، وارتكبوا لأجله من المراكب الصّعبة، التي يشهد القلب أن المحرّك لها ، والباعث عليها شدةُ إعظام المتقدم ، والكلَفُ بنُصرة ما سبق إليه الاعتقاد ، وألِفته النفس ] .

([6]) قال أبو حيان في (( البحر المحيط )) : [ ومن أوجب الغسل تأول أنّ الجر هو خفض على الجوار ، وهو تأويل ضعيف جداً ، ولم يرد إلا في النعت ، حيث لا يلبس على خلاف فيه قد قرر في علم العربية ] ، وقال النيسابوري في (( تفسيره )) : [ حجة من أوجب المسح قراءة الجر في { وأرجلكم } عطفاً على { برؤوسكم } ، ولا يمكن أن يقال : إنه كسر على الجوار كما في قوله : جحر ضب خرب ، لأن ذلك لم يجيء في كلام الفصحاء وفي السعة ، وأيضاً إنه جاء حيث لا لبس ولا عطف بخلاف الآية ] .

([7]) قال ابن هشام في (( شرح شذور الذهب )) (ص 429) : [ في قراءة من جر ( الأرجل ) لمجاورته للمخفوض ، وهو ( الرؤوس ) ، وإنما كان حقه النصب كما هو في قراء جماعة آخرين ، وهو منصوب بالعطف على الوجوه والأيدي وهذا قول جماعة من المفسرين والفقهاء وخالفهم في ذلك المحققون ورأوا أن الخفض على الجوار لا يحسن في المعطوف لأن حرف العطف حاجز بين الاسمين ومبطل للمجاورة ] ، وقال ابن هشام أيضاً في (( مغني اللبيب )) (2/789) : [ ولا يكون في النسق ، لأن العاطف يمنع من التجاور ] .

([8]) قال النووي في (( المجموع )) (1/420) : [ فإن قيل : إنما يصح الإتباع إذا لم يكن هناك واو فإن كانت لم يصح والآية فيها واو ، قلنا : هذا غلط ، فان الإتباع مع الواو مشهور في أشعارهم من ذلك ما أنشدوه :
لم يبق إلا أسير غير منفلت وموثق في عقال الأسر مكبول
فخفض ( موثقاً ) لمجاورته ( منفلت ) وهو مرفوع معطوف على أسير ] .
قلت : ومعنى ( إلا ) في البيت : غير ، وهذا تعاقب في الاستثناء ، فكأنه قال : لم يبق غير أسير ، ولم يبق غير منفلت ، ولم يبق غير موثق ، فهذا عطف على المعنى .
قال المبرد في (( المقتضب )) : [ ( هذا باب تكرير الاستثناء بغير عطف ) ، تقول: ما جاءني أحد إلا زيد إلا عمراً ] .
وأما أن تكون إلا بمعنى غير فهذا مشهور ، قال سيبويه في (( الكتاب )) (2/331) : [ هذا باب يكون فيه ( إلا ) وما بعده وصفاً بمنزلة ( مثل ) و ( غير ) ... ونظير ذلك قول الله عز وجل : { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }(الأنبياء/22) ] ، وقال ابن هشام في (( مغني اللبيب )) (1/83) : [ ( إلا ) بالكسر والتشديد على أربعة أوجه : ... الثاني : أن تكون بمنزلة ( غير ) ] .

([9]) شرح ذلك ابن هشام في (( مغني اللبيب )) (2/545-549) في باب
( أقسام العطف ) ، وقال هناك : [ وهي ثلاثة : أحدها : العطف على اللفظ ، ... ، والثاني : العطف على المحل ، ... ، والثالث : العطف على التوهم ] .

([10]) قال ابن هشام في (( شرح شذور الذهب )) (ص 542) : [ واتفق الفريقان على جواز إعمال أي العاملين شئت ، ثم اختلفوا في المختار ، فاختار الكوفيون إعمال الأول لتقدمة ، والبصريون إعمال المتأخر لمجاورته المعمول وهو الصواب في القياس والأكثر في السماع ] ، وقال ابن جني في (( الخصائص )) (2/354) : [ وعلى هذا القياس أكثر الكلام : أن يعامل الحاضر فيغلب حكمه لحضوره على الغائب لمغيبه ، وهو شاهد لقوة إعمال الثاني من الفعلين لقوته وغلبته على إعمال الأول لبعده ] ، وقال المبرد في (( المقتضب )) : [ فالعرب تختار إعمال
الآخر
، لأنه أقرب ] ، وفي (( اللباب في علل البناء والإعراب )) (1/154) لأبي البقاء العكبري ما نصه : [ والدليل على أن إعمال الثاني أولى السماع والقياس ، فمن السماع قوله تعالى : { يستفتونك قل الله بفتيكم في الكلالة } ، ولو أعمل الأول لقال : فيها ، وقوله تعالى : { آتوني أفرع عليه قطراً } ، ولم يقل : أفرغه ، وقوله تعالى : { هاؤم اقرؤوا كتابيه } ، ولم يقل : اقرؤوه . ومما جاء في الشعر قول الفرزدق :
وَلَكِنَّ نصفاً لَو سَبَبتُ وَسَبَّني بَنو عَبدِ شَمسٍ مِن مَنافٍ وَهاشِمِ
ولم يقل : سبوني ، وهو كثير في الشعر .
وأما القياس فهو أن الثاني أقرب إلى الاسم وإعماله فيه لا يغير معنى فكان أولى ، كقولهم : خشنت بصدره وصدر زيد بحر المعطوف ، وكذا قولهم : مررت ومر بي زيد أكثر من قولهم مر بي ومررت بزيد ، والعلة فيه من وجهين :
أحدهما : أن العامل في الشيء كالعلة العقلية ، وتلك لا يفصل بينها وبين معمولها .
والثاني : أن الفصل بين العامل والمعمول بالأجنبي لا يجوز كقولهم كانت زيدا الحمى تأخذ ، والمعطوف هنا كالأجنبي فأحسن أحواله أن يضعف عمل الأول ] .
ولقد ذهب الأنباري إلى أن إعمال الفعل الثاني أولى وانتصر له وبين فساد أقوال مخالفيه كما تجده في (( الإنصاف )) (1/83-96) .

([11]) هو علي بن مؤمن بن محمد بن علي ، أبو الحسن بن عصفور النحوي الحضرمي الإشبيلي ، ترجمه الفيروزآبادي في (( البلغة )) (ص 160) ، وقال عنه السيوطي في (( بغية الوعاة )) : [ حامل لواء العربية في زمانه بالأندلس ] ، توفي سنة 669 هـ وقيل 663 هـ .

([12]) أي أن ابن عصفور يستبعد أن تُخرّج الآية الكريمة على القول بعطف الجمل لقبح هذا التخريج عنده ، ولا تعني عبارته بحال أنه يستقبح كلام الله عزوجل ، والعياذ بالله تعالى !!! وقد أوضح مراده أبو حيان الأندلسي في (( البحر المحيط )) فقال : [ وقال الأستاذ أبو الحسن بن عصفور : وقد ذكر الفصل بين المعطوف والمعطوف عليه ، قال : وأقبح ما يكون ذلك بالجمل ، فدل قوله هذا على أنه ينزه كتاب الله عن هذا التخريج ] .

([13]) لا حجة لابن تيمية في ذلك ، فقد تطلق التثنية ويُراد بها الجمع ، قال أبو حيان في (( ارتشاف الضَّرَب من لسان العرب )) (2/582) ( باب جمع المذكر السالم ) : [ وأما التثنية فجاءت ويُراد بها المفرد ، ... ، وجاءت ويُراد بها أكثر من اثنين ، كقوله تعالى : { ثم ارجع البصر كرتين } ، أي كرّات ] .

([14]) تضاربت الرواية عن الأصمعي ، فمنهم من يراه يقول خلاف ذلك وينسبون له القول بأن الكعب في ظهر القدم خلافاً لما ذكره ابن منظور هنا ، قال الصفدي في (( تصحيح التصحيف وتحرير التحريف )) : [ وروى أبو حاتم عن الأصمعي أن الكَعْبَ ما بين المِنْجَمَين الغائص في ظهر القدم ] ، وقال الرازي في (( تفسيره )) : [ وكان الأصمعي يختار هذا القول ويقول : الطرفان الناتئان يسميان المنجمين . هكذا رواه القفال في تفسيره ] .

([15]) لا يُعد هذا القول مختصاً بالإمامية ، بل هو أمر لغوي عليه أئمة من أهل اللغة ووافقهم جماعة من أهل الفقه ، وإلى ذلك أشار الرازي في (( تفسيره )) بقوله : [ وقالت الإمامية وكل من ذهب إلى وجوب المسح : إن الكعب عبارة عن عظم مستدير مثل كعب البقر والغنم موضوع تحت عظم الساق حيث يكون مفصل الساق والقدم ، وهو قول محمد بن الحسن رحمه الله ] .

([16]) وذكره الزبيدي في (( تاج العروس )) ( مادة ك ع ب ) ، وابن الأثير في (( النهاية في غريب الحديث والأثر )) (4/179) ، والمحبي في (( جنى الجنتين )) (ص 96) .

([17]) قال الفيروزآبادي في (( القاموس المحيط )) : [ والمَأْكَمُ والمَأْكَمَةُ ، وتُكْسَرُ كافُهُما : لحمة على رأس الورك وهما اثنتان ، أو لحمتان وَصَلَتا بين العَجُزِ والمَتْنَيْنِ ] .

([18]) القائل هو أبو النجم العجلي ، شاعر أموي ، قال عنه الصفدي في (( الوافي بالوفيات )) : [ أبو النجم الشاعر ، الفضل بن قدامة العجلي الراجز ، من طبقة العجاج في الرجز ، وربما قدمه بعضهم على العجاج ، له مدائح في هشام بن عبد الملك ، توفي في حدود العشرين ومائة ] .

([19]) ذكره ابن جني في (( الخصائص )) (1/271) ، وابن منظور في (( لسان العرب )) (11/570) ، والزبيدي في (( تاج العروس )) ( مادة قندل ) ، ونسبوه لأبي النجم ، وذكره ابن سيده في (( المخصص )) بلا نسبة ، وقد عقد ابن سيدة هناك في ذلك باباً أسماه : ( باب ما جاء مجموعا وإنما هو اثنان أو واحد في الأصل ) .

([20]) جاء في (( لسان العرب )) : [ الذِّفْرَى من القفا : هو الـموضع الذي يَعْرَقُ من البعير خـلف الأُذن ، وهما ذفْرَيانِ من كل شيء ] .

([21]) هو الوليد بن عدي بن حجر الكندي .

([22]) وهذا عجز بيت ، وصدره : كأن هامتها قبر على شرف ، ذكره ابن حمدون في (( التذكرة الحمدونية )) ، والشهاب الخفاجي في (( ريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا )) وكلاهما نسبه للوليد بن عدي ، وممن ذكره أيضاً ابن سيدة في (( المخصص )) ، وأبو أحمد العسكري (ت 382 هـ) في (( المصون في الأدب )) دون نسبة .

([23]) ذكره ابن السكيت في (( الكنز اللغوي )) ، والزبيدي في (( تاج العروس )) ( مادة كرسع ) ، ونسبوه للعجاج ، وذكره أيضاً ابن قتيبة في (( غريب الحديث )) (3/751) ، وابن سيدة في (( المخصص )) دون نسبة .

([24]) قال ابن منظور في (( لسان العرب )) (8/309) : [ الكُرْسُوعُ : حرف الزَّنْدِ الذي يلـي الـخِنْصِر ، وهو الناتئُ عند الرُّسْغِ ] ، وقد قال أحدهم نظماً :
وعظم يلي الإبهام كوعٌ وما يلي
وعظم يلي إبهام رجل ملقب
لخنصره الكرسوع والرسغ ما وسط
ببوع فخذ بالعلم واحذر من الغلط



([25]) ذكره الأزهري في (( تهذيب اللغة )) ، والصاغاني في (( العباب الزاخر )) ، وابن منظور في (( لسان العرب )) ، والزبيدي في (( تاج العروس )) ، كلهم في ( مادة شرط ) ، وذكره ابن دريد في (( جمهرة اللغة )) ( مادة ر ش ط ) ، والمرزوقي في (( الأزمنة والأمكنة )) ، وورد أيضاً في كتاب (( العين )) ، وكلهم نسبوه للعجاج ، وقد ذُكر البيت أيضاً في (( المخصص )) لابن سيدة ، و (( أساس البلاغة )) للزمخشري .

([26]) قال ابن منظور في (( لسان العرب )) (2/212) : [ ولكل برج اسم علـى حدة ، فأَوَّلها الـحَمَلُ ، وأَوَّلُ الـحَمَلِ الشَّرَطانِ ، وهما قرنا الـحمل كوكبان أَبـيضان إِلـى جنب السَّمكة ] .

([27]) قال ابن تيمية هنا بجواز إطلاق لفظ الجمع على المثنى ليثبت أن في مثل قول الله تعالى : { تجري بأعيننا } ، وقوله ، { عملت أيدينا } حجة له على وصف الله بيدين اثنتين وعينين اثنتين !!
ويرى الكثير من أهل اللغة أن الصحيح في هاتين الآيتين أنهما حجة لمن قال : إن ما كان مثنى من مثنى فالأولى جمعه ، فالقلبان في الامرأتين جُمعا ليكونا ( قلوبكما ) واليدان من السارقين جمعهما أولى بـ ( أيدي ) ، وهكذا .
قال سيبويه في (( الكتاب )) (2/49) : [ وقالوا : وضعا رِحالَهما ، يريد : رحلَيْ راحلتين . وحدُّ الكلام أن يقول : وضعتُ رحلي الراحلتين ، فأجرَوه مجرى شيئين من شيئين ] ، وقال أبو حيان التوحيدي في (( البصائر والذخائر )) : [ قال سيبويه : كل اثنين من اثنين فجمعهما أجود ، تقول : ضربت رؤوسهما ، لأن رأس كل واحد منه ، وتقول : أخذت ثوبيهما لأنهما ليسا منهما ، قال الله تعالى : { فقد صغت قلوبكما } ، { فاقطعوا أيديهما } ] ، وقال المرزوقي في (( شرح ديوان الحماسة )) : [ لكونهما اثنين من اثنين ، فجرى مثل قوله تعالى: { فقد صغت قلوبكما } ] .
وأنكر أبو حيان في (( البحر المحيط )) على من احتج بهذه الآية ليثبت إطلاق لفظ الجمع على المثنى ، فقال : [ لأن باب { صغت قلوبكما } يطرد فيه وضع الجمع موضع التثنية ، وهو ما كان اثنين من شيئين ، كالقلب والأنف والوجه والظهر ، وأمّا إن كان في كل شيء منهما اثنان كاليدين والأذنين والفخذين فإن وضع الجمع موضع التثنية لا يطرد ، وإنما يحفظ ولا يقاس عليه ] .

([28]) ومع كل ما بيناه في موضوع الكعب ، إلا أن القائلين بالمسح لا ينتقض مذهبهم حتى لو ألزمهم المخالفون أن في كل رجل كعبين ، قال الرازي في (( تفسيره )) : [ أنهم سلموا أن الكعبين عبارة عن العظمين الناتئين من جانبي الساق ، إلا أنهم التزموا أنه يجب أن يمسح ظهور القدمين إلى هذين الموضعين ، وحينئذ لا يبقى هذا السؤال ] .
 

نذير أحمد سالم

:: متابع ::
إنضم
8 سبتمبر 2011
المشاركات
45
التخصص
غير معروف
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
رد: آيـة الوضــوء

الأخت المكرمة ام طارق ،
الإنصاف المجرد عن العصبية يجعل الإنسان بين خيارين :
إما قبول قول المحدثين ، وعندها فأسانيد مثل هذه الروايات لا تقوم لها قائمة !!!
وإما طرح قول المحدثين جانباً بل بعرض الحائط ، فمن ثبتت إمامته لا نقبل فيه قولاً ، وعندها يجب إعادة النظر في بعض أقوال المحدثين التي غلب عليها التعصب !!
وأما التمحل والاعتذار بإنه ثقة في رواية القرآن ضعيف في رواية الحديث فليس بشئ ، وهو من جملة الترقيع هروباً من التزام أحد الطريقين الآنفين الذكر .
وللتنويه فقط ، يجب أن نقف وقفة تامل مع انفسنا : فهذا ليس كلام المستشرقين ولا الحاقدين ، هذا قول اعلام اهل السنة ، فلم انقل في كل مشاركاتي قولاً لغيرهم !!!! فلنتأمل وللنظر .

ودمتم بخير
 

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
رد: آيـة الوضــوء

هذه خامس مسألة تلتقي فيها مع الشيعة في هذا البحث.
فالشيعة هم أول من حاول التشكيك في قراءة حفص عن عاصم ، وتبعهم على ذلك المستشرقون ، ثم النصارى الآن في منتدياتهم التي يناظرون فيها المسلمين.
 

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
رد: آيـة الوضــوء

فلم انقل في كل مشاركاتي قولاً لغيرهم !!!!

صدقت لم تصرح بذلك كل التصريح _ ربما عملا بالتقية _ ولكن مفهوم كلامك يعين ما ترنو إليه من ترجيح مذهب الشيعة !!!!

ولله در الأستاذ أحمد الرفاعي لقد أدى ما عليه !
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: آيـة الوضــوء

الأخت المكرمة ام طارق ،
الإنصاف المجرد عن العصبية يجعل الإنسان بين خيارين :
إما قبول قول المحدثين ، وعندها فأسانيد مثل هذه الروايات لا تقوم لها قائمة !!!
وإما طرح قول المحدثين جانباً بل بعرض الحائط ، فمن ثبتت إمامته لا نقبل فيه قولاً ، وعندها يجب إعادة النظر في بعض أقوال المحدثين التي غلب عليها التعصب !!
وأما التمحل والاعتذار بإنه ثقة في رواية القرآن ضعيف في رواية الحديث فليس بشئ ، وهو من جملة الترقيع هروباً من التزام أحد الطريقين الآنفين الذكر .
وللتنويه فقط ، يجب أن نقف وقفة تامل مع انفسنا : فهذا ليس كلام المستشرقين ولا الحاقدين ، هذا قول اعلام اهل السنة ، فلم انقل في كل مشاركاتي قولاً لغيرهم !!!! فلنتأمل وللنظر .

ودمتم بخير

لا حول ولا قوة إلا بالله،،،،
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,136
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: آيـة الوضــوء

وأما قول الكرماني وغيره فهو معارض بأقوال عشرات الفقهاء من غير أهل السنة -إن كنتم تقبلون قولهم في الخلاف ولا تحصرون حلقة الاجتهاد في المذاهب السنية - !!!
أهذا رأيكم الشخصي ام هي سياسة المنتدى أن يحصر الكلام والنقاش بالمذاهب السنية ؟؟؟
هل يعتبر خلاف الفقهاء من غير أهل السنة ؟؟
- موقع الشَّبكة الفقهيَّة بأقسامه: يستقي عقيدته من معين أهل السُّنة والجماعة، ويمثلهم أئمَّة السَّلف الصَّالح، أهل الحديث والأثر، وأهل الفقه والنَّظر، أمثال أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وبقية الأئمَّة الكرام، كما هي مدوَّنة في مختصراتهم، وكما نقل الثِّقات العدول عنهم، ولا يجيز الموقع توصيف مذهب أهل السُّنة والجماعة على خلاف ذلك.
- أيُّ مساس في معتقد أهل السُّنة والجماعة: سواء كان بالطَّعن أو بالتَّجهيل أو بالتَّعريض فهو مصادمة لمشروع الموقع، ومنابذة للقائمين عليه، وتعريض لإتلاف المعرِّفات.
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: آيـة الوضــوء

الإنصاف المجرد عن العصبية يجعل الإنسان بين خيارين :
إما قبول قول المحدثين ، وعندها فأسانيد مثل هذه الروايات لا تقوم لها قائمة !!!
وإما طرح قول المحدثين جانباً بل بعرض الحائط ، فمن ثبتت إمامته لا نقبل فيه قولاً ، وعندها يجب إعادة النظر في بعض أقوال المحدثين التي غلب عليها التعصب !!
وأما التمحل والاعتذار بإنه ثقة في رواية القرآن ضعيف في رواية الحديث فليس بشئ ، وهو من جملة الترقيع هروباً
من التزام أحد الطريقين الآنفين الذكر .
وللتنويه فقط ، يجب أن نقف وقفة تامل مع انفسنا : فهذا ليس كلام المستشرقين ولا الحاقدين ، هذا قول اعلام اهل السنة ، فلم انقل في كل مشاركاتي قولاً لغيرهم !!!! فلنتأمل وللنظر .

ودمتم بخير
ضيفنا الأخ نذير.. أود أن أقول كلمتي التي لم أتفوه بها منذ بدايات الحوار أني قد تبين لي من مساكنكم أن لا علاقة لكم بعلم اللغة ولا علوم القرآن ولا الحديث ولا كلام الأئمة .. وفي كل مشاركة لك تزيد الطين بِلَّة والداء عِلَّة ولا تدري أنك تسيء إلى نفسك أشد الإساءة.
وعجيب أن تدعي أن الكوثري إمام محدث! وهو أجهل الناس بعلم الحديث وإمام المتعصبة والمبتدعة لا غير.


وأما ثالثة الأثافي، وهي طعنك في رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود، فتعال لأسألك عن وجه الطعن في روايته للحديث:
- أهو عدالته ؟
- أم ضبطه ؟

فإن قلتَ الأولى.. وزعمتَ أنه مجروح في عدالته
قلنا: من هذا ما هو كذبٌ من الرافضة عليه، وأما عدالته فثابتة عند جمهور أئمة الحديث، وما جاء عن بعضهم من اتهامه بالكذب فسببه الظاهر أحد أمرين:
أولهما: أنه لم يكن يعرف شروط أهل الحديث في الرواية عن الآخرين، فيروي الغرائب والمناكير دون تحفظ، وقد صح عن الإمام يحيى القطان أنه قال: "لم نرَ الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث"، وفي رواية: "لم تر أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث". وقد فسرها الإمام مسلم تفسيرًا حسنًا فقال: (يقول يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون الكذب).
ثانيهما: أن ذلك الوصف جاء على طريقة أهل الحجاز في تسمية الخطأ كذباً، وهذا مشهور شائع؛ فاتهام أولئك إياه بالكذب إنما كان لكثرة ما يقع في مروياته من الخطأ على هذا الوجه.

وإن قلتَ الثانية.. وذكرتَ أنه مجروح في ضبطه
قلنا: نقر ذلك في روايته للحديث، ولكنِ انتفى ذلك عنه في نقله القرآن لسببٍ جليٍّ يعرفه صغار التلامذة الذين يدرسون مبادئ علوم القرآن
يقول ابن الجزري في "غاية النهاية" : حفص بن سليمان بن المغيرة ، أبو عمر الأسدي الغاضري البزَّاز ، ويعرف بحُفَيْص ، أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم ، وكان ربيبه ابن زوجته، وُلِدَ سنة تسعين. قال الداني : وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بها ، وجاور بمكة فأقرأ أيضاً بها. وقال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم رواية أبي عمر حفص بن سليمان ، وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم ، وقال الذهبي : أما القراءة فثقة ثَبْتٌ ضابط لها بخلاف حاله في الحديث ، قلت : يشير إلى أنه تُكُلِّمَ فيه من جهة الحديث. قال ابن المنادي : قرأ على عاصم مراراً ، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم. أهـ

أما علمتَ أن أبا بكرٍ بن عياش يشارك الإمام المقرئ حفص بن سليمان في هذا الوصف.. كما قال الإمام الذهبي في السيَر: وكذلك أبو بكر بن عياش الأسدي إمام في القراءات، أما الحديث فيأتي بغرائب ومناكير.أهـ فهل رواية أبي بكر عن عاصم مطعون فيها أيضاً؟!!
وهل علمتَ أنهما لم ينفردا بذلك، بل وافقهما في هذا عدد من أئمة القراءة.. كما أنه قد يوجد من هو ثبتٌ في الحديث ليِّن في القراءة، كالإمام الأعمش، فهل تعترض على مثل هذا أيضاً إن كنت تفقه شيئاً في هذا الباب غير التهويش ؟!

فما الذي يمنع عقلاً وحساً أن يكون خفيف الضبط في الحديث، إماماً في القراءة عمن تلقى عنه القرآن مشافهة؟!.. بل قرأ عليه مراراً؟!.. فالأمر بين عرض وتلقين. بل اشترك معه في التلقي عن شيخِه غيرُه ممن وافقه في القراءة بحروفه، وهم خلق كثير.
وهذا هو تواتر القرآن العظيم؛ تواترٌ باللفظ وكيفية الأداء واللفظ بالحرف على الهيئة المروية، والقرآن -بحمد الله- متواترٌ أصولاً وفرشاً كما قال العلامة ابن الجزري.

وختاماً أقول:
إن من "إنصاف" أهل السنة -يا أستاذ بشير- أنهم لا يحابون أئمتهم، ولا يجاملونهم على حساب أحد. بل إنهم يعطون كل ذي حق حقه ويذكرون العيب الذي يعاب به دون محاباة أو غش للمسلمين، فحفصٌ إمامٌ ثبتٌ في القراءة بلا نزاع بين أهل السنة، ولكنه ضعيفٌ في الرواية للحديث، وليس هذا تمحلاً بل هو إنصافٌ لا مزيد عليه. وأما المبتدعة فيطعنون في القرآن والسنة ويلوون النصوص لنصرة مذاهبهم والذب عن أئمتهم، وصاحبك الكوثري خير مثال على هذا، وصنيعهم أولى بوصف الترقيع -الذي اتهمتَ به أهل السنة- للهروب من وصمة عار الخرافة والبدعة والتعصب المقيت. والسلام

 
التعديل الأخير:

نذير أحمد سالم

:: متابع ::
إنضم
8 سبتمبر 2011
المشاركات
45
التخصص
غير معروف
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
رد: آيـة الوضــوء

أخي باجنيد:
ما شاء الله ، هنيئاً للملتقى بالمشرفين المتخصصين من أمثال جنابكم الكريم .
وإن كان رأيكم أنه لا علاقي لي بأي علم من العلوم ، فلا أظن الحق لي في التعقيب على ما كتبتم .
سلاماً
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: آيـة الوضــوء

أخي .. أرجو أن تكون المناقشة علمية حقاً
فأرى أنك كلما تعقبك أخٌ عرضتَ بكونه مشرفاً! وهذا هروب منك أرجو أن لا يتكرر.
وكونك لا تحب أن تجيب بسببِ أنني بينتُ يقيني فيك فهو أمرٌ راجعٌ إليك، والملتقى لم يحجر عليك في ذلك ما لم تخالف سياسته، كما أنه لا يلزمك بالكتابة. والسلام
 

نذير أحمد سالم

:: متابع ::
إنضم
8 سبتمبر 2011
المشاركات
45
التخصص
غير معروف
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
رد: آيـة الوضــوء

ببساطة اخي لو لم تكن مشرفاً لحذف مقالك السابق فوراً لعدم انضباطه بقواعد الأدب ، فارجع واقراه ، وإن لم تتنبه على ما فيه من أسلوب لا يليق بينته لك على الخاص ، وإلا إن ضمن المشرف العام نفسه عدم الحذف بينته ههنا على الملأ ، وإن كنت لا احبذ هذا حتى تبقى بيننه أخوة .
فارتق أخي وتذكر أن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم جاء ليتمم مكارم الأخلاق ويعلم الناس حسن العشرة والمعاملة قبل ان يعلمهم الفقه وأصوله.
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: آيـة الوضــوء

بيان العيب أو الخطأ، والرد على البدعة، لا يفسد الود بين العقلاء. فأرجو أن لا "تشخصن" الموضوع ليضيع الحق بالصراخ! والملتقى لمباحثة العلم، وللعلم فقط.
 

نذير أحمد سالم

:: متابع ::
إنضم
8 سبتمبر 2011
المشاركات
45
التخصص
غير معروف
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
رد: آيـة الوضــوء

أخي با جنيد مشرف الملتقى الفقهي المتخصص
أنا اعترض عليك عندم انضباطك بقواعد الأدب في الخطاب
ولا أحسن أن أكتب وأرد بمثل طريقتك ، فإن عدلت مشاركتك وحسنتها كتبنا وإلا فانتظر ليرد عليك غيري ممن يفهم لغتك ويحسنها ، اما انا فالعذر كل العذر
سلاما مرة أخرى
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: آيـة الوضــوء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما فيما يتعلق بالكلام في النقل ، فأولا أستغفر الله جل وعلا مما سطر فيه.
ثانياً : ثمة فرق بين الحكم على الرجل بالضعف في الحديث والضعف في غيره ، لذا تراهم يصرحون مثلاً بأن فلاناً ضعيف الحديث عمدة في التاريخ مثلاً كما بالنسبة لسيف بن عمر التميمي ، وهذا مأخوذ من طبائع الناس ، وهو أن أحدهم أشد إتقاناً لما وجه إليه عنايته منه إذا توجه إلى غيره ، بل حتى في الرواية ، فتراهم يقولون ، فلان ضعيف إلا في فلان أو نحوه ، كما قالوه في رواية إسرائيل وشريك عن أبي إسحاق ، فمع الكلام فيهما في حديثهما عن غيره فقد وثقا في حديث أبي إسحاق حتى قدمهم البعض على سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج فيه.
ثم لو فرضنا الضعف على كل حال ، فالإجماع عاضد له ، بل هو مستقل بذاته في تصحيح القراءة لما ذكره الأصوليون في كتب الأصول.
أعود إلى ما كنا فيه أولاً :
قد بدا لي بالأمس أن في توجيه ابن جني ومن وافقه إشكال ، وهو أنه لو صح (جحر ضبٍّ خربٍ) على توجيهه لصح (جحرا ضبٍّ خربين) وبيانه أن من ضعف الجر على الجوار تعلل بكونه شاذ النقل محمول على اللحن ، وهو في الجمع والتثنية أمحل إذ لا نقل فيه أصلاً ، لذا وجد من صحح الحمل على الجوار في المفرد دون التثنية والجمع ، أما لو وجهناه توجيه ابن جني فقد زال الإشكال ووجب الجواز ، وزيادة في البيان أقول : تقدير الكلام على توجيه ابن جني (جحرا ضبٍّ خربٍ جحريهما) فيحذف المضاف ويتصل الضمير بخرب، أو يستتر وتبرز علامة التثنية لأن علامة الجمع والتثنية لا يستتران في الفعل، فيصير (جحرا ضبٍّ خربين) وهكذا في التوجيه السابق ويصح أيضاً (كبير أناس في بجادين مزملين) أو (كبير إناسٍ في بجادين مزملِ) والأول على اتصال علامة التثنية به كما قلناه في جحر ضب ، وهو محال ، لأنا وإن صححنا أن (مزمل) صفة لـ (بجاد) في الوجه الإعرابي ، فلا خلاف في كونه صفة لـ (كبير) في الحقيقة ، وكيف يوصف كبير بأنه مزملين ؟!
أما الثاني فهو باطل أيضاً ، إذ إفراد (مزمل) يمنع كونه وصفاً لـ (بجادين) .

فانظر إلى هذا التخريج الذي أدى إلى ما هو أمحل مما زعموه محالاً .
وأمر آخر ، أن رأي النحوي عند اختلاف النحاة أضعف من الرواية المنقولة عن العربي الفصيح إن صحت ، وذلك أني رأيت لابن جني نفسه إجازة تذكير فعل المؤنث الحقيقي معتمداً على قول الشاعر :
إن امرأ غره منكن واحدةً *** بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور
والنقل فيه قليل بل شاذ لا ينقاس على ما قاله ابن هشام ، ويمكن تأويله ، لذا رد عليه ابن القابلة قوله ، ووجه ما نقل على أنه للضرورة لإقامة الوزن ، وأن هذا البيت يجوز أن يراد به (خصلة) أو (فعلة) واحدة.
فهذا ابن جني الذي ضعف القول بالحمل بالجوار يصحح قولاً في تذكير فعل المؤنث الحقيقي والعلة في الضعف فيهما واحدة.

والله أعلم.
 

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
رد: آيـة الوضــوء

الأستاذ نذير
إن كنت طالب علم ، وناشد حق فما هكذا ترد الإبل ، وإن كنت مكابرا فقد عاملك الله بما تستحق.
لقد وددت أن يستمر الحوار بعيدا عن الاستطرادات وطرح الشبهات، فقد حملت مداخلات الاخوة فوائد جليلة ، وبحوث نبيلة.

ولكنها كانت نتيجة حتمية، فمن يسلك مسالك الشبهات، ويركب مركب البدع والضلالات ، ويمشي فوق أرض الشوك لا بد أن يناله الأذى.

في البداية يا صاحبي أردت نصرة مذهب الشيعة من خلال دراستك اللغوية للآية القرآنية ، فنصرتَ مسح الرجلين بدل غسلهما ، ودفعك ذلك للنكير على جمهور العلماء من المفسرين والأصوليين والفقهاء واللغويين ، فأردت إلزامنا بما لا يلزم من دفعٍ لعطف الجوار ، وعطف الجمل ، وقمت على تفسير معنى الكعبين بما يتوافق مع مذهب الشيعة .
ولم نتدخل في الحوار عند هذا الحد ، لكنني آثرت التنبيه حتى يعرف الاخوة المورد الذي تستقي منه .
وقد ردّ عليك الاخوة الأفاضل ردا مقنعا ، فيه كفاية لمن ينشد الحق ، وأرادوا استكمال الحوار ، لكنك بدأت تحيد.

ثم جئتنا برابعة هي أعظم من أخواتها : وهي التشكيك بالقراءات وحجيتها ، نصرة لمذهبك ، وهنا أحلنا الموضوع للدراسة ، وبدأتَ تقصف وتعصف ، واستعملت عبارات لا تليق بهذا الملتقى ضمنتها طلبك بتوضيح سياسة الملتقى ، وصورت الملتقى كأنه ادارة للمخابرات ، ومع هذا سكتنا ، وبترددٍ أعدنا الموضوع مرة ثانية ، وقلنا : لعل الأخ يفهم ما أردنا .

وبدلا من الإحسان جئتنا بأمر هو أعظم مما سبق ، وهو طعنك بالقراءات وأصحابها وأسانيدها، ووقعت تبعا للشيعة بقراءة حفص بن سليمان رحمه الله ، الذي يقرأ بقراءته معظم أبناء الاسلام في هذا العصر، ومع هذا نبهناك ولم ترعوي .

لقد طفح الكيل ، فإن كنت طالب علم مسترشد ، فللطلب طريق آخر ، وإن كنت ابتليت بشبهات جمحت بك ولم تستطع دفعها، فأنصحك بملازمة شيخ يعينك على التخلص منها ، وما دمت عندنا في الأردن فاقصد صديقنا الدكتور صلاح الخالدي فهو أستاذ في التفسير واسع الاطلاع وسأوصيه بك خيرا .

وإن أردت إثارة الشبهات والشكوك ، فليس هذا بعشك فادرجي.

ونتمنى لك الهداية والتوفيق
 
التعديل الأخير:
أعلى