محمود حلمي علي
:: مطـًـلع ::
- إنضم
- 4 يونيو 2013
- المشاركات
- 158
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عبد الرحمن
- التخصص
- فقه شافعي
- الدولة
- مصر
- المدينة
- العاشر من رمضان
- المذهب الفقهي
- الشافعي
أثر المدرسة المكية
"مدرسة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما"
في علوم الإمام الشافعي رضي الله عنه.
"مدرسة سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما"
في علوم الإمام الشافعي رضي الله عنه.
قال العلامة محمد أبو زهرة في كتابه "الشافعي":
(تلقى فقه القرآن وتفسيره في مكة، وتخرج على البقية ممن تأثروا طريق ابن عباس، الذي أقام بها وكان يدارس القرآن فيها.
ولقد وصفه عبد الله بن مسعود بأنه ترجمان القرآن.
وقد سئل ابن عمر عن معنى آية، فقال لسائله: انطلق إلى ابن عباس فاسأله، فإنه أعلم من بقي بما أنزل الله على خاتم النبيين.
وعن عطاء: ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس، وأكثرهم فقها، وأعظمهم خشية، وإن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم عن واد واحد.
وعن الأعمش: خطب ابن عباس وهو على الموسم، فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول: لو سمعَته فارس والروم لأسلمت.
نشأ الشافعي في مكة، حيث كان علماؤها أو بعضهم متأثرين طريقة عبد الله بن عباس وطريقة فهمه للدين.
فكانت مكة مكان حضانته وتربيته، ثم كانت مكان درسه، وهو يرسم حدود طريقته، ومسالك خطته.
ولعله كان في ذلك الإبان يترسم طريق ابن عباس، ويأخذ نفسه بسمتها، ويربي نفسه على نحو مثاله.
فإن النابغة من النبغاء يكون له، وهو يعمل في تكوين نفسه، مثال كامل من العلم والفكر والخلق، يترسم طريقه ويتبع خطاه، يكون بين أنفسهما مواءمة، وبين استعدادهما تقارب.
ومزايا ابن عباس كانت في ذلك الإبان تنشر وتذكر ويتحدث العلماء والمؤرخون ويخبرون عنها؛ لمكان دولة الهاشميين.
وإن المماثلة كانت قائمة في الجملة:
فالشافعي فصيح البيان، كما كان ابن عباس من قبل.
وكان يعنى بعلم القرآن، كما عني ابن عباس وأجاد.
وكان يعنى بالشعر كما يعنى بالفقه، كما فعل ابن عباس.
ثم كان يحضر دروسه طالبو القرآن، وطالبو الحديث، وطالبو الفقه، ورواة الشعر والعربية، كما كان الشأن مع ابن عباس.
فهل لنا أن نعتقد أن الشافعي جعل من ابن عباس مثله الكامل، وترسم خطاه، وسار في مثل سبيله؟
وسواء أصح ذلك الفرض أو لم يصح،
فمن المؤكد أن الشافعي بدراسته في مكة وإقامته بها قد استفاد علما لم يكن بالعراق ولا بالمدينة.
وهو الأخذ بطريقة ابن عباس في العناية بدراسة القرآن،
والعناية بمجمله ومفصله، ومطلقه ومقيده، وخاصه وعامه.
حتى خرج لفقهاء عصره بجديد في هذا الباب لم يتدارسوه، وإن كانت مواده بين أيديهم معدة مهيأة).
الشافعي، حياته وعصره، آراؤه وفقهه، للعلامة محمد أبي زهرة (ص: 41، 42).