العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أجوبة العلامة محمد احمد الأهدل على مسائل العلامة علوي السقاف

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
وقع بين يدي مخطوط فيه أجوبة الامام العلامة مفتي الديار اليمنية محمد بن أحمد بن عبدالباري الأهدل المتوفى سنة 1298 هـ على تسعة أسئلة قدمها اليه الشيخ الامام العالم العلامة علوي بن احمد السقاف المتوفى سنة 1335 هـ .


المسألة الأولى : ما قول سادتنا العلماء الأعلام –أمتع الله بهم المسلمين والاسلام – في قول أئمة الشافعية في كتبهم كالشيخ ابن حجر الهيتمي والشيخ الكردي وأضرابهم : وقع للشيخين أو وقع لفلان كذا وكذا ثم لم يصرح بعده بترجيح أو تضعيف ، فهل يحكم بترجيحه أو بتضعيفه ؟

والجواب والله الموفق :
إن هذه الصيغة فيها اشعار بضعف ذلك الواقع من جهتين :


الأولى : أنهم غالبا اذا عَبَّروا بلفظ وقع يتعقبونه بالرد والتضعيف ، وإن رجحوه نادرا فمع الخلاف القوي في رجحانه وَيُعْرَفُ ذلك بِتَتَبُّع كلامهم .

الثانية : أن الواقع يطلق كثيرا بمعنى الساقط ، يقال : وقع فلان على الأرض : اذا سقط عليها من غير قصد ؛ ووقع الطائر من الشجرة أي سقط منها .
ويطلق بمعنى وجب ، كقوله تعالى : (وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ) سورة النمل (85) أي وجب عليهم و(إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ) سورة الطور (7) أي واجب على الكفار ، ثابت عليهم، والواجب بمعني الساقط، يقال : وجبت الشمس : بمعنى سقطت للغروب.
وحينئذ فتعبيرهم بلفظ : وقع لفلان كذا : يُستفاد منه أن ذلك حصل له من غير قصد فلا يُعتمد عليه لسقوطه ، وعدم قصده ، وكأنه غير ملوم عليه لأنه لو تفطن لذلك لما وقع له ، فهذه الصيغة أولى بالحكم عليها بالضعف من صيغة: هذا ما قاله فلان، وعلى ما قاله فلان، وعلى ما بحث، وكذا قاله فلان، لأنَّ الاشعار بعدم الارتضا لكلام ذلك القائل أظهر من اشعار هذه الصيغ بالضعف ، وحينئذ فما عبروا فيه بقولهم: وقع لفلان كذا، يحكم بضعفه، وكنت أميل لترجيحه من حيث أنه منقول في الجملة، ثم ظهر لي الآن ضعفه والعلم عند الله .
 
التعديل الأخير:

د. محمد بن عمر الكاف

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
20 مايو 2009
المشاركات
326
التخصص
فقه
المدينة
المدينة المنورة
المذهب الفقهي
شافعي
جميل جدا

جميل جدا

هذا الأمر داخل في اصطلاحات بعض المتأخرين في عباراتهم .. وليس قاعدة عامة .. ولا يقاس عليه غيره .. وإنما هي أمور أغلبية تعرف بالتتبع ..
لذا لا يشغل الباحث في المذهب الشافعي بها لأنها مسالة تنوع أساليب ، أنشأتها ظروف الكتابة والتأليف ، فكثيرا ما عانى المتاخرون في فهم عبارات الشيخ ابن حجر الهيتمي تحديدا في كتابه (تحفة المحتاج) وأسلوبه في تقرير الأحكام لدرجة أن بعض فقهاء حضرموت حرم الإفتاء من كتب الشيخ ابن حجر ، يقول العلامة عبدالرحمن ابن عبيدالله السقاف (1375هـ) في (صوب الركام) :
(ومازلنا نتلقى من أفواه الرجال عن الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة ، أنه يحرم الإفتاء من كتب ابن حجر فنحسب أنه غَيْرانُ ، حمله على ذلك تنافس الأقران ، ثم ظهر بعد التفكير ، أن قد أصاب فلا نكير ..
وذلك أن الشيخ مع قوة إدراكه ، وكثرة مراسه للفقه وعراكه ، كان ضعيف الحفظ فيما أتخيل ، فتراه يذكر المسألة الواحدة في المواضع الكثيرة بالألوان المختلفة ، وربما ترك القضية مجملة ، وأرسلها مهملة ، ثم يجيء في موضع بقيد ..وكثيراً ما يختلف حكمه ، ويتناقض فهمه ، كما ستعرفه بالاستقراء ، مما لا نستطيع له حصرا ، وهو في باب القضاء أكثر وأضرّ ، وفي اختلاف المتداعيين أدهى وأمرّ ..
)
ويقول السيد عمر البصري(ت1037هـ) :
(الشيخ ابن حجر بالغ في اختصار هذا الكتاب -يعني ((التحفة))- إيثاراً للحرص على إفادة الطلبة بجميع الشوارد وتكثير الفوائد والفرائد ، إلا أنه بلغ من الاختصار إلى حالة بحيث لا يمكن الخروج عن عهدة مطالعته إلا بعد تقدم الإحاطة بمنقول المتقدمين ومناقشات المتأخرين)
ويشهد لذلك أنه كان يُملي بعض كتبه من حفظه ويكتبها بسيلان ذهنه الفقهي من غير مراجعة كتاب ، ويشهد لذلك أنه ألف «التحفة» في عشرة أشهر ، ابتدأ تأليفها في 12 محرّم سنة 958هـ وفرغ منها يوم 27 ذي القعدة من نفس السنة .

وهو الأمر الذي جعل كثيرا من الفقهاء يسبرون كلام ابن حجر ويصنفون في مصطلحات «التحفة» على غرار ما صنف في مصطلحات «المنهاج» ، ومنهم : الكردي(ت1194هـ) في رسالته «عقود الدرر في مصطلحات تحفة ابن حجر» المخطوطة .

وعلى العموم فهذه مرحلة انتهت .. ينبغي للباحث الآن الاهتمام بالمذهب بشكل إجمالي ، وأن لا يكرر ما وقع فيه المتأخرون من التركيز على كتابي (التحفة) و(النهاية) حتى حصر المذهب فيهما ومنع الإفتاء بما سواهما .. وحرم المتأخرون بسبب هذا الحجر خيرا كثيرا ..
والله أعلم بالصواب ..
 

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
هذا الأمر داخل في اصطلاحات بعض المتأخرين في عباراتهم .. وليس قاعدة عامة .. ولا يقاس عليه غيره .. وإنما هي أمور أغلبية تعرف بالتتبع ..
لذا لا يشغل الباحث في المذهب الشافعي بها لأنها مسالة تنوع أساليب ، أنشأتها ظروف الكتابة والتأليف ، فكثيرا ما عانى المتاخرون في فهم عبارات الشيخ ابن حجر الهيتمي تحديدا في كتابه (تحفة المحتاج) وأسلوبه في تقرير الأحكام لدرجة أن بعض فقهاء حضرموت حرم الإفتاء من كتب الشيخ ابن حجر ، يقول العلامة عبدالرحمن ابن عبيدالله السقاف (1375هـ) في (صوب الركام) :
(ومازلنا نتلقى من أفواه الرجال عن الشيخ عبدالله بن عمر بامخرمة ، أنه يحرم الإفتاء من كتب ابن حجر فنحسب أنه غَيْرانُ ، حمله على ذلك تنافس الأقران ، ثم ظهر بعد التفكير ، أن قد أصاب فلا نكير ..
وذلك أن الشيخ مع قوة إدراكه ، وكثرة مراسه للفقه وعراكه ، كان ضعيف الحفظ فيما أتخيل ، فتراه يذكر المسألة الواحدة في المواضع الكثيرة بالألوان المختلفة ، وربما ترك القضية مجملة ، وأرسلها مهملة ، ثم يجيء في موضع بقيد ..وكثيراً ما يختلف حكمه ، ويتناقض فهمه ، كما ستعرفه بالاستقراء ، مما لا نستطيع له حصرا ، وهو في باب القضاء أكثر وأضرّ ، وفي اختلاف المتداعيين أدهى وأمرّ ..
)
ويقول السيد عمر البصري(ت1037هـ) :
(الشيخ ابن حجر بالغ في اختصار هذا الكتاب -يعني ((التحفة))- إيثاراً للحرص على إفادة الطلبة بجميع الشوارد وتكثير الفوائد والفرائد ، إلا أنه بلغ من الاختصار إلى حالة بحيث لا يمكن الخروج عن عهدة مطالعته إلا بعد تقدم الإحاطة بمنقول المتقدمين ومناقشات المتأخرين)
ويشهد لذلك أنه كان يُملي بعض كتبه من حفظه ويكتبها بسيلان ذهنه الفقهي من غير مراجعة كتاب ، ويشهد لذلك أنه ألف «التحفة» في عشرة أشهر ، ابتدأ تأليفها في 12 محرّم سنة 958هـ وفرغ منها يوم 27 ذي القعدة من نفس السنة .

وهو الأمر الذي جعل كثيرا من الفقهاء يسبرون كلام ابن حجر ويصنفون في مصطلحات «التحفة» على غرار ما صنف في مصطلحات «المنهاج» ، ومنهم : الكردي(ت1194هـ) في رسالته «عقود الدرر في مصطلحات تحفة ابن حجر» المخطوطة .

وعلى العموم فهذه مرحلة انتهت .. ينبغي للباحث الآن الاهتمام بالمذهب بشكل إجمالي ، وأن لا يكرر ما وقع فيه المتأخرون من التركيز على كتابي (التحفة) و(النهاية) حتى حصر المذهب فيهما ومنع الإفتاء بما سواهما .. وحرم المتأخرون بسبب هذا الحجر خيرا كثيرا ..
والله أعلم بالصواب ..

بورك فيكم على مروركم

وقد أوردت هذه المسألة لعدة اعتبارات ، منها :
1- بيان مدى حرص العلماء على الاستفادة من أهل العلم بالرغم من ارتفاع مرتبتهم العلمية ، فالشيخ علوي هو من هو في المذهب .
2- بيان قدر الشيخ العلامة محمد بن أحمد بن عبدالباري الأهدل في المذهب .
3- ذكر فائدة في مصطلحات الشافعية .
4- بيان طريقة العلماء في تقرير الفوائد .

أما ما ذهبتم اليه فيما يتعلق بالشيخ العلامة ابن حجر فأتفق معكم في بعض ما ذكرتم ، وهذا ينطبق على كثير من أصحاب الشروح والحواشي المتأخرين .
 
إنضم
24 يناير 2012
المشاركات
1,294
الجنس
ذكر
الدولة
سريلانكا
المدينة
كولومبو
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: أجوبة العلامة محمد احمد الأهدل على مسائل العلامة علوي السقاف

وقع بين يدي مخطوط فيه أجوبة الامام العلامة مفتي الديار اليمنية محمد بن أحمد بن عبدالباري الأهدل المتوفى سنة 1298 هـ على تسعة أسئلة قدمها اليه الشيخ الامام العالم العلامة علوي بن احمد السقاف المتوفى سنة 1335 هـ .
نسأل الله تعالى أن يجزي الشيخين أحمد الرفاعي وعمر الكاف خيرا.
ونلتمس من حضرة الشيخ أحمد الرفاعي عرض الأسئلة الثماني الباقية ورفع هذه المخطوطة في الملتقى حتى نستفيد منا.
 
التعديل الأخير:
إنضم
24 يناير 2012
المشاركات
1,294
الجنس
ذكر
الدولة
سريلانكا
المدينة
كولومبو
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
أعلى