العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أحاديث النهي عن السب والشتم وشيء من فقهها .

إنضم
6 فبراير 2010
المشاركات
84
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو محمد
التخصص
هندسة ميكانيكية
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
حنبلي عموماً
أحاديث النهي عن السب والشتم
وشيء من فقهها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيرا. والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله الذي أرسله الله تعالى رحمة للناس وآتاه الحكمة وجوامع الكلم وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فإن الإسلام يربي المسلم على عفة اللسان ونظافته، على الامتناع عن التعبير بالسباب لأي شخص لأي ظاهرة، حتى سب الأشياء، فمنع سب الله ومخلوقاته من الأحياء والأموات والعاقلة وغير العاقلة كما سيأتي تفصيله ..
ولذلك فإن المسلم مأمور بحفظ لسانه عن السب والشتم ، لأمور :
1 - اعلم أن على كل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه ومتى استوى الكلام وتركه فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام إلى حرام أو مكروه بل هذا كثير أو غالب في العادة والسلامة لا يعدلها شيء .فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قالوا يا رسول الله أي المسلمين أفضل ؟ قال : [ من سلم المسلمون من لسانه ويده ] ( رواه البخاري )
2 - النهي عن الجهر بالكلام السيء قال الله تعالى : { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما } والمعنى أن الله لا يحب الفاحش من القول ولا الإيذاء باللسان إلا المظلوم فإنه يباح له أن يجهر بالدعاء على ظالمه وأ يذكره بما فيه من السوء والظلم وقال عليه الصلاة والسلام : [ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ] ( رواه البخاري )(8/ 13)6032
3 - أن المسلم له حرمة عظيمة في دمه وماله وعرضه قال صلى الله عليه وسلم في خطبة يوم النحر بمنى في حجة الوداع : [ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ] ( رواه مسلم )(2/ 886)147 - (1218)
4- لم يكن من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم السب والشتم،
فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا، وَلاَ لَعَّانًا، وَلاَ سَبَّابًا، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ» رواه البخاري (8/ 15) 6046
وقوله : (ترب جبينه) أصابه التراب ولصق به وهي كلمة تقولها العرب ولا تقصد معناها والمقصود في مثله إظهار العتاب لا المعنى الأصلي. وقيل معناها الدعاء له بالطاعة والصلاة]
ومن سبه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فذلك صلاة عليه يوم القيامة
- فعن عمرو بن أبي قرة قال كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حذيفة إلى سلمان فيقول سلمان يا حذيفة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول ويرضى ويقول لقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال : أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبى أو لعنته لعنة فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها صلاة عليه يوم القيامة . رواه أحمد [5 / 437 ] 23757 ، وأبو داود [2 / 626 ] 4659 ، السلسلة الصحيحة [4 /353 ] 1758
والمعنى إنما وقع من سبه ودعائه صلى الله عليه وسلم على أحد ونحوه ليس بمقصود بل هو مما جرت به العادة فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة فسأل ربه سبحانه ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة وقربة وطهورا وأجرا وإنما كان يقع هذا منه صلى الله عليه وسلم نادرا لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشا ولا لعانا والله أعلم ( والله لتنتهين ) والحاصل أن سلمان رضي الله عنه ما رضى بإظهار ما صدر في شأن الصحابة لأنه ربما يخل بالتعظيم الواجب في شأنهم بما لهم من الصحبة قاله السندي . عون المعبود [12 / 271 ]
5- أخبر نبينا صلى الله عليه أن السب والشتم سبب الإفلاس في الآخرة ،
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (" أَتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ؟ ") (قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ: " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ , وَصِيَامٍ , وَزَكَاةٍ، وَيَأتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ [مِنْ الْخَطَايَا] أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ") .رواه(مسلم) 2581 ،و(أحمد) 8016 , و(الترمذي) 2418
أي أن حقيقة المفلس هذا الذي ذكرت , وأما من ليس له مال , ومن قل ماله فالناس يسمونه مفلسا , وليس هذا حقيقة المفلس؛ لأن هذا أمر يزول وينقطع بموته، وربما انقطع بيسار يحصل له بعد ذلك في حياته , بخلاف ذلك المفلس فإنه يهلك الهلاك التام. تحفة الأحوذي (6 / 208)
6- الملائكة ترد على السباب .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ، فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَشْتُمُنِي وَأَنْتَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، غَضِبْتَ وَقُمْتَ، قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ، وَقَعَ الشَّيْطَانُ، فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ» ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ: مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِلَّا أَعَزَّ اللَّهُ بِهَا نَصْرَهُ، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ عَطِيَّةٍ، يُرِيدُ بِهَا صِلَةً، إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ بِهَا كَثْرَةً، وَمَا فَتَحَ رَجُلٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ، يُرِيدُ بِهَا كَثْرَةً، إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا قِلَّةً " . رواه (أحمد) 9624 ، السلسلة الصحيحة [5 / 271 ]

والآن أوان ذكر بعض الأدلة على منع السب والشتم في الكتاب والسنة .

أولاً : النهي عن سب رب العزة جلّ وعلا :
قال الله تعالى يقول: "وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ". الأنعام 108
قال القرطبي : فيه خمس مسائل :
الأولى : قوله تعالى : { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله } نهي { فيسبوا الله } جواب النهي فنهى سبحانه المؤمنين أن يسبوا أوثانهم لأنه علم إذا سبوها نفر الكفار وازدادوا كفرا قال ابن عباس : قالت كفار قريش لأبي طالب إما أن تنهى محمدا وأصحابه عن سب آلهتنا والغض منها وإما أن نسب إلهه ونهجوه فنزلت الآية.
الثانية : قال العلماء : حكمها باق في هذه الأمة على كل حال فمتى كان الكافر في منعة وخيف أن يسب الإسلام أو النبي عليه السلام أو الله عز وجل فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك لأنه بمنزلة البعث على المعصية وعبر عن الأصنام وهي لا تعقل بالذين على معتقد الكفرة فيها.
الثالثة : في هذه الآية أيضا ضرب من الموادعة ودليل على وجوب الحكم بسد الذرائع حسب ما تقدم في البقرة وفيها دليل على أن المحق قد يكف عن حق له إذا أدى إلى ضرر يكون في الدين ومن هذا المعنى ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : لا تبتوا الحكم بين ذوي القرابات مخافة القطيعة ...
الرابعة : قوله تعالى : { عدوا } أي جهلا واعتداء وروي عن أهل مكة أنهم قرءوا عدوا بضم العين والدال وتشديد الواو وهي قراءة الحسن وأبي رجاء و قتادة وهي راجعة إلى القراءة الأولى وهما جميعا بمعنى الظلم وقرأ أهل مكة أيضا عدوا بفتح العين وضم الدال بمعنى عدو وهو واحد يؤدي عن جمع كما قال : { فإنهم عدو لي إلا رب العالمين } [ الشعراء : 77 ] وقال تعالى : { هم العدو } [ المنافقون : 4 ] وهو منصوب على المصدر أو على المفعول من أجله.
الخامسة : قوله تعالى : { كذلك زينا لكل أمة عملهم } أي كما زينا لهؤلاء أعمالهم كذلك زينا لكل أمة عملهم قال ابن عباس : زينا لأهل الطاعة الطاعة ولأهل الكفر الكفر وهو كقوله : { يضل من يشاء ويهدي من يشاء } [ النحل : 93 ] وفي هذا رد على القدرية . الجامع لأحكام القرآن (7/ 61) أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية (2/ 265)
حكم من سب الله من المسلمين
اتفق الفقهاء على أن المسلم إذا سب الله يقتل , لأنه بذلك كافر مرتد , وأسوأ من الكافر , فإن الكافر يعظم الرب , ويعتقد أن ما هو عليه من الدين الباطل ليس باستهزاء بالله ولا مسبة له . واختلف في قبول توبته , والجمهور على قبولها . وكذا من سخر باسم من أسماء الله تعالى , أو بأمره , أو بوعده , أو وعيده كفر . وأما الذمي ,
فقد قال ابن تيمية : الذي عليه عامة المتقدمين ( أي من أصحاب الإمام أحمد ) ومن تبعهم من المتأخرين إقرار نصوص أحمد على حالها وهو قد نص في مسائل سب الله ورسوله على انتقاض العهد في غير موضع , وعلى أنه يقتل . الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 546)
قال الإمام ابن قدامة : [فصل سب الله تعالى]
فصل: ومن سب الله تعالى، كفر، سواء كان مازحا أو جادا. وكذلك من استهزأ بالله تعالى، أو بآياته أو برسله، أو كتبه، قال الله تعالى: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون} [التوبة: 65] {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [التوبة: 66] . وينبغي أن لا يكتفى من الهازئ بذلك بمجرد الإسلام، حتى يؤدب أدبا يزجره عن ذلك، فإنه إذا لم يكتف ممن سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتوبة فممن سب الله تعالى أولى. المغني (9/ 28) (7124)
وروى ابن القاسم عن الإمام مالك أنه قال: من سب الله تعالى من المسلمين قتل ولم يستتب .
والذي عليه الشافعية والحنفية أن سب الله ردة فإذا تاب الساب قبلت توبته، فهذا ما عليه أهل العلم.
ولا نعلم أحدا قال بأن الذي يسب الله تعالى معذور بجهله،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن سب الله ليس له داع عقلي في الغالب، وأكثر ما هو سب في نفس الأمر إنما يصدر عن اعتقاد وتدين يراد به التعظيم لا السب . الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 548)

ثانياً : النهي عن سب الدهر.
فعن أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَالَ اللَّهُ: يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ " . صحيح البخاري (8/ 41)6181
وعنه أيضا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا ". صحيح مسلم (4/ 1762)3 - (2246)
وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (" قال الله - عز وجل -: يؤذيني ابن آدم) (يشتمني وهو لا يدري) (ولا ينبغي له شتمي) (يسب الدهر) (يقول: يا خيبة الدهر)
وفي رواية: (يقول: وادهراه وادهراه) (وأنا الدهر بيدي الأمر , أقلب الليل والنهار)
وفي رواية: (الأيام والليالي لي , أجددها وأبليها , وآتي بملوك بعد ملوك) (فإذا شئت , قبضتهما ") .
رواه (البخاري) 4549 و5828, و(مسلم) 3 - (2246) و(أحمد) 7702 ,7975 , 10586, 10442 و(أبو داود) 5274،و(الحاكم) 1526، انظر الصحيحة: 532 و3477, وصحيح الترغيب والترهيب: 2804
قوله : (وا دهراه): أسلوب ندب بمعنى: ويلي من قسوة الزمان.
قال الخطابي: معناه أنا صاحب الدهر , ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر , فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور , عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها , وإنما الدهر زمان جعل ظرفا لمواقع الأمور , وكانت عادتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر , فقالوا: بؤسا للدهر , وتبا للدهر. فتح الباري (13/ 390)
وأما الدهر الذي هو الزمان , فلا فعل له، بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى , ومعنى " فإن الله هو الدهر " أي: فاعل النوازل والحوادث، وخالق الكائنات. والله أعلم. شرح النووي (7/ 419)
قال ابن الجوززي : ما رأت عيني مصيبة نزلت بالخلق أعظم من سبهم للزمان، وعيبهم للدهر، وقد كان هذا في الجاهلية، ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك . صيد الخاطر (ص: 407)

ثالثا : النهي عن سب المخلوقات عموماً :
عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْهُجَيْمٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَامَ تَدْعُو؟ قَالَ: " أَدْعُو إِلَى اللهِ وَحْدَهُ، الَّذِي إِنْ مَسَّكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ، كَشَفَ عَنْكَ، وَالَّذِي إِنْ ضَلَلْتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ دَعَوْتَهُ، رَدَّ عَلَيْكَ، وَالَّذِي إِنْ أَصَابَتْكَ سَنَةٌ فَدَعَوْتَهُ، أَنْبَتَ عَلَيْكَ "، قَالَ: قُلْتُ: فَأَوْصِنِي، قَالَ: " لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا، وَلَا تَزْهَدَنَّ فِي الْمَعْرُوفِ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَائْتَزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ، فَإِنَّ إِسْبَالَ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ ". رواه أحمد (34/ 239)20636 ، وأبوداود (6/ 181)4084، سلسلة الأحاديث الصحيحة 1109
قال علي القاري الحنفي : قوله : «لا تسبن أحدا» " أي: لا تشتمه، وإنما عهد - عليه الصلاة والسلام - عدم السب، بعلمه أنه كان الغالب على حاله ذلك فنهاه عنه " فقال: فما سببت بعده " أي: بعد عهده أحدا " حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة " أي: لا إنسانا ولا حيوانا سدا للباب، وإن كان يجوز سب إنسان مخصوص علم موته بالكفر فإنه لا ضرر في عدم سبه، والأفضل الانشغال بذكر الرحمن حتى عن لعن الشيطان، فإن خطور ما سوى الله في الخاطر نقصان . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/ 1345)

رابعاً : النهي عن سب الصحابة الكرام .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) رواه البخاري [3 /1343 ] 3470 ،ورواه مسلم [4 / 1967 ] 221 - ( 2540 )
وعن ابن عباس مرفوعا:" من سب أصحابي، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ". رواه الطبراني (3 / 174 / 1)، سلسلة الأحاديث الصحيحة 2340
وعنه رضي الله عنهما قال : لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة يعني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عمل أحدكم أربعين سنة . ( صحيح موقوف ) شرح العقيدة الطحاوية - الألباني [1 /530 ]
قال النووي - رحمه الله -: واعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون كما أوضحناه في أول فضائل الصحابة من هذا الشرح قال القاضي وسب أحدهم من المعاصي الكبائر ومذهبنا ومذهب الجمهور أنه يعزر ولا يقتل وقال بعض المالكية يقتل .( شرح صحيح مسلم ) (16/ 93)
قال القسطلاني : قوله : (لا تسبوا أصحابي) شامل لمن لابس الفتن منهم وغيره لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون فسبهم حرام من عرمات الفواحش، ومذهب الجمهور أن من سبهم يعزر ولا يقتل، وقال بعض المالكية: يقتل. ونقل عياض في الشفاء عن مالك بن أنس وغيره أن من أبغض
الصحابة وسبهم فليس له في فيء المسلمين حق، ونوزع بآية الحشر {والذين جاؤوا من بعدهم} [الحشر: 10] الآية. وقال من غاظ أصحاب محمد فهو كافر. قال الله تعالى: {ليغيظ بهم الكفار} [الفتح: 27]. وروي حديث: "من يسب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا".
وقال المولى سعد الدين التفتازاني: إن سبهم والطعن فيهم إن كان مما يخالف الأدلة القطعية فكفر كقذف عائشة -رضي الله عنها- وإلا فبدعة وفسق، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا من بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه". إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (6/ 94)
قال القاضي عياض -رحمه الله-: "وَمِن تَوقِيرِهِ وَبِرَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: توقيرُ أصحابهِ وَبرهُم ومعرفَةُ حَقِّهم، والاقتداءُ بهم، وَحُسنُ الثناءِ عليهم، والاستغفارُ لهم، والإمساكُ عما شَجَرَ بينهم، ومُعاداةُ من عاداهم، والإضراب عن أخبار المؤرخين، وجهلة الرواة .. القادحة في أحد منهم؛ وأن يلتمس لهم في ما نقل عنهم من مثل ذلك فيما كان بينهم من الفتن أحسن التأويلات، ويخرج لهم أصوب المخارج؛ إذ هم أهل ذلك، ولا يذكر أحد منهم بسوء، ولا يغمص عليه أمر، بل تذكر حسناتهم وفضائلهم وحميد سيرهم، وُيسكت عما وراء ذلك". "الشفا" (2/ 52)

خامساً : النهي عن سب المسلم .
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر" . رواه(البخاري) 48 , و(مسلم) 64
الفسق في اللغة: الخروج، وفي الشرع: الخروج عن طاعة الله ورسوله , وهو في عرف الشرع أشد من العصيان. قال الله تعالى: {وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان} , ففي الحديث تعظيم حق المسلم , والحكم على من سبه بغير حق بالفسق. تحفة الأحوذي (5/ 224)
فإن قيل: هذا وإن تضمن الرد على المرجئة , لكن ظاهره يقوي مذهب الخوارج الذين يكفرون بالمعاصي.
فالجواب: أن المبالغة في الرد على المبتدع اقتضت ذلك، ولا متمسك للخوارج فيه؛ لأن ظاهره غير مراد، لكن لما كان القتال أشد من السباب - لأنه مفض إلى إزهاق الروح - عبر عنه بلفظ أشد من لفظ الفسق , وهو الكفر، ولم يرد حقيقة الكفر , التي هي الخروج عن الملة، بل أطلق عليه الكفر مبالغة في التحذير، معتمدا على ما تقرر من القواعد أن مثل ذلك لا يخرج عن الملة، مثل حديث الشفاعة , ومثل قوله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به , ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
أو أطلق عليه الكفر لشبهه به؛ لأن قتال المؤمن من شأن الكافر.
وقيل: المراد هنا الكفر اللغوي , وهو التغطية؛ لأن حق المسلم على المسلم أن يعينه وينصره , ويكف عنه أذاه، فلما قاتله كان كأنه غطى على هذا الحق.
والأولان أولى بالمقصود من التحذير من فعل ذلك والزجر عنه , بخلاف الثالث.
وقيل: أراد بقوله " كفر " أي: قد يئول هذا الفعل بشؤمه إلى الكفر، وهذا بعيد.
وأبعد منه: حمله على المستحل لذلك , ولو كان مرادا لم يحصل التفريق بين السباب والقتال، فإن مستحل لعن المسلم بغير تأويل , يكفر أيضا.
ثم ذلك محمول على من فعله بغير تأويل.
ومثل هذا الحديث: قوله - صلى الله عليه وسلم - " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " , ففيه هذه الأجوبة.
ونظيره قوله تعالى {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض} بعد قوله: {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم} الآية. فدل على أن بعض الأعمال يطلق عليه الكفر تغليظا.
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم: " لعن المسلم كقتله " , فلا يخالف هذا الحديث؛ لأن المشبه به فوق المشبه، والقدر الذي اشتركا فيه: بلوغ الغاية في التأثير , هذا في العرض، وهذا في النفس. فتح (1/ 167)
فالمؤمن إذا ارتكب معصية , لا يكفر , لأن الله تعالى أبقى عليه اسم المؤمن , فقال: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} ثم قال: {إنما المؤمنون إخوة , فأصلحوا بين أخويكم}.
واستدل أيضا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا التقى المسلمان بسيفيهما " , فسماهما مسلمين مع التوعد بالنار. والمراد هنا: إذا كانت المقاتلة بغير تأويل سائغ. فتح الباري (1/ 127)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، رَفَعَهُ، قَالَ: «سِبَابُ الْمُؤْمِنِ كَالْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ» . رواه البزار في كشف الأستار عن زوائد البزار لنور الدين الهيثمي (2/ 432)2036 ، صَحِيح الْجَامِع: 3586 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2780
قال المناوي : أي: يكاد يَقعُ في الهَلاكِ الأُخْرويِّ , وأرادَ في ذلك: المؤمنَ المعصوم والقصد به وما بعده: التحذيرُ من السَّب. فيض القدير - (4/ 104)
وأخبار نبينا صلى الله عليه وسلم أن وزر السب على البادئ من المستبين ،فعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (" إثم المستبين ما قالا) (1) (فعلى البادئ منهما , ما لم يعتد المظلوم ") . رواه (مسلم) 68 - (2587) ,(3) و(الترمذي) 1981 , و(أبوداود) 4894 , و(أحمد) 7204
ومعناه: أن إثم السباب الواقع من اثنين , مختص بالبادئ منهما كله , إلا أن يتجاوز الثاني قدر الانتصار، فيقول للبادئ أكثر مما قال له.
وفي هذا جواز الانتصار، ولا خلاف في جوازه، وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة , قال الله تعالى: {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} , وقال تعالى: {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} , ومع هذا , فالصبر والعفو أفضل , قال الله تعالى: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور}. وللحديث: " ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا " شرح النووي (8 / 398)
قال النووي : يحرم سبّ المسلم من غير سبب شرعي يجوّز ذلك. .... ومن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه: يا حمار، يا تيس، يا كلب، ونحو ذلك، فهذا قبيح لوجهين.
أحدهما: أنه كذب، والآخر: أنه إيذاء، وهذا بخلاف قوله: يا ظالم ونحوه فإن ذلك يُسامح به لضرورة المخاصمة، مع أنه يصدق غالباً، فقلّ إنسانٌ إلا وهو ظالم لنفسه ولغيرها. الأذكار (ص: 365)

سادساً : النهي عن سب الأعراض .
عن سعيد بن زيد مرفوعا :" أربى الربا شتم الأعراض " .رواه الهيثم بن كليب في " المسند " ( 30 / 2 ) ،" السلسلة الصحيحة " 3 / 418 - 1433
وعنه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "إنَّ من أربى الرِّبا الاستطالةَ في عرضِ المُسلم بغيرِ حق". رواه أبو داود (7/ 238)4876
قال القاضي: الاستطالة في عرض المسلم أن يتناول منه أكثر مما يستحقه على ما قيل له، أو أكثر مما رخصوا له فيه، ولذلك مثله بالربا وعده من عداده، ثم فضله على سائر أفراده، لأنه أكثر مضرة وأشد فسادا، فإن العرض شرعا وعقلا أعز على النفس من المال، وأعظم منه خطرا، ولذلك أوجب الشارع بالمجاهرة بهتك الأعراض ما لم يوجب بنهب الأموال اهـ. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3158)

سابعاً : النهي عن سب الوالدين .
عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ,
(وفي رواية: أن يشتم الرجل والديه)
(وفي رواية: أن يسب الرجل والديه ") ,
فقالوا: يا رسول الله , كيف يلعن الرجل والديه ؟ , قال: " يلعن أبا الرجل , فيلعن أباه , ويلعن أمه , فيلعن أمه "
رواه(البخاري) 5628 , و(مسلم) 90 و(أحمد) 6840 , و(الترمذي) 1902 , و(أبوداود) 5141 ,
قال النووي: وأما قوله صلى الله عليه وسلم من الكبائر شتم الرجل والديه إلى آخره ففيه دليل على أن من تسبب فى شيء جاز أن ينسب إليه ذلك الشيء وانما جعل هذا عقوقا لكونه يحصل منه ما يتأذى به الوالد تأذيا ليس بالهين كما تقدم فى حد العقوق والله أعلم وفيه قطع الذرائع فيؤخذ منه النهى عن بيع العصير ممن يتخذ الخمر والسلاح ممن يقطع الطريق ونحو ذلك والله أعلم . شرح النووي على مسلم [2 / 88 ]
قال ابن بطال: هذا الحديث أصل في سد الذرائع. ويؤخذ منه أنه إن آل أمره إلى محرم حرم عليه الفعل وإن لم يقصد المحرم، وعليه دل قوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم} [الأنعام: 108] واستنبط منه الماوردي تحريم بيع الثوب الحرير إلى من يتحقق منه لبسه والغلام الأمرد إلى من يتحقق منه فعل الفاحشة والعصير لمن يتخذه خمرا. سبل السلام (2/ 635)
قال الحافظ: وإن كان التسبب إلى لعن الوالد من أكبر الكبائر , فالتصريح بلعنه أشد. فتح الباري لابن حجر (10/ 403)راجع أيضا : تحفة الأحوذي [6 / 24 ] ،عمدة القاري [22 / 83 ]

ثامناً : النهي عن سب الأموات.
عن مجاهد قال: قالت عائشة - رضي الله عنها -: ما فعل يزيد بن قيس عليه لعنة الله؟ , قالوا: قد مات، قالت: أستغفر الله، فقالوا لها: ما لك لعنتيه ثم قلت: أستغفر الله؟ , قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تسبوا الأموات، فإنهم أفضوا إلى ما قدموا " . رواه(البخاري) 1329 , 6151 , و(ابن حبان) 3021 , و(النسائي) 1936 , و(أحمد) 25509 , انظر صحيح الترغيب والترهيب: 3518
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: (ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء) (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مات صاحبكم فدعوه , ولا تقعوا فيه)(لا تذكروا هلكاكم إلا بخير ") , رواه(أبو داود) 4899 , و(الترمذي) 3895 , و(النسائي) 1935 صحيح الجامع: 794 و7271, الصحيحة: 1174
وعن قطبة بن مالك قال: سب المغيرة بن شعبة رضي الله عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقام إليه زيد بن أرقم رضي الله عنه فقال: يا مغيرة , ألم تعلم " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سب الأموات؟ "، فلم تسب عليا وقد مات؟. رواه(الحاكم) 1419 , و(أحمد) 19307 , صحيح الجامع: 6958 , الصحيحة: 2397
وعن زياد بن علاقة قال: سمعت رجلا عند المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الأموات , فتؤذوا الأحياء " . رواه(أحمد) 18235 , و(الترمذي) 1982 , و(ابن حبان) 3022 , صحيح الجامع: 7312 , والصحيحة تحت حديث: 2397
وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تؤذوا مسلما بشتم كافر " . رواه(الحاكم) 1420 , و(البيهقي) 6980 , انظر صحيح الجامع: 7191
قال النووي :النهي عن سب الأموات هو في غير المنافق وسائر الكفار وفي غير المتظاهر بفسق أو بدعة فأما هؤلاء فلا يحرم ذكرهم بشر للتحذير من طريقتهم ومن الاقتداء بآثارهم والتخلق بأخلاقهم . شرح النووي على مسلم (7/ 20)
قال الحافظ : وقال بن بطال سب الأموات يجري مجرى الغيبة فإن كان أغلب أحوال المرء الخير وقد تكون منه الفلتة فالاغتياب له ممنوع وإن كان فاسقا معلنا فلا غيبة له فكذلك الميت ويحتمل أن يكون النهي على عمومه فيما بعد الدفن والمباح ذكر الرجل بما فيه قبل الدفن ليتعظ بذلك فساق الأحياء فإذا صار إلى قبره أمسك عنه لإفضائه إلى ما قدم وقد عملت عائشة راوية هذا الحديث بذلك في حق من استحق عندها اللعن فكانت تلعنه وهو حي فلما مات تركت ذلك ونهت عن لعنه . فتح الباري لابن حجر (3/ 259)

تاسعاً : النهي عن سب الأمراء .
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تسبوا أمراءكم , ولا تغشوهم، ولا تبغضوهم (البغض: عكس الحب , وهو الكره والمقت) واتقوا الله واصبروا، فإن الأمر قريب "
صححه الألباني في ضلال الجنة 2/217 وقال :( إسناده جيد ) 1015،والسنة لابن أبي عاصم (2/ 488)1015،و شعب الإيمان (10/ 27)7117
ويجب على المسلم أن يحذرَ أشدَّ الحذر من سبِّ الولاةِ والوقيعة فيهم وعدم الدعاء لهم بالخير، والدعاءِ عليهم بالشرِّ .
وقال ابن عبد البر رحمه الله في كتابه التمهيد: " إن لَم يكن يتمكن نصحُ السلطان، فالصبر والدعاء، فإنَّهم كانوا ـ أي الصحابة ـ ينهون عن سبِّ الأمراء "، ثمَّ ساق بسنده حديث أنس المتقدِّم. التمهيد (21/287)
وكان السلف رحمهم الله يعدُّون الاشتغال بسبِّ الولاةِ والدعاءِ عليهم مِن الأمور المحدَثة، وفي ذلك يقول الإمام الحسن بن علي البربهاري رحمه الله: " إذا رأيت الرجلَ يدعو على السلطان فاعلم أنَّه صاحبُ هوى، وإذا سمعتَ الرجلَ يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنَّه صاحبُ سنَّة إن شاء الله تعالى ". شرح السنة (ص:113)
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عمَّن يمتنع عن الدعاء لولاة الأمر فقال: " هذا مِن جهله وعدم بصيرتِه، الدعاءُ لوليِّ الأمر من أعظم القُربات وأفضل الطاعات، ومن النصيحة لله ولعباده ... "، إلى آخر كلامه رحمه الله وغفر له وجعل منزلته في الجنَّة الفردوس الأعلى، كما نسأله سبحانه أن يُصلح لنا شأننا كلَّه، وأن يُوفِّقنا لكلِّ خير يُحبُّه في الدنيا والآخرة، وأن يُصلح ولاةَ أمرِنا، وأن يهديَنا وإيَّاهم إليه صراطاً مستقيماً. فقه الأدعية والأذكار (2/ 248)

عاشراً : النهي عن سب الحمى .
عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم السائب - رضي الله عنها - فقال: ما لك يا أم السائب تزفزفين (تتحركين حركة سريعة , ومعناه: ترتعد)؟ " , قالت: الحمى لا بارك الله فيها , فقال: " لا تسبي الحمى , فإنها تذهب خطايا بني آدم , كما يذهب الكير خبث الحديد " . رواه مسلم [4 / 1993 ] 53 - ( 2575 ) , و(البخاري في الأدب المفرد ) 516
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ذكرت الحمى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبها رجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبها، فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد " . رواه(ابن ماجة) 3469
فيه: النهي عن سبّ الحُمَّى لما فيه من التبرّم والتضجر من قدر الله تعالى، مع ما فيها من تكفير السيئات، وإثبات الحسنات. تطريز رياض الصالحين (ص: 970)

الحادي عشر : النهي عن سب الديك.
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الديك , فإنه يوقظ للصلاة " . رواه (أبوداود) 5101 , و(أحمد) 17075 , انظر صحيح الترغيب والترهيب: 2798
قال النووي: يُكره سبّ الحمى. الأذكار (ص: 561)
وليس معنى قوله: " فإنه يدعو إلى الصلاة " أن يقول بصوته حقيقة: صلوا , أو حانت الصلاة، بل معناه: أن العادة جرت بأنه يصرخ عند طلوع الفجر , وعند الزوال , فطرة فطره الله عليها. فتح الباري (ج 10 / ص 86)
قال العيني الحنفي : وللديك خاصية ليست لغيره من معرفة الوقت الليلي فإنه يقسط أصواته فيها تقسيطا لا يكاد يخطأ ويوالي صياحه قبل الفجر وبعده سواء طال الليل أو قصر وفيه دلالة أن الله تعالى جعل للديك إدراكا. عمدة القاري شرح صحيح البخاري (15/ 193)
فائدة: ينبغي أن يتعلم من الديك خمسة -نبه عليها الداودي-: حسن الصوت، والقيام بالسحر، والسخاء، والغيرة، وكثرة النكاح. التوضيح لشرح الجامع الصحيح (19/ 244)
فائدة أخرى : قال البُجَيْرَمِيّ الشافعي : قال الدميري في حياة الحيوان: وهو يعني الديك أبله الطبع لم يألف زوجة واحدة ولا حنو له على فراخه، وإذا سقط من حائط انتول ولم يهتد لدار أهله، ومن خصاله الحميدة معرفة الأوقات فيسقط صياحه عليها، سواء طالت أو قصرت، حتى إن بعض العلماء أفتى بجواز الاعتماد عليه في أوقات الصلاة، ويقظته ليلا ورؤيته الملائكة ، ومن غيرته على إناثه، إذا رأى معها ديكا غيره قاتله قتالا شديدا يقرب من الهلاك، وقد يأتلف الديكان من الصغر، لكن لا يسفد أحدهما بحضرة الآخر، ومتى فعل قاتله، وقد رأيت ذلك مرارا وحنوه عليها، فلو رأى حبة آثرها بها وتسويته بينهما فلا يؤثر واحدة على أخرى، بل العتيقة الرفيعة الناشفة والصغيرة السمينة الطرية عنده سواء، لكن هذا من بلاهة طبعه . حاشية البجيرمي على الخطيب = تحفة الحبيب على شرح الخطيب (1/ 455)
ومن لطائف أهل العلم في النهي عن التحقير للحيوان ما جاء عن الشيخ تاج الدين السبكي -رحمه الله- قوله:
كنتُ يوماً في دهليز دارنا في جماعة، فمر بنا كلب يقطر ماء يكاد يمس ثيابنا، فنهرته وقلت: يا كلب يا ابن الكلب.
وإذا بالشيخ الإمام -يعني والده الشيخ تقي الدين السبكي- يسمعنا من داخل، فلما خرج قال: لم شتمته؟ فقلت: ما قلتُ إلا حقاً، أليس هو بكلب ابن كلب؟
فقال: هو كذلك، إلا أنك أخرجت الكلام مخرج الشتم والإهانة، ولا ينبغي ذلك.
فقلت: هذه فائدة، لا ينادى مخلوق بصفته، إلا إذا لم يخرج مخرج الإهانة" . "تنرية الأنبياء عن تسفيه الأغبياء" للسيوطي (58)، والكفوي في "الرفع والتكميل" (46)

الثاني عشر : النهي عن سب الريح.
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: (هاجت الريح على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبها رجل , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبها , فإنها مأمورة) (الريح من روح الله فروح الله تأتي بالرحمة , وتأتي بالعذاب) (فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح , وخير ما فيها , وخير ما أمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح , وشر ما فيها , وشر ما أمرت به ") . رواه(أبوداود) 5097 , و(ابن ماجة) 3727 , و(أحمد) 7407 و 21166, و(عبد بن حميد) 167 , و(النسائي) 10773 , و(الترمذي) 2252 , انظر صحيح الجامع: 7315 , الصحيحة: 2756
وقوله : الريح من روح الله : أي: بمعنى الرحمة كما في قوله تعالى {ولا تيأسوا من روح الله , إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}. أي: يرسلها الله تعالى من رحمته لعباده. عون المعبود - (11 / 133)
وقوله : فلا تسبوها) أي: بلحوق ضرر منها ; فإنها مأمورة مقهورة، و المأمور معذور . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 1116)
(قال الشافعي) : ولا ينبغي لأحد أن يسب الريح فإنها خلق الله عز وجل مطيع وجند من أجناده يجعلها رحمة ونقمة إذا شاء . الأم للشافعي (1/ 290)

الثالث عشر : النهي عن سب تبع.
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسبوا تبعا , فإنه قد كان أسلم " . رواه(أحمد) 22931 , و(الطيالسي) 1419 , صحيح الجامع: 7319 , الصحيحة: 2423
وعن عائشة أنها قالت: " كان تبع رجلا صالحا، ألا ترى أن الله عز وجل ذم قومه ولم يذمه؟ ".أخرجه الحاكم (2 / 450) وقال: " صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. سلسلة الأحاديث الصحيحة (5/ 549)
وتبع هو تبع الحميري وهو سار بالجيوش وبنى سمرقند وكسى البيت، قال ابن الأثير: اسمه أسعد, وقال السهيلي: لا ندري أي التتابعة أراد غير أن في حديث معمر عن همّام بن منبه عن أبي هريرة يرفعه: "لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة" (3)، فإن صح فهو الذي أراد . التنوير شرح الجامع الصغير (11/ 106)، الاستذكار (4/ 250)

الرابع عشر : النهي عن سب ورقة بن نوفل .
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسبوا ورقة بن نوفل، فإني رأيت له جنة أو جنتين " . رواه(الحاكم) 4211، صحيح الجامع: 7320، وصححه الألباني في صحيح السيرة ص94
وعنها - رضي الله عنها - قالت: سألت خديجة - رضي الله عنها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ورقة بن نوفل، فقال: " قد رأيته في المنام , فرأيت عليه ثياب بياض، فأحسبه لو كان من أهل النار , لم يكن عليه ثياب بياض " .رواه(أحمد) 24412 , و(الترمذي) 2288، و(الحاكم) 8187، وحسنه الألباني في صحيح السيرة ص93، وضعفه في (ت)، ورواية أحمد ضعيفة , لأن فيها ابن لهيعة.
فيه دليل على إسلام ورقة وأشعاره دالة على ذلك . التنوير شرح الجامع الصغير (11/ 108)
قال الحافظ العراقي: هذا شاهد لما ذهب إليه جمع من أن ورقة أسلم عند ابتداء الوحي ويؤيده خبر البزار وغيره عن جابر أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم سئل عنه فقال: أبصرته في بطنان الجنة على سندس قال: والظاهر أنه لم يكن متمسكا بالمبدل من النصرانية بل بالصحيح منها الذي هو الحق . فيض القدير (6/ 401)

الخامس عشر : النهي عن سب الشيطان.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الشيطان , وتعوذوا بالله من شره " . رواه أبو طاهر المخلص (9/ 196 / 2) , وعنه الديلمي (4/ 148) وتمام في "فوائده " (122/ 1) , انظر صحيح الجامع: 7318، الصحيحة: 2422
وعن أبي المليح، عن رجل قال: (كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم) (على حمار , فعثر الحمار) (فقلت: تعس الشيطان، فقال: " لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم) (الشيطان في نفسه) (حتى يصير مثل الجبل، ويقول: بقوتي صرعته) (ولكن قل: باسم الله، فإنك) (إذا قلت بسم الله , تصاغرت إليه نفسه) (حتى تكون مثل الذباب ") . رواه(أحمد) 20610 و23141 ,و(أبوداود) 4982صحيح الجامع: 7401، صحيح الترغيب والترهيب: 3128
وقوله :(لا تسبوا الشيطان) فإن السب لا يدفع عنكم ضرره ولا يغني عنكم من عداوته شيئا (و) لكن (تعوذوا بالله من شره) فإنه المالك لأمره الدافع لكيده عمن شاء من عباده . فيض القدير (6/ 400)
وقوله: (تعس الشيطان)،معناه الذم له، وفيه أيضاً: أنه يصير عنده قدرة وقوة، وكأن ذلك حصل منه، فيقول: بقوتي، ولكن إذا قيل: باسم الله فإنه يتضاءل حتى يكون كالذباب. شرح سنن أبي داود للعباد
ما لا يصح من الأحاديث الواردة في المنع من السب والشتم
1. نَهَى عَنْ سَبِّ الْبَرْغُوثِ .
عن أنس بن مالك :أَنَّ رَجُلاً لَعَنَ بُرْغُوثاً عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( لَا تَلْعَنْهُ ، - يعني : البُرْغُوثَ - ( وفي رواية : لا تَسُبُّه ) ، فَإِنَّهُ أَيْقَظَ نَبِيّاً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لِلصَّلَاةِ . ( وفي روايةٍ لصلاةِ الفجرِ) ).
أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1237) ، وأبو يعلى في "المسند"(2959 و 3120) ، وكذا البزار (2/434/2042 - كشف الأستار) ، والعقيلي في"الضعفاء" (2/158) ، وابن عدي في "الكامل" (3/422) ، ومن طريقهما أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/225/1189) ،وابن حبان في "الضعفاء" أيضاً (1/350) ، والبيهقي في "الشعب" (4/300/5179) . السلسة الضعيفة (24/ 915)6409 ،الأدب المفرد بالتعليقات (ص: 703) 1237
2. نهى عن سب الليل والنهار
عَنْ جَابِرٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسُبُّوا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَلَا الشَّمْسَ وَلَا الْقَمَرَ وَلَا الرِّيَاحَ، فَإِنَّهَا تُرْسِلُ رَحْمَةً لِقَوْمٍ، وَعَذَابًا لِقَوْمٍ» .مسند أبي يعلى الموصلي (4/ 138)2194 ، [حكم حسين سليم أسد] : إسناده ضعيف
3. نهى عن سب مضر
(لا تسبوا مضر؛ فإنه كان قد أسلم) . رواه ابن سعد (1/ 58) ،وهو ضعيف ،سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (10/ 322)4780
4. نهى عن سب علي
وعن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا عليا ؛ فإنه ممسوس في ذات الله ".رواه الطبراني في الكبير والأوسط. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد-دار الكتب العلمية (9/ 130)14743 ، قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 299 ) :ضعيف جدا .
5. نهى عن سب قريش
عن عبد الله بن مسعود قال وكان ابن مسعود يرفع الحديث قال :لا تسبوا قريشا فإن علم عالمها يملأ الأرض علما اللهم كما أذقت أولها نكالا فأذق آخرها نوالا .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 573 ) 398 : أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2 / 199 من " منحة المعبود " ) ، وهو ضعيف جدا .
6. نهى عن سب الدنيا
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَسُبُّوا الدُّنْيَا فَنِعْمَتْ مَطِيَّةُ الْمُؤْمِنِ، عَلَيْهَا يَبْلُغُ الْخَيْرَ، وَبِهَا يَنْجُو مِنَ الشَّرِّ، إِنَّهُ إِذَا قَالَ الْعَبْدُ: لَعَنَ اللَّهُ الدُّنْيَا، قَالَتِ الدُّنْيَا: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَعْصَانَا لِرَبِّهِ " . الأربعون الودعانية الموضوعة -10 ،ورواه الشاشي في مسنده (1/387، رقم 383)، والديلمي في مسند الفردوس (5/10، رقم 7288) عن ابن مسعود.والحديث ضعيف جداً فيه: إسماعيل بن أبان الغنوي الكوفي الخياط،كذبه يحيى بن معين . وراجع
7. نهى عن سب إلياس
«لا تسبوا إلياس فإنه كان مؤمناً» , لا أصل له،ذكره صاحب عمدة القاري شرح صحيح البخاري (16/ 302)
ونسبه إلى السهيلي .
8. نهى عن سب الإبل
" لا تسبوا الإبل فإن فيها رقوء الدم ، ومهر الكريمة " . لا أصل له ، ذكره صاحب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 77)،و تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (2/ 460)
الحمد لله الذي تتم به الصالحات والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحبه أجمعين
رأفت الحامد العدني
8 ربيع الآخر 1436هـ
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى