الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه.
وبعد
فإن الاتصال بما شٓرعه الله سبحانه من قبل العبد؛ يورّث حقيقة لا محيص عنها ألا وهي لزوم عتبة العبودية، قولا وعملا واعتقادا.
ويؤكد أمرا مهما هو المحبة لخالقه ورازقه وإلهه ومولاه.
ألا وإنه قد فشت في العالم جاهلية.
منها ما ظهر للعوام، ومنها ما تبيّن لأهل الاختصاص، ومنها ما خفي.
وما أمر الشعوذة و[الهولو غرام] وتقنية الرعب ببعيد.
فمع ذلك يزيد تقرّب العبد الكيّس لربه تعالى : { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ } سورة النمل62.
فيسخّر العبد المربوب لسانه لله سبحانه وتعالى ويلهج بذكره؛ حتى يعَدّ -من أهل الغفلة كالمجنون- ! ، ألا وإنه -الذكر- هو الدواء الشافي لجميع الأسقام والهموم والجنون، وعلى العبد أن يتيقن أنه يتقرّب إلى ربه -الذي يُحب قُربه ويبشبش له- بمراضيه، وانه يسير إليه حتى يأتيه أجله، فيستيقظ؛ وهو على يقينه - إن كان -
وإن في في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله؛ ألا وهي القلب.
ولذلك آثار طيبة على النية واللسان وبقية الجوارح.
والأمر باختصار ؛ أن يكون القلب شاكرا لإنعام الله سبحانه، منصرفا إليه بكلّيته.
محبا له ومعظما لأوامره ونواهيه .
وكل من اللسان والقلب يحتاجان إلى ما يعينهما في الحياة الدنيا وصولا إلى الله سبحانه.
فتكتمل الصورة بالمجتمع المحيط، وأول المجتمع ؛ ما يُلِم به المرء شعثه، ويصلح به مخدعه، ويأمن فيه من الخوف.
بالزوجة الصالحة الديّنة.
أي (السكن) بالأمر بالرباني من الرب القدير الخبير؛ الذي قال سبحانه:
{... ليسكن إليها...} الأعراف 189.
وقال تعالى:
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الروم21.
وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} الرعد38.
وهذا السكن أمر شرعي قدري وكوني.
ويليه المودة في القربى.
ومن ثم الإخوان الذين هم تحت مظلة الإيمان وهذه لها أجرها العظيم والمتعدي للآخرة أيضاً.
والمرأة أمينة وملكة.
وفي سير الصالحات سلوة؛
ومن ذلك:
قصة امرأة ابي التيهان، الناصحة المعينة التي هي بحق؛ نعم البطانة.
وزوج من عجب الله من صنيعهما.
وبل هي جنان.
وزوج طلحة؛ في حزنها وتزيّنها؛ وطلبها العِوض من الكريم المتعال.
فالسمعة الطيبة القصوى هي التي تكون عند الله سبحانه. ثم عند ملائكته الكرام، وعباده الأخيار.
والناس شهداء الله في الأرض.
والعبرة بشهادة أهل الحق.
والحق لا يوزن بأحد من الناس، وإنما الناس يوزنون بالحق.
فالرجل الذي يعتاد المساجد يشهد له بلإيمان،،،
وكثير من ربات البيوت هن مَن يعين ويذكّر، وتنجب من يذكر ويُستخلف في الأرض
وفي هذه الأيام يكثر تداول هذا الأمر (الزواج) بين الناس؛ فليحرص على ((ذات الدين))؛ لأن جمال الخُلق أبقى من جمال الخَلق.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
أخوكم ابو محمد ملفي بن ساير
الجمعة25 رجب 1433هـ