د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
أخطاء شائعة في الاستدلال والنقد
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد، هذه إشارات تعنى بتسجيل جملة من مواطن الخطأ في الاستدلال والاعتراض، خصوصا تلك التي تدور عليها عثرات الباحثين، وكتبتها في حسابي في تويتر، ورأيتُ أن جمعها في موضع واحد، ولعلها تكون قائمة تليها قوائم من إضافات الحذاق من المعلمين والباحثين، وهذا استكتاب لهم، ومساهمة منهم في صيانة العلم، فإن معالجة الخطأ بشكل مباشر أدعى لاستيعابه، ومن المعلوم أن حصر الخطأ وتصحيحه من أساليب التعليم المجدية. مقدمة
وهذه الأغلاط حاضرة بقوة في المصنفات المعاصرة، ومن جملتها رسائل الأطروحات، وانجرف معها طوائف من المشاهير، وساخت فيها أقدام جماعات ممن لهم قدم صدق في الدعوة، فكان هذا الموضوع محصلا، التنبيه على هذه الأغلاط، من غير التورط في الردود على أعيانهم، وهذه الأخطاء قد شاعت إلى درجة تعذر استيعاب صورها، وغدت ملاحقتها ضربا من تضييع الزمان.
والجدير بالذكر أن بعض هذه الأخطاء تقع عند جماعات من المصنفين المتقدمين الذين ليست لهم عناية بقواعد الجدل وأفانين النظر، وهي أيضًا نادرة الوقع لأحلاس الأصوليين، وأهل الخبرة من الخلافيين، وإنما تقع منهم على سبيل الفلتات، ويحتمل أن يكونوا على علم بها، وإنما ألجأهم إليها مضايق المناظرات، أو فرارا من تناقضات أكبر، أو حفاظاً على أصول متقدمة، ونحوها من المعاذير.
- عدم التفريق بين الاحتجاج والاعتبار:
وقد ترتب على عدم إدراك الفرق: ادعاء التناقض على الأئمة المتقدمين لأنهم ضعَّفوا بعض الأدلة واعتبروها في مواضع ومن ذلك اعتبارهم الحديث الضعيف إذا اعتضد.
ومن هنا ننتقل إلى الخطأ الثاني:
- عدم التفريق بين الدليل الحجة، وبين الدليل التبعي:
- اختزال تاريخ المسألة في نطاق المذاهب الأربعة:
المسألة لها سياق تاريخي وتفاعلات وربما لها تحولات في الشكل والمعنى، وربما كان أصلها مسألة وآل الخلاف إلى صورتين منها.
- عدم النظر في فقه التابعين:
والعلم حلقات متصلة، ولا يمكن تصوره على وجهه التام إذا فُقِدت بعض حلقاته.
- الافتتان بالعبارات الرنانة:
- التعامل الرياضي الحسابي:
- اختزال الاستدلال:
موضوع اختزال الاستدلال موضوع خطير، وهو من مظاهر الهشاشة الأصولية لدى كثير من المتصدرين، إضافة إلى عدم الخبرة بتصرفات الفقهاء.
أما القائل: الراجح قولي لقوة أدلتي، فليس لهذا حل إلا معالجة دماغه!
- الخلط بين الأدلة والاعتراضات:
وكم من الناس وقعوا في الأقوال المنحرفة بسبب بعض الشبه والإيرادات الشيطانية، وأراهم الباطل إياها أدلة تامة، وما هي إلا وسوسة!
فمثلا: تجده ينكر القدر، وربما ترك الإسلام، وليس لديه إلا بعض الشبه والإشكالات، وليس لديه أي حلول فيما انتقل إليه من الأفكار والاعتقادات.
- الاستكثار في حشد الأدلة عدا بلا وزن:
والاستكثار من الأدلة بلا اعتبار لقيمتها يفضي إلى فتح ثغرات في قوله، ويسمح لخصمه بتمرير قذائف على ما ضعف من أدلته.
- المعادلة الصفرية في اعتبار الدليل:
وكذا يقال: في إقامة المعادلة الصفرية في الاحتمال: تجده يحتسب الاحتمال رقما صحيحا إذا كان في صف قوله أو تراه يعدمه، فلا يراه إلا صفرا إذا كان ضده، وهذا يدخل في باب التحكم، وسببه هذه المعادلة.
تساؤل: هل يمكن للدليل الضعيف من حيث الثبوت أن يعتضد بالاستدلال الضعيف؟
- الإثخان في العدو!
وأيضا: فإن من الأخطاء الشائعة أن يستدل على قوله بكل شيء، وكأن كل دليل على الحق، يجب أن يكون حقا!
وأن يعترض على مخالفه بكل شيء، ويرميه بما في يده، ويطلق عليه لسانه، ردعا له ولأمثاله! فهو كالصائل الباطل يدفع بكل شيء، ومطالب بنفيه من على وجه الأرض وإعدامه! ولهذا تجد العناوين الرنانة لكتب مطبوعة في السوق في مسائل مترددة، وربما يكون قول هذا البطل باطل بجذر مربع!
- احتساب الدليل المحتمل رقما صحيحا:
- عدم تحرير النزاع:
ومن ذلك: بحث مسألتين بينهما علاقة في موضع واحد، فيستدل على إحداهما ويعترض على الأخرى ..
- التثعلب في الاستدلال:
- المصادرة على الْمَطْلوب:
- الفارق المؤثر:
- التحكم في الاستدلال:
لا شك أن لقول الجمهور، أو الجماهير، أو عامة العلماء، أو ما يحكى من الإجماعات الظنية أو المتيقنة، أثرا في القول، فيجب إنزال كل مسألة منزلتها اللائق بها، فمثلا: ابن عبد البر وابن حزم لكل واحد من هذين الرجلين موقفا حاسما في اعتبار قول الجمهور، فلا يجوز أن يكون أحدنا بلسان ابن عبد البر إذا وافق قوله قول الجمهور، ثم يستعير لسان ابن حزم إذا كان قوله فردا، وبالذات في هذه المسألة فالنماذج كثيرة جدا، فحقق العلم، والزم غرزه.
- عدم تخليص القول من الاعتراضات:
- المبالغة في الرسم والحد، أو امتحان الشارح بما ضرب من أمثلة.
- إنكار المقدمة الصحيحة لكونها مقدمة لنتيجة خطأ، أو أن المستفيد منها على خطأ:
ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى:{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (38) } [يونس: 38، 39]، وقوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) } [هود: 13، 14].
- اشتراط أن يكون المعترض في درجة علم المستدل.
- من الأخطاء الشائعة في الاستدلال أو المعارضة عدم التزام المستدل بأصله، وعدم التزام المعارض بأصل مخالفه.
وما يلي فهو مقصوص من كتابي: "تغريدات الحياة: بوح، فكر، أحلام":
- صحة المقدمة لا تعني صحة النتيجة، فالنتيجة لا تقوم على مقدمة واحدة، وإنما هي "إفراز" من تفاعل عدة معطيات.
- صحة المقدمتين لا تعني صحة النتيجة! فقد تكون النتيجة متوقفة على ثلاث مقدمات!
- صحة المقدمات الثلاثة لا تعني صحة النتيجة! فقد تكون المقدمات صحيحة في نفسها، لكن لا يوجد بينها أي ترابط، فتفتقد للتفاعل اللازم لتوليد النتيجة.
- لا تغتر بكثرة الأدلة، ولا بحشد المقدمات، فالشأن في صيرورتها برهانا، وهنا لا تسري قاعدة: الكثرة تغلب الشجاعة!
- إذا أبطلت دليلا لخصمك فهذا لا يعني أنك أبطلت قوله، لأن انتفاء الدليل المعين لا يستلزم انتفاء المدلول، فقد تكون هناك أدلة أخرى ومسالك متعددة.
- قد يكون الدليل ضعيفا بمفرده لكنه قد يكون ضمن أدلة يفيد مجموعها أن للمسالة أصلا، فإياك أن تدحدر الضعيف إلى درك الباطل؛ فما هما بسواء.
- الدليل دليلٌ بنفسه وإن لم يستدل به أحدٌ، فكم في أعماق البحار من البراهين على بديع خلقه سبحانه؟ وكذا في أحكام الشرع؛ فكم في القرآن وكم؟
- الثغرة في الدليل قد تكون قاتلة تطيح به، لكن قد تكون طفيفة لا تؤثر على سيره نحو تحقيق البرهان، فلا عليك من مجرد الإيراد، وارم ببصرك إلى وزنه وأثره.
- لا تلازم بين كون الفائدة لطيفة وجميلة وشاهدة على حدة الذهن، وبين كونها صحيحة، فقد تكون خطأ، فالفائقة في الجمال، قد تكون مقعدة، ويا عذاب العاشقين!
- إذا كان "فلان بن علان" يخالف منهج أصحابك، فلا تتعب نفسك؛ فهو موصوف عندهم بكل بلاء! وفي نهاية الغباء، وهو والتدليس شقيقان، وكيفما تقلب كان في موضع الريبة، ولا تنس أن تبلغ مواساتنا الحارة للعدل والإنصاف!
- يفترض أن تكون المقدمة المنطقية مادة متميزة من حيث العرض والشرح، لكن الحال أنها تعرض بشكلها القديم فلا استفدنا، وإنما كرهنا!
- للاطلاع: قبل أن تمتطي جواد "النقد" هل أنت فارس؟
http://www.feqhweb.com/vb/t4239#ixzz3dGyBiezA
[1]) الإحكام للآمدي (2/131)، بيان المختصر شرح مختصر ابن الحاجب (1/147)، قواعد الفقه للبركتي ص489.
التعديل الأخير: