رد: أمريكا المغرمة بالانقلابات العسكرية
تدخلات الولايات المتحدة الأمريكية في الشئون الداخلية لعدد من الدول، يظهر أن أمريكا نجحت بقوتها الغاشمة وقهرها الجبار في تغيير النظم السياسية الداخلية لهذه الدول.
ومعلوم أن أمريكا لها مصالح وأن هذه المصالح هي التي تحرك السياسة الخارجية الأمريكية، وفي سبيل تحقيق المصالح لا تتورع أمريكا عن مخالفة قواعد القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة القاضية باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية، كما لا تتورع أمريكا عن تدبير الانقلابات العسكرية وشراء العملاء وقتل الأعداء والتجسس وانتهاك الحرمات.
وكم من دولة كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من عند الله، فتدخلت أمريكا بجهاز مخابراتها وأموالها وعملائها، فبدلت حال هذه الدولة من بعد أمنها خوفا، ومن بعد رخائها فقرا؛ حتى تضمن مصالحها الاقتصادية وامتيازاتها الاستراتيجية، وتفوقها العلمي والعسكري.
ولا يهم أمريكا في سبيل تحقيق مصالحها الأموال التي تهدر، ولا الدماء التي تسيل، ولا الأرواح التي تُزهق، ولا الحريات والأعراض التي تُنتهك. فأمريكا لا تؤمن إلا بنفسها وبأصدقائها. وما سوى ذلك لا حرمة له ولا ذمة.
ولذلك نرى عددا كبيرا من التدخلات الأمريكية الصفيقة في أخص شئون البلاد والعباد، في دول كثيرة، سواء كان التدخل سافرا أو مستترا، عسكريا أو مخابراتيا أو اقتصاديا. فلا تتورع أمريكا عن استعراض قوتها الفائقة في القتل والتدمير والاحتلال، ولا شك أن حضارة الغرب هي حضارة حرب، لا تقف منتشية إلا على أشلاء ودماء خصومها. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.