العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أيهما أفضل:الأذان أو الإمامة؟دراسة على طريقة الفقه المقارن؟(1)

إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
اختلف العلماء في أيهما أفضل : الأذان أو الإمامة ؟

واستند كلّ من الفريقين إلى مجموعة من الأدلة الشرعية رأوا من خلالها ترجيح رأيهم .

وأعرض في هذا المقام المبارك لأدلة كلّ منهما منتهيا إلى ترجيح أحد القولين بعد مناقشة أدلة الفريق الآخر .

ولم يأت طرح المسألة ههنا نظرا لأهمية الموضوع؛ لا ، فهي جزئية فقهية ضمن مسائل فقه الصلاة - على شرف مسائل العلم جميعا، وإنما المقصود التمرّس والتمرّن على مناقشة الأقوال العلمية، وبيان مآخذ الأحكام، ومواطن الأدلة .

آملا إثراء المناقشة بما يراه القارئ الكريم واردا على الاستدلالات، أو ما يحسن إضافته من تعليقات واستدراكات.

والله أسأل أن لا يحرمنا الأجر، وأن يضع عنا الوزر..وأن ينير البصائر بنور الإيمان والتقوى، وأن يرفع عنها أحجبة الجهل والهوى ، إنه أكرم مسؤول .
 

أبو عبد الباري المدني

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
7 يونيو 2008
المشاركات
16
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
مراكش
المذهب الفقهي
المالكي
مسألة مهمة أخي الكريم رأفت، أسأل الله تعالى أن توفق فيها وتسدد والله من وراء القصد، فهات ما عندك، وكلنا آذان صاغية وقلوب واعية.
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
القول الأوّل :

هو قول من ذهب من العلماء إلى أن الإمامة أفضل .
وهؤلاء أكثر الحنابلة، وقد استدلوا بعدة أدلة أذكر منها :

1- أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تولى الإمامة بنفسه، وكذلك خلفاؤه، ولم يتولّ واحد منهم الأذان، ولا يختارون إلا الأفضل .
ولو كان الأذان أفضل لما تركوه إلى المفضول، كيف؟ وهم لا يأتون إلا الأفضل من الأعمال ؟

2- أن الإمامة لا يُختار لها إلا من هو أفضل وأكمل حالا .
قالوا : واعتبار فضيلة الإمام دليل فضيلة منزلته .

قلت : وكلما كانت الشروط في صاحب منزلة أكمل وأفضل؛ كانت المنزلة كذلك أفضل وأكمل .

حيث يُختار للإمامة الأحفظ الأقرأ ، ثم الأعلم بالسنة، ثم الأقدم إسلاما، ثم الأكبر سنا - كما جاء في الحديث - ولا يُشترط مثل هذا في المؤذن، حيث يُكتفى بكونه : أمينا صيتا يعرف الأوقات .
 
التعديل الأخير:
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
القول الثاني :
هو قول من ذهب إلى أن الأذان أفضل من الإمامة، وهو مذهب الشافعي وبعض الحنابلة .

واستدل هؤلاء بزمرة من الأدلة، أورد منها :

1- ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال :
(لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يَجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه) .

ووجه الدلالة ظاهر، حيث ذكر ما في الأذان من فضل حُقّ للمتنافسين أن يتنافسوا فيه، ولم يذكر الإمامة، ولو كانت الإمامة أفضل؛لكانت أحق بالذكر، وأحق بالتنافس عليها .

2- ما رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى من حديث معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة) .

ووجه الدلالة أن مثل هذا الفضل لم يرد في الإمامة، فدلّ على الفضل .

يتبع ..إن شاء الله .
 
أعلى