العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إجراءات دراسة الاختيار الفقهي

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
إجراءات دراسة
الاختيار الفقهي​

(تطبيق على اختيارات ابن القيم)


الإجراءات التي تبعتها في الدراسة- بعد أن جمعت كتب ابن القيم المطبوعة، وهي اثنان وثلاثون كتابًا- ما يلي:
1. تجميع اختيارات ابن القيم الفقهية في الزواج والطلاق من جميع كتبه المطبوعة.
2. تصنيف هذه الاختيارات في مجموعات طبقًا للموضوعات الفقهية، كالعقد، والمهر، والولي، والعدة، والرجعة، والطلاق، والفسخ، والخلع،... إلخ. ثم العمل عليها مجموعة مجموعة، بترتيبها ترتيبًا منطقيًا، مع كتابة سجل بها مسلسل. فلم أتبع تقسيمات الكتب الفقهية دائمًا، سواء داخل كل موضوع، أو في ترتيب الموضوعات. وإن كنت أرجع كثيرًا إلى تقسيمات الحنابلة في كتبهم للاستفادة منها.
3. القيام بمراجعة، بعرض الاختيارات على كتاب "التقريب لعلوم ابن القيم" لبكر أبي زيد. وقد أعانني تكشيفه لاختيارات ابن القيم على استدراك بعض ما فاتني منها. وإن وجدت اختيارات كثيرة لم يشر إليها، فإنه لا يلام؛ لأنه صرح بأنه لم يقصد حصر اختيارات ابن القيم.
وعرضت هذه الاختيارات أيضًا على "جامع فقه ابن القيم" ليسري السيد، للوقوف على ما قد يكون فاتني من اختيارات.
4. دراسة هذه الاختيارات اختيارًا اختيارًا، كما بينت في منهج دراستي للاختيارات، وفي هذه المرحلة آتي بالاختيارات كما صاغها المؤلف نفسه، فإن كان بها تعقيد أو غموض أعدت صياغتها وتمهيدها في عبارة واضحة محددة كالمواد القانونية. كما وثقت نسبة الأقوال الفقهية إلى أصحابها، بالرجوع إلى أمهات الفقه والمصادر المعتمدة في كل مذهب، وبيان مواضع هذه الأقوال، وناقشت هذه الاختيارات، اختيارًا بعد اختيار، مناقشة تتفق مع ما ذهب إليه ابن القيم من رأي، وما ساقه من حجة، أو تختلف معه في ذلك.
5. مقارنة الأحكام الفقهية، بذكر أقوال العلماء ومذاهبهم في المسائل المختلف فيها، ومقارنتها بما هو معمول به في الوقت الحاضر في بعض البلدان الإسلامية كمصر، والكويت، والإمارات. وبعض مشاريع القوانين التي كانت مصدرًا لغيرها؛ كمشروع القانون المصري السوري الموحد، ومشروع القانون العربي الموحد؛ وذلك لخدمة حركة تقنين الشريعة. وقد سبق أن أخذتِ القوانينُ من اختيارات ابن القيم.
6. بناء خطة البحث على أنواع الاختيارات، بعد بنائها على الموضوعات الفقهية، ففي الأول أحصيت اختياراته في كل موضوع منها؛ لإظهار الوحدة الموضوعية في هذه الاختيارات، وتيسير تحليلها، وبيان ما اختلف فيه قول ابن القيم من مسألة لأخرى في الموضوع الواحد.
وفي الثاني حلَّلت الاختيارات إلى أنواع على أساس من وافق ومن خالف؛ لإبراز أصالته في الاختيار، وبعده من الجمهور أو قربه، ومن الأئمة الأربعة، ومن مذهبه الحنبلي، ومن ابن تيمية، وابن حزم. وهل تبنى أقوالا شاذة أو بعيدة، أو انفرد بأقوال له فيها سلف نادر؟
7. ضممتُ لبحثي موضوعات كثيرة، لا يوردها الفقهاء في النكاح والطلاق، ولكن يفردونها، كمسائل الرضاع جعلتها في المحرمات نكاحهن. وأوردت مسائل الفسخ بسبب النفقة في الفسوخ، وعادة ما ترد في النفقات. ومثل "ولاية الرجل على امرأته في مالها" جعلتها في "عشرة النساء"، والفقهاء يوردونها في مسائل الحجر. وهكذا.
8. جمعت في نهاية الرسالة ما خالفتُ فيه ابن القيم، وضممتُ إليه ما وافقته فيه. ومن كل ذلك قدمت مشروعًا يمكن أن يُعين في صياغة قانون للأحوال الشخصية في بلادنا.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
ما شاء الله تبارك الله
بصراحة أنا معجب كثيرا في أسلوبكم في تناول المسألة الفقهية عموما
وأرى أن عليكم واجباً كبيرا في أداء هذه الأمانة إلى الباحثين والجادين
ولعل هذا القسم من الملتقى محلا مناسبا لإيصال هذه الرسالة.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
عندي ملاحظة على كثير من الأبحاث التي اطلعتها والتي اشتغلت بالاختيارات الفقهية
فوجدت أكثرها تصب طاقتها في استخراج القول المختار ثم دراسة المسألة من حيث هي
والجيد منها ما تميز بدقة الاختيار وتحريره والجمع بين ما تعارض منه.
وإذا ذهبت تفرز المادة الواقعة في الكتاب تجد أن أكثرها في نقاش المسائل: القول الأول و القول الثاني
والراجح في المسألة
حتى ان بعضهم يجعل في نهاية الكتاب ما وافقه وما خالفه من الأقوال
وليس هنا المهم
فإن هذا قد يكون مبررا لو أن صاحب الرسالة كان مبرزا وجادا في تناول المسائل
لكن في الغالب الكثير الأمر ليس كذلك
مما يجعل النصيب الأكبر من الكتاب هو في مناقشة المسائل الفقهية وذكر الراجح
ولو ذهبت تعصر المقدار المقصود من الكتاب وهو الاختيار ومتعلقاته لتقطَّر لك ثقيلا قليلا.
وأجد أن القيمة العلمية للكتاب بالنسبة للاختيارات
تكون في دراسة هذا الاختيار
في أسباب هذا الاختيار
في مصادره وموادره فيه
في مدى انتظامه في أصوله
في مدى اطراده مع فروعه
في مدى تأثره
ومدى من تأثر به.
وأيضاً :
في فرز الاختيار لمعرفة المنهج العام والخاص لصاحب الاختيار
إما باعتبارات أصولية
كالمسائل التي التزم فيها بالإجماع
والمسائل التي لا يعرف له فيها موافق
والمسائل التي انفرد بها عن عن قول الجمهور
وكالمسائل التي أخذ فيها بقول الصاحب أو أنه اعتبر فيها علة مستنبطة أو قاصرة...
أو باعتبارات أخرى
كالتزامه بالقواعد الفقهية أو المذهبية
أو نظره في الاختيار من جهة القوة والعزم
ونحو ذلك.
ملاحظة: اطلعت في المكتبة على كتاب جديد في اختيارات ابن تيمية في عشرة مجلدات بقيمة 300ريال أو أقل بعشر أو عشرين أو ثلاثين باعتبار تعدد المكتبات.
وهو في ست رسائل علمية
وكتاب آخر في مجلد واحد ضخم في اختيارات ابن عبد البر في باب العبادات.
وأجد أن الكتابين يمكن اختصارهما في مجلد واحد.
ولا بد أن نكون صريحين ، والمجاملة في باب العلم ليست مما يحمد عليه.
أما بحث المسائل الفقهية فلها مظانها المعروفة ، والله أعلم.
-----------
هناك رسائل تعتبر استثناء لأنها لم تلتزم حصر الاختيارات وإنما جمعت بعضها، وجاز لها ذلك وكان حسنا لقوة صاحب الرسالة وقوة صاحب الاختيار وذلكم مثل رسالة أحمد موافي في اختيارات ابن تيمية.
فتكون هذه الرسالة مندرجة في بحث بعض المسائل الفقهية ، وهي طريقة جيدة وحسنة.
 
التعديل الأخير:
إنضم
13 أغسطس 2008
المشاركات
55
التخصص
الدراسات اسلامية
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
مالكي
ما ذكره الدكتور فؤاد في مشاركته الأخيرة هو عين الصواب وعين ما اعتقده، فالاختيار الفقهي لدى إمام ما وفي رسالة بحجم الدكتوراه إن كان كما يفعل البعض: جمع أقواله والموازنة بينها وبين غيرها إن في المذهب أو خارجه يمكن لأي طالب نجيب في مرحلة الليسانس أن يأتي بمثل هذا ويخلص إلى نفس النتائج التي سيتوصل إليها الدكتور.
لكن المطلوب هو استكشاف منهج الإمام في دراسة المسائل وتتبع المراحل والأسباب التي أدت إلى خالفته لمذهب إمامه ومن ثم اكتشاف منهجه الاستنباطي داخل المدرسة الفقهية التي ينضوي إليها هذا الإمام أو ذاك.
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
المشكلة أن أغلب الدراسات في مناهج الأئمة لا تضيف جديدا ...
والواجب أن تكون الدراسة في المنهج تقترب إلى الطريقة العملية للإمام أكثر من الاختيارات النظرية ... فهذه الأخيرة يحسنها كل أحد كما قال الإخوة ...
ويكون التركيز في تطبيقاات الإمام في المسائل المشكلة تحديدا...
 
إنضم
29 سبتمبر 2009
المشاركات
42
التخصص
فقه وأصول
المدينة
الخليل
المذهب الفقهي
ما صح الحديث فهو مذهبي
إثراء الموضوع بأمثلة

إثراء الموضوع بأمثلة

بارك الله فيكم على هذا الموضوع الرائع ... وحتى تكتمل الفائدة من هذا الموضوع أرجو منكم اخي فؤاد يحيى أن تتوج هذا الكلام الرائع بأمثلة حية على ما تقول ... فكثيرة هي المواضيع في هذا المنتدى التي أعجب فيها ولكن لم أرى تدعيما لها من الأمثلة .... فحبذا لو يتم إثراء هذا الموضوع بمثال او مثالين على الأقل وبارك الله فيك .
 
إنضم
3 سبتمبر 2017
المشاركات
21
التخصص
فقه حنفي
المدينة
طنطا
المذهب الفقهي
حنفي
رد: إجراءات دراسة الاختيار الفقهي

جزاكم الله خيرا
 
أعلى