العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إدراج همّ النبيr ضمن تعريف السنة.

إنضم
29 أبريل 2016
المشاركات
15
الكنية
أبو الحسن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
جده
المذهب الفقهي
...
خلاف الأصوليين في إدراج همّ النبيr ضمن تعريف السنة.
اختلف الأصوليون في إدراج همّه r في تعريف السنة, وهذا الخلاف بناءً على نظرة كل فريقٍ لهمِّه صلى الله عليه وسلم، فمن رأى بأنه قسمٌ مستقلٌ من أقسام السنة أدخله في التعريف.
ومن رأى بأنه داخلٌ ضمناً في القول أو الفعل فلا حاجة إلى إفراده في التعريف، ومن رأى أنه ليس من السنة أصلا، فلا يصح إدخاله في تعريف السنة.
وحاصل هذا الخلاف ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن همَّ النبي r لابد من إدخاله في تعريف السنة.
وهذا ما ذهب إليه بعض الشافعية منهم بدر الدين الزركشي حيث عرَّف السنة: بأنها ما صدر عن النبيr من الأقوال والأفعال والتقرير والهمّ، وقسَّم السنة النبوية إلى أربعة أقسام: الأول أقوالهr والثاني أفعاله والثالث تقريراته والرابع ما همّ به r[SUP]([SUP][1][/SUP][/SUP]). وانتقد الزركشي صاحب جمع الجوامع على عدم إدخاله همّ النبيr في تعريف السنة[SUP]([SUP][2][/SUP][/SUP]).
القول الثاني: عدم إدخال همّ النبي في تعريف السنة، وليس ذلك لعدم كون الهم سنة، وإنما لأجل دخوله ضمناً في تعريف السنة، فإن الهمّ أمرٌ خفيُّ لا يمكن الاطلاع عليه إلا بقولٍ أو فعلٍ وحينئذٍ لا داعي من إفراده بالذكر؛ لأنه يعتبر حشو وتكرار يُنزَّه التعريف عنه.وهذا قول البناني[SUP]([/SUP][3][SUP]) [/SUP]وأبو زرعة العراقي [SUP]([/SUP][4][SUP])[/SUP].
القول الثالث:عدم إدخال همّ النبي صلى الله عليه وسلم في تعريف السنة مطلقا؛ لأن الهمّ ليس من السنة، لا قولاً ولا فعلا، بل هو عبارةٌ عن خطور شيءٍ على البال من دون تنجيز له[SUP]([/SUP][5][SUP])[/SUP]. وأدلة هذا القول هي أدلة من قال بعدم حجية همّه r المتقدمة.
وأما القولان السابقان فإن كلاً من القولين على أن الهمّ حجة إلا أنهم اختلفوا في إدخاله في التعريف،فمنهم من رأى أنه داخلٌ في القول أو الفعل،وذلك لأنه لا يستقل بنفسه،بل بد أن يصرح به r قولاً أو فعلا،
ومنهم من رأى بأنه لابد من إدخاله في التعريف ليتضح الأمر ويعرف على وجهٍ جليٍّ واضح. ولعل هذا القول هو الأولى وذلك للأسباب الآتية:
الأول: حجية همّه صلى الله عليه وسلم مسألةٌ قلَّ من يتنبه لها لاندراجها ضمن السنة،فإظهارها في التعريف أدعى للبيان والإيضاح.
الثاني: أن التعاريف لابد أن تكون جامعةً مانعة،وعدم ادخال الهمّ ضمن تعريف السنة قد يوهم عدم كون التعريف جامعاً لأفراد المعرَّف عند من يرى حجيته.
الثالث: أن التقرير لا يستقل بنفسه،فلا بد أن يقرّ النبيr قولاً أو فعلا،إذ لا يتصور أن يكون الإقرار على لا شئ،ومع ذلك أدخله العلماء في تعريف السنة، ولم يكتفوا باندراجه في القول أو الفعل.


([1])البحر المحيط(4/211).

([2]) تشنيف المسامع شرح جمع الجوامع(2/899).

([3])انظر:حاشية البناني(2/94).

([4])الغيث الهامع شرح جمع الجوامع(2/455).

([5])ارشاد الفحول(1/223).
 
أعلى