العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

احذر من يشغلك باختلاف المذاهب فإن إضلاله أكثر من إرشاده

إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
[font=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم[/font]

[font=&quot]الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، لك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجه ولعظيم سلطانك، نحمدك ربنا لا نحصي ثناء عليك، أنت كما اثنيت على نفسك، وصل اللهم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.[/font]
[font=&quot]أما بعد..[/font]

[font=&quot]فإن فقهاء الأمة غير المبتورين، من تناقلوا الدين بالأسانيد والأجيال المتواليين، فقهاء المذاهب الأربعة، لما رسموا المناهج التي يتلقى الطلاب من خلالها فروعهم، لم يكن ذلك اتفاقا غيرمقصود، وإنما هو منهج لفقهاء بالنفس والآخرة، قبل أن يكونوا فقهاء بالفروع والمسائل، فما الفروع والمسائل مجردة إلا مدخلات وبيانات تتفق للتقي، والفاسق، والكافر، وإنما فقه الآخرة، وفقه النفس ورياضتها وفق أصول علم الآخرة، هي ما يثقل الفروع، وكما يقول المثل الشامي (الحجر بمكانه قنطار) وإن الفروع الفقهية لو نزعت من مكانها في علم الآخرة وأدرجت في علوم المسائل المجردة، خفت، وخفت، وخفت، حتى صارت هباء منثورا.[/font]

[font=&quot]ومن فقه الفقهاء أن وضعوا الشيء في مكانه، فعلموا ما يصح به قلب المبتدي وما يفسده، فرسموا رسمه، ووضعوا متنه، وألزموا الطالب إلزاما لا يتعداه، فإن صبر نال مبتغاه، وإن تعجل وفتّش تاه.[/font]

[font=&quot]وقد بزّ قلم الغزالي في بيان الغرض، وفضح المرض، فشرح المسألة بكلام لا يعترض، فكأنه تحيّن، ثم علل وبيّن، فوافق مشرطه الداء، وفي الله الرجاء، بتمام الهداية والشفاء.[/font]

[font=&quot]يذكر رحمه الله من وظيفة المتعلم : [/font]

[font=&quot]أن يحترز الخائض في العلم في مبدأ الأمر عن الإصغاء إلى اختلاف الناس سواء كان ما خاض فيه من علوم الدنيا أو من علوم الآخرة فإن ذلك يدهش عقله ويحير ذهنه ويفتر رأيه ويؤيسه عن الإدراك والاطلاع بل ينبغي أن يتقن أولا الطريق الحميدة الواحدة المرضية عند أستاذه ثم بعد ذلك يصغي إلى المذاهب والشبه وإن لم يكن أستاذه مستقلا باختيار رأي واحد وإنما عادته نقل المذاهب وما قيل فيها فليحذر منه فإن إضلاله أكثر من إرشاده فلا يصلح الأعمى لقود العميان وإرشادهم ومن هذا حاله يعد في عمى الحيرة وتيه الجهل ومنع المبتدىء عن الشبه يضاهي منع الحديث العهد بالإسلام عن مخالطة الكفار وندب القوى إلى النظر في الاختلافات يضاهي حث القوى على مخالطة الكفار ولهذا يمنع الجبان عن التهجم على صف الكفار ويندب الشجاع له ومن الغفلة عن هذه الدقيقة ظن بعض الضعفاء أن الاقتداء بالأقوياء فيما ينقل عنهم من المساهلات جائز ولم يدر أن وظائف الأقوياء تخالف وظائف الضعفاء وفي ذلك قال بعضهم من رآني في البداية صار صديقا ومن رآني في النهاية صار زنديقا إذ النهاية ترد الأعمال إلى الباطن وتسكن الجوارح إلا عن رواتب الفرائض فيتراءى للناظرين أنها بطالة وكسل وإهمال وهيهات فذلك مرابطة القلب في عين الشهود والحضور وملازمة الذكر الذي هو أفضل الأعمال على الدوام وتشبه الضعيف بالقوي فيما يرى من ظاهره أنه هفوة يضاهي اعتذار من يلقى نجاسة يسيرة في كوز ماء ويتعلل بأن أضعاف هذه النجاسة قد يلقى في البحر والبحر أعظم من الكوز فما جاز للبحر فهو للكوز أجوز ولا يدري المسكين أن البحر بقوته يحيل النجاسة ماء فتنقلب عين النجاسة باستيلائه إلى صفته والقليل من النجاسة يغلب على الكوز ويحيله إلى صفته ولمثل هذا جوز للنبي صلى الله عليه وسلم ما لم يجوز لغيره حتى أبيح له تسع نسوة إذ كان له من القوة ما يتعدى منه صفة العدل إلى نسائه وإن كثرن وأما غيره فلا يقدر على بعض العدل بل يتعدى ما بينهن من الضرار إليه حتى ينجر إلى معصية الله تعالى في طلبه رضاهن فما أفلح من قاس الملائكة بالحدادين. [/font]
[font=&quot](انتهي من كتاب العلم / إحياء علوم الدين)[/font]
 
إنضم
14 أكتوبر 2009
المشاركات
111
التخصص
---
المدينة
---
المذهب الفقهي
الشافعي
[font=&quot][/font]
[font=&quot]يذكر رحمه الله من وظيفة المتعلم : [/font]

[font=&quot]أن يحترز الخائض في العلم في مبدأ الأمر عن الإصغاء إلى اختلاف الناس سواء كان ما خاض فيه من علوم الدنيا أو من علوم الآخرة فإن ذلك يدهش عقله ويحير ذهنه ويفتر رأيه ويؤيسه عن الإدراك والاطلاع بل ينبغي أن يتقن أولا الطريق الحميدة الواحدة المرضية عند أستاذه ثم بعد ذلك يصغي إلى المذاهب والشبه وإن لم يكن أستاذه مستقلا باختيار رأي واحد وإنما عادته نقل المذاهب وما قيل فيها فليحذر منه فإن إضلاله أكثر من إرشاده[/font]

هذا قد يحصل لبعض الناس ولا يحصل لآخرين، فأول كتاب بدأت به لدراسة الفقه الشافعية مثلا هو كتاب المجموع للإمام النووي ومن المعلوم أنه ورد فيه أقوال العلماء الكثيرة المختلفة ولم يكن هذا إضلالا لي على الإطلاق، وأظن أن طالب العلم ما دام تمذهب بمذهب معين ثم قلده فإن ذلك لن يدهش عقله ويحير ذهنه ويفتر رأيه ويؤيسه عن الإدراك والاطلاع... إلخ
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيكم، وللغزالي كلام مشهور في ذمه للاشتغال بالخلافيات، لعل أحد الإخوة يورده هنا.
وكلامه في هذا الموضع واضح، وهو اشتغال من ليس أهلاً لأن يشتغل.
 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
هذا قد يحصل لبعض الناس ولا يحصل لآخرين، فأول كتاب بدأت به لدراسة الفقه الشافعية مثلا هو كتاب المجموع للإمام النووي ومن المعلوم أنه ورد فيه أقوال العلماء الكثيرة المختلفة ولم يكن هذا إضلالا لي على الإطلاق، وأظن أن طالب العلم ما دام تمذهب بمذهب معين ثم قلده فإن ذلك لن يدهش عقله ويحير ذهنه ويفتر رأيه ويؤيسه عن الإدراك والاطلاع... إلخ


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


على ما أوردته نقاط :


- البداية في دراسة الفقه بكتاب المجموع هو عين نقيض الحكمة، فلو كان الطالب الذي يفتح عينه على الفقه أول ما يفتح على المجموع للنووي، فإلى أين ينتهي؟ وأين أخذ صغار العلم قبل كباره؟ إذا لا صغار للعلم، وإنما يبتدي أول ما يبتدي كبيرا.


- ما قمت به هو في عرف العقلاء لعب وتهريج، وهو من ثمار الاعتماد على الذات وتجنب الأخذ عن المشايخ وأهل ممن يعلمونك كيف تأخذ العلم. ولن يرشدك أحد من أهل العلم المعتبرين إلى دراسة المجموع أول ما تبتدي. لذا فما فعلته تهريج.


- لو صدق أنه طالب علم فدوره لا يقتصر على التقليد، وإنما هو يتلقى المسائل بمعرفة وجوهها وأصولها ومأخذ العلماء فيها، وأن يبدأ في ذلك بكتاب المجموع فهو لعب، وريح أهل العلم لا يظهر فيه. أما المقلد فلا عليه أن يأخذ بالقول وبالقولين - على تفصيل لأهل العلم في ذلك - ولكن عمل المقلد يختلف عن عمل الطالب. فيتاتى للمقلد - من حيث كونه مقلدا - أن يأخذ بالأقوال، ولا يتأتى للطالب - من كونه طالبا - أن يجعل المجموع متنا للمبتدئين.


ابحث عن أهل الفقه الشافعية في بلدك واتبع رشدهم ترشد.


وفقك الله لعلم نافع وعمل صالح.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
14 أكتوبر 2009
المشاركات
111
التخصص
---
المدينة
---
المذهب الفقهي
الشافعي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

أولا أنا لست طالب علم في العلوم الشرعية وإنما أحب المطالعة في الفقه في أوقات فارغة، فلو لا أعرف شيخا يرشدني فماذا أفعل؟ لماذا نمنع شخصا مثلي من قراءة كتاب مثل كتاب المجموع؟
 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

أولا أنا لست طالب علم في العلوم الشرعية وإنما أحب المطالعة في الفقه في أوقات فارغة

إذا الموضوع ابتداء غير مطروح لكم. وفقكم الله.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى