العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الآثار الظاهرية في أصول الإمام الشوكاني

إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
يرجى تحميل هذا الخط , وتثبيته (هنا)

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد وعلى آله وصحبه..


مما لا شك فيه أن الإمام الشوكاني كان متأثرا بالإختيار الظاهري في ترتيب الأدلة وحصرها , وقد عُدَّ ظاهريا = إذا توجهت أنظارنا إلى المنحى العام مع إهمال التفاصيل ..


أما على سبيل التحقيق , فلم يكن أكثر من مائل ولربما كان مشارفا على الإلتزام بالإختيار الظاهري كاملا.


والأخذ بالظاهر وتغليب طريقة ابن حزمٍ كان منهجا محتفلا به في اليمن : ابتداء من ابن الوزير مرورا بحسن الجلال وصالح المقبلي وانتهاء بالشوكاني وابن الأمير الكحلاني.


وإن كان تأثير المنهج الظاهري أوضح في الشوكاني وابن الصنعاني منه في الصنعاني نفسه ومن كان قبله..


وكل هذا لا يهم الآن , إنما المهم مقولة الشوكاني –رحم الله الجميع- في أدب الطلب حول القياس :


"فالقياس الذي ذكره أهل الأصول ليس بدليل شرعي تقوم به الحجة على أحد من عباد الله ولا جاء دليل شرعي على حجيته , وإن زعم من لا خبرة له بالأدلة الشرعية ولا بكيفية الإستدلال بها".


[أدب الطلب : 204]


فهل هذا الكلام دليل ظاهرية الرجل ؟ أم هي آثار حزمية في أنفاس زيدية ؟




إن الشوكاني رحمه الله يرى نفسه ظاهريا , وقد شهد على نفسه بهذا , فيقول :


" إذا رزقت الانصاف وعرفت العلوم الاجتهادية كما ينبغى ونظرت في علوم الكتاب والسنة حق النظر كنت ظاهريا أي عاملا بظاهر الشرع منسوبا إليه لا إلى داود الظاهرى فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقة وهذه النسبة هى مساوية للنسبة إلى الإيمان والإسلام وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلوات التسليم"


[الضوء اللامع :ترجمة أبو حيان الظاهري]



لكن!معنى المنهج الظاهري الذي يتصوره الشوكاني يختلف عما رآه ابن حزم , بل إن منطق أبي محمد رحمه الله يرفض ما يراه الشوكاني جملة وتفصيلا : بل لربما رفضه بغضب !


يقول رحمه الله منكرا على "الداودية" للقياس الجلي :


"وليس[يقصد : الظاهر] هو مذهب داود الظاهرى وأتباعه فقط بل هو مذهب أكابر العلماء المتقيدين بنصوص الشرع من عصر الصحابة إلى الآن وداود واحد منهم وإنما اشتهر عنه الجمود في مسائل وقف فيها على الظاهر حيث لا ينبغى الوقوف وأهمل من أنواع القياس مالا ينبغي لمنصف اهماله"


[المعطيات السابقة]



ويفصح في إرشاد الفحول عن هذا القياس الذي يوقع إنكاره في "الجمود" :


"فاعلم أن القياس المأخوذ به ما وقع النص على علته , وما قطع فيه بنفي الفارق , وما كان من باب فحوى الخطاب , أو من لحن الخطاب على اصطلاح من يسمي ذلك قياسا – وقد قدمنا أنه من مفهوم الموفقة "


[إرشاد الفحول : 203-204]



ونحن وإن كانت لا تعنينا هنا مسألة مفهوم الموافقة أهي من باب الدلالة اللفظية أم القياسية ؟


إلا أن هذا مذهب عدد من أهل العلم , وابن رشد الحفيد يمنع على الظاهرية أن تنازع في هذا ..



إلا أن ابن حزم..


هذا الرجل العظيم , آسر الألباب -وأنا واحد منهم لا أخفي تعلقي به-, جبار الفكر, له رأي آخر..


فكل من لم ينف القياس جملة وتفصيلا , فليس بظاهري أبدا .


بل ينقل اتفاق الظاهرية قاطبة على نفي القياس كله : جليه وخفيه .


وأنا أعلم ما قاله السبكي –رحمه الله- : لكن نقل ابن حزم عن أصحابه أولى.



إلا أن الرجل –رحمه الله- في تصوره للأصول ينطلق من منهج تحس أنه والمنهج الظاهري واحد ..


فهو يرى أن النصوص متناهية بالألفاظ دون المعاني , يقول رحمه الله :


"لا يخفى على ذي لب صحيح، وفهم صالح أن في عمومات الكتاب والسنة، ومطلقاتهما، وخصوص نصوصهما ما يفي بكل حادثة تحدث، ويقوم ببيان كل نازلة تنزل، عرف ذلك من عرفه، وجهله من جهله."


[إرشاد الفحول : 2/ 104]



وهذه هي النظرة الظاهرية لنصوص الشريعة , وقد وافقهم طوائف من مذاهب أخرى ..



كما يرفض الرأي (نحن نتكلم على سبيل الإجمال) , ويذمه في أكثر من مناسبة , وانظر كيف ربط بينه وبين القياس في قوله :


"وأما مباحث القياس فغالبها من بحث الرأي الذي لا يرجع إلى شيء مما تقوم به الحجة"


[أدب الطلب , 174]




أما موقفه من الظواهر –من الناحية الأصولية- فواضح , بل يعلي من شأنها جدا , ولا تراه يبتعد عما سطره ابن حزم وغيره مطلقا , يقول في نص أوردته سابقا :


" إذا رزقت الانصاف وعرفت العلوم الاجتهادية كما ينبغى ونظرت في علوم الكتاب والسنة حق النظر كنت ظاهريا أي عاملا بظاهر الشرع منسوبا إليه لا إلى داود الظاهرى فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقة وهذه النسبة هى مساوية للنسبة إلى الإيمان والإسلام وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلوات التسليم"


[الضوء اللامع :ترجمة أبو حيان الظاهري]



بقي موقفه من الظن , وهي مسألة شائكة من أكثر من ناحية , وقد أشار رحمه الله في أول إرشاد الفحول إلى ما يشير إلى اعتباره , فقال عند كلامه على تعريف الفقه :


"والأول أولاها إن حمل العلم فيه على ما يشمل الظن؛ لأن غالب علم الفقه ظنون."


....


لكن يبقى سؤال جيد , هل كان في فقهه رحمه الله أقرب إلى أهل الظاهر أم إلى غيرهم؟


ففي نيل الأوطار إنكار واضح لحجية قول الصحابي , لكنك في القياس-الخفي- تجد تمريرا , وصمتا , إلا إن عارض نصا فإنه يصرح ببطلانه ...
 
التعديل الأخير:
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
وأحب التنبيه على مسألة , وهي : هل القياس الجلي معتبر عند ابن حزم , ولكنه خالف الجمهور في التسمية فسماه دليلا؟
فقد حصل فيها الخطأ كثيرا...

لحظة وأعود..
 
إنضم
28 يونيو 2008
المشاركات
36
التخصص
علم الحديث
المدينة
البيضاء
المذهب الفقهي
ليس لي مذهب
شكر الله لك أخي الحبيب و نفع بك ..، من باب الإضافة : فكل ما حررته يشمل الأسرة القنوجية التي تتلمذت للشوكاني بواسطة كتبه و بعض تلامذته ..،
 
أعلى