رد: الأئمة العشرة الأكثر تأثيرا في المذهب الشافعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقترح أنهم على وجه الترتيب الشافعي رحمه الله والمزني والربيع ثم أبو حامد والقفال ثم الشيرازي الماوردي من جهة والجويني والغزالي من جهة ثم شيخا المذهب.
وهؤلاء أحد عشر لم أدرِ من أترك منهم ، وهو في غاية الصعوبة.
لكن قصرهم على عشرة يصعب المسألة جداً وإلا فإن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري والشربيني وابن حجر والرملي ممن لا يمكن حذفهم من العشرة ، ولم أتمكن من حذف أحد ممن سبق لأن بهم قام المذهب .
وهناك آخرين لهم مكانة في غاية الأهمية ، كالفوراني والمتولي والمسعودي والقاضي حسين والبغوي والعمراني. لكن إن كان ولا بد من عشرة فلعل من اقترحتهم أولاً يفون بذلك.
والله أعلم.
أحسن اليكم ، ونفع بكم .
دائما يظفر أهل اليمن بالسبق .
أولا : أما المزني : إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن إسحاق الإمام الجليل أبو إبراهيم المزنى ، فهو ناصر المذهب بعد الامام الشافعي وبدر سمائه ، وقد تبوأ كتابه المختصر مرتبة لم يتبوأها كتاب آخر ، فقد صار عمدة المذهب ، ومحوره الذي دار حوله ، وقد تناوله العلماء بالشرح والتعليق لا سيما في طبقات المتقدمين.
ثانيا : وأرى أن
ابن سريج ، وهو : أحمد بن عمر بن سريج القاضى أبو العباس البغدادي ، يأتي ثانيا ، وذلك لعدة أسباب منها :
1- كان أعلم الشافعية في زمانه ، قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي : كان يقال له الباز الأشهب وولى القضاء بشيراز ، قال: وكان يفضل على جميع أصحاب الشافعى رحمة الله تعالى عليهم حتى على المزني،
ومن كلام الشيخ أبى حامد الإسفرايني : نحن نجري مع أبي العباس فى ظواهر الفقه دون دقائقه ، وقال أبو عاصم العبادي: ابن سريج شيخ الأصحاب ومالك المعانى وصاحب الأصول والفروع والحساب.
وقال أبو حفص المطوعي: ابن سريج: سيد طبقته بإطباق الفقهاء، وأجمعهم للمحاسن باجتماع العلماء، ثم هو الصدر الكبير، والشافعى الصغير، والإمام المطلق، والسباق الذى لا يلحق، وأول من فتح باب النظر وعلم الناس طريق الجدل.
2- كثرة مصنفاته : قال ابن السبكي في " طبقات الشافعية " : ولأبى العباس مصنفات كثيرة يقال إنها بلغت أربعمائة مصنف ولم نقف إلا على اليسير منها .
3- كثرة تلاميذه : قال ابن السبكي : ليس من الأصحاب إلا من هو حائم على معينه، هائم من جوهر بحره بثمينه، انتهت إليه الرحلة فضربت الإبل نحوه آباطها، وعلقت به العزائم مناطها، وأتته أفواج الطلبة لا تعرف إلا نمارق البيد بساطها.
ثالثا : أبو حامد الاسفراييني ، شيخ المدرسة العراقية ، وهي احدى المدرستين الأكثر شهرة في القرن الرابع والخامس الهجريين .
رابعا : القفال الصغير : عبدالله بن أحمد المروزي ، شيخ المدرسة الخراسانية .
خامسا: الحافظ البيهقي : أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى الحافظ أبو بكر البيهقي النيسابوري الخسروجردي ، صنف المصنفات العظيمة في نصرة المذهب ، وتقييد نصوصه وضبطها ، حتى قال إمام الحرمين: ما من شافعي إلا وللشافعي في عنقه منة إلا البيهقي ، فإن له على الشافعي منة لتصانيفه في نصرته لمذهبه وأقاويله ، ومن مصنفاته في نصرة المذهب وجمع نصوصه :
1- السنن الكبرى : وهو من أعظم دواوين السنة تهذيبا وترتيبا وتعليلا .
2- معرفة السنن والآثار .
3- المبسوط في نصوص الشافعي : لم يصنف في بابه مثله .
4- الخلافيات : قال ابن السبكي : وأما كتاب الخلافيات فلم يسبق إلى نوعه، ولم يصنف مثله، وهو طريقة مستقلة حديثية لا يقدر عليها إلا مبرز في الفقه والحديث قيم بالنصوص.
سادسا: أبو اسحق الشيرازي : إبراهيم بن علي بن يوسف بن عبد الله ، واخترته لعدة أسباب ، منها :
1- علو منزلته ومكانته ، فهو شيخ مشايخ المذهب في زمانه . قال ابن قاضي شهبة في " الطبقات" : واشتهر، وارتفع ذكره، وكانت الطلبة ترحل من الشرق والغرب إليه، والفتاوى تحمل من البر والبحر إلى بين يديه، قال رحمه الله: لما خرجت في رسالة الخليفة إلى خراسان، لم أدخل بلدا ولا قرية إلا وجدت قاضيها أو خطيبها أو مفتيها من تلاميذي، وبُنيت له النظامية، ودرس بها إلى حين وفاته. .
2- كثرة تصانيفه ، واعتمادها حتى صارت محور المذهب ، فالتنبيه ، صار عمدة المذهب ، واعتنى به مجموعة من العلماء شرحا وتهذيبا وتعليقا ، وكذا "التهذيب" الذي شرح الحافظ النووي جزءا منه في " المجموع" وله اللمع والتبصرة وشرحها ،وغيرها.
سابعا : أمام الحرمين الجويني، وتلميذه أبو حامد الغزالي: حجة الإسلام ، ومهذب كتبه ، كان من أذكياء العالم ، وسبب اختياري له أن كتبه صارت محور المذهب : "البسيط" و"الوسيط" و"الوجيز" و"المختصر" وذلك قبل مجىء الحافظين الرافعي والنووي، وكذا كتبه في الأصول. وهو يمثل بداية مرحلة التحرير الأولى للمذهب .
ثامنا : الرافعي : عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسين بن الحسن الإمام العلامة إمام الدين أبو القاسم القزويني ، وهو رافع راية تحرير المذهب وتنقيحه .
تاسعا : الامام النووي . عمدة المذهب .
عاشرا : شيخ الاسلام زكريا الأنصاري ، وتلامذته الرملي وابن حجر الهيتمي .
وفي النفس شيء في نفر لا يمكن أن نطوي صفحة العشرة دون ذكرهم:
منهم الربيع راوية المذهب. وابراهيم بن أحمد ، أبو اسحق المروزي ، صاحب ابن سريج واكبر تلامذته ، وهو الذي قعد في مجلس الشافعي بمصر سنة القرامطة ، واجتمع الناس عليه ، وضربوا اليه أكباد الإبل ، وسار في الآفاق سبعون إماما من تلامذته ينشرون المذهب .
والعز بن عبد السلام ، وابن الرفعة ، وآل السبكي ، والأذرعي . وغيرهم .