العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الأسباب الحقيقية لتغيير الإمام الشافعي لاجتهاداته في مصر

د. محمد بن عمر الكاف

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
20 مايو 2009
المشاركات
326
التخصص
فقه
المدينة
المدينة المنورة
المذهب الفقهي
شافعي
هذه من المسائل التي يكثر الخلط واللبس فيها من كثيرين كتبوا عن الإمام الشافعي ومذهبيه القديم والجديد ، فيتصور أن الشافعي غير مذهبه كاملا ، أو أن المجتمع المصري أثر على آرائه الفقهية.. إلى غير ذلك من التصورات الخاطئة ..

* مذهَبُ الشَّافِعِيِّ واحدٌ :
تُوهِمُ عباراتُ كثيرٍ ممن أرَّخُوا للشافعيِّ أنَّ القولَ الجديدَ والقولَ القديمَ مذهبانِ مُستَقِلانِ ، أو أنَّ الشافعيَّ أملى كُتُباً جديدةً مستقلةً عن الكتبِ القديمةِ ، وقد استكثرَ بعض الكُتَّابِ أن تكونَ السنواتُ الأربعِ التي أقامها الشافعيُّ بمصرَ كافيةً لتأسيسِ مذهبٍ جديدٍ وتصنيفِ كتبٍ جديدةٍ ، ولكن عندَ التدقيقِ يظهرُ أن مذهبَ الشافعيِّ في الحقيقةِ واحدٌ ، وأنَّ القولَ الجديدَ امتدادٌ للقولِ القديم وتطويرٌ له ، والكتبُ الجديدةُ هي تمحيصٌ وزيادةٌ للكُتُبِ القديمةِ ، فكتابُ « الحجة » هو نفسُهُ كتابُ « الأم » ، ولم يسمِّهِما الشافعيُّ بهذينِ الاسمين بل سمَّاهما مَنْ رَواهما ، والشافعيُّ استنسخَ كتابه القديمَ وأضافَ إليه في الجديدِ وعدَّلَ وحَذَفَ ، ذلك لأنَّ الشافعيَّ طالما كان يفحَصُ آراءَهُ كما يفحَصُ آراءَ غيره ، ثم يكرِّرُ وزنَها على ما يستخرِجُ من أصولٍ فيُبقِي أو يُعَدِّلُ ، وهذا شأنُ الباحِثِ الذي يطلُبُ الحقَّ لا يبغِي سواه ، والمجدِّدُ الحيُّ في تفكيرِهِ واجتهادِه .
يُؤكِّدُ هذا البيهقيُّ(ت458هـ) في « مناقب الشافعي »([1])حيث يقول : (ثم أعادَ تصنيفَ هذه الكتبِ في الجديدِ غيرَ كُتُبٍ معدودةٍ منها : كتابُ الصيامِ ، وكتابُ الصَّدَاق ، وكتاب الحدود ، وكتاب الرَّهنِ الصغير ، وكتابُ الإجارة ، وكتابُ الجنائز ، فكانَ يأمرُ بقراءَةِ هذه الكتب عليه في الجديد ، ثم يأمرُ بتخريقِ ما تغيَّرَ اجتهادُهُ فيها ، وربما يَدَعُهُ اكتفاءً بما ذَكَرَ في مَوضِعٍ آخرَ ) فالإمامُ لم يقطَعْ نظرَهُ عن كتبِهِ القديمةِ بل من خلالها أبقى وعَدَّلَ وحَذَفَ ، فأصلُ المذهَبِ واحدٌ ([2]).
وكذلك يدلُّ عليه قولُ ابن النَّدِيْمِ(ت438هـ) ([3]) في «الفهرستِ» عند ذكرهِ لكتابِ « المبسوط » الذي رواه الزَّعْفَرَانِيُّ : (وروى « المبسوطَ » عن الشافعيِّ على ترتيب ما رواه الربيع ، وفيه خُلفٌ يسيرٌ ، وليسَ يرغبُ الناس فيه ولا يعملونَ عليه ، وإنما يعملُ الفقهاءُ على ما رواه الربيع)([4]).
فيدلُّ على أن أصلَ الكُتُبِ واحدٌ وهي بنفس الترتيبِ .
* أسبابُ تغييرِ الإمامِ لبعضِ اجتهاداتِه :
أما عن الأسباب التي دَعَتِ الإمامَ الشافعي إلى تغييرِ اجتهاداته :
1- مراجعتُهُ لأصوله في الاستنباط ، وإعادتُهُ لتصنيفِ كتابه « الرسالة » في أصول الفقه ، مما أدى إلى اختلاف اجتهاده في الفروع .
2- مراجعتُهُ لاجتهاداته في الفروعِ والنَّظَرُ فيها ، وإعادتُهُ الاجتهادَ بناءً على قياسٍ أرجحَ ، أو دليلٍ أقوى ، شأنُ من يتحرَّى الحقَّ ويرى رأيه صواباً مُحتَمِلاً للخطأِ.
وبعبارةٍ أخرى يُلخِّصُ د. لمين الناجي بعد استقراءِه لمسائل القديم والجديدِ أسباب تراجع الإمام عن أقوالِه ، بقوله:
(الرَّجُلُ دائِمُ الفحصِ في الأدِلَّةِ ، ينقدُها ويمحِّصُها ، دائمُ المناظرَةِ مع تلامِذَتِه ومعَ غيرهم ، ولذلك يقول قولاً ويرجِعُ عنه ، وقد يرجِعُ إليه مرَّةً أخرى ، وقد يقول قولَينِ أو أقوالاً ولا يتبيَّن له وجهُ الترجيحِ ، فالظاهر أنَّ السَّبَبَ الرئيسَ في تغيُّرِ رأي الشافعيِّ هو عامِلُ التَّرجيحِ ، ومن خلالِ استقرائي لاختلافِ اجتهاداتِ الشافعيِّ بين القديمِ والجديدِ ظهر لي أن عوامِلَ التَّرجيحِ ثلاثةٌ :
1- الترجيحُ بين الأَدِلَّةِ النقلِيَّةِ .
2- التَّمَسُّكُ بظواهرِ النصوصِ في مقابلِ قياسٍ أو غيرِه .
3- الترجيحُ بين الأقيِسَةِ)([5]).
* أسبابٌ أخرى يذكرُها بعضُ الباحثينَ :
1- تغيُّرُ البيئةِ والأعرافِ والعاداتِ بين مصرَ والعراقِ :
وهو سببٌ مشهورٌ ، يذكرُه كثيرٌ من الباحثين([6]) ، فهم يجعلونَ تغيُّرَ اجتهادَ الإمامِ الشافعيِّ بين العراقِ ومصرَ دليلا على تغيُّر الأحكامِ الشرعية بتغيُّرِ المكانِ ، وأنَّ المجتمعَ المِصرِيَّ بعاداتِهِ وأعرافِهِ قد أثَّر على اجتهاداتِ الإمام فغيَّرها تبعاً للمجتمعِ الجديدِ .
وهو سببٌ واهٍ جداً ، ردَّه مجموعةٌ من الباحثين منهم الباحثُ فهدُ الحبيشيُّ في بحثه القيِّمِ « المدخل إلى مذهب الإمام الشافعي» لسبعةِ أسبابٍ، نختارُ منها ما يلي:
1- لو كان الأمر كذلك لما شطبَ الإمامُ كتاباتِه الأولى ، ولما أنكر على مَن يروي آراءَه القديمةَ ، بل كان سَيُبيِّنُ سبَبَ تغيُّرِ فتواه في البَلَدَينِ بأنَّ معطياتِها وأُسَسَها مختلفةٌ .
2- يؤيِّد هذا أن الإمامَ أبقى على مواضعَ من الصَّداقِ ، ولو كان كما قيلَ لما أبقاه أيضاً ، أو كان رفضُهُ لفتاوى متفرِّقَةً من كُتُبٍ مختلفةٍ ، لا أن يشطُبَ جميعَها عدا مواضعَ.
3- يدعَمُ هذا أيضاً أن مذهبَ الإمامِ القديمَ كان مبنياً على أصولٍ لم يرتَضِها الشافعيُّ بعد ذلك ، كحُجِّيَّةِ مذهب الصحابيِّ .
4- ليستْ مسافةُ العاداتِ ، والناسِ ، والمكانِ ، والزمانِ كبيراً بين مصرَ والعراقِ بحيثُ يُؤدِّي هذا إلى التراجُعِ عن مسائلِ القديمِ.
5- أنَّ الشافعيَّةَ والذين هم أدرى بإمامِهم ومذهبِهِ لم يذكروا هذا السبب، وعندما اختار بعضهم شيئاً من آرائه القديمةِ ذكروا عدم نسبةِ هذه الآراء لمذهبِ الإمامِ، وأن الأصحابَ إنما اختاروها لِرُجحانها بالأدِلَّةِ من وُجهةِ نظرِهم.
فالذي يظهَرُ أن الإمامَ غيّر آراءَه واجتهاداتِهِ لما ترجَّحَ لديه من ضعفِها وصوابيَّةِ آرائِه الجديدةِ لا لشيءٍ آخرَ ، يظهرُ ذلك من استقراءِ المسائلِ التي أُثِرَ فيها عن الإمامِ قولان : قديمٌ وجديدٌ ، يتضحُ جليًّا فيها كونُ تغير اجتهاد الإمامِ نابعاً من نظرِه في الدليلِ لا إلى عُرْفِ المكانِ أو المجتمعِ ([7]).
وهو ما أكّده كذلك الدكتور لمين الناجي بعد استقرائِه لمسائلِ القديمِ والجديدِ بملاحظته كونَ أكثر مسائلِ القديمِ والجديدِ موجودةٌ في العباداتِ أكثرَ مما هي في العاداتِ والمعاملاتِ ، والعباداتُ لا تتأثَّر كثيراً بتقلُّبِ الظروفِ والأحوالِ ([8]).
2- اطِّلاعُ الإمامِ على فقهِ اللَّيثِ بنِ سعدٍ :
في مصر اطَّلَعَ الإمامُ على فقهِ الليثِ بن سعدٍ(ت175هـ) من خلالِ تلاميذِه هناك ، وأفادَ من عددٍ من كبارِ تلاميذِ شيخِه الإمامِ مالكٍ مثل أشهبِ بن عبدالعزيزِ(ت204هـ) ([9]) وغيرِه ، الأمرُ الذي يجعلُه بعضُ الباحثين سبباً لتغييرِ الإمامِ لبعضِ اجتهاداتِه .
وهو سببٌ ضعيفٌ كما يؤكد د. لمين الناجي ، ويعلِّلُ ذلك بِعَدَمِ اهتمامِ الشافعيِّ نفسِه بذكرِ اللَّيثِ بنِ سعدٍ في مُصَنَّفاتِه ، ولا تلاميذُه من بعدِه([10]) .
3- اطلاعُ الإمامِ على أحاديثَ لم يطَّلِع عليها من قبلُ :
يذكر بعضُهم كونَ الإمامِ اطَّلَعَ على أحاديثَ بمصر فغيَّر بعض آراءِه تبعاً لذلك ، ولكن الدكتور لمين بعد استقرائه لمسائل القديم ردَّ هذا السَّبَبَ ، حيثُ إن «مسند الشافعيِّ» المطبوعِ ، جميعُ الأحاديثُ التي فيه يعرِفُها الإمامُ قبل دخولِه مصرَ ، بدليلِ رواتِها الذين روى عنهم ([11]).


([1]) البيهقي ، مناقب الشافعي ، تحقيق : السيد أحمد صقر (القاهرة ، دار التراث) (1/255) .

([2]) محمد أبو زهرة ، الشافعي- حياته وعصره - آراؤه وفقهه ، (دار الفكر العربي) ص160 .نحراوي عبدالسلام (الإمام الشافعي في مذهبيه القديم والجديد ص218 .

([3]) محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق، أبو الفرج بن أبي يعقوب النديم: صاحب كتاب (الفهرست - ط) من أقدم كتب التراجم ومن أفضلها. وهو بغدادي، يظن أنه كان وراقا يبيع الكتب. وكان معتزليا متشيعا. العسقلاني . انظر : لسان الميزان (5/72) .

([4]) ابن النديم ، الفهرست (دار المعرفة ، بيروت ، 1978م ) (1/297)

([5])لمين الناجي ، القديم والجديد في فقه الشافعي (2/136-224) .

([6]) مثل الباحث عبدالعزيز قاضي زادة في رسالته للماجستير (الإمام الشافعي والمسائل التي اعتمدت من قوله القديم) ، والطالب سلوان عبدالخالق علي في رسالته للماجستير بعنوان (الإمام الشافعي ومذهبه القديم والجديد ضمن المنهاج للنووي) والشيخ محمد الطيب اليوسف في كتابه (المذهب عند الشافعية) (دار البيان الحديثة ، الطائف ، ط1 ، 1421هـ) ص64 وأحمد أمين في كتابه (ضحى الإسلام) (2/221) ، وعبدالرحمن الشرقاوي في كتابه (أئمة الفقه التسعة) ص150 .

([7]) أكرم القواسمي ، المدخل إلى مبذهب الإمام الشافعي ص307 .

([8]) لمين الناجي ، القديم والجديد في فقه الشافعي (1/350) .

([9])أشهب بن عبد العزيز بن داود القيسي العامري الجعدي، أبو عمرو: فقيه الديار المصرية في عصره. كان صاحب الامام مالك. قال الشافعي: ما أخرجت مصر أفقه من أشهب لولا طيش فيه. قيل: اسمه مسكين ، وأشهب لقب له ، مات بمصر (العسقلاني ، تهذيب التهذيب 1/ 359 ، وابن خلكان ، وفيات الأعيان 1/ 78 ) .

([10]) لمين الناجي ، القديم والجديد في فقه الشافعي (2/70)

([11]) المصدر نفسه .
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
تنبيه مهم يا شيخ محمد ...
فكثير من المعاصرين اتخذ من فعل الشافعي، أو احتهاد لعمر بن الخطاب مقابل النص = ذريعة لجعل المصلحة تعلو النصوص وتحكمها ... وما فهموا الأسباب الحقيقة لتلك المواقف .. جوزيت خيرا
 
إنضم
3 نوفمبر 2008
المشاركات
195
التخصص
الفقه
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
شافعي
بارك الله فيكم

هذه نصوص تبين أن اجتهاد الشافعي تغير في كثير من المسائل
مما يصح معه أن يقال : الشافعي له مذهبان : مذهب قديم وآخر جديد
ولا يلزم من ذلك أن يكون تراجع عن جميع القديم
لكن هذا التغير الكثير في الفتوى والاختيارات تدل على تحول كبير في فقه الشافعي واجتهاده

ولا يمنع أن يكون سبب ذلك جميع ما ذكره الباحثون
فإذا كانت مراجعته لأصوله هي سبب التغير لم يمنع ذلك أن يكون وقوفه على بعض الأحاديث سببا آخر أيضا

قال القفال في كتابه شرح التلخيص _فيما نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - : أكثر مذهب الشافعي القديم مثل مذهب مالك رضي الله تعالى عنهما.

وقال النووي : وساد أهل مصر وغيرهم، وابتكر كتبًا لم يسبق إليها، منها أصول الفقه، وكتاب القسامة، وكتاب الجزية، وكتاب قتال أهل البغى، وغيرها.

وذكر العبادي رحمه الله أن الكرابيسي روى عن الشافعي جواز بيع الحنطة بدقيقها وعدم جواز بيع السويق بالحنطة، فقيل للمزني هذا، فقال: هذا لا يعرف - أي عن الشافعي - وأنكر روايته.
قال العبادي: وإنما قاله المزني لأنه لم يسمع كتب الشافعي القديمة التي وضعها بالعراق، وهذا منقول عن القديم اهـ.
فلو كانت العملية إعادة بناء وتصليح لما خفي القديم على المزني
لأن عملية التصليح تستلزم ذكر القديم ثم الجديد

قال الإسنوي في المهمات : إذا أطلق القديم يراد به ما صنفه الشافعي في العراق واسمه ( الحجة )
وهو مجلد ضخم .ا.هـ

فلا يمكن أن تكون كل كتب الجديد كالأم وغيرها إعادة بناء وتصليح فقط للحجة لأنها أكبر منها بكثير



وذكر غير واحد من المحققين منهم الزركشي أنه: قد صح عن الشافعي أنه قال لا أحل لأحد أن يروي عني الكتاب القديم.
وهذا صريح في بيان المقصود فيما أعلم



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ثم إن الشافعي - رضي الله عنه - لما كان مجتهدا في العلم ورأى من الأحاديث الصحيحة وغيرها من الأدلة ما يجب عليه اتباعه وإن خالف قول أصحاب المدنيين ؛ قام بما رآه واجبا عليه وصنف الإملاء على مسائل ابن القاسم وأظهر خلاف مالك فيما خالفه فيه وقد أحسن الشافعي فيما فعل وقام بما يجب عليه وإن كان قد كره ذلك من كرهه وآذوه وجرت محنة مصرية معروفة والله يغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . وأبو يوسف ومحمد هما صاحبا أبي حنيفة وهما مختصان به كاختصاص الشافعي بمالك ولعل خلافهما له يقارب خلاف الشافعي لمالك وكل ذلك اتباعا للدليل وقياما بالواجب . ا.هـ

وقوله كاختصاص الشافعي بمالك يؤيد قول القفال الآنف

وقيل لأحمد بن حنبل : فما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين أحب إليك أم التي عند المصريين، قال : عليك بالكتب التي وضعها بمصر ، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها، ثم رجع إلى مصر فأحكم ذلك

وقال شيخ الإسلام في رسالة العقود ص80:
فإن الشافعي صنف الأم في مصر و كثير من كتبه غائب عنه ، و يقال : إنه كان يقعد في المسجد يكتبه ليس عنده من الكتب إلا ما شاء الله ، و هذا من أسباب قلة الآثار فيه و لهذا كان الذين رأوه ببغداد من أكابر العلماء كأحمد بن حنبل و أبي ثور و أبي عبد الرحمن الأشعري (لعلها الشافعي) وغيرهم ينكرون كثيرا مما خالفهم فيه لما صار بمصر
ويقولون : ليس عنده بمصر من يناظره و يراجعه كما كان عنده ببغداد......
ولما كان بالعراق كان به من يناظره من الموافقين والمخالفين مالم يكن بمصر
وقد ناظره بشر المريسي في الفقه وأصوله مناظرة طويلة جمعها أبو عبد الرحمن الشافعي ولكن تخمر عنده أشياء فصنف كتابه المصري بعد ذلكوكان اعتماده في كثير منه على المعاني التي تخمرت في نفسه أكثر من اعتماده على ألفاظ الحديث لهذا يوجد في كثير منه معاني أحسن من معاني القديم وفي القديم أقوال كثيرة أرجح من أقواله في المصري
لهذا لم يذكر في كتابه في مسألة نذر اللجاج والغضب آثارا بأسانيدها وألفاظها بل اعتمد على تفريع قول عطاء.........

هذا كلام ابن تيمية وهو يحتاج إلى وقفة
 
إنضم
3 نوفمبر 2008
المشاركات
195
التخصص
الفقه
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
شافعي
وقال الشافعي الليث أفقه من مالك
ولا يمكن أن تخرج هذه الكلمة من الشافعي من غير أن يسبر فقه الليث
وكونه لم يذكره في كتبه لا يدل على أنه لم يتأثر بفقهه
 
إنضم
3 نوفمبر 2008
المشاركات
195
التخصص
الفقه
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
شافعي
وذكر بعض الباحثين أن الشافعي قال بالتوقيت في المسح على الخفين في الجديد لوقوفه على بعض الأحاديث الصحيحة

والذي رأيته في المعرفة للبيهقي أن الشافعي كان يستدل في القديم على عدم التوقيت ببعض الآثار ولا يرى صحة أحاديث التوقيت
ثم صح عنده أحدها فقال بها
لكن هل قال بها قبل أن يدخل مصر أم بعد دخولها إياها
فإن الكرابيسي يزعم أن الشافعي تراجع عن القديم وقال بأحاديث التوقيت قبل أن يخرج من بغداد إلى مصر
فالله أعلم


وذكر بعض الباحثين أن الشافعي قال بجواز بيع الجلد المدبوغ في الجديد من أجل الحالة القتصادية في مصر
ولم أتحققه بعد
 

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
جزاكم الله خيرا يا شيخ محمد ونفع بكم، ولا عدمنا فوائدكم.

الأخ الشيخ أمجد بورك فيك وفي علمك ، ونفع بك.
أنصحك بعد فراغك من مرحلة الماجستير بدراسة الحديث وعلله، فكلما قرأت لك أجد شخصيتك مناسبة لهذا العلم.
 
إنضم
28 يونيو 2011
المشاركات
7
الكنية
أبو بكر
التخصص
فقه وأصول
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
فقه مقارن
رد: الأسباب الحقيقية لتغيير الإمام الشافعي لاجتهاداته في مصر

شكر الله كتاباتكم
أريد أن أعرف إن كان هناك بحث يجمع المسائل التي تراجع فيها الشافعي عن قوله؟ وهذا البحث سهل هذه الأيام.
 

قاسم ناصر حسين

:: متابع ::
إنضم
1 نوفمبر 2012
المشاركات
3
الكنية
ابو محمد
التخصص
فقه مقارن
المدينة
ديالى
المذهب الفقهي
شافعي
رد: الأسباب الحقيقية لتغيير الإمام الشافعي لاجتهاداته في مصر

شكرا يا أخي على هذا الموضوع الجميل
 
إنضم
25 يوليو 2012
المشاركات
505
الكنية
أبو زيد
التخصص
أصول الفقه
المدينة
حضرموت
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الأسباب الحقيقية لتغيير الإمام الشافعي لاجتهاداته في مصر

جزاك الله خير الجزاء، وسدد رأيك وقولك، ونفع بما تكتب
 
إنضم
31 أكتوبر 2011
المشاركات
70
الكنية
ابا محمد
التخصص
النحو
المدينة
المنيا
المذهب الفقهي
الشافعى
رد: الأسباب الحقيقية لتغيير الإمام الشافعي لاجتهاداته في مصر

جزيت خيرا عن هذا المجهود
 

علي عبدالله علي

:: متابع ::
إنضم
14 أغسطس 2013
المشاركات
13
الجنس
ذكر
الكنية
ابو عبدالله
التخصص
علوم شرعية
الدولة
اليمن
المدينة
.
المذهب الفقهي
شافعي
رد: الأسباب الحقيقية لتغيير الإمام الشافعي لاجتهاداته في مصر

جزاك الله خيرا
 
أعلى