العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
لا شيئ يعدل تبليغ أمانة العلم، والعلم عز ولاينال إلا بالذل بين يدي الأستاذ المرشد الناصح.
والتنافس على المناصب غير العلمية ظاهرة غير حميدة، خصوصا لدى الأساتذة الجدد الذين هم بحاجة إلى خبرات أكاديمية وعلمية كثيرة. ولجوء القدرات العلمية إلى المناصب الإدارية، في غير المراحل الانتقالية التي تتطلب ترسيخ تقاليد جديدة، يفوت عليهم تعميق العلم واستفادة الطلاب منهم.
لا ينبغي أن ننسى أن الله شرفنا بالعلم، وأن الأستاذ الجامعي يتقاضى مستحقاته المالية على أساس أنه مدرس وباحث بالدرجة الأولى. فإن تقلد منصبا إداريا(وضع مؤقت) فلا ينبغي أن يتحرر من أستاذيته (وضع دائم) ليتحول إلى موظف إداري متأثرا بالمحيط السائد.
كما ينبغي على الطالب الجامعي أن يكون حريصا على التعلم الذاتي والتعلم من أساتذته، ويجوز له أن يبالغ في سؤال أستاذه، بكل أدب ووقار طبعا إذ لا يجوز لطالب أن يسيئ لأستاذه مهما كان الأمر؛ لأن احترام الأستاذ احترامٌ لقواعد العلم واتصافٌ بها. وذلك ليحصل على أكبر قدر من الفائدة منه، فلا شيئ يفرح العالم كأن تسأله العلم، ولا شيئ يحزنه أن تسأله ماليس لك؛ كأن تتكاسل في الدراسة وتتوسل إليه في أن يقوم بإنجاحك. إن هذا لعمري كارثة الدهر، أن يصبح الطالب (للعلم) مطلوبا(منه ذلك)، والجامعة قاب قوسين أو أدنى منه، وهو يدرس مجاناً(على خلاف كثير من دول العالم بما فيها بعض الدول العربية كالأردن) ولا يدري النعمة الكبرى التي يتمتع بها والقدر لكبير الذي تساهم به الدولة الجزئرية مثلا مشكورة غير مأمورة؛ لضمان مجانية التعليم من الابتدائي حتى الدكتوراه. وليس هنالك ما يضمن أن يتواصل ذلك في المستقبل، إذا انخفضت مداخيل المحروقات لا قدر الله.
حبذا أن يعرف كل واحد منا، أستاذا كان أم طالبا نبل الرسالة الملقاة على عاتقه، فيؤدي كل واحد منا وظيفته بما يتناسب مع رسالته النبيلة.
هي في الحقيقة خاطرة أردت من خلالها الحديث مع زملائي الأساتذة، خصوصا المحدثون منهم، و نصح أبنائي الطلاب الأعزاء متمنيا للجميع عطلة ربيعية سعيدة. مساءكم سعيد !
 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

عفوا أستاذنا الدكتور مختار
إسمح لي أن أخالفكم في هذه النقطة :
الحكومة الجزائرية وغيرها من الحكومات العربية والإسلامية ( مأمورة ثم مشكورة )
ألا ترى أنهم يسمون أنفسهم مسؤولين ، ثم أليس هي أموال الشعب ، أليس هذه المدارس والجامعات تصنع المستقبل .
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

لحكومة الجزائرية وغيرها من الحكومات العربية والإسلامية ( مأمورة ثم مشكورة )
الأخ الحبيب الأستاذ زياد أحسن الله إليك ورفع قدرك ومقامك
ما جرى على لساني إنما هو من باب اللباقة في الحديث في أن نقول للمحسن أحسنت؛ كما نقول للمسيئ أسأت
وهو نفس الشعور الذي أشعر به وأنا أرى مجانية التعليم أو العلاج في السعودية أو العراق أو مصر أو سوريا للوافد أو الزائر العربي فضلا عن مواطنيهم.

ثم إني ذكرت مصطلح "الدولـة":

[quote=د. مختار بن طيب قوادري;131753]القدر لكبير الذي تساهم به الدولة الجزئرية مثلا مشكورة غير مأمورة[/quote]
وهو مصطلح يشمل كل مكونات الشعب (من جمعيات المجتمع المدني أو النقابات ورجال الأعمال والشخصيات العامة ذات الوجاهة والنفوذ... ) إضافة للحكومة والإقليم؛ بمعنى أشكر كل من ساهم في رسم هذه السياسة التعليمية وأقدر ما عندهم من عواطف إنسانية سامية وإن كان في مقدور بعضهم أن يجعل التعليم بالرسـوم.

لكن هذا لا يعني بتاتاً أن الدول؛ التي لا تستطيع أن توفر مجانية التعليم لمواطنيها، في الجامعة، لظروف مادية، أنها مخطئة، إنما ذكر الشيئ بالشيئ يفهم.

وليس هنا مقام تقييم الجامعات العربية أو الجامعات الحكومية من الجامعات الخاصة فيما يتعلق بجودة التعليم.
إنما أردت أن أسيل حبر يراع رواد هذا الملتقى الموقر للإفادة من ملاحظاتهم فنحن شئنا أم أبينا نتأثر بالبيئة التي نعيش فيها (كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة سعيدة الجزائر).
 
التعديل الأخير:

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

شكر الله لكم أستاذنا وأحسن إليكم
 
إنضم
5 مايو 2012
المشاركات
56
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
الحديث الشريف وعلومه
المدينة
الهاشمية
المذهب الفقهي
الإسلام
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

لا شيئ يعدل تبليغ أمانة العلم، والعلم عز ولاينال إلا بالذل بين يدي الأستاذ المرشد الناصح.

كيف تنال العزة بالذل؟!

ومن أين أتيت بهذا الشرط أخي الكريم؟!
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

هكذا عهدنا علماء السلف يتأدبون مع أساتذتهم أشد الأدب حتى بعد مماتهم
المسلم ذلول؛ أي سهل الانقياد، وليس ذليلا؛ بمعنى المهين
بهذا المعنى يحسن بطالب العلم أن يتحمل أستاذك لو كان جافيا أو قاسيا مراعاة للمآل الحسن
قال تعالى:( ..أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)
 
إنضم
5 مارس 2014
المشاركات
5
الكنية
أبو يوسف
التخصص
نظم المعلومات الإدارية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

جزاكم الله خيرا
 
إنضم
16 مايو 2012
المشاركات
13
الكنية
أبو محمد
التخصص
العلوم الشرعية والقانونية
المدينة
اكادير
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

شكر الله لكم
 

نورة

:: متابع ::
إنضم
19 يناير 2012
المشاركات
13
التخصص
اصول الفقه
المدينة
---------
المذهب الفقهي
-------------
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

هل يجوز للمراة ان تدّرس العلوم الشرعية في الجامعة او في الثانوية
 

زبير محمد عمر

:: متابع ::
إنضم
9 يونيو 2014
المشاركات
16
التخصص
الفقه
المدينة
نيامي
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

شكرا لك على هذه الخاطرة التي أجد عنوانها منبها لكل من الطالب والأستاذ على حقيقة مهمته (فهي رسالة وليست مجرد وظيفة هدفها الدنيا)
 
إنضم
5 مايو 2012
المشاركات
56
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
الحديث الشريف وعلومه
المدينة
الهاشمية
المذهب الفقهي
الإسلام
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

الأدب والتوقير واجب مع كل كبير وليس مع الأستاذ ولا يصل إلى درجة التذلل..

وأذلة على المؤمنين عامة وليست للمدرس خاصة..
 
إنضم
16 مايو 2012
المشاركات
13
الكنية
أبو محمد
التخصص
العلوم الشرعية والقانونية
المدينة
اكادير
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

قال اﻹمام الشافعي:
تصبر على مر الجفا من معلم***فإن رسوب العلم في نفراتـه
ومن لم يذق ذل التعلم ساعة***تجرع ذل الجهل طول حياته
وفي اﻷثر: "تعلموا العلم وتعلموا للعلم التواضع وتواضعوا لمن تعلمون منه"
 
إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
423
الكنية
جلال الدين
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
انواكشوط -- أطار
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

وفي الاثر لا يحسن التملق إلى في اثنتين أو ثلاث(الشك من الكاتب) وذكر منها .... العلم
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

هل يجوز للمراة ان تدّرس العلوم الشرعية في الجامعة او في الثانوية
وما الذي يمنعها -الأخت نورة- إن حازت المؤهلات العلمية والشخصية؟ فالعلم أشرف ميدان يمكن أن تفيد فيه المرأة. سواء في صف البنات حيث الفصل بين الطلاب والطالبات أو في صف يجمعهما معا، إن في الجامعة أو الثانوية...
 

هالة خفاجة

:: متابع ::
إنضم
15 فبراير 2015
المشاركات
11
التخصص
فقه مقارن
المدينة
الاسماعيلية
المذهب الفقهي
شافعي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

جزاكم الله خيرا وبارك لكم
 

هالة خفاجة

:: متابع ::
إنضم
15 فبراير 2015
المشاركات
11
التخصص
فقه مقارن
المدينة
الاسماعيلية
المذهب الفقهي
شافعي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

شكرا لك
 
إنضم
18 مايو 2015
المشاركات
8
الكنية
أبو صهيب
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
بلعباس
المذهب الفقهي
أهل الحديث
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

الأصل في المرأة ان تقر في بيتها، وقد جعل الله القوامة للرجل عليها؛ فإن احتيج إليها في بعض القطاعات جاز لها ولكن بشروط صعبٍ تحققُها في الواقع المعيش لمن تاملها بعين الإنصاف، في الجامعة يمكنها ان تُدرس الطالبات دون اختلاط، ولكن في الثانوي تختلط وتحتك ولابد بالرجال، وكاتب السطور أستاذ في الثانوي فهن في مرأى مني ومسمع. وللعلامة الشيخ ابن باز رحمه الله رسالةٌ في عمل المراة يُنصح بقراءتها.
 

أم هبة الله

:: متابع ::
إنضم
30 ديسمبر 2012
المشاركات
95
الكنية
أم محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مذهب أهل السنة والجماعة
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

وما الذي يمنعها -الأخت نورة- إن حازت المؤهلات العلمية والشخصية؟ فالعلم أشرف ميدان يمكن أن تفيد فيه المرأة. سواء في صف البنات حيث الفصل بين الطلاب والطالبات أو في صف يجمعهما معا، إن في الجامعة أو الثانوية...

نعم يجوز لها أن تدرس بنات جنسها من الإناث والرجال والشباب ولكن بشرط ألا تفتن وتفتتن عياذا بالله..

والنّاظر في سيرة كبار أهل العلم يجد أنهم قد أخذوا الإجازة من شيخات والناظر في سير زوجات العلماء يجد أنّهم استجازوا لهم من مشايخ..

ولكن لتدريس المرأة ضوابط شرعية لا تنطبق نهائيا على محيط التعليم في الجزائر..

فالتعليم مختلط والبنات يجلسن جنبا إلى جنب مع البنين فضلا عن التبرج والسفور والمياعة والفساد عياذا بالله..

وبالنسبة للعمل فقد قال الله تعالى ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه))

ومن أرادت تعليم النساء العلم الشرعي فالمساجد مفتوحة وإن أغلق المسجد فلتفتح بيتها..

أما أن تفتي بجواز ذلك يا حضرة الدكتور وأنت تعلم جيدا ما في الجامعات والثانويات من فساد فإنّ هذا مما ينبغي التوبة إلى الله منه..

فالفتيا يا حضرة الدكتور ليست فصاحة وبلاغة وإنما الفتيا لأهلها ومن أفتى بشيء فسيلقى الله به!!

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل..
 
إنضم
21 ديسمبر 2010
المشاركات
396
الإقامة
وهران- الجزائر
الجنس
ذكر
التخصص
الشريعة والقانون
الدولة
الجزائر
المدينة
سعيدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

الأخت الفاضلة أم هبة الله
زادك الله حرصا وفقها في الدين وشكر الله تعقيبك الذي لا أشك في أنه يرمي للوصول إلى الحقيقة الموافقة لقواعد وأحكام الشريعة الغراء.
طبعا البلد الذي ذكرت يختلف من منطقة لأخرى، فالبوادي والمداشر والقرى الصغيرة أشد محافظة من المدن الكبرى.
لكن مراكز الإشعاع العلمي توجد في المدن الكبرى.

وهنا يلتقي مآلان متناقضان: وجود معلمة ملتزمة في وسط غير ملائم وما يترتب عنها:
1- من مصالـح (تنمية عقول الطلاب والطالبات خصوصا ممن عاشوا في أسر غير محافظة)،
2- وما يقابلها من مفاسد (الاختلاط الذي ليس فيه مراعاة كاملة لأحكام الشريعة). لكن هذا الاختلاط ليس في بيئة مغلقة تتحقق فيها شروط الخلوة بالأجنبية، وإنما غالبا ما تلتقي بمجموع الأساتذة والطلاب من الجنسين. وإذا أخلت الملتزمات الساحة لغيرهن لجاءت من تدرس المقاييس الشرعية بدون قناعة أو ربما درستها بطريقة خاطئها لارتباطها بمعتقداتها أو سلوكياتها السلبية.

ملاحظة: للعلم فالنساء في بلاد عربية كثيرة تعيش الاختلاط في واقع حياتها؛ بحيث دخلن للمؤسسة الشرطية والعسكرية والمناصب السياسية والنقابية...الخ، وأصبح لهؤلاء النسوة نفوذ في المجتمع؛ كتمثيل النساء في كل ما تقترحه أو تستشيرهن فيه الجهات الوصية من تشريعات نسوية. فتستغل غير المتدينات الوضع لإرساء تشريعات تنتصر لحقوق للزوجـ(ة) على حساب الزوج مثلا، فلا تجد من يتصدى لها ويكون له تأثير في أوساطهن وداخل المجتمع سوى الأخوات الملتزمات.

وهنا يثور السؤال: أيهما أرجح في ميزان الشريعة؟
هل مصلحة تربية الناشئة تربية سليمة تتوغل من خلالها المرأة إلى طبقات المجتمع المختلفة التي ينتمي إليها الطلاب؟ أم مفسدة ترك بعض المحاذير كالاختلاط، وما يترتب عنها من توغل من لا يؤمن بالتربية الإسلامية في توجيه الناشئة بطريقة سلبية؟

وأنا إذ أجبت على السؤال المطروح بَيَّنْتُ حكمًا عاماً، ولم أقدم فتوى ًخاصة بامرأة معينةٍ، في ظروف خاصة، فأنا أربأ بنفسي من الفتيا الخاصة عن بعد، دون معرفة الملابسات، ومنها فقه الواقع، وأهل مكة أدرى بشعابها...
ولكم سيداتي سادتي واسـع النظـر، فقولي صواب يحتمل الخطأ، والله تعالى أعلم والرد إليه أحكم وأسلم.
 
التعديل الأخير:

أم هبة الله

:: متابع ::
إنضم
30 ديسمبر 2012
المشاركات
95
الكنية
أم محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مذهب أهل السنة والجماعة
رد: الأستاذ الجامعي والطالب الجامعي بين الرسالة والوظيفة

الأخت الفاضلة أم هبة الله
زادك الله حرصا وفقها في الدين وشكر الله تعقيبك الذي لا أشك في أنه يرمي للوصول إلى الحقيقة الموافقة لقواعد وأحكام الشريعة الغراء.
اللهم آمين وإياكم وشكر الله لكم حسن ردكم طبعا البلد الذي ذكرت يختلف من منطقة لأخرى، فالبوادي والمداشر والقرى الصغيرة أشد محافظة من المدن الكبرى.
لكن مراكز الإشعاع العلمي توجد في المدن الكبرى.

وهنا يلتقي مآلان متناقضان: وجود معلمة ملتزمة في وسط غير ملائم وما يترتب عنها:
1- من مصالـح (تنمية عقول الطلاب والطالبات خصوصا ممن عاشوا في أسر غير محافظة)،
2- وما يقابلها من مفاسد (الاختلاط الذي ليس فيه مراعاة كاملة لأحكام الشريعة). لكن هذا الاختلاط ليس في بيئة مغلقة تتحقق فيها شروط الخلوة بالأجنبية، وإنما غالبا ما تلتقي بمجموع الأساتذة والطلاب من الجنسين. وإذا أخلت الملتزمات الساحة لغيرهن لجاءت من تدرس المقاييس الشرعية بدون قناعة أو ربما درستها بطريقة خاطئها لارتباطها بمعتقداتها أو سلوكياتها السلبية.
الحمد لله الذي جعل في فروض الكفاية ما أسقط به الإثم عن عموم المسلمين ومادام الرجال قد أجاز الله لهم الخروج والتصدر للإمامة والتعليم وقد أمنوا من أن يفتنوا وأمرهم الله بغض أبصارهم لئلا يفتتنوا فلم يبق للمرأة حجة في مزاحمة الرجال والاختلاط بهم للتعليم في المدارس والجامعات خاصة وأنّ في بقائها في بيتها ورعايتها للصغار من أبنائها ومتابعتها للكبار منهم المقصد الأعظم في حفظ الأسر ومن ثمَّ المجتمع من الضياع ما لم تحوجها الضرورة للخروج والضرورة تقدر بقدرها.
أما غير الملتزمة إن درست أو اختلطت بالرجال وأفسدت أكثر مما أصلحت فلا يتحمل خطأها ووزرها غيرها والخطأ لا يعالج بخطأ مثله ولا نخرج الملتزمة فنفسدها حتى لا تفسِد المفسدة بجهلها وقلة دينها!!.


ملاحظة: للعلم فالنساء في بلاد عربية كثيرة تعيش الاختلاط في واقع حياتها؛ بحيث دخلن للمؤسسة الشرطية والعسكرية والمناصب السياسية والنقابية...الخ، وأصبح لهؤلاء النسوة نفوذ في المجتمع؛ كتمثيل النساء في كل ما تقترحه أو تستشيرهن فيه الجهات الوصية من تشريعات نسوية. فتستغل غير المتدينات الوضع لإرساء تشريعات تنتصر لحقوق للزوجـ(ة) على حساب الزوج مثلا، فلا تجد من يتصدى لها ويكون له تأثير في أوساطهن وداخل المجتمع سوى الأخوات الملتزمات.
نعم أصبح لهنّ نفوذ حينما غاب الرجل المسؤول عن القيام بدوره في حفظ زوجه وابنته وأمه وأخته من الاختلاط بالرجال.
ثم إنّ مقياسنا الشرعي هو الكتاب والسنّة لا ما يحصل في المجتمعات!!.
وهل ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أخرج النساء ولو كنّ عاقلات وحكيمات وأجلسهن مع الرجال وقال أدلين بدلوكنّ!!!!!!! حاشا لله وكلا.
إذن فما يحصل في المجتمعات العربية والمسلمة هو الغربة التي أخبرنا عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: ((بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)).
ألا يحقّ لنا أن نسعد بهذه البشارة ونحن الغرباء في مجتمعاتنا المهمشون والمحجور علينا في آرائنا وأفكارنا، الغرباء في لبسنا ومحافظتنا على ديننا!!
وهنا يثور السؤال: أيهما أرجح في ميزان الشريعة؟
هل مصلحة تربية الناشئة تربية سليمة تتوغل من خلالها المرأة إلى طبقات المجتمع المختلفة التي ينتمي إليها الطلاب؟ أم مفسدة ترك بعض المحاذير كالاختلاط، وما يترتب عنها من توغل من لا يؤمن بالتربية الإسلامية في توجيه الناشئة بطريقة سلبية؟
الأصلح بلا شك في ميزان الشريعة هو ما أمر الله به في كتابه العزيز وعمل به النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام من بعده في إبعاد النّساء عن مواطن الاختلاط والفتن.
وحينما أكتب هذا الكلام وأنا أم لبنتين وولدين فإني أعي جيدا في أيّ المواطن عليّ أن أضع ابنتيّ وكيف أنّي أخاف عليهما كما لا أخاف البتة على أخويهما وأعي جيدا أنّ البنت لضعفها وعاطفتها أقرب للافتنان من الرجل ولعلي كوني امرأة أخالط النّساء أدرك تماما حقيقة ضرورة حفظ المرأة في بيتها ومدرستها من الاختلاط بالرجال الأجانب ولو بلغوا من العمر عتيّا وليست كل النساء قد أوتيت العلم الشرعي والفهم الحقيقي له والحكمة في التعامل مع المواقف وإنّما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وأغلب النساء ناقصات عقل ودين وسفيهات رأي وبسيطات تفكير فكيف يطلب إليهن أن يتولين التشريعات ويتولين المناصب وهنّ اللواتي إذا قامت الواحدة منهنّ بشؤون بيتها أكثرت التأفف والشكوى وألحت في طلب الخادمة!!!!!!!!!!!.

وأنا إذ أجبت على السؤال المطروح بَيَّنْتُ حكمًا عاماً، ولم أقدم فتوى ًخاصة بامرأة معينةٍ، في ظروف خاصة، فأنا أربأ بنفسي من الفتيا الخاصة عن بعد، دون معرفة الملابسات، ومنها فقه الواقع، وأهل مكة أدرى بشعابها...
ولكم سيداتي سادتي واسـع النظـر، فقولي صواب يحتمل الخطأ، والله تعالى أعلم والرد إليه أحكم وأسلم.
ختاما أبيّن أنّ ما كتب المقصد منه بيان الحقّ فيما ظهر لي وفيما أدين الله عزّ وجلّ به وكلنا سيلقى الله وكلّنا معروض عليه ما كتب وما قال والله أسأل أن يجعل ما كتب له سبحانه ولأجل رضاه مما تثقل به الموازين وتغفر به الذنوب وتستر به العيوب.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
 
أعلى