العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الأقوال الضعيفة والشاذة لـ أ.د. عبد الوهاب أبو سليمان

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الأقوال الضعيفة والشاذة
لـ
أ.د. عبد الوهاب أبو سليمان

وهو أحد مباحث كتابه:

"منهج البحث في الفقه الإسلامي
خصائصه ونقائصه وترتيب موضوعاته"



للفقهاء مصطلح خاص في تعريف (القول الضعيف) وهو "شامل" لخلاف الأصح وخلاف المعتمد وخلاف الأوجه، وخلاف المتجه.
وأما خلاف الصحيح فالغالب أنه فاسد...."(1)
أما الشاذ فهو ما ينفرد به قائله مخالفا للدليل والقياس متضمنا خلاف المتفق عليه بين الفقهاء.
[هذا هو المعنى العام لـ (الشاذ) من الأقوال في الفقه، ولكل مذهب تعريف خاص، مثلاً:
يطلق الشافعية (الوجه الشاذ) على الوجه الذي خرجه الأصحاب واستنبطوه باجتهادهم على غير قواعد الإمام ونصوصه...](2)
الكتب الفقهية وبخاصة الشروح الموسعة يجد المؤلفون فيها مجالا واسعا لحكاية مختلف الأقوال: الراجحة والمرجوحة القوية، الضعيفة، والشاذة.
غالبا ما يعرض المؤلفون من الفقهاء وغيرهم الأقوال الضعيفة والشاذة لأغراض عديدة:
1- حصر الآراء والمذاهب الواردة في ذلك الموضوع، أداء وقياما بحق الأمانة العلمية.
2- إبراز قوة الدليل بالنسبة للرأي الراجح، ولا يتم هذا إلا بذكر الرأي المقابل المرجوح الضعيف مع دليله، ومن خلال العرض للرأيين والاستدلال لهما يتبين رجحان القوي فيطرح الضعيف.
3- الاحتراز من الأخذ به وعدم الاغترار بقائله.
ومن المستحسن في البحوث الفقهية الحديثة إغفال الرأي الضعيف والشاذ منها بخاصة فضلا عن الأخذ بهما حتى لا يتذرع في الأخذ به ضعاف النفوس، ما لم يوجد موجب علمي يقتضي ذكرها.
فقد تواترت كتابات المتقدمين والمتأخرين في التحذير من الأقوال الضعيفة والشاذة عملا وإفتاء أو حكاية على وجه التندر أو روايتها على سبيل الطرقة والفكاهة؛ حتى لا يتخذها الجاهلون والمنحرفون ذريعة ينفذون بها إلى أغراضهم حتى غدا مثلا بين الفقهاء (أنه لا يتبع الشاذ من الأقوال إلا الشاذ من الناس).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
".....والمسألة الضعيفة ليس لأحد أن يحكيها عن إمام من أئمة المسلمين، لا على وجه القدح فيه، ولا على وجه المتابعة له فيها، فإن في ذلك ضربا من الطعن في الأئمة، واتباع الأقوال الضعيفة".(3)
يؤكد هذا من المتأخرين العلامة الفقيه حسين بن محمد سعيد عبد الغني المكي قائلا:
"ولا يسوغ الاغترار سيما للعلماء بكل ما يوجد في كتاب غير ملتفت إلى ما هو الصحيح والصواب والمعتمد في الكتب المشهورة المعتد بها.
ولعل الذي نقل القول الضعيف، أو غير الصحيح إنما نقله للاحتراز عنه لا ليأخذه كل من سمعه.
وإن لم يكن قصده ذلك كان اللائق ترك ذكره، لئلا يغتر به الجهال."(4)
ذكر العلامة ابن الصلاح السبب في وجوب طرح الأخذ بالضعيف من الأقوال:
"إن الله أوجب على المجتهدين أن يأخذوا الراجح، وأوجب على غيرهم تقليدهم فيما يجب عليهم العمل به....."(5)
اشترط الفقهاء للحالات التي يؤخذ فيها بالضعيف من الأقوال:
"ثم الضعيف الذي يجوز تقليده شرطه:
أن لا يكون فيه مما ينقض فيه قضاء القاضي.
وذكر ابن حجر في القضاء في التحفة:
أن كل ما ينقض فيه قضاء القاضي لا يجوز تقليده فيه.
وفي كتاب (كف الرعاع) لابن حجر:
أن كثيرين من المجتهدين الخارجين عن الأئمة الأربعة لا يجوز تقليدهم كما هو مقرر في كتب الفقه والأصول.
ألا ترى إلى ما جاء عن عطاء في إباحته إعارة الجواري للوطء، وعن آخرين في تحليل المطلقة ثلاثا، وعن الأعمش الأكل في رمضان بعد الفجر، وقبل طلوع الشمس، ونحو ذلك من مذاهب المجتهدين الشاذة التي كاد الإجماع يعقد على خلافها ، فهذه كلها لا يجوز تقليد أربابها..."(6)
يقول العلامة ابن عابدين في هذا الخصوص:
"إن الواجب على من أراد أن يعمل لنفسه، أو يفتي غيره أن يتبع القول الذي رجحه علماء مذهبه فلا يجوز له العمل أو الإفتاء بالمرجوح إلا في بعض المواضع، وقد نقلوا الإجماع على ذلك" (7)
إنما تذكر الأقوال الضعيفة في الكتب لأجل الضرورة لا من أجل الأخذ بها(8)
فمن ثم يتعين على الباحث لدى عرض الأقوال الضعيفة، أو الشاذة إن كان ثمت ما يقتضي ذكرها أن يتصدى لردها حتى لا يغتر بها الآخرون، وإلا كان في هذا ترويجا لما لا ينبغي ترويجه وإشاعته.
-----------------------------------

1- الكردي، الفوائد المدنية ص43

2- هذا المقطع أورد أبو سليمان في الحاشية وأضفته هنا إلى الأصل لأهميته.

3- مجموع الفتاوى 32/137

4- إرشاد الساري إلى مناسك الملا علي القاري ص 159.

5- فتح المعين بهامش إعانة الطالبين لزين المليباري 4/233

6- الفوائد المدنية للكردي ص 236

7- مجموعة رسائل ابن عابدين: الرسالة الثانية ص 10

8- تراجم ستة من فقهاء العالم الإسلامي للشيخ عبد الفتاح أو غدة ص209
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
من باب الفائدة أقول : قد ألف في الشاذ والضعيف في مختلف الفنون وذلك لفوائد معرفة شواذ المسائل الكثيرة ومعرفة من عرف بالشذوذ من الطوائف والأفراد ومما ألف في الشاذ :
1 - في التفسير هناك رسالة دكتوراه بعنوان ( الأقوال الشاذة في التفسير : نشأتها وأسبابها وآثارها ) للشيخ الدكتور عبد الرحمن بن صالح الدهش جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين .
2 - وفي القراءات هناك ( القراءات الشاذة وتوجيهها النحوي ) للدكتور محمود الصغير وقد طبع في دار الفكر .وهناك بحوث كثيرة في القراءة الشاذة وآثارها الفقهية وكذا حجية القراءات الشاذة عند الأصوليين ..
3 - وفي الفقه هناك عدة رسائل منها رسالة دكتوراه بعنوان ( الشذوذ في الآراء الفقهية دراسة نقدية ) للشيخ عبد الله بن علي السديس الجامعة الإسلامية كلية الشريعة .
4 - وفي أصول الفقه هناك رسالة دكتوراه بعنوان ( الآراء الشاذة في أصول الفقه ) للشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله النملة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية الشريعة وهي رسالة قيمة جدا تكلم فيها الباحث عن الشذوذ عموما ومن عرف به وحكمه وحكم العمل به وما يتعلق به من مسائل بنحو 300 صفحة .
5 - وفي الحديث ألف ايضا عدة مؤلفات منها ( الشاذ والمنكر وزيادة الثقة - موازنة بين المتقدمين والمتأخرين ) لعبد القادر مصطفى المحمدي
6 - وفي النحو هناك عدة رسائل منها رسالة دكتوراه بعنوان الشذوذ والضرورة في لغة العرب ) لمحمد عبد الحميد سعد في جامعة الأزهر .
و( ظاهرة الشذوذ في النحو العربي ) رسالة دكتوراه لفتحي عبد الفتاح الدجني وغيرها .
 

علاء ممدوح على

:: متابع ::
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
64
التخصص
الفقه العام
المدينة
جيزة
المذهب الفقهي
حنبلي
الأخ طالب هدى هل توجد هذه الكتب أو بعضها على الشبكة
(خاصة ماجاء بعد ارقام 1 ... 2... 3...4 ..6 )
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
وفي أصول الفقه هناك رسالة دكتوراه بعنوان ( الآراء الشاذة في أصول الفقه ) للشيخ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله النملة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية الشريعة وهي رسالة قيمة جدا تكلم فيها الباحث عن الشذوذ عموما ومن عرف به وحكمه وحكم العمل به وما يتعلق به من مسائل بنحو 300 صفحة .

بارك الله فيك على هذه الإفادات

بالنسبة لرسالة الشيخ عبد الله السديس فهي رسالة في الجامعة الإسلامية ، ولم أطلع عليها، إن كنت اطلعت عليها فليتك تفيدنا عن قيمتها العلمية.

وجزاك الله خيرا على توصيفك لرسالة د. عبد العزيز النملة (الآراء الشاذة في أصول الفقه)

والسؤال: هل الكتاب مطبوع؟.
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
أخي الكريم أبو محمد البكري وفقه الله
بالنسبة لرسالة الأقوال الشاذة في التفسير موجودة في الوقفية ينظر :
http://www.waqfeya.com/open.php?book=839&cat=47
وينظر : http://www.archive.org/details/aqwal_shaza_tfseer_bdfbook_ara

شيخنا الكريم فؤاد يحيى وفقه الله بالنسبة لرسالة الشيخ السديس لم اطلع عليها أما بالنسبة لرسالة الدكتور عبد العزيز النملة فلم تطبع بعد لكن أعتقد أنها سوف تطبع قريباً وهي تقع في 1200 صفحة ربما إذا طبعت تكون في مجلد واحد بحدود 700 صفحة تقريباً .
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
أعلى