العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الإجماع و خلاف الظاهرية ..،للأستاذ الفاضل بدر العمراني ..

إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
290

بسم الله الرحمن الرحيم​
عقد الأستاذ الفاضل بدر العمراني الطنجي –حفظه الله و بارك فيه – عند تحقيقه لكتاب " الإجازة للتكبيرات السبع على الجنازة" (1) فصلا موجزا ، رد فيه على من ادعى عدم الاعتداد بخلاف اهل الظاهر في الإجماع ، وأتى على وجازته جامعا نافعا، رأيت نقله حنى يعم النفع ،وهو كالآتي:


ملحق في اعتبار خلاف الظاهرية في الإجماع (2)​

أولاً: لنقض دعوى من رد خلاف الظاهرية دون اعتبار في الإجماع، لا بد من ذكر الدليل والحجة على ذلك ، لأن القول بدليله لا بقائله .ويستفاد هذا من أقوال أصحاب هذه الدعوى.(3)

قال القرطبي في المفهم :"من التزم هذه الفضائح وجمد هذا الجمود حقيق أن لا يعد من العلماء بل و لا في الوجود، وقد أحسن القاضي أبو بكر حيث قال : إن أهل الظاهر ليسوا من العلماء ولا ن الفقهاء فلا يعتد بخلافهم بل هم من جملة العوام ، وعلى هذا جل الفقهاء والأصوليين ، ومن اعتد بخلافهم ، والحق أنه لا يعتبر إلا بخلاف من له أهمية النظر والاجتهاد على ما يذكر في الأصول.."

ونقل الشوكاني في " إرشاد الفحول" :"عن القاضي أبي بكر و الأستاذ أبي إسحاق أنه لا يعتد بخلاف من أنكر القياس ، ونسبه الأستاذ إلى الجمهور و تابعهم إمام الحرمين و الغزالي ، قالوا لأن من انكره لا يعرف طرق الاجتهاد ، وإنما هو متمسك بالظاهر فهو كالعامي الذي لا معرفة له ."

إذن من خلال هذه الأقوال يتضح أن دليلهم على هذه الدعوى هو : إنكار القياس . و هذا ليس من باب الأدلة و الحجج لأمرين :

الأول : ان المعتبر في بلوغ رتبة الاجتهاد و اتصاف الشخص به هو معرفته بالعلوم التي تؤهله و تمكنه من استنباط الأحكام الفرعية من الأدلة الشرعية ، والأدلة المتفق عليها هي كتاب الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم و إجماع أصحابه ، ولا نزاع في ان أخذ الحكم من هذه الأدلة غير محتاج إلى معرفة القياس قطعا بل لا اعتبار به ولا اعتداد به مع وجودها ، وإنما يتوقف استنباط الحكم منها على معرفة ما لابد منهةمن اللغة العربية التي نزل القرآن بها و بلغ بعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلم الأصول ، والآيات المتعلقة بالأحكام و كذلك الأحاديث المتعلقة بها مع معرفة صحيحها و ضعيفها و ناسخها من منسوخها ، وغير ذلك مما هو معلوم في أصول الفقه .

وبذلك يكون :" من عرف نصوص الشريعة حق معرفتها و تدبر آيات الكتاب العزيز و توسع في الاطلاع على السنة المطهرلاة علم بأن نصوص الشريعة جمع جم ، ولا عيب لهم إلا ترك العمل بالآراء الفاسدة التي لم يدل عليها كتاب ولا سنة ولا قياس مقبول، وتلك شكاة ظاهر عنك عارها..."

و الظاهرية هم أرباب هذا الفن ، والآخذين بزمامه . ودونك المحلى لابن حزم حامل راية أهل الظاهر.

الثاني : قولهم إن منكر القياس جاهل لا معرفة له بطرق الاجتهاد وليس عنده أهلية النظر، تمويه واضح ومغالطة مكشوفة ، لا تنطلي على من له أدنى إلمام بحال منكري القياس ، ذلك ان داود ومن رأى رأيه في نفيه وعدم العمل به لم ينكروه عن جهل به –كما زعم المنكرون عليهم – حتى يكون إنكاره نقصا أصابتهم نعرته ، بل أنكروه وهم عالمون به عارفون لعلله و مسالكها و قوادحها . فهذا ابن حزم –وهو ممن انكر القياس – برهن في محلاه (4) على انه يعرف القياس أكثر مما يعرفه المحتج به القائل بحجيته ، ويكفي دليلا وحجة على هذا أنه ما احتج أحد ممن يقول بحجيته، بقياس إلا وعارضه بقياس آخر مثله أو أقوى منه يدل على نقيض ذلك الحكم الذي احتج له القائل بحجيته ..، ومن هنا تعلم ان دليلهم على عدم اعتبار خلاف الظاهرية فب الإجماع ،دليل مبني على على فاسدة. انتهى (ص: 199،و200).

(1)لأحمد ابن الصديق رحمه الله ، ط: دار الكتب العلمية ،سنة2002م،مع مجموعة من الرسائل .
(2)هذا رد مختصر على كلام السيوطي في عدم اعتبار خلاف الظاهرية في الإجماع.
(3)ومن أراد التوسع فلينظر رسالة الشيخ الأصولي عبدالحي بن الصديق رحمه الله : " الإقناع باعتبار خلاف داود في الإجماع".
(4)و اجلى منه ما فعل في كتابه الفذ " الإعراب عن الحيرة والالتباس ، في مذاهب اهل الرأي والقياس" .
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
290
سئل العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : هل يعتد بخلاف الظاهرية ؟ فقال : نعم بل قال ابن القيم : إنهم أحسن حالاً من أهل الرأي . فقيل لابن عثيمين : إن لهم أقوالاً شنيعة ، فقال : وكذا لغيرهم .
[ الكنز الثمين في سؤالات ابن سنيد لابن عثيمين (ص / 173 ) ]
 
أعلى