العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الإمام الأذرعي شيخ حلب ومفتيها

أحمد بن فخري الرفاعي

:: مشرف سابق ::
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
1,432
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
باحث اسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
شافعي
الإمام الأذرعي شيخ حلب ومفتيها
اسمه ونسبه:
هو أحمد بن حمدان بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الغني بن محمد بن أحمد بن سالم بن داود بن يوسف بن جابر، الشيخ الإمام العلامة، المطلع، صاحب التصانيف المشهورة، شهاب
الدين أبو العباس الأذرعي الشافعي.
شيخ البلاد الشمالية، وفقيه تلك الناحية، ومفتيها، والمشار إليه بالعلم فيها.

مولده:
ولد في إحدى الجمادين سنة ثمان، وقيل: سنة سبع وسبعمائة بأذرعات.

شيوخه:
سمع من جماعة منهم القاسم بن عساكر والحجار، وقرأ على الحافظين المزي والذهبي وكانا يعجبان بقراءته، وسمع على صدر الدين علي بن عبد المؤمن الحارثي وأجاز له جمع
من أهل دمشق، ومصر، والإسكندرية.
وخرج له الحافظ شهاب الدين ابن حجي جزءا، واشتغل بدمشق على الكثير ، وأخذ الفقه فيها على تقي الدين أبي الحسن السبكي ، وبالقدس على أبي الفداء اسماعيل بن علي
القلقشندي ..
وأخذ عن ابن النقيب، وابن جملة، ولازم الفخر المصري، وهو الذي أذن له في الإفتاء في سنة خمس وثلاثين وشهد له بالأهلية عند السبكي.
ودخل القاهرة وحضر درس الشيخ مجد الدين السنكلومي، ثم سكن حلب.


حياته العلمية:
قال ابن العماد في " الشذرات" :
كان اشتغاله في العلم على كبر، وسبب همته في الاشتغال، أنه رأى في المنام رجلا واقفا أمامه، وهو ينشد :

( كيف ترجو استجابة لدعاء *** قد سددنا طريقه بالذنوب )
قال فأنشدته

( كيف لا يستجيب ربي دعائي ** وهو سبحانه دعاني إليه )
( مع رجائي لفضله وابتهالي ** واتكالي في كل خطب عليه )
قال وانتبهت وأنا أحفظ الأبيات الثلاثة.

وقد ناب في الحكم على حلب مدة عن قاضي القضاة نور الدين أبي عبدالله محمد بن الصائغ أول ما قدم، وسكن بالمدرسة العصرونية، فلما مات ابن الصائغ ترك ذلك.
وأقبل على الاشتغال، والتدريس، والتصنيف، والكتابة، والفتوى، ونفع الناس.
وحصل له كتب كثيرة، لقلة الطلاب هناك، ونقل منها في تصانيفه بحيث إنه لا يوازيه أحد من المتأخرين في كثرة النقل.
تولى التدريس في المدرسة العصرونية والظاهرية والأسدية بحلب.


مؤلفاته:

"القوت" شرح " المنهاج" في عشر مجلدات.
و"الغنية" شرح " المنهاج" أصغر من "القوت".
و"التوسط والفتح بين الروضة والشرح" في نحو عشرين مجلدا، وهو ملىء بالنقول والفوائد.
مختصر الحاوي .
و"التنبيهات على أوهام المهمات" في نحو ثلاث مجلدات وصل فيه فيه إلى الطلاق.
وله أسئلة سأل عنها قديما الشيخ تقي الدين السبكي " الحلبيات".
وله أسئلة على "التوشيح".
وغير ذلك.

وفاته:
ضعف بصره في آخر عمره، وثقل سمعه جدا، وسقط من سلم فكسرت رجله، وصار ضعيف المشي.
توفي في جمادي الآخرة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بحلب، ودفن خارج باب المقام، تجاه تربة ابن الصاحب.

ثناء العلماء عليه:
قال الحافظ شهاب الدين ابن حجر: أمتع الله ببقائه، اشتهرت فتاويه في البلاد الحلبية، وكان سريع الكتابة، مطرح النفس، كثير الجود، صادق اللهجة، شديد الخوف من الله تعالى، وقدم القاهرة بعد موت الإسنوي، وأخذ عنه بعض أهلها، ثم رجع، ورحل إليه من فضلاء المصريين: الشيخ بدر الدين الزركشي، والشيخ برهان الدين البيجوري، وكتب عنه شرح المنهاج، وكان فقيه النفس، لطيف الذوق ،كثير الإنشاد للشعر، وله نظم قليل، وكان يقول الحق، وينكر المنكر، ويخاطب نواب حلب بالغلظة، وكان محبا للغرباء، محسنا إليهم، معتقدا لأهل الخير، كثير الملازمة لبيته، لا يخرج إلا لضرورة، وكان كثير التحري في أموره.
وقال غيره: إنه كان يأخذ العقد على أصحابه أنهم لا يلون القضاء، وشاعت فتاويه في الأفاق، مع التوقي الشديد، خصوصا في الطلاق، وكان عسرا في الإذن في الإفتاء، لم يأذن إلا لجماعة يسيرة، منهم: القاضي شرف الدين الأنصاري، وشرف الدين الداديخي.وقد ناب في الحكم على حلب مدة عن قاضي القضاة نور الدين أبي عبدالله محمد بن الصائغ أول ما قدم، وسكن بالمدرسة العصرونية، فلما مات ابن الصائغ ترك ذلك.
وأقبل على الاشتغال، والتدريس، والتصنيف، والكتابة، والفتوى، ونفع الناس.
وحصل له كتب كثيرة، لقلة الطلاب هناك، ونقل منها في تصانيفه بحيث إنه لا يوازيه أحد من المتأخرين في كثرة النقل.
تولى التدريس في المدرسة العصرونية والظاهرية والأسدية بحلب.
وقال ابن قاضي شهبة في " الطبقات" : وكتبه مفيدة، وهو ثقة، ثبت في النقل، وكثير من الكتب التي نقل عنها قد عدمت، فأبقى الله تعالى ذكرها بنقله عنها، وإيداع ما فيها من الفوائد والغرائب في كتبه، لكنه قليل التصرف، ولا يد له في غير الفقه.
وقد بالغ ابن حبيب في الثناء عليه في ذيله على تاريخ والده.
وكان الشيخ زين الدين أبو حفص عمر الباريني الشافعي ، نزيل حلب مع جلالة قدره يجتمع عنده فتاوى يستشكلها ، فيأتيه فيسأله عنها.

مصادر الترجمة
طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/190 فما بعدها
شذرات الذهب لابن العماد
المستوفي بعد الوافي 1/293



 
التعديل الأخير:
إنضم
4 ديسمبر 2011
المشاركات
100
التخصص
المذهب الشافعي
المدينة
دمشق ، درعا
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: الإمام الأذرعي شيخ حلب ومفتيها

بارك الله فيك
أذرعات : هي أذرعات الشام وهي معروفة اليوم بدرعا وكانت منذ زمن ليس بالطويل تشتهر عند كبار السن بـ ذرعا
وقيل سميت بذلك لأنهم كانوا يقيسون بالذراع . والله أعلم
قال سيدنا أبو زكريا النووي رضي الله عنه في تهذيب الأسماء واللغات :
وأذرعات بفتح الهمزة وكسر الراء كذا قيدها صاحب الصحاح
وهي بلدة معروفة بالشام حماها الله تعالى بينها وبين دمشق مرحلتان ، وإلى بصرى دون مرحلة ، وإلى القدس نحو أربع مراحل ، والنسبة إليها أذرعي بفتح الراء .ا.هـ.

بين دمشق ودرعا ما يقارب 100 كم وهي جنوب دمشق وهي وقراها مشهورة بحوران وبينها وبين بصرى ما يقارب 45 كم
-وأنا من القرى التابعة لها ونسبت نفسي لها تشرفا بهذا الإمام الذي ترجمت له-
وخرج منها علماء كثير منهم : الشيخ النووي رضي الله عنه وابن كثير والأذرعي صاحب الترجمة وابن القيم أصله منها
ومنه قول الشاعر :
تنورتها من أذرعات وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظر عالي
وهذا البيت مشهور في كتب النحو ...
والله تعالى أعلم
 

كمال الدين فقيه

:: متابع ::
إنضم
5 أبريل 2013
المشاركات
12
الكنية
أبو راشد العنزي
التخصص
الفقه والأصول والكلام والعربية
المدينة
أحواز أهل السنة والجماعة العربية
المذهب الفقهي
شافعي
رد: الإمام الأذرعي شيخ حلب ومفتيها

............بحث جيد بارك الله فيك ؟
 
أعلى