زكرياء الوزاني المصمودي خديري
:: متابع ::
- إنضم
- 21 مارس 2010
- المشاركات
- 15
- الإقامة
- المغرب
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عبد الرحمان
- التخصص
- المذهب المالكي والتشريع المعاصر
- الدولة
- المغرب
- المدينة
- الرباط
- المذهب الفقهي
- المذهب المالكي
بداية....
[font="]الحمد لله الذي أنعم علينا بنور العلم والهداية، وأرشدنا إلى طريق الحق والسلامة، ووفقنا للاستبصار به عن الوقوع في الجهالة والضلالة، وخصَّنا بشريعة نبيِّنا محمد [/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="]؛ فأوضح الطريق ويسَّر العبادة، وجعل من أمته صلى الله عليه وسلم [/font][font="] علماء وفقهاء ودعاة نهجوا نهجه فكان لهم نبراس الرَّحمة والهداية. [/font]
[font="]وصلى الله وسلم على الرحمة المهداة، الذي أرسله الله عزَّ وجل "شاهدا ومبشراً ونذيراً، وداعيا إلى الله بإذنه، وسراجاً منيراً"، وعلى آل بيته الطاهرين وصحبه الغرِّ الميامين، ومن اقتفى أثرهم وسار على نهجهم من الدعاة المخلصين وطلبة العلم المشتغلين بعلوم الدين الشريعة والدين. [/font]
[font="]وبعد؛ فمدارستنا هذه الليلة هي للإجابة عن الأسئلة التالة:[/font]
[font="]ما هو السبيل إلى الوصول إلى حياة القلوب التي يفتقدها الكثيرون؟ أين يجد الإنسان نور بصيرته؟ كيف نصل إلى الهداية التي تخرجنا من الظلمات إلى النور؟ ما هو الشفاء لجميع أدوائنا الظاهرة والباطنة؟ رحمة الله كيف تنال وإلى من تعطى؟[/font]
[font="]أيها الإخوة الأحباب في الله[/font][font="]؛إنَّ الله سبحانه وتعالى بدأ خلق هذا الإنسان من طين؛ وهذا الجانب الطيني من الإنسان له حاجيات تلِح عليه من أجل قضائها؛ منها ما يتقوَّت به لكي يعيش، ومنها ما به استمرار هذا النَّوع.[/font]
[font="]ومن رحمة الله بالبشرية جمعاء أن وفَّر لها غذاء هذا الجانب الذي مردُّه إلى الأرض؛ فمنها خلقنا، ومنها نغذي هذا القسم فينا، من جميع ما في هذه الأرض، من نباتها، ومن حيوانها، وممَّا فيها وما عليها وما حولها من هواء، وغير ذلك كثير...[/font]
[font="]لكنَّ السرَّ الذي أودعه فينا، حتى دبَّت الحياة في هذا الجسد، ولولاه لما كان له وجود هو قوله سبحانه: "[/font][font="]ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ[/font][font="]" [/font][font="]([/font][font="]السجدة:[/font][font="]9[/font][font="])[/font][font="]؛ فهذه النفخة الرُّوحية هي المسيِّرة لذلك الجسد والمتحكم فيه، لأنَّ أصلها من الله أكرم الأكرمين. قال سبحانه: "[/font][font="]وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا[/font][font="]"[/font][font="]([/font][font="]الإسراء[/font][font="]:[/font][font="]85[/font][font="])[/font][font="].[/font]
[font="]والسؤال الذي يلِحُّ الآن ويحتاج إلى جواب؛ ما هي متطلبات هذه الرُّوح؟ وما علاقتها بالقسم الطيني فينا؟.[/font]
[font="]إنَّ الجواب إخوتي قد نعلمه وقد نتغافل عنه، لكن نرجع ونقول: وما سمي الإنسان إنساناً إلاَّ لكثرة نسيانه؛ فلذلك قال سبحانه: "[/font][font="]فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى . سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى [/font][font="]"[/font][font="]( [/font][font="]الأعلى[/font][font="]:[/font][font="]9-10[/font][font="]).[/font]
[font="]إخوتي طلاب المعرفة[/font][font="]: إنَّ هذا القسم الرُّوحي الذي يحكم ويسيِّر القسم الطيني فينا، إنَّما غذاؤه من حيث جاء؛ أي من الله عزَّ وجل.[/font]
[font="]ومن تمام رحمة الله بنا أن أنزل غذاءً من عنده بعد معصية آدم وهبوطه إلى الأرض؛ ذلك قوله تعالى: [/font][font="]"[/font][font="]قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ[/font][font="]" [/font][font="]([/font][font="]البقرة:38[/font][font="])[/font][font="].[/font]
[font="]هذا الهدى النازل من عند الله عبر مراحل منذ آدم إلى محمد [/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="]، هو الوحي الذي جاء مقسطا في رسالات، حسب درجة نمو هذا الإنسان الفرد، والإنسان المجتمع، والإنسان النوع. حتى إذا وصل الإنسان في نموه واستعداده الفردي والجماعي إلى درجة صار فيها مؤهلا كاملا، نزل الكتاب بكامله لا بعض منه. نزل مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه.[/font]
[font="]أيها الإخوة المؤمنون: إنَّ الله استخلف أبانا آدم، ثمَّ ذريته من بعده في هذه الأرض، وكلَّفنا بعمارتها؛ بعد أن بيَّن العلَّة الغائية من هذا الخلق في قوله عزَّ وجل: [/font][font="]"[/font][font="]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"([/font][font="]الذارايات:56[/font][font="])[/font][font="].[/font]
[font="]فالعمارة تتمُّ بما أودعه الله تعالى في هذا الإنسان من عقل وحكمة، وبما أوجده في هذا الكون؛ فجعل عقل الإنسان الذي لا تدركه الأبصار يتحكَّم في تسخير هذا الفضاء الواسع؛ فأبدع وابتكر ثمَّ اخترع أشياء وأشياء... وتعمََّق في البحار وغاص في الأعماق، واكتشف من الأمور ما يعجز عن وصفها اللسان، وخبر حياة الحيوان في البرِّ والبحر، وحياة الإنسان داخله وخارجه ممَّا هو محسوس متصل بالمادَّة؛ ثمَّ إذا به يعجز عن تلمس الغذاء لهذا القسم الرُّوحي منه؛ فتكتمل سعادته في الدنيا والآخرة[/font]!![font="]؟.[/font]
[font="]وإنَّ غذاؤه لا يكون إلاَّ من حيث أتى، وهو الوحيُّ المنزل على نبيِّنا محمد[/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="]قرآناً وسنَّة. ثمَّ إنَّ معرفته دون فاعلية أو حراك؛ لا تكفي. حتى يتمَّ تناوله وفق جرعات معيَّنة، ووفق نظام معيَّن؛ آنئذ أثمر ثمرته، وغذى هذه الرُّوح حتى يشبع متطلباتها.[/font]
[font="]بعد هذا يستطيع الإنسان أن يقوم بوظيفة الخلافة في هذه الأرض، ويضطلع بكلِّ ما استخلف فيه بقوَّةٍ وأمانة. لأنّا نقول: مناط الاستخلاف عبادة الله؛ فلا يكون الإنسان مستخلَفاً عن الله عزَّ وجل حقَّ الاستخلاف إلاَّ بتفاعل تلك الرُّوح مع الهدى النازل من عند الله.[/font]
[font="]فإذا لم يتلق الإنسان ذلك الغذاء المعبَّر عنه بالهدى؛ فإنَّ روحه تموت، تجوع ثمَّ تجوع، ثمَّ تموت نهائياً. فإذا ماتت أصبح الطين من الناحية العملية هو المهيمن، وأصبحت الأفكار كذلك طينية، وأصبح الإنسان أبعد ما يكون عن أن يقوم بالخلافة في الأرض.[/font]
[font="]والآن السؤال الذي يفرض نفسه[/font][font="]: من المتحكم فينا؛ هل يا ترى الهدى المنبعث من الله إلى هذه الرُّوح؟ أم هوى النفس المنبعث من حاجيات الجسد الطيني، سواء كانت مشروعة أو ممنوعة؟ [/font]!!! <<<يتبع<<
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[font="](1): ثمَّ استقاء مادَّة هذا المقال من السلسلة القرآنية 1: القرآن الكريم؛ طبيعته ووظيفته؛ أ.د. الشاهد البوشيخي. وما كان لي إلاَّ أنِّي اصطبغته بصبغتي وزدت إليه فوائد وفرائد ما استفدناه من جلساء الملائكة.[/font][font="]الحمد لله الذي أنعم علينا بنور العلم والهداية، وأرشدنا إلى طريق الحق والسلامة، ووفقنا للاستبصار به عن الوقوع في الجهالة والضلالة، وخصَّنا بشريعة نبيِّنا محمد [/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="]؛ فأوضح الطريق ويسَّر العبادة، وجعل من أمته صلى الله عليه وسلم [/font][font="] علماء وفقهاء ودعاة نهجوا نهجه فكان لهم نبراس الرَّحمة والهداية. [/font]
[font="]وصلى الله وسلم على الرحمة المهداة، الذي أرسله الله عزَّ وجل "شاهدا ومبشراً ونذيراً، وداعيا إلى الله بإذنه، وسراجاً منيراً"، وعلى آل بيته الطاهرين وصحبه الغرِّ الميامين، ومن اقتفى أثرهم وسار على نهجهم من الدعاة المخلصين وطلبة العلم المشتغلين بعلوم الدين الشريعة والدين. [/font]
[font="]وبعد؛ فمدارستنا هذه الليلة هي للإجابة عن الأسئلة التالة:[/font]
[font="]ما هو السبيل إلى الوصول إلى حياة القلوب التي يفتقدها الكثيرون؟ أين يجد الإنسان نور بصيرته؟ كيف نصل إلى الهداية التي تخرجنا من الظلمات إلى النور؟ ما هو الشفاء لجميع أدوائنا الظاهرة والباطنة؟ رحمة الله كيف تنال وإلى من تعطى؟[/font]
[font="]أيها الإخوة الأحباب في الله[/font][font="]؛إنَّ الله سبحانه وتعالى بدأ خلق هذا الإنسان من طين؛ وهذا الجانب الطيني من الإنسان له حاجيات تلِح عليه من أجل قضائها؛ منها ما يتقوَّت به لكي يعيش، ومنها ما به استمرار هذا النَّوع.[/font]
[font="]ومن رحمة الله بالبشرية جمعاء أن وفَّر لها غذاء هذا الجانب الذي مردُّه إلى الأرض؛ فمنها خلقنا، ومنها نغذي هذا القسم فينا، من جميع ما في هذه الأرض، من نباتها، ومن حيوانها، وممَّا فيها وما عليها وما حولها من هواء، وغير ذلك كثير...[/font]
[font="]لكنَّ السرَّ الذي أودعه فينا، حتى دبَّت الحياة في هذا الجسد، ولولاه لما كان له وجود هو قوله سبحانه: "[/font][font="]ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ[/font][font="]" [/font][font="]([/font][font="]السجدة:[/font][font="]9[/font][font="])[/font][font="]؛ فهذه النفخة الرُّوحية هي المسيِّرة لذلك الجسد والمتحكم فيه، لأنَّ أصلها من الله أكرم الأكرمين. قال سبحانه: "[/font][font="]وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا[/font][font="]"[/font][font="]([/font][font="]الإسراء[/font][font="]:[/font][font="]85[/font][font="])[/font][font="].[/font]
[font="]والسؤال الذي يلِحُّ الآن ويحتاج إلى جواب؛ ما هي متطلبات هذه الرُّوح؟ وما علاقتها بالقسم الطيني فينا؟.[/font]
[font="]إنَّ الجواب إخوتي قد نعلمه وقد نتغافل عنه، لكن نرجع ونقول: وما سمي الإنسان إنساناً إلاَّ لكثرة نسيانه؛ فلذلك قال سبحانه: "[/font][font="]فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى . سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى [/font][font="]"[/font][font="]( [/font][font="]الأعلى[/font][font="]:[/font][font="]9-10[/font][font="]).[/font]
[font="]إخوتي طلاب المعرفة[/font][font="]: إنَّ هذا القسم الرُّوحي الذي يحكم ويسيِّر القسم الطيني فينا، إنَّما غذاؤه من حيث جاء؛ أي من الله عزَّ وجل.[/font]
[font="]ومن تمام رحمة الله بنا أن أنزل غذاءً من عنده بعد معصية آدم وهبوطه إلى الأرض؛ ذلك قوله تعالى: [/font][font="]"[/font][font="]قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ[/font][font="]" [/font][font="]([/font][font="]البقرة:38[/font][font="])[/font][font="].[/font]
[font="]هذا الهدى النازل من عند الله عبر مراحل منذ آدم إلى محمد [/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="]، هو الوحي الذي جاء مقسطا في رسالات، حسب درجة نمو هذا الإنسان الفرد، والإنسان المجتمع، والإنسان النوع. حتى إذا وصل الإنسان في نموه واستعداده الفردي والجماعي إلى درجة صار فيها مؤهلا كاملا، نزل الكتاب بكامله لا بعض منه. نزل مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه.[/font]
[font="]أيها الإخوة المؤمنون: إنَّ الله استخلف أبانا آدم، ثمَّ ذريته من بعده في هذه الأرض، وكلَّفنا بعمارتها؛ بعد أن بيَّن العلَّة الغائية من هذا الخلق في قوله عزَّ وجل: [/font][font="]"[/font][font="]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"([/font][font="]الذارايات:56[/font][font="])[/font][font="].[/font]
[font="]فالعمارة تتمُّ بما أودعه الله تعالى في هذا الإنسان من عقل وحكمة، وبما أوجده في هذا الكون؛ فجعل عقل الإنسان الذي لا تدركه الأبصار يتحكَّم في تسخير هذا الفضاء الواسع؛ فأبدع وابتكر ثمَّ اخترع أشياء وأشياء... وتعمََّق في البحار وغاص في الأعماق، واكتشف من الأمور ما يعجز عن وصفها اللسان، وخبر حياة الحيوان في البرِّ والبحر، وحياة الإنسان داخله وخارجه ممَّا هو محسوس متصل بالمادَّة؛ ثمَّ إذا به يعجز عن تلمس الغذاء لهذا القسم الرُّوحي منه؛ فتكتمل سعادته في الدنيا والآخرة[/font]!![font="]؟.[/font]
[font="]وإنَّ غذاؤه لا يكون إلاَّ من حيث أتى، وهو الوحيُّ المنزل على نبيِّنا محمد[/font][font="]صلى الله عليه وسلم[/font][font="]قرآناً وسنَّة. ثمَّ إنَّ معرفته دون فاعلية أو حراك؛ لا تكفي. حتى يتمَّ تناوله وفق جرعات معيَّنة، ووفق نظام معيَّن؛ آنئذ أثمر ثمرته، وغذى هذه الرُّوح حتى يشبع متطلباتها.[/font]
[font="]بعد هذا يستطيع الإنسان أن يقوم بوظيفة الخلافة في هذه الأرض، ويضطلع بكلِّ ما استخلف فيه بقوَّةٍ وأمانة. لأنّا نقول: مناط الاستخلاف عبادة الله؛ فلا يكون الإنسان مستخلَفاً عن الله عزَّ وجل حقَّ الاستخلاف إلاَّ بتفاعل تلك الرُّوح مع الهدى النازل من عند الله.[/font]
[font="]فإذا لم يتلق الإنسان ذلك الغذاء المعبَّر عنه بالهدى؛ فإنَّ روحه تموت، تجوع ثمَّ تجوع، ثمَّ تموت نهائياً. فإذا ماتت أصبح الطين من الناحية العملية هو المهيمن، وأصبحت الأفكار كذلك طينية، وأصبح الإنسان أبعد ما يكون عن أن يقوم بالخلافة في الأرض.[/font]
[font="]والآن السؤال الذي يفرض نفسه[/font][font="]: من المتحكم فينا؛ هل يا ترى الهدى المنبعث من الله إلى هذه الرُّوح؟ أم هوى النفس المنبعث من حاجيات الجسد الطيني، سواء كانت مشروعة أو ممنوعة؟ [/font]!!! <<<يتبع<<
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ