زياد العراقي
:: مشرف ::
- إنضم
- 21 نوفمبر 2011
- المشاركات
- 3,614
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- ...
- الدولة
- العراق
- المدينة
- ؟
- المذهب الفقهي
- المذهب الشافعي
[h=1]الاحتفال بالمناسبات الدينية حينما يخالف المقصود منها .. عاشوراء إنموذجا [/h]
صحيفة السبيل الأردنية: فضيلة الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي حفظه الله ورعاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فأرجو أن تكون بخير وعافية، وأود إعلامكم بأنني أعد لتحقيق صحفي بعنوان :"الاحتفال بالمناسبات الدينية حينما يخالف المقصود منها .. عاشوراء أنموذجا"، أمل منكم التكرم بالإجابة على الأسئلة المرفقة مع بالغ الشكر: س1 / ما هي المناسبات الدينية التي أباح الشرع للمسلمين الاحتفال فيها ؟ س2 / هل جاء في الشرع ما يبين أنَّ ثمة تقاليد محددة ينبغي مراعاتها في تلك الاحتفالات؟ س3 / بخصوص يوم عاشوراء من أين جاءت خصوصيته ؟ وما الذي أكسبه هذه الخصوصية؟ س4 / ما هو المشروع في يوم عاشوراء ؟ س5 / ما رأيكم بما يفعله الشيعة في هذا اليوم من لطم وندب ونياحة وضرب لأجسادهم يصل إلى حد الإدماء والجروح ؟ مع بالغ الشكر والتقدير لكريم تعاونكم،،، بسام ناصر كاتب صحفي/ صحيفة السبيل
س1 / ما هي المناسبات الدينية التي أباح الشرع للمسلمين الاحتفال فيها ؟
جـ / الاحتفال عادة يكون غالباً بمناسبة الأفراح ، وقلما يكون بمناسبة الأحزان ؛ لأن المسلم يشعر بأن الله تعالى خلقه في هذه الحياة لعبادته لأنه المنعم المتفضل على خلقه بشتَّى النعم ؛ لذا يستحق الشكر عليها ، فالعبادة هي شكر لله على انعامه.
ولا يجد المسلم لحظة للفرح والسرور إلا في اللحظات التي يقدم فيها عملاً صالحاً وعبادة للمنعم وشكراً لإنعامه . وعلى هذا الأساس منع الإسلام اطلاق لفظ العيد على المناسبات إلا في مناسبتين هما يوم عيد الفطر وعيد الأضحى فإنهما يوما فرح وسرور ؛ لأنَّ المسلم يحتفل بهما ؛ لأنهما يعقبان عبادتين من أهم العبادات ، فالفطر يعقب صيام وقيام رمضان ، والأضحى يعقب وقوف ممثلي العالم الإسلامي على صعيد عرفات ، ناهيك عما يجري فيهما من موساة للفقراء بالفطرة والأضاحي.
اضافة إلى ذلك فإن الله تعالى لم يخلهما من العبادة إضافة إلى العبادات الأخرى فإنه أمرنا أن نبدأ في صبيحتهما بالصلاة والتكبير والموعظة تحقيقاً للحكمة التي خلقنا الله لها.
أما المناسبات الأخرى فلا يطلق عليها لفظ العيد بل يطلق عليها احياء الذكرى ؛ لأن الذكرى تنفع المؤمنين منها ذكرى ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- -أي ذكرى ولادة الإسلام- ، وذكرى الهجرة ، وذكرى الاسراء والمعراج ، وذكرى ليلة القدر ، وذكرى وقعة بدر الكبرى ، وذكرى يوم عاشوراء.
والحكمة من إحيائها هي ربط الحاضر بالماضي وليتأسى المسلمون برجالاتها وتضحياتهم ، فلا مانع من الاحتفال بذلك ؛ لأن فيها تنشيطاً للهمم وتذكاراً بالماضي المشرق وتوعية للأجيال بما احتوت عليه من مكارم وانتصارات وتقرب إلى الله تعالى وتشريعات إلاهية .
س2 / هل جاء في الشرع ما يبين أنَّ ثمة تقاليد محددة ينبغي مراعاتها في تلك الاحتفالات؟
جـ / لم يرد نص من كتاب أو سنة بتشريع أي عبادة أو تقاليد خاصة بها بل نقول بمشروعية الاحتفال بها بموجب القواعد العامة التي أرساها الإسلام : من باب {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } الذاريات55، أو من باب {... وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } الحج77.
فلا توجد فيها عبادة خاصة بها بما في ذلك اليوم يوم الجمعة إلا ما شرعه الله من صلاتها وخطبتها وفضل قراءة سورة الكهف والإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- والاحتفال بها احتفاء بما انطوت عليه من انتصارات أو تشريعات أو أعمال تخدم الأمة والانسانية جمعاء إلى يوم القيامة لا على أساس عبادة أو تقاليد خاصة بها.
س3 / بخصوص يوم عاشوراء من أين جاءت خصوصيته ؟ وما الذي أكسبه هذه الخصوصية ؟
جـ / يوم عاشوراء هو العاشر من شهر محرم وليس له أي مزية أو خصوصية عن الأيام إلا أنه كان صيامه فرضاً قبل مشروعية فرض صيام شهر رمضان ، وبعد أن شرع صيامه في السنة الثانية من الهجرة نسخت فرضيته وبقي صومه نفلاً ، ولعل فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا هوالذي اكسبه أهمية وخصوصية.
قبل أن يكتشف النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يوم ذكرى نجاة موسى واغراق فرعون إذ كان اليهود يصومونه احتفاءً به كما سأذكر في الجواب الرابع .
س4 / ما هو المشروع في يوم عاشوراء ؟
جـ / لم يشرع فيه أيّ شيء من العبادات التي هي مشروعة في سائر الأيام إلا صيامه فإنّ صيامه يكفر صغائر سنة فلا صلاة ولا عبادة خاصة فيه.
وقد كان رسول الله يصومه وحثَّ على صيامه ، وبعد أن اطلع على أن اليهود يصومونه سألهم عن سبب ذلك فقالوا : كيف لا نصومه وهو يوم نجى الله فيه موسى وأغرق فرعون.
ولم ينكر عليهم هذا الاحتفاء وهذا الصوم بل حرص على أن يجعل فارقاً بين صيامه وصيامهم لأنه ينهى عن مشابهة الكفرة حتى في نوع العبادة ووقتها وهيئتها فقال {لإن عشت إلى قابل لأصومن التاسع} أي مع العاشر ، وفي رواية يقول {من كان منكم صائماً فيه فليصم يوماً قبله أو يوماً بعده}، وفي رواية {ويوماً بعده}.
كما نهى عن التنفل عند طلوع الشمس ، وعند زوالها ، وعند غروبها ؛ حتى لا يتفق صلاة المسلم مع سجود عباد لها في هذه الأوقات.
وقد استدل أهل العلم على مشروعية إحياء الذكرى بما فعله اليهود ولم ينكر عليهم احتفالهم بنجاة موسى وإغراق فرعون.
س5 / ما رأيكم بما يفعله الشيعة في هذا اليوم من لطم وندب ونياحة وضرب لأجسادهم يصل إلى حد الإدماء والجروح؟
جـ / يوم عاشوراء حدث فيه استشهاد سيدنا الحسين عليه السلام ورضي عنه ، وكان قتله مأساةً مرَّت في تاريخ الأمة على الرغم من اختيار الله له أن يقبضه إليه شهيداً كأبيه.
فهو –مع كونه يوم مأساة- فإنه يوم فرح لإكرام الله له بالشهادة ، ولا يخفى على الجميع أنّ الله قد جعل الإسلام دين نظام في كل الأمور ومنها أوقات الأفراح والأتراح والأحزان.
فحدد الحزن على الميت بما لا يزيد على ثلاثة أيام لا يجوز إعادته في الأربعين يوماً أو عند رأس السنة أو تكراره كلما مرت ذكرى موته ؛ لأن الإسلام دين فرح ومسرّات وابتهاج لا دين حزن وعزاء وهو دين يأمر بطوي ذكريات السوء والحزن وتناسيها.
فالحسين سيد شباب أهل الجنة ومن شهداء الأمة ويوم قتله فيه إهانة للأسرة النبوية والآل الأطهار ، فلا بد من إهمال هذه المناسبة الأليمة ؛ لأن في إحيائها إحياء لإهانته ؛ لأنه سبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وممن يحرص على التأسي بجده في طمس معالم السوء وفي النهي عن لطم الخدود وشق الجيوب والنوح والعبث في الجسم الذي هو ملك الله لا يحق احداث أي قطع أو جرح فيه إلا بما يعود إليه بالنفع والصحة، والأولى بنا في مثل هذه الذكرى الإليمة أن نتقرب إلى الله بذكر فضائل سيدنا الحسين ومآثره ومناقب آل البيت بصورة عامة ونذكر الوسائل التي نعالج فيها مشاكل التاريخ الحديث وحل مشاكل المسلمين وفي ضوء اخلاقهم وتعاليمهم ، وأن نبين مدى تسامحمهم مع من ظلمهم وعفوهم عن المعتدين عليهم ، وأنه لا ينتقمون لأنفسهم بل إذا انتهك محارم الإسلام فقط ، وأن المعتدي عليهم سيكون حسابه إلى الله ، فمسبته لا تقدم ولا تؤخر شيئاً عند الله .
وعلينا أن لا نكتم اخلاقهم الراقية مع زملائهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واعتزازهم ومحبتهم لهم، ولا سيما الخلفاء الأربعة فقد دعاهم حبهم لهم أن سموا أولادهم باسمائهم .
وهم أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، فهم لا يرضون أن يؤذي أحد جسمه بسببهم أو حزناً عليهم .
ويوصون بوحدة المسلمين، وتناسي الخلافات الفرعية بينهم وحل مشاكلهم الآنِيَّة بدلا من نبش الماضي السيء ، ويريدون السعي لتحرير البلاد من المحتل لهم ولبلادهم، أكرمنا الله ببركاتهم وخَلَّقَنا بشمائلهم وحشرنا معهم آمين .
18/12/1430 هـ 5/12/2009م منقول من موقع الأمة الوسط
صحيفة السبيل الأردنية: فضيلة الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي حفظه الله ورعاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فأرجو أن تكون بخير وعافية، وأود إعلامكم بأنني أعد لتحقيق صحفي بعنوان :"الاحتفال بالمناسبات الدينية حينما يخالف المقصود منها .. عاشوراء أنموذجا"، أمل منكم التكرم بالإجابة على الأسئلة المرفقة مع بالغ الشكر: س1 / ما هي المناسبات الدينية التي أباح الشرع للمسلمين الاحتفال فيها ؟ س2 / هل جاء في الشرع ما يبين أنَّ ثمة تقاليد محددة ينبغي مراعاتها في تلك الاحتفالات؟ س3 / بخصوص يوم عاشوراء من أين جاءت خصوصيته ؟ وما الذي أكسبه هذه الخصوصية؟ س4 / ما هو المشروع في يوم عاشوراء ؟ س5 / ما رأيكم بما يفعله الشيعة في هذا اليوم من لطم وندب ونياحة وضرب لأجسادهم يصل إلى حد الإدماء والجروح ؟ مع بالغ الشكر والتقدير لكريم تعاونكم،،، بسام ناصر كاتب صحفي/ صحيفة السبيل
س1 / ما هي المناسبات الدينية التي أباح الشرع للمسلمين الاحتفال فيها ؟
جـ / الاحتفال عادة يكون غالباً بمناسبة الأفراح ، وقلما يكون بمناسبة الأحزان ؛ لأن المسلم يشعر بأن الله تعالى خلقه في هذه الحياة لعبادته لأنه المنعم المتفضل على خلقه بشتَّى النعم ؛ لذا يستحق الشكر عليها ، فالعبادة هي شكر لله على انعامه.
ولا يجد المسلم لحظة للفرح والسرور إلا في اللحظات التي يقدم فيها عملاً صالحاً وعبادة للمنعم وشكراً لإنعامه . وعلى هذا الأساس منع الإسلام اطلاق لفظ العيد على المناسبات إلا في مناسبتين هما يوم عيد الفطر وعيد الأضحى فإنهما يوما فرح وسرور ؛ لأنَّ المسلم يحتفل بهما ؛ لأنهما يعقبان عبادتين من أهم العبادات ، فالفطر يعقب صيام وقيام رمضان ، والأضحى يعقب وقوف ممثلي العالم الإسلامي على صعيد عرفات ، ناهيك عما يجري فيهما من موساة للفقراء بالفطرة والأضاحي.
اضافة إلى ذلك فإن الله تعالى لم يخلهما من العبادة إضافة إلى العبادات الأخرى فإنه أمرنا أن نبدأ في صبيحتهما بالصلاة والتكبير والموعظة تحقيقاً للحكمة التي خلقنا الله لها.
أما المناسبات الأخرى فلا يطلق عليها لفظ العيد بل يطلق عليها احياء الذكرى ؛ لأن الذكرى تنفع المؤمنين منها ذكرى ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- -أي ذكرى ولادة الإسلام- ، وذكرى الهجرة ، وذكرى الاسراء والمعراج ، وذكرى ليلة القدر ، وذكرى وقعة بدر الكبرى ، وذكرى يوم عاشوراء.
والحكمة من إحيائها هي ربط الحاضر بالماضي وليتأسى المسلمون برجالاتها وتضحياتهم ، فلا مانع من الاحتفال بذلك ؛ لأن فيها تنشيطاً للهمم وتذكاراً بالماضي المشرق وتوعية للأجيال بما احتوت عليه من مكارم وانتصارات وتقرب إلى الله تعالى وتشريعات إلاهية .
س2 / هل جاء في الشرع ما يبين أنَّ ثمة تقاليد محددة ينبغي مراعاتها في تلك الاحتفالات؟
جـ / لم يرد نص من كتاب أو سنة بتشريع أي عبادة أو تقاليد خاصة بها بل نقول بمشروعية الاحتفال بها بموجب القواعد العامة التي أرساها الإسلام : من باب {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } الذاريات55، أو من باب {... وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } الحج77.
فلا توجد فيها عبادة خاصة بها بما في ذلك اليوم يوم الجمعة إلا ما شرعه الله من صلاتها وخطبتها وفضل قراءة سورة الكهف والإكثار من الصلاة والسلام على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- والاحتفال بها احتفاء بما انطوت عليه من انتصارات أو تشريعات أو أعمال تخدم الأمة والانسانية جمعاء إلى يوم القيامة لا على أساس عبادة أو تقاليد خاصة بها.
س3 / بخصوص يوم عاشوراء من أين جاءت خصوصيته ؟ وما الذي أكسبه هذه الخصوصية ؟
جـ / يوم عاشوراء هو العاشر من شهر محرم وليس له أي مزية أو خصوصية عن الأيام إلا أنه كان صيامه فرضاً قبل مشروعية فرض صيام شهر رمضان ، وبعد أن شرع صيامه في السنة الثانية من الهجرة نسخت فرضيته وبقي صومه نفلاً ، ولعل فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا هوالذي اكسبه أهمية وخصوصية.
قبل أن يكتشف النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يوم ذكرى نجاة موسى واغراق فرعون إذ كان اليهود يصومونه احتفاءً به كما سأذكر في الجواب الرابع .
س4 / ما هو المشروع في يوم عاشوراء ؟
جـ / لم يشرع فيه أيّ شيء من العبادات التي هي مشروعة في سائر الأيام إلا صيامه فإنّ صيامه يكفر صغائر سنة فلا صلاة ولا عبادة خاصة فيه.
وقد كان رسول الله يصومه وحثَّ على صيامه ، وبعد أن اطلع على أن اليهود يصومونه سألهم عن سبب ذلك فقالوا : كيف لا نصومه وهو يوم نجى الله فيه موسى وأغرق فرعون.
ولم ينكر عليهم هذا الاحتفاء وهذا الصوم بل حرص على أن يجعل فارقاً بين صيامه وصيامهم لأنه ينهى عن مشابهة الكفرة حتى في نوع العبادة ووقتها وهيئتها فقال {لإن عشت إلى قابل لأصومن التاسع} أي مع العاشر ، وفي رواية يقول {من كان منكم صائماً فيه فليصم يوماً قبله أو يوماً بعده}، وفي رواية {ويوماً بعده}.
كما نهى عن التنفل عند طلوع الشمس ، وعند زوالها ، وعند غروبها ؛ حتى لا يتفق صلاة المسلم مع سجود عباد لها في هذه الأوقات.
وقد استدل أهل العلم على مشروعية إحياء الذكرى بما فعله اليهود ولم ينكر عليهم احتفالهم بنجاة موسى وإغراق فرعون.
س5 / ما رأيكم بما يفعله الشيعة في هذا اليوم من لطم وندب ونياحة وضرب لأجسادهم يصل إلى حد الإدماء والجروح؟
جـ / يوم عاشوراء حدث فيه استشهاد سيدنا الحسين عليه السلام ورضي عنه ، وكان قتله مأساةً مرَّت في تاريخ الأمة على الرغم من اختيار الله له أن يقبضه إليه شهيداً كأبيه.
فهو –مع كونه يوم مأساة- فإنه يوم فرح لإكرام الله له بالشهادة ، ولا يخفى على الجميع أنّ الله قد جعل الإسلام دين نظام في كل الأمور ومنها أوقات الأفراح والأتراح والأحزان.
فحدد الحزن على الميت بما لا يزيد على ثلاثة أيام لا يجوز إعادته في الأربعين يوماً أو عند رأس السنة أو تكراره كلما مرت ذكرى موته ؛ لأن الإسلام دين فرح ومسرّات وابتهاج لا دين حزن وعزاء وهو دين يأمر بطوي ذكريات السوء والحزن وتناسيها.
فالحسين سيد شباب أهل الجنة ومن شهداء الأمة ويوم قتله فيه إهانة للأسرة النبوية والآل الأطهار ، فلا بد من إهمال هذه المناسبة الأليمة ؛ لأن في إحيائها إحياء لإهانته ؛ لأنه سبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وممن يحرص على التأسي بجده في طمس معالم السوء وفي النهي عن لطم الخدود وشق الجيوب والنوح والعبث في الجسم الذي هو ملك الله لا يحق احداث أي قطع أو جرح فيه إلا بما يعود إليه بالنفع والصحة، والأولى بنا في مثل هذه الذكرى الإليمة أن نتقرب إلى الله بذكر فضائل سيدنا الحسين ومآثره ومناقب آل البيت بصورة عامة ونذكر الوسائل التي نعالج فيها مشاكل التاريخ الحديث وحل مشاكل المسلمين وفي ضوء اخلاقهم وتعاليمهم ، وأن نبين مدى تسامحمهم مع من ظلمهم وعفوهم عن المعتدين عليهم ، وأنه لا ينتقمون لأنفسهم بل إذا انتهك محارم الإسلام فقط ، وأن المعتدي عليهم سيكون حسابه إلى الله ، فمسبته لا تقدم ولا تؤخر شيئاً عند الله .
وعلينا أن لا نكتم اخلاقهم الراقية مع زملائهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واعتزازهم ومحبتهم لهم، ولا سيما الخلفاء الأربعة فقد دعاهم حبهم لهم أن سموا أولادهم باسمائهم .
وهم أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، فهم لا يرضون أن يؤذي أحد جسمه بسببهم أو حزناً عليهم .
ويوصون بوحدة المسلمين، وتناسي الخلافات الفرعية بينهم وحل مشاكلهم الآنِيَّة بدلا من نبش الماضي السيء ، ويريدون السعي لتحرير البلاد من المحتل لهم ولبلادهم، أكرمنا الله ببركاتهم وخَلَّقَنا بشمائلهم وحشرنا معهم آمين .
18/12/1430 هـ 5/12/2009م منقول من موقع الأمة الوسط