العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الاقتصاد الإسلامي العالمي و تطبيقاته ضرورة شرعية

أسامه يحيى هاشم

:: متخصص ::
إنضم
13 مارس 2009
المشاركات
99
التخصص
اقتصاد إسلامي
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
شافعي العبادات حنبلي المعاملات
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أثبتت شريعتنا الإسلامية وبما لا يدع مجالاً للشك وعلى مر العصور أنها الكفيلة بتحقيق الخير والسعادة والطمأنينة للعباد، وتأتي أهميتها من شموليتها وصلاحيتها لكل زمان ومكان، فاكتسبت أهمية عظمى في حياة الشعوب لأنها راعت مصالح العباد والبلاد، واكتسبت امتيازات عظيمة بعد أن حققت نجاحات ملموسة ومشاهدة وعلى مختلف المجالات والأصعدة، وهذه الامتيازات ماكانت لتكون لولا أنها ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالإنسان وانسجمت انسجاماً تاماً مع الفطرة البشرية، وتجانست تجانساً عجيباً مع النفسيات المختلفة.
ومن المؤكد أن تجانسها العجيب مع مختلف النفسيات قد أهلها لأن تكون المرجع الوحيد لحل جميع المعضلات التي تواجهها البشرية ، وهذا ما نراه جلياً من تلبيتها للمطالب البشرية واحتياجاتها وتحقيقها للمصالح أينما كانت ودرئها للمفاسد.
والفطرة إنما هي من وحي الإسلام، كما أن الإسلام هو دين الفطرة، فلا انفصام بينهما
((فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله)) ولهذا فقد جاء الإسلام متكيفاً مع الفطرة البشرية وملبياً لمتطلباتها على اختلاف أزمنتها وأمكنتها وأمزجتها لأنه اعتنى بالجنس البشري أيما اعتناء، وذلل له كل ما في الأرض والسماء.
وعلى هذا فقد جاء الإسلام ديناً كاملاً شاملاً متجدداً لا يعتريه قصور أو نقصان، ولم تأت الشريعة الإسلامية لتعالج جانباً دون جانب، بل جاءت شاملة لكل المجالات التي لا تصلح حياة الناس بدونها، لتكون نبراساً للحائرين ومنهاجاً للسائرين.
ولذلك كله ... فقد جاء الإسلام محتوياً على أنظمة وضوابط، فالإسلام له نظمه وقوانينه وضوابطه وتشريعاته الخاصة به. كالنظام الاجتماعي والنظام السياسي والنظام الاقتصادي والمالي والنظام العسكري والنظام المدني ..

والنظام الاقتصادي الإسلامي لا يختلف عن غيره من أنظمة الإسلام المختلفة، فهو جزء لا يتجزأ من مجموعة النظم التي جاء بها الإسلام ليسد بها جميع المثالب والثغرات كي لا تبقى هناك شبهة لمرتاب أو مصيدة لصائد ينال من خلالها هذا الدين.
إن المنهج الإسلامي هو منهج رباني ولذا فهو المنهج الوحيد القادر على تسيير حياة الناس بما يصلحهم ويدرأ عنهم كل رزية ومفسدة، لأن مصدره هو خالق هذه النفوس ومكورها والعالم بما يصلحها ويفسدها
((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))
لكن ابتعاد البشر عن هذا المنهج وعدم التزامهم بنظمه وأحكامه وتوجيهاته جعلهم يعيشون في وحل من المشكلات والأزمات والصراعات ..
وما الأزمات والتقلبات الاقتصادية التي تعصف بالعالم وتردي الأوضاع وتفشي الفقر بين أكثر من 2 مليار نسمة إلا نتيجة لانعدام العدالة التي جاء بها الإسلام.
وأكثر من يكتوي بتلك الأزمات والتقلبات الاقتصادية وتردي الأوضاع وتفشي الفقر وانتشار البطالة والتخلف في شتى المجالات هو العالم الإسلامي التي يعيشها اليوم الذي أصبح مرتهناً حتى في لقمة عيشه وما ذلك إلا بسبب بعد المسلمين عن بارئهم ورازقهم وبعدهم عن منهجهم الفريد وتهافتهم على فتات موائد أعدائهم التي لا ينالونها إلا بشروط تمس عقيدتهم.
وإني لأراهن كما راهن غيري من أكبر علماء الإقتصاد الرأسمالي الفاشل أن الإقتصاد الإسلامي سيكون له صولة وجوله في قادم الأيام .
وإني لأطمئن كل من له علاقة بالاقتصاد أن النظام الإقتصادي الإسلامي مكتمل الجوانب الأركان ولا ينقصه سوىالتطبيق وهو مستعد لأن يقود العالم بأسره إلى بر الأمان ..
 
أعلى