رد: (التجديد الديني بين النظرية والتطبيق - طه عبد الرحمن نموذجاً)
[FONT="]الأخوة الأفاضل و الأخوات الفضليات[/FONT]
[FONT="]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT]
[FONT="]فجزاكم الله خيراً على ما نويتم من خير [/FONT]
[FONT="]ولكن هناك بعض الملاحظات على صاحب الموضوع[/FONT]
[FONT="]منها: [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]التجديد الديني بين النظرية والتطبيق موضوع تجديد الدين موضوع إشكالي[/FONT][FONT="]هناك فرق بين الدين والتدين[/FONT][FONT="]:
[/FONT][FONT="]الدين مطلق والتدين نسبي،، [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الدين وضع إلهي، والتدين انفعال الشخص بالوضع الإلهي،،[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]لذلك لا يجوز لأحد كائنا من كان – باستثناء النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الوحي- أن يزعم بأن تدينه هو الدين[/FONT][FONT="]. [/FONT][FONT="]هذه فكرة خاطئة[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]عندنا دين، هو وضع إلهي وعندنا تطبيقات لهذا الدين (تسمى تديناً)[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]بناء على ذلك نقول إنسان متدين وإنسان غير متدين، وإنسان تدين متوسط، وإنسان تدين متشدد، وغيرها من التصنيفات[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]إذن موضوع التجديد التديني هو موضوع إشكالي[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]فهل الكاتب يقصد من المقال التجديد التديني أم يقصد [/FONT][FONT="]التجديد الديني[/FONT][FONT="]
[/FONT]
[FONT="]هل يمكن أن تبحث في قضايا دينية دون أن تكون متحيزاً أم لا[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]س/ هل يمكن أن تبحث في قضايا دينية بلا تحيز؟ وأن تتجرد تماما عن أي فكر مسبق وأنت تبحث في مثل هذه القضايا؟[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]بالطبع كل باحث فى علوم الدين لا بد أن يتجرد تماما تماما عن أي فكر مسبق[/FONT][FONT="]
[/FONT]
[FONT="]عندنا إشكاليتان في موضوع البحث الديني[/FONT][FONT="]:
[/FONT][FONT="]الإشكالية الأولى[/FONT][FONT="]:[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أن العقل الإنساني لا يسجل المعلومات مثل جهاز التسجيل[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]جهاز التسجيل يسجل كلامي كاملاً على نفس المستوى. العقل الإنساني ليس هكذا[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]سنأخذ مثلاً[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]لو قلت لكم (جاء عمر وجلس وأكل التفاحة)[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]هل عقولكم تصورت هذه القضية بنفس الدرجة؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]طبعاً لا. بعضكم سيركز على فعل المجيء، وبعضكم سيركز على المجيئ، وبعضكم على شخص عمر، وبعضكم على أكل التفاح. وهكذا[/FONT][FONT="].....
[/FONT][FONT="]لأن العقل ليس آلة تسجيل فعندما نتلقى جملة مثل (جاء عمر وجلس أكل التفاح) فكلنا لن نتصورها بنفس الدرجة[/FONT][FONT="]. [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وما الاشكالية فى هذا؛ فلا شك أن العقل الإنسانى سوف يسجل عنده الفاعل وهو عمر وسوف يسجل أفعاله الثلاثة من المجيئ والجلوس والأكل وانت إذا سألت المستمع مهما كان ميوله عن الفاعل والفعل لأخبرك وأظن أن الكاتب يقصد رد فعل المستمع تجاه أى حدث وهذا لا إشكالية فيه فى البحث العلمى إذا ما تجرد الباحث فى بحثه [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]الإشكالية الثانية[/FONT][FONT="]:[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] اللغة في أصلها متحيزة[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]فاللغة ليست مجردة[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]مثلاً[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]عندما جئت البارحة سألت الشيخ عبد الله كيف الجو في الكويت ، قال حر (لأنه ساكن في الكويت وعتاد على حرارة الجو) وعندما سألوني قلت: (نار حارقة لأني قادم من تركيا). أينا الصادق وأينا الكاذب؟[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]الجو حار صحيح، وعبرنا عنه بتعبيرين: حار، ونار حارقة . وكلاهما يعبر عن حقيقة واحدة أن الجو حار[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]ولكن اللغة لا يمكن أن تكون مجردة في نفسها فقوله: الجو حار ما قالها إلا بتفكير مسبق أن هذا الأمر معتاد في الكويت، فلو ذهب إلى مكان أشد حرارة لن يكتفي بهذا اللفظ حار لأن اللغة ليست أداة مجردة بل هي بالضرورة متحيزة[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]هذا كلام بحاجة إلى دليل أو هو عار عن الدليل فاللغة تضع اسم مقابل معنى وليس لها دخل بأى انفعال داخلى ولا دخل لها بنسبية الإحساس فاللغة مثلا وضعت كلمة اسد للحيوان المفترس ولا دخل لها بإنفعالك تجاه الاسد فالإنفعال ليس لغة[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]يقول: (لينهض العالم الإسلامي عليه أن يطبق روح الحداثة لا واقعها)[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فهو يميز بين روح الحداثة التي هي بالضرورة عنده تؤدي إلى نهضة الأمم، وبين واقع الحداثة الذي هو تطبيق نسبي يختلف باختلاف الزمان والمكان[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فهو لا ينتقد الحداثيين العرب لأنه يرفض الحداثة ولكن لأن الباحثين العرب جعلوا من واقع الحداثة الغربية روحاً للحداثة وهو يقول أن هذه ليست صحيحة[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]كان يجب على الكاتب أن يضع تعريفا يوضح الفرق بين روح الحداثة وواقع الحداثة[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]إشكالية التدين المعاصر في هذا الزمان أنه يختلط فيه الوضع الإلهي بالوضع الاجتماعي[/FONT][FONT="].
[/FONT][FONT="]ذلك أنه مع مرور الزمن فإن بعض القضايا وهي قضايا اجتماعية، تجد المجتمع بفكرة العيب يحدد أن عليك أن تفعل ذلك ولا تفعل ذلك،[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="](مثال هناك من اعترض أمامي على شخص نزل من بيته بنصف كم ووصف ذلك بقوله : لا يجوز)[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عدم تجويزه لذلك أمر اجتماعي. ولكن عندما تنتقل المعلومة من الجيل الأول إلى الجيل الثاني ستنتقل بأنها وضع اجتماعي مشوب بالأمر الديني. وفي الجيل الثالث تقل عنده فكرة أنه وضع اجتماعي ويزداد عنده أنه وضع ديني. وفي الجيل الرابع ستنتهي عنده فكرة الوضع الاجتاعي وسيعتقد بأنه وضع إلهي[/FONT][FONT="]. [/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]إذن التجديد الديني هو تمحيص أنه الوضع الإلهي وتمييزه عن الوضع الاجتماعي والوضع السياسي، فهناك أنظمة استطاعت أن تقنع شعوبها بأن هذا حلال وهذا حرام [/FONT] [FONT="]فالتجديد الديني جزء منه: التمييز بين ما هو وضع إلهي عما هو وضع اجتماعي[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]مثلا: قيادة المرأة للسيارة هل هي حرمة دينية أم اجتماعية؟ طبعاً اجتماعية[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]إذن هذا هو القيد الأول: الوضع الإلهي----- تمحيص الإلهي عن البشري[/FONT][FONT="][/FONT] [FONT="]
[/FONT][FONT="]هذاالذى ينادى به العلماء منذ عصر الصحابة؛ أن لا نقبل حكم بدون دليل وان لا نقلد فى ديننا. فإن نعلم طلبة العلم ان لا نقبل قضية بدون دليلها فلن يصدق أحدا بأن قيادة المرأة للسيارة حرام ولن يبالى باعترض معترض على شخص نزل من بيته بنصف كم ووصف ذلك بقوله : لا يجوز وهذه الموضوعات قد تحدث عنها السلف بإسهاب وليس ذلك بتجديد للتدين [/FONT][FONT="]وإليك بحث ملخص من موافقات الشاطبى بهذا الخصوص[/FONT] [FONT="]فإن كان من تجديد للتدين فبالرجوع إلى الكتاب والسنة ووضع بروتوكول صادق متفق عليه يتفق ومبادئ المنطق السليم والعقل؛ يرسم الطريق الصادق لاستخراج الاحكام الشرعية من الكتاب وصحيح السنة [/FONT] [FONT="]فإن كان للسلف عذر فى الاجتهاد بالرأى لعدم وصول جميع الاحاديث إلى العلماء فلا عذر لنا اليوم فى التقليد فقد تم بحمد الله جمع معظم الاحاديث وتصحيحها.[/FONT][FONT="][/FONT]