العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التعليقات شرح الشوقيات

إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فإن الشعر ديوان العرب، فيه التاريخ والعِبْرَه، والمثَلُ السائرُ والحكمه،
وهو كلام كالكلام؛ فحسَنُهُ حسنٌ وقبيحُهُ قبيحٌ، ولما كانت الأمة عزيزةً كانت لغتها عزيزة (وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لغات) ولما هانت .. هانت لغتُها وضعف شِعْرُها ونثرُها حتى صرنا إلى زمانٍ أهلُهُ بغير لغتِهم يفخرون وبمن تشبث منهم ببعض لغتِهِ يسخرون ويضحكون فإنا لله وإنا إليه راجعون.

هذا وإني قد نشأتُ على حُبِّ الأدب وتعلقتُ منه بسبب، وأنفقت عمرا في تتبع دواوينه ومصنفاته، والقصير من كتبه ومطولاته، وما كان أسعدني حين أقف على فهم بيت من الشعر، وكم ذا أصابني من همٍّ حين أقرأ ما لا أدري معناه، وإن كنت أجد له بالذوق حسنا وبهاءً،

وقد كان يُكْثِرُ من وَجْدِي ما كنت ألقاه من قلة المراجع وضيق ذات اليد وشُحِّ الأصحاب بما عندهم خوفا من أنْ أبزهم في العلم! فكانوا يكنزون الكتب

بل كان أحدُهم ممن كان يملك مكتبة تناظر دار الكتب يُصَرِّحُ بلسانه أنه يريد أن يجعل مكتبته مكتبةً عامَّةً للناس يقصدها طلاب العلم وينهلون منها طمعا في الثواب وابتغاء لما عند الله، زعم، ثم بدا له أن يستعيض عن ذلك بوضع بعضها في المسجد الذي نصلي ونطلب العلم فيه، وفعل! فانقضضتُ عليها انقضاضا آكلُها أكلا، وكنت امرءًا نهِمًا يأخذه للكلام المكتوب سُعَارٌ،

وكان فيما وضعه: رصف المباني للمالقي، وشرح بانت سعاد لابن هشام فانكببتُ عليهما ثم أخذت أحدثه عن بديع ما فيهما وأنهما قد سدَّا عندي ثغرة كانت تؤرقني ووو الخ
فما هو إلا أن هاجه ما قلت وأرقه ما ذكرت فقام بجمع الكتب
فقلت له: لمَ تفعل ذلك؟! ألست تريد الأجر والثواب؟! ألستَ قلتَ كذا وكذا؟! ولكن لسان الحال غير لسان المقال،
فطلبت منه أن يتركها شهرا واحدا أو أسبوعا فأبى،
فطلبت أن يأخذها كلها ويترك لي رصف المباني وبانت سعاد فأبى، فأخبرتُه أني أعلم أنه لا يريد غيرهما فلم يعبأْ، فطلبت منه أن يأخذهما ويترك الباقي فأبى، والله المستعان.

وإنما قصصتُ ذلك لأقول: إن ديوان شوقي كان مما يهمني ويوقع الحزن في نفسي ألا أجدَ له شرحا
بل كنت لا أجد الديوان نفسه إلا بأن أذهب إلى دار الكتب فأقرأ فيه،
وكم كان فرحي عظيما حين اشتريتُ الجزء الثاني من الديوان من بائعي الكتب القديمة بسور الأزبكية ولم أكن أصدق أن بعض ديوان شوقي معي في البيت أقرأ فيه متى شئت،

ولكن كان ينغص عليَّ عدم وجود معجم ولو صغيرا لأبحث عن معاني الكلمات حتى أفهم بعض المعنى أو أقترب من فهمه.

كان ما كان، ثم وقع في نفسي أن أكون أنا شارح الشوقيات وأبا عذرتها، وابن بجدتها

ثم قلت لنفسي أنى هذا؟! قد مات شوقي منذ أكثر من خمسين عاما ولم يجرؤ أحد أن يتعرض لِمَا تريد أن تتعرض له،
وإنما حسبُه مقالةً يكتبها أحدهم أو كتابا لا يضطره للوقوع في مزالق المعاني ومضايق العبارات بل يكتب ما فهمه من بعض القصيدة أو القصائد وما لم يفهمه لا يتعرض له،

وأما شرح الشوقيات بيتا بيتا وذِكْرُ معنى كل بيت فهذا مما لا يكاد يطاق ولا يستطاع ولا بشق الأنفس.
ثم لم يتركني هذا الهاتف فكانت تمر الأيام والشهور فأنسى ذلك ثم يهتف بي هاتف من داخلي: متى ستشرح الشوقيات؟

فلم أجد بدا من قراءة ما وقع تحت يدي من كتب تساعدني على ذلك منها:
- كتب تحدثت عن شوقي مثل: شوقي شاعر العصر الحديث لشوقي ضيف والمتنبي وشوقي دراسة ونقد وموازنة للأستاذ عباس حسن صاحب النحو الوافي، واثنى عشر عاما فى صحبة أمير الشعراء لـ (أحمد عبد الوهاب أبو العز) وغيرها
- ومنها كتب التاريخ المعاصر
وأكثر ذلك كنت أقرؤه في دار الكتب بطنطا
- ثم وقعت على مجلة فصول في العدد الخاص بشوقي وحافظ فقرأتها كلها حتى ما فيها من كلام للأعاجم المستشرقين وأشباههم،

ثم لما وقعت على كتاب (تحفة الرائي للامية الطغرائي) وهو شرح للامية العجم قلت: هذه هي الطريقة التي ينبغي أن يشرح بها ديوان شوقي.

ثم وقع في نفسي أن أطلب من شيخنا د. محمد بن عبد المعطي حفظه الله أن يقوم هو بذلك، فهو يقينا أقدر مني على ذلك، وكان وقتها ما زال في مرحلة الدكتوراة، وكنت أظنه سيفرح بهذا ولكني وجدته استصعبه واستعظمه، فعاودني الهاتف والهاجس السابق الآني واللاحق: قم أنت بشرح الشوقيات!!

ثم أخذتنا الدنيا بما فيها، فذُهِلْتُ عما كنت فيه

فلما كانت رحلتي الأولى إلى بلاد الحجاز بعد أن صرتُ طبيبا وتخلصتُ من عبءِ الدراسة الطبية إلا قليلا عاودني هذا الهاتف ثانية بأن أشرح الشوقيات (لنفسي طبعا) ولكني كنت مشغولا بدراسة أصول الفقه وبكتاب (أنوار البروق للقرافي) وببعض كتب البلاغة

ثم قلت في نفسي: سأبدأ بقصيدة صعبة جدا فإن استطعت تجاوزها شرحت باقي الديوان وإلا فلا،
فبدأت بقصيدة شوقي العينية التي مطلعها:
ضمي قناعَك يا سعادُ أو ارفعي *** هذي المحاسنُ ما خُلِقْنَ لِبُرْقُعِ

والتي عارض بها عينية ابن سينا في النفس التي مطلعها
هبطتْ إليك من المحل الأرفع *** ورقاءُ ذاتُ تَعَزُّزٍ وتَمَنُّعِ

ولا أدري الآن على وجه الدقة من أين جاءتني هذه القصيدة، وأغلب ظني أني كتبتها حين كنت في مصر وأخذتها معي لأنظر هل أستطيع أن أشرحها أو لا؟

ولكن اعترضني شيء آخر وهو عدم وجود أي مرجع معي؛ لا الديوان ولا أي معجم ولا أي كتاب تاريخي ولا غيرها، كنت وقتها أهتم بالعلم الشرعي وبعلم البلاغة،

ثم استعنت بالله وقمت بالبدء في شرحها على ما تيسر عندي من مخزون لغوي، وبما يمكنني أن أستشفه من المعنى بنفسي وإن كانت المفردةُ غريبةً لا أعرف معناها أو لا أتيقنه

ثم استعنت بتطبيق قواعد البلاغة على القصيدة بيتا بيتا، وكان معي حاشية البيجوري على السمرقندية وكتاب آخر معاصر في علم البديع فساعداني جدا على حل كثير من ألغاز هذه القصيدة المُحَيِّرَة.

ثم دارت الأيام وضاع ما كتبته أو هو في حكم الضياع، ولله الأمر.

ثم إني كتبت منذ سنوات قريبة قليلا في شرح الشوقيات، لما صارت الكتب متاحة لطلاب العلم على الشبكة، بدون مَنٍّ ولا أذى، فهنيئا لرافعي الكتب الأجر والثواب إن شاء الله،

المهم أني بدأت بكتابة شرح موسع على الشوقيات أذكر فيه اللغة (معاني الألفاظ) ثم الإعراب ثم المعنى العام ثم بعض ما في البيت من علوم البلاغة الثلاثة،

ثم توقفت عن ذلك نظرا لطول المشروح ولضعف الهمم غالبا عن مثل ذلك ولضيق الوقت عنه أيضا،

فإذا علمت أن عدد أبيات الشوقيات (11320) بيتا، وأن الشوقيات المجهولة تبلغ (4700) بيتا، وأرجوزة دول العرب وعظماء الإسلام تبلغ (1365) ووصل شعره المسرحى (6179) بيتا فأنى تجد الوقت للشوقيات المعلومة وحدها دون الباقي؟!
فعدلت إلى طريقة هي أقسط من ذلك وأعدل وذلك بأن أقتصر على ذكر معنى اللفظة الغريبة ثم ذكر معنى البيت ولا أزيد ولكنى ربما أطلت فى شرح المعنى ليتضح جدا.

ولما بدأت هذه المرة بدأت بأول قصائد الديوان لأشرحه قصيدة قصيدة،
ولكني توقفت كثيرا بسبب المخالفات العقدية الكثيرة التي وقفت عليها وهممت بطرح الديوان
ثم قلت في نفسي: فهل نترك الديوان للحداثيين وإخوانهم من العلمانيين فهلا أتممتَ ما بدأتَ ونبهتَ على ما وقفتَ عليه من هذه المخالفات العقدية،

ثم توقفت بسبب ما أنا بصدده مما هو أهم يقينا ولكن لعلي أعود إلى الديوان لاحقا إن قدَّرَ الله ذلك

فإلى أن ييسر الله لنا ذلك -إن شاء- رأيت ألا أترك ما كتبته حبيس الأوراق أو حبيس الوورد لا سيما وقد ضاع ما كتبته في الأوراق من شرح القصيدة العينية، وتلف ما كتبته في الوورد من الشرح المطول، ولم يبق إلا ما كتبته من الشرح المختصر هذا، وقد سميته التعليقات شرح الشوقيات.

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفعني به وكل راغب في الخير، وأن يجعله ذخرا لي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وألا يجعله حجة عليّ إنه ولي ذلك والقادر عليه
وهذا أوان الشروع في المقصود


تنبيه:
إذا لم يرغب الإخوة في الإدارة في المتابعة هنا لتخصص الملتقى الفقهي فيمكن من أراد المتابعة أن يتابع هنا:


 
التعديل الأخير:
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

158- وَوَصَلْنَا السُّرَى فَلَوْلَا ظَلَامُ الْـ *** ـجَهْلِ لَمْ يَخْطُنَا إِلَيْكَ اهْتِدَاءُ

اللغة

(السُّرَى): السير ليلا، وهو جمع سُرْيَة؛ مِثْلُ: مُدْيَةٍ وَمُدًى
قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَيَكُونُ السُّرَى أَوَّلَ اللَّيْلِ وَأَوْسَطَهُ وَآخِرَهُ.
وَقَدْ اسْتَعْمَلَتْ الْعَرَبُ سَرَى فِي الْمَعَانِي تَشْبِيهًا لَهَا بِالْأَجْسَامِ مَجَازًا وَاتِّسَاعًا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4]، وَالْمَعْنَى: إذَا يَمْضِي وَقَالَ الْبَغَوِيّ: إذَا سَارَ وَذَهَبَ
وَقَالَ جَرِيرٌ:

سَرَتِ الْهُمُومُ فَبِتْنَ غَيْرَ نِيَامِ ... وَأَخُو الْهُمُومِ يَرُومُ كُلَّ مَرَامِ

وَقَالَ الْفَارَابِيُّ سَرَى فِيهِ السُّمُّ وَالْخَمْرُ وَنَحْوُهُمَا

(لم يَخْطُنا): لم يجاوزنا، وبابُه عدا.

المعنى

ومشينا في ظلام الليل والجهل نبحث عنك فلولا ظلام الجهل لاهتدينا إليك ولم يجاوزنا اهتداء
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

159- وَاتَّخَذْنَا الْأَسْمَاءَ شَتَّى فَلَمَّا *** جَاءَ مُوسَى انْتَهَتْ لَكَ الْأَسْمَاءُ​

اللغة​

ظاهرة

المعنى​

وفي سيرنا في ظلام الليل والجهل نبحث عنك، يا ربنا، اتخذ آباؤنا القدماءُ أسماءَ شتى ومعبوداتٍ كثيرةً فلما جاء موسى انتهت هذه الأسماء الكثيرة إليك حيث عرَّفَنا بك، يارب، على الحقيقة فتركنا كل هذه الأسماء لأجلك.

وظاهر أن الشاعر يُعَدِّدُ أحداث تاريخ مصر فبدأ بالتاريخ القديم للفراعنة ثم قصة موسى ثم عيسى وهكذا إلى التاريخ الحديث


160- حَجَّنَا فِي الزَّمَانِ سِحْرًا بِسِحْرٍ *** وَاطْمَأَنَّتْ إِلَى الْعَصَا السُّعَدَاءُ​

اللغة​

(حَجَّهُ): غلبه بالحجة

المعنى​

لما جاء موسى أنكروا ما جاء به فغالبهم بالحجة فغلبهم، حيث جاءوه بسحر عظيم من تخييل انقلاب حبالِهم وعِصِيِّهِم حَيَّاتٍ وثعابين لكن الله أبطل سحرهم بالعصا حيث انقلبت حية حقيقة وراحت تلقف ما يأفكون فعند ذلك علموا جميعا بما فيهم السحرة أن ما جاء به موسى هو الحق المبين فسجدوا لله وآمنوا بموسى فصاروا من السعداء لإيمانهم

تنبيه​
عبر الشاعر عما جاء به موسى عليه السلام بالسحر من باب المشاكلة، وإلا فالسحر كفر، والأنبياء لا يأتون بالسحر والكفر وإنما يأتون بالمعجزات، فتنبه.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

161- وَيُرِيدُ الْإِلَهُ أَنْ يُكْرَمَ الْعَقْـ *** ـلُ وَأَلَّا تُحَقَّرَ الْآرَاءُ​

اللغة​

ظاهرة

المعنى​

وأراد الله أن يكون العقلُ مكرَّمًا منزها عن الخرافات التي كان فيها هؤلاء القوم كما أراد ألا تُحقَّر آراء الناس وعقولهم فأرسل موسى عليه السلام ليزيل هذه الخرافات
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

162- ظَنَّ فِرْعَوْنُ أَنَّ مُوسَى لَهُ وَافٍ *م* وَعِنْدَ الْكِرَامِ يُرْجَى الْوَفَاءُ

163- لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ يَوْمَ رَبَّى *** أَنْ سَيَأْتِي ضِدَّ الْجَزَاءِ الجزاءُ

اللغة

ظاهرة

المعنى

فلما جاء موسى رباه فرعون في حِجْرِه؛ فلهذا لم يقتله كما قتل أبناء بني إسرائيل، بل ظن أنه سيكون له وافٍ، ولن يسعى في زوال عرشه؛ إذ إنّ موسى كريمٌ وعند الكرام يرجى الوفاء
ولم يكن في حسابه يوم التقطوه من البحر وجاءوا به إليه لِيُرَبِّيَهُ أن جزاءَه سيكونُ ضدَّ ما فعله وهو أنه سيكونُ السببَ في زوال ملكه.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

164- فَرَأَى اللهُ أَنْ يَعُقَّ وَلِلّهِ *م* تَفِي لَا لِغَيْرِهِ الْأَنْبِيَاءُ
اللغة​

(أَنْ يَعُقَّ): أَصْلُ الْعَقِّ الشَّقُّ، يُقَالُ: عَقَّ ثَوْبَهُ كَمَا يُقَالُ: شَقَّهُ بِمَعْنَاهُ، وَمِنْهُ يُقَالُ: عَقَّ الْوَلَدُ أَبَاهُ عُقُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ و(مَعَقَّةً) بِوَزْنِ مَشَقَّةٍ؛ إذَا عَصَاهُ وَتَرَكَ الْإِحْسَانَ إلَيْهِ، فَهُوَ (عَاقٌّ) وَ(عُقَقٌ) كَعُمَرَ. وَجَمْعُ عَاقٍّ (عَقَقَةٌ) مِثْلُ كَافِرٍ وَكَفَرَةٍ.
المعنى

فقدَّرَ اللهُ أن يكون الأمر على خلاف ما ظن فرعون وذلك بأن يكون موسى عاقًّا له، لا بسبب طبع خبيث أو غير مستقيم في موسى، عليه السلام، بل لأن موسى نبيٌّ والأنبياء لا يكون وفاؤها لغير الله.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

165- مِصْرُ مُوسَى عِنْدَ انْتِمَاءٍ، وَمُوسَى *** مِصْرَ إِنْ كَانَ نِسْبَةٌ وَانْتِمَاءُ

اللغة​

ظاهرة

المعنى​

ترتبط مصرُ بموسى وهو بها ارتباطا وثيقا، حتى إنه لو قُدِّرَ أنه وُجِدَ في الناس مَنْ لا يعرفُهما أو لا يعرف أحدهما فسأل: ما مصرُ؟ ومَنْ موسى؟ فقل: "مصرُ موسى"؛ فإنه أعظم من وُجِدَ فيها، وكذلك الحال فيمن قال: ومن موسى؟ فقل: "موسى مصرَ" أي: المنسوب لمصرَ؛ لأنه بها ظهر وعلا قدره وشأنه.

وظاهر أن الشاعر أراد المبالغة في مدح مصر بذلك وإلا فموسى، عليه السلام، أشهر من أن يُعْرَفَ بنسبته إلى مصر؛ فليست هذه أشهرَ صفاتِهِ، بل أشهرُها كونُه كليمَ الله، عز وجل، ونبيَّه ومصطفاه، وإنما أراد الشاعر المبالغة في مدح مصر فذكر ما ذكر.

166- فَبِهِ فَخْرُهَا الْمُؤَيَّدُ مَهْمَا *** هُزَّ بِالسَّيِّدِ الْكَلِيمِ اللِّوَاءُ

اللغة​

(اللواء): الراية ولا يمسكها إلا صاحب الجيش، والعرب تضع اللواء موضع الشهرة لأن موضوع اللواء شُهرةُ مكان الرئيس، (السيد الكليم): هو موسى عليه السلام

المعنى​

اشتهرت مصر بموسى فبه فخرها مهما اشتهرت به أماكن أخرى
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

167- إِنْ تَكُنْ قَدْ جَفَتْهُ فِي سَاعَةِ الشَّكِّ *** فَحَظُّ الْكَبِيرِ مِنْهَا الْجَفَاءُ
اللغة​
(جَفَتْهُ/ الْجَفَاءُ): (الْجَفَاءُ) مَمْدُودٌ ضِدُّ الْبِرِّ، وَقَدْ (جَفَوْتُهُ)، وَلَا تَقُلْ: جَفَيْتُهُ، أَجْفُوهُ (جَفَاءً): أَعْرَضْتُ عَنْهُ أَوْ طَرَدْتُهُ، فَهُوَ (مَجْفُوٌّ).َ
المعنى​
إن تكن مصرُ قد جَفَتْ موسى، عليه السلام، ساعة الشك حيث قال أكابر مجرميها: إنه ساحر وليس بنبي، فإن الكبراء عادة لا يُكْرَمُونَ في بلادهم بل يكون حظُّهم منها الجفاءَ؛ كما قيل: لا يُكْرَمُ نبي في قومه.

168- خَلَّةٌ لِلْبِلَادِ يَشْقَى بِهَا النَّاسُ *م* وَتَشْقَى الدِّيَارُ وَالْأَبْنَاءُ
اللغة​
(الْخَلَّةُ): بِالْفَتْحِ الْخَصْلَةُ.
المعنى​
وجفاءُ الكبار في ديارهم خَصلةٌ يشقى بها الناس كما تشقى بها الديار وأبناء البلاد النابغين


169- فَكَبِيرٌ أَلَّا يُصَانَ كَبِيرٌ *** وَعَظِيمٌ أَنْ يُنْبَذَ الْعُظَمَاءُ
اللغة​
(صَانَ) الشَّيْءَ: حَفِظَهُ فِي صُوَانِهِ[1]، من بَابِ قَالَ، وَ(صِيَانًا) وَ(صِيَانَةً) أَيْضًا، فَهُوَ (مَصُونٌ) وَلَا تَقُلْ: مُصَانٌ.
المعنى​
وذلك لأنه أمر عظيم ألا يصان كبير في بلده وألا يأخذ حظه من التقدير والتكريم، ومن العظائم أن يُنبَذ العظماءُ فلا يأخذون حقهم في بلادهم

***​
________________________
[1] الصُّوَانُ، بِضَمِّ الصَّادِ وَكَسْرِهَا، وَالصِّيَانُ، بِالْيَاءِ مَعَ الْكَسْرِ، لُغَةٌ، وَهُوَ: مَا يُصَانُ فِيهِ الشَّيْءُ.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

170- وُلِدَ الرِّفْقُ يَوْمَ مَوْلِدِ عِيسَى[1] *** وَالْمُرُوءَاتُ وَالْهُدَى وَالْحَيَاءُ
اللغة​
ظاهرة
المعنى​
بعد قصة موسى، عليه السلام، شرع يذكر شيئا من قصة المسيح عيسى، عليه السلام؛ لأنه جاء إلى مصر أيضا، فذكر أنه اشتهر بالرفق والمروءات والهدى والحياء حتى لكأن هذه الصفات لم تكن موجودة قبله بل وجدت يوم مولده.

171- وَازْدَهَى الْكَوْنُ بِالْوَلِيدِ وَضَاءَتْ *** بِسَنَاهُ مِنَ الثَّرَى الْأَرْجَاءُ
اللغة​
(ازدهى به): يريد: فرح به، ولكن لم أقف على هذا المعنى في المعاجم فليراجع والذي فيها: ازهاه وازدهى به: استخفه.
(الوليد): أي المسيح عليه السلام
(الثرى): التراب وأراد به هنا الأرض
المعنى​
فرح الكون بمولد المسيح عليه السلام وأضاءت أرجاء الأرض بنوره

___________________________
[1] في الشوقيات الصحيحة: (يوم مولد موسى) وهو خطأ واضح
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

172- وَسَرَتْ آيَةُ الْمَسِيحِ كَمَا يَسْـ *** ـرِي مِنَ الْفَجْرِ فِي الْوُجُودِ الضِّيَاءُ

اللغة

(سَرَى): الليلَ وبه، يَسْرِي بالكسر (سَرْيًا)، والاسم (السِّرَايَةُ)، و(أَسْرَى) بِالْأَلِفِ لغةُ أهلِ الحجازِ أي: سَارَ لَيْلًا، وجاء القرآنُ باللغتين جميعا؛ قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الإسراء: 1]، وقال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4]. وَالسُّرْيَةُ بضم السين وفتحها أَخَصُّ، يقال: سَرَيْنَا سُرْيَةً من الليل وَسَرْيَةً، والجمع السُّرَى مثل: مُدْيَةٍ وَمُدًى، قال أبو زيد: ويكون السُّرَى أولَ الليل وَأَوْسَطَهُ وَآخِرَهُ.

(الْآيَةُ): العلَامَةُ، والمراد هنا المعجزة.

المعنى

انتشرت آية المسيح التي أعطاه الله إياها من شفاء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله وغيرها من المعجزات الدالة على أنه نبي من عند الله، سرت هذه المعجزات وانتشرت في ظلام الجهل كما يسري الفجر في الوجود فيزيل ظلام الليل ويبدل مكانه نور الصباح.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

173- تَمْلَأُ الْأَرْضَ وَالْعَوَالِمَ نُورًا *** فَالثَّرَى مَائِجٌ بِهًا وَضَّاءُ​

اللغة​

(الْعَوَالِمُ): بكسر اللام جمع (الْعَالَمُ) بفتحها: الْخَلْقُ.

(الثَّرَى): التُّرَابُ النَّدِيُّ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَدِيًّا فَهُوَ تُرَابٌ وَلَا يُقَالُ حِينَئِذٍ ثَرًى.

(مَاجَ): الْبَحْرُ مِنْ بَابِ قَالَ: اضْطَرَبَتْ أَمْوَاجُهُ.

المعنى​

سرت هذه الآيات والمعجزات وانتشرت في الأرض فملأتها من نور الإيمان بالله وحده لا شريك له فأضاءت بها ظلمات الجهل والكفر.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

174- لَا وَعِيدٌ لَا صَوْلَةٌ لَا انْتِقَامٌ *** لَا حُسَامٌ لَا غَزْوَةٌ لَا دِمَاءُ

اللغة
(صَوْلَة): (صَالَ عَلَيْهِ): اسْتَطَالَ، وَبَابُهُ قَالَ، و(صَوْلَةً) أَيْضًا، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: إذَا وَثَبَ الْبَعِيرُ عَلَى الْإِبِلِ يُقَاتِلُهَا قُلْتُ اسْتَأْسَدَ الْبَعِيرُ وَصَالَ صَوْلًا وَصِيَالًا، وَالصَّوْلَةُ الْمَرَّةُ وَالصِّيَالَةُ كَذَلِكَ.

(الْحُسَامُ): السَّيْفُ الْقَاطِعُ.

(غَزْوَة): (غَزَوْتُ) الْعَدُوَّ مِنْ بَابِ عَدَا، وَالِاسْمُ (الْغَزَاةُ)، والْفَاعِلُ غَازٍ، وَالْغَزْوَةُ: الْمَرَّةُ، وَالْجَمْعُ غَزَوَاتٌ مِثْلُ شَهْوَةٍ وَشَهَوَاتٍ، وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ: أَغْزَيْتُهُ: إذَا بَعَثْتُهُ يَغْزُو، وَإِنَّمَا يَكُونُ غَزْوُ الْعَدُوِّ فِي بِلَادِهِ.

المعنى

جاء المسيح عليه السلام بالسماحة والسلام فلا وعيد ولا انتقام من أحد ولا قتل ولا سفك للدماء بل دينه السماحة والسلام
تنبيه

هذا الذي ذكره الشاعر يوهم أن الغزو والجهاد في سبيل الله ليس من السماحة والسلام التي جاءت بها الأديان وهذا غير مراد له قطعا بل كل من عند الله وهو الذي يسلط رسله على من يشاء
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

175- مَلَكٌ جَاوَرَ التُّرَابَ فَلَمَّا *** مَلَّ نَابَتْ عَنِ التُّرَابِ السَّمَاءُ​

اللغة​

(مَلَّ): مَلِلْتُهُ وَمَلِلْتُ مِنْهُ مَلَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَمَلَالَةً: سَئِمْتُ وَضَجِرْتُ، وَالْفَاعِلُ مَلُولٌ، وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ: أَمْلَلْتُهُ الشَّيْءَ.

المعنى​

يشير إلى رفعه عليه السلام إلى السماء

تنبيهات​

الأول-قوله: "ملَك" الصواب أنه بفتح اللام واحد الملائكة، وليس المراد "ملِكٌ" بكسرها واحد الملوك؛ لأنه أراد المبالغة في مدح المسيح عليه السلام بأنه ملَكٌ من الملائكة نزل إلى الأرض وجاور التراب قليلا فلما مَلَّ رجع إلى مكانه في السماء.

الثاني-قوله: "جاور التراب" يشير إلى قِصَرِ مدة المسيح عليه السلام بالأرض حيث يقال إنه رُفِعَ وهو ابن ثلاثين عاما

الثالث-قوله: "جاور التراب" ليس معناه أنه رُفِعَ إلى السماء بعد أن قُبِرَ ثلاثة أيام كما تزعمه النصارى ولكن المراد أنه عاش على الأرض ثم رفعه الله إلى السماء حين شاء.


176- وَأَطَاعَتْهُ فِي الْإِلَهِ شُيُوخٌ *** خُشَّعٌ خُضَّعٌ لَهُ، ضُعَفَاءُ​

اللغة​

(خُشَّع): جمع خاشع، والتخشع لله: الإخبات والتذلل
(خُضَّع): جمع خاضع، والخضوع: الانقياد.

فائدة​

الخشوع قريب من الخضوع إلا أن:
- الخضوع يكون في البدن: وهو الإقرار بالاستخذاء: كما في قوله تعالى: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } [الشعراء: 4]
- وأما الخشوع فيكون:
1- في الصوت كقوله تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ} [طه: 108]
2- وفي البصر كقوله تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} [القلم: 43] و[المعارج: 44]
3- وفي القلب كقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع»[1]
4- وفي البدن كقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } [الغاشية: 2]،
وقوله صلى الله عليه وسلم: "خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي [ وما استقلت به قدمي لله رب العالمين]"[2]
وفي رواية "خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين"[3].

المعنى​

وأطاعه في الإيمان بالله شيوخ خاشعين لله، خاضعين لله ولرسوله المسيح، ضعفاء.

واعلم أن الخشوع من أنواع العبادة فلا يجوز صرفه لغير الله
والدليل قوله تعالى: {وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]؛
ولهذا فلا يجوز حمل قوله: "خشع" على أن المراد خشع له على أنه من باب الاحتباك فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه وهو قوله: "خضع له"، ولكن نحمل قوله: "خشع" أي لله.
ولعل لهذا السبب لم يقل: "خضع خشع له"
ولابد من هذا التأويل وعدم اتهام الشاعر بالجهل بالعقيدة فقد كان رحمه الله واسع الاطلاع في العلوم المختلفة وإن كان لنا عليه تعقبات أحيانا في باب العقيدة إلا أنه لابد من إحسان الظن به في كل موضع أمكننا ذلك تقديرا وحفظا لمنزلته التي أنزله الله بها، والله الموفق.

_____________________________
[1] صحيح: صحيح الجامع رقم (1297)

[2] صحيح: رواه النسائي

[3] صحيح: رواه مسلم
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

177- أَذْعَنَ النَّاسُ وَالْمُلُوكُ إِلَى مَا *** رَسَمُوا وَالْعُقُولُ وَالْعُقَلَاءُ

اللغة​
(أذعن له): خضع وذل

(الرَّسْمُ): الْأَثَرُ، و(رَسْمُ الدَّارِ): مَا كَانَ مِنْ آثَارِهَا لَاصِقًا بِالْأَرْضِ، و(رَسَمْتُ الْكِتَابَ): كَتَبْتُهُ، و(رسمتُ له كذا فارتسمه): امتثله.

المعنى​

آمن الناس والملوك والعقول والعقلاء بتعاليم المسيح وأصحابه.


178- فَلَهُمْ وَقْفَةٌ عَلَى كُلِّ أَرْضٍ *** وَعَلَى كُلِّ شَاطِيءٍ إِرْسَاءُ

اللغة​
(وَقْفَة): على وزن فَعْلَة وهي المرة من الوقوف، يقال: وقف بالمكان وَقْفًا ووقوفا فهو واقف: أي دام قائما
(إرساء): رَسَى الشيءُ يَرْسُو رُسُوًّا: ثَبَتَ، كأرساهُ إرساء، و(رَسَتِ) السفينةُ: وقفت على البحر، وبابه عدا وسما.

المعنى​
الضمير في (لهم) يعود للشيوخ الخشع أتباع المسيح، يريد أن لهم أتباعا في كل مكان فإذا ذهبوا إلى أي مكان تلقاهم أهله من أتباعهم بالترحيب فأقاموا بالمكان كما يشاؤون وأرسوا سفنهم آمنين.
 
التعديل الأخير:
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

وقع خطأ في البيت السابق رقم 178 نبه عليه بعض الإخوة جزاهم الله خيرا وهو قوله: "في كل أرض" والصواب: "على كل أرض"
وهو هكذا في كل نسخ الديوان تقريبا والخطأ مني بسبب العجلة ،فيكون صواب رواية البيت هكذا:

178- فَلَهُمْ وَقْفَةٌ على كُلِّ أَرْضٍ *** وَعَلَى كُلِّ شَاطِيءٍ إِرْسَاءُ

وجزى الله خيرا كل من نبهني إلى خطأ أو زلة أو هفوة لتداركها فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

179- دَخَلُوا ثَيْبَةً فَأَحْسَنَ لُقْيَاهُمْ *م* رِجَالٌ بِثَيْبَةٍ حُكَمَاءُ

اللغة
(ثيبة): عاصمة من عواصم مصر القديمة
وهي ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث لكنها هنا في الموضعين مصروفة للوزن.

المعنى
ولأن لهم أتباعا في كل مكان ومن ذلك ثيبة إحدى عواصم مصر القديمة فلما دخلوها تلقاهم حكماؤها بالترحيب وأحسنوا لقياهم


180- فَهِمُوا السِّرَّ حِينَ ذَاقُوا، وَسَهْلٌ *** أَنْ يَنَالَ الْحَقَائِقَ الْفُهَمَاءُ

اللغة

(السر): أي سر عبادة الله على دين المسيح.

(فُهَمَاء): على وزن (فُعَلَاء)، جمع (فَهِيم) بمعنى (فَاهِم) على وزن (فَعِيل) بمعنى (فاعل)، ويطرد (فُعَلَاء) في كل وصف على (فَعِيل) بمعنى اسم الفاعل لمذكر عاقل غير مضعف ولا مُعَلّ اللام نحو: كريم وكرماء وبخيل وبخلاء ومنه فهيم وفهماء، ويقال: فَهِمَ الشيء فهْما: عَلِمَه.

المعنى
فَهِمَ هؤلاء الحكماءُ مِنْ رجال ثَيْبَةَ سرَّ عبادة الله على دين المسيح عليه السلام حين ذاقوا حلاوة الإيمان بالله ومن اليسير أن يَصِلَ إلى الحقائق الفهماء وينالوها.[/size]
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

181- فَإِذَا الْهَيْكَلُ الْمُقَدَّسُ دَيْرٌ *** وَإِذَا الدَّيْرُ رَوْنَقٌ وَبَهَاءُ

اللغة
(الهيكل): بيت الأصنام

(الدَيْر): خانُ النصارى، وجمعه أَدْيار، وصاحبه الذي يسكنه ويَعْمُرُهُ: دَيَّار ودَيْراني

(رونق الشيء): صفاؤه وحُسنُه

(البهاء): الحُسْن

المعنى
لما آمن هؤلاء الحكماء برسالة عيسى عليه السلام حَوَّلُوا الهياكل التي هي دُورٌ لعبادة الأصنام إلى أديرة لعبادة الله وحده لا شريك له على دين نبيه ورسوله المسيحِ عيسى عليه السلام، فتطهرت دورُ العبادة من كدر الشرك فظهر رونقُها وبهاؤها بسبب نور العبادة


182- وَإِذَا ثَيْبَةٌ لِعِيسَى وَمَنْفِيـ ... ـسٌ وَنِيلُ الثَّرَاءِ وَالْبَطْحَاءُ

اللغة
(البطحاء): مسيلُ الماء فيه دقاق الحصى

(ثيبة) و(منفيس): من عواصم مصر القديمة

المعنى
يريد أن المصريين كلهم دخلوا في دين الله وآمنوا بالمسيح عليه السلام رسولا من عند الله.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

183- إِنَّمَا الْأَرْضُ وَالْفَضَاءُ لِرَبِّي *** وَمُلُوكُ الْحَقِيقَةِ الْأَنْبِيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
الكون كله لله فالأرض لله والفضاء لله وكل شيء هو له والأنبياء هم ملوك هذه الحقيقة فيدلون الناس عليها.




184- لهمُ الحبُّ خالصا من رعاياهم *م* وكل الهوى لهم والولاء
اللغة
(الولاء): النصرة
المعنى
للأنبياء الحب خالصا صادقا من أتباعهم ولهم منهم الولاء والنصرة




185- إِنَّمَا يُنْكِرُ الدِّيَانَاتِ قَوْمٌ *** هُمْ بِمَا يُنْكِرُونَهُ أَشْقِيَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
لا ينكر الديانات إلا الذين هم بها أشقياء، ومعنى أنهم أشقياء بالديانات أنهم يكونون من المترفين غالبا المنعمين بلذات الدنيا فتأتيهم الأنبياء بالديانات من عند الله فيها حَدٌّ لمظاهر الترف والنعيم والاستبداد، فكل شيء له حد لا ينبغي مجاوزته فإذا أردت التنعم والالتذاذ بالشهوات وغير ذلك فهذا في إطار لا ينبغي مجاوزته ولا ينبغي ظلم الضعفاء واحتقارهم، ولا أكل أموال الناس بالباطل، وهكذا ... وهذه التعاليم لا يرضاها من يظن أنه يتضرر منها فيعادي الدين وأتباعه وينكر إرسال الرسل من عند الله وأنه لا دين بل ولا إله
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

186- هَرِمَتْ دَوْلَةُ الْقَيَاصِرِ والدَّوْلَاتُ *م* كَالنَّاسِ دَاؤُهُنَّ الْفَنَاءُ​

اللغة
(دولة القياصر): الدولة الرومانية
(الهرم): بلوغ أقصى الكبر
المعنى
طال الأمد على الدولة الرومانية دولة القياصر حتى أصابها الضعف والدول كالناس تمر بمراحل الصبا (النشأة) والشباب (القوة) ثم الشيخوخة والهرم (الضعف) ثم الموت (الفناء) والفناء هو داء الناس الذي لا مفر منه ولا دواء له وهو يصيب الدول أيضا فتفنى ويَخْلُفُها غيرُها




187- لَيْسَ تُغْنِي عَنْهَا الْبِلَادُ وَلَا مَالُ *م* الْأَقَالِيمِ إِنْ أَتَاهَا النِّدَاءُ
اللغة
(النداء): نداء الفناء
المعنى
إن حان وقتُ فَناءِ دولةٍ لم يُغْنِ عنها مالٌ ولا أصدقاءٌ.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

188- نَالَ رُومَا مَا نَالَ مِنْ قَبْلُ آثِيـــــــــــــــــ ... ـــــــــــــــــــــــنَا وَسِيمَتْهُ ثَيْبَةُ الْعَصْمَاءُ
اللغة
(سامه الأمر): كلفه إياه، وأكثر ما يستعمل في الشر والعذاب.
المعنى
أصاب روما الفناء فتلاشت كما أصاب مِن قبلها آثينا وثيبةَ فلم يَعُدْ لهما وجود




189- سُنَّةُ اللهِ فِي الْمَمَالِكِ مِنْ قَبْـــــــــــــ ... ــــــــــــلُ وَمِنْ بَعْدُ مَا لِنُعْمَى بَقَاءُ
اللغة
ظاهرة
المعنى
وهذا الفناء الذي يصيب الدول كما يصيب الناس هو سنة الله في الأرض مِن قبلِ فناءِ روما ومن بعد فَنائها فكل نعيم في الدنيا لا محالة زائل




***
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,455
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: التعليقات شرح الشوقيات

***


190- أَظْلَمَ الشَّرْقُ بَعْدَ قَيْصَرَ وَالْغَرْبُ *م* وعَمَّ البرِيَّةَ الإِدْجَاءُ


اللغة
(الإدجاء): الظلام
المعنى
بدأ الشاعر في التمهيد لميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم فذكر أن الناس كانوا في ظلامٍ مُطْبِقٍ عَمَّ الشرقَ والغرب وفي جاهلية عامة.


191- فَالْوَرَى فِي ضَلَالِهِ مُتَمادٍ *** يَفْتِكُ الْجَهْلُ فِيهِ وَالْجُهَلَاءُ
اللغة
(الورى): الخَلْق
(الجُهَلَاء): جمع جاهل كالعلماء جمع عالِم، والجهل نقيض العلم، والجاهلية: هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله سبحانه وشرائعِ الدين والكبر والتَّجَبُّر وغير ذلك


المعنى
فالخلق متمادون في ضلالهم وغَيِّهِم لا يردعهم شيء ولا يردهم إلى الحق شيء لعموم الجهل الذي يفتك بهم وكثرة الجهلاء مما أدى إلى أن يفتك الناس بعضهم ببعض ويأكل القوي منهم الضعيف
 
أعلى