أبو عبد الله المصلحي
:: متخصص ::
- إنضم
- 4 فبراير 2010
- المشاركات
- 785
- التخصص
- شريعة
- المدينة
- ------
- المذهب الفقهي
- اهل الحديث
التنبيه على خطأ من نفى حظ المكلف في باب العبادات.
يذهب بعض الاصوليين الى ان القصد من العبادات هو الابتلاء للعبد وطلب الامتثال المحض.
وينفون وجود قصد يرجع الى الله تعالى سوى مجرد ارادة الابتلاء.
لانهم قالوا : ان تشريع الله تعالى للعبادات اذا كان لمقصد يعود الى الله تعالى فهذا يلزم منه الافتقار لهذا المقصد ، وهو محال على الله تعالى ، فلذلك نفوا تعليل افعال الله تعالى.
وسموا هذا الدليل بدليل الافتقار او الاستكمال بالغير وابرز من ركز عليه الرازي.
وهذه النقطة في الحقيقة ناتجة عن الاختلاف بين اهل السنة والجماعة وبين اهل الكلام في مسالة تعليل افعال الله تعالى.
وقد بين ابن تيمية رحمه الله خطا قول اهل الكلام والاصوليين الذين تبنوا اراءهم من الاشاعرة او المعتزلة في هذا الموضع.
وبين بالادلة الصحيحة وجود المقاصد الاخرى غير طلب الامتثال تعود الى الله تعالى مثل محبته للعبادة ورضاه عن العبد ونحو ذلك مما يترتب على تشريع العبادات.
وقد اطال اكثر منه في رد شبه اهل الكلام ولاسيما الرازي : ابن القيم في الصواعق وشفاء العليل بحيث رد على جميع الشبه التي ساقها الرازي وغيره في نفي تعليل افعال الله المتمثلة بالافتقار والتسلسل والاستكمال بالحوادث ..الخ ادلته.
اذن :
هذه نقطة جوهرية ناشئة عن نقطة اعظم منها وهي الاختلاف في العقيدة.
فعقائد الناس تحدد مذاهبهم في مسالة التعليل.
وانبنى على هذا الخلاف اختلافهم في تفسير العلة.
ولما خالف الغزالي في تفسير العلة بالباعث في احد اقواله رماه بعض الاشاعرة بان فيه شوبا من الاعتزال.
كل هذا لاجل نفي الغرض عن الله تعالى وانه تعالى ليس له غرض من شرعه سوى محض الابتلاء وطلب الامتثال.
واذا كانت العبادات -وهي حق الله تعالى- ليس فيها قصد يعود الى الله تعالى سوى قصد الابتلاء وكشف الامتثال ، فانه من باب اولى ان لايوجد في المعاملات قصد يعود الى الله تعالى.
كل ذلك تهربا من نفي الغرض عنه تعالى حسب زعمهم.
واما وجود المقاصد في العبادات التي تعود الى المكلف فقد نفاها الاشاعرة ايضا وجعلوا العبادات لمجرد الابتلاء والاختبار محتجين بذلك بما ورد في بعض النصوص القرانية.
وقد رد عليهم ابن تيمية في هذا المكان ايضا.
فبين انه توجد مقاصد في العبادات تعود لله تعالى وهي محبته لذلك ورضاه وفرحه بطاعة عبده ...
وبين انه توجد مقاصد كثيرة تعود للعباد في مجال العبادات ، فالعبد لذته وسروره ونعيمه وحياة قلبه هو بالعبادات ...
فكيف يقال لا يوجد مقاصد تعود للعبد في العبادات ؟
وقد رد على اهل الكلام من الاشاعرة والمعتزلة وغيرهم ..
والامام الشاطبي - بما درسه من شيوخه الاشاعرة - لاشك ان يتاثر بهم في هذا الموضع.
ولذا جعل العبادات لاحظ فيها للمكلف.
وهو ترديد لقول الاشاعرة.
وقد ساق ابن تيمية وابن القيم ادلة كثيرة لبطلان هذا القول.
واساس هذا القول هو اصل المتكلمين في نفي الصفات الاختيارية مثل الحب والرضا والسرور ونحوها عن الله تعالى ، وجعل التشريعات تعود الى الارادة المحضة فقط دون وجود المحبة والرضا عن صدور تلك العبادات
لان اهل الكلام ينفونها عن الله تعالى ومنهم الاشاعرة الذين منهم الشاطبي.
هذه اغوار جعل الشاطبي حظ المكلف ( وجودا وانتفاءا) علامة من علامات المقاصد الاصلية.
ويكفي للتعقيب عليه بان قصر حظ المكلف على تلبية شهواته الجسدية فقط هو قصور شديد في تفسير المصلحة الحقيقية وهو تفسير يقترب كثيرا من التفسير المادي للمصلحة ومن هنا نفذ العلمانيون في استغلال كلام الشاطبي لمذاهبهم الباطلة ، علما ان الشاطبي يكرر كثيرا من المصلحة المعتبرة هي الاخروية والدنيوية وان المصلحة الدنيوية المفوتة للاخروية ملغاة وكلامه يقيد بعضه بعضا.
لكن جعله العبادات لاحظ للمكلف فيها هو انعكاس لعقيدته .
بل يكفي لان نتعقب على الامام الشاطبي ان نقول :
ان حظ المكلف من العبادات اعظم بكثير من حظه من المعاملات
فان لذة العبادة وانس العبد بربه وحلاوة الايمان وقربه من الله تعالى ونحو ذلك هو اعظم من نيل شهوات البطن والفرج ، فكيف تجعل نيل شهوات العبد لبطنه وفرجه فيها حظ للمكلف ولا تجعل هذه الاعمال القلبية والروحانية فيها حظ للمكلف وهي اعظم بكثير ؟
من هنا انتقد ابن تيمية رحمه الله اهل الكلام في قلب الامور حيث جعلوا المهم اقل اهمية ، ورفعوا الاقل الى الاعلى ، فجعلوا اللذة المادية فيها حظ للمكلف واللذة الروحية لم يجعلوها من حظ المكلف وهي اعظم.
وعليه :
فان قول الشاطبي رحمه الله بان المقاصد الاصلية لاحظ للمكلف فيها ، فيه نظر.
فان قيل : انه قصد بالحظ هو الحظ الجسدي ، فهذا يضيف خطا جديدا اخر ولايعالج الخطا بل زاد الخطأ فاصبح خطأين.
اذ كيف يجعل فوائد الجسد من الحظ ولا يجعل فوائد النفس والروح من الحظ.
بل كما سبق ان الفوائد الروحانية والنفسية اولى بوصف حظ المكلف.
رحم الله اهل العلم وتجاوز عنا وعنهم.
ورحم الله ابن تيمية اذ كانت عنده المنظومة السلوكية والمنظومة العقدية والمنظومة الفقهية الاصولية متناسقة فيما بينها.
حقيقة عندي نقولات كثيرة من كلام ابن تيمية وابن القيم ومكتوبة في الاوراق وعندي كلام مطول في مسالة التعليل لكن لا اجد وقتا لكتابتها فالكلام السابق ليس انشاء بل توجد نقولات كثيرة تقع بين الاسطر لتؤيده لكن يحتاج الى شخص سريع الطباعة. وخلاصة القول:
العبادات فيها مقاصد راجعة الى الله تعالى لا كما يزعم اهل الكلام ومن تاثر بهم من الاصوليين.
وفيها مقاصد راجعة للعبد لا كما قاله بعض الاصوليين.
بل يمكن ان ازعم ان حظ المكلف من العبادات اعظم من حظه من المعاملات.
كما قاله ابن القيم رحمه الله ان الانسان حاجته الى العبادة اعظم من حاجته الى الهواء والغذاء والماء.
والله اعلم.
يذهب بعض الاصوليين الى ان القصد من العبادات هو الابتلاء للعبد وطلب الامتثال المحض.
وينفون وجود قصد يرجع الى الله تعالى سوى مجرد ارادة الابتلاء.
لانهم قالوا : ان تشريع الله تعالى للعبادات اذا كان لمقصد يعود الى الله تعالى فهذا يلزم منه الافتقار لهذا المقصد ، وهو محال على الله تعالى ، فلذلك نفوا تعليل افعال الله تعالى.
وسموا هذا الدليل بدليل الافتقار او الاستكمال بالغير وابرز من ركز عليه الرازي.
وهذه النقطة في الحقيقة ناتجة عن الاختلاف بين اهل السنة والجماعة وبين اهل الكلام في مسالة تعليل افعال الله تعالى.
وقد بين ابن تيمية رحمه الله خطا قول اهل الكلام والاصوليين الذين تبنوا اراءهم من الاشاعرة او المعتزلة في هذا الموضع.
وبين بالادلة الصحيحة وجود المقاصد الاخرى غير طلب الامتثال تعود الى الله تعالى مثل محبته للعبادة ورضاه عن العبد ونحو ذلك مما يترتب على تشريع العبادات.
وقد اطال اكثر منه في رد شبه اهل الكلام ولاسيما الرازي : ابن القيم في الصواعق وشفاء العليل بحيث رد على جميع الشبه التي ساقها الرازي وغيره في نفي تعليل افعال الله المتمثلة بالافتقار والتسلسل والاستكمال بالحوادث ..الخ ادلته.
اذن :
هذه نقطة جوهرية ناشئة عن نقطة اعظم منها وهي الاختلاف في العقيدة.
فعقائد الناس تحدد مذاهبهم في مسالة التعليل.
وانبنى على هذا الخلاف اختلافهم في تفسير العلة.
ولما خالف الغزالي في تفسير العلة بالباعث في احد اقواله رماه بعض الاشاعرة بان فيه شوبا من الاعتزال.
كل هذا لاجل نفي الغرض عن الله تعالى وانه تعالى ليس له غرض من شرعه سوى محض الابتلاء وطلب الامتثال.
واذا كانت العبادات -وهي حق الله تعالى- ليس فيها قصد يعود الى الله تعالى سوى قصد الابتلاء وكشف الامتثال ، فانه من باب اولى ان لايوجد في المعاملات قصد يعود الى الله تعالى.
كل ذلك تهربا من نفي الغرض عنه تعالى حسب زعمهم.
واما وجود المقاصد في العبادات التي تعود الى المكلف فقد نفاها الاشاعرة ايضا وجعلوا العبادات لمجرد الابتلاء والاختبار محتجين بذلك بما ورد في بعض النصوص القرانية.
وقد رد عليهم ابن تيمية في هذا المكان ايضا.
فبين انه توجد مقاصد في العبادات تعود لله تعالى وهي محبته لذلك ورضاه وفرحه بطاعة عبده ...
وبين انه توجد مقاصد كثيرة تعود للعباد في مجال العبادات ، فالعبد لذته وسروره ونعيمه وحياة قلبه هو بالعبادات ...
فكيف يقال لا يوجد مقاصد تعود للعبد في العبادات ؟
وقد رد على اهل الكلام من الاشاعرة والمعتزلة وغيرهم ..
والامام الشاطبي - بما درسه من شيوخه الاشاعرة - لاشك ان يتاثر بهم في هذا الموضع.
ولذا جعل العبادات لاحظ فيها للمكلف.
وهو ترديد لقول الاشاعرة.
وقد ساق ابن تيمية وابن القيم ادلة كثيرة لبطلان هذا القول.
واساس هذا القول هو اصل المتكلمين في نفي الصفات الاختيارية مثل الحب والرضا والسرور ونحوها عن الله تعالى ، وجعل التشريعات تعود الى الارادة المحضة فقط دون وجود المحبة والرضا عن صدور تلك العبادات
لان اهل الكلام ينفونها عن الله تعالى ومنهم الاشاعرة الذين منهم الشاطبي.
هذه اغوار جعل الشاطبي حظ المكلف ( وجودا وانتفاءا) علامة من علامات المقاصد الاصلية.
ويكفي للتعقيب عليه بان قصر حظ المكلف على تلبية شهواته الجسدية فقط هو قصور شديد في تفسير المصلحة الحقيقية وهو تفسير يقترب كثيرا من التفسير المادي للمصلحة ومن هنا نفذ العلمانيون في استغلال كلام الشاطبي لمذاهبهم الباطلة ، علما ان الشاطبي يكرر كثيرا من المصلحة المعتبرة هي الاخروية والدنيوية وان المصلحة الدنيوية المفوتة للاخروية ملغاة وكلامه يقيد بعضه بعضا.
لكن جعله العبادات لاحظ للمكلف فيها هو انعكاس لعقيدته .
بل يكفي لان نتعقب على الامام الشاطبي ان نقول :
ان حظ المكلف من العبادات اعظم بكثير من حظه من المعاملات
فان لذة العبادة وانس العبد بربه وحلاوة الايمان وقربه من الله تعالى ونحو ذلك هو اعظم من نيل شهوات البطن والفرج ، فكيف تجعل نيل شهوات العبد لبطنه وفرجه فيها حظ للمكلف ولا تجعل هذه الاعمال القلبية والروحانية فيها حظ للمكلف وهي اعظم بكثير ؟
من هنا انتقد ابن تيمية رحمه الله اهل الكلام في قلب الامور حيث جعلوا المهم اقل اهمية ، ورفعوا الاقل الى الاعلى ، فجعلوا اللذة المادية فيها حظ للمكلف واللذة الروحية لم يجعلوها من حظ المكلف وهي اعظم.
وعليه :
فان قول الشاطبي رحمه الله بان المقاصد الاصلية لاحظ للمكلف فيها ، فيه نظر.
فان قيل : انه قصد بالحظ هو الحظ الجسدي ، فهذا يضيف خطا جديدا اخر ولايعالج الخطا بل زاد الخطأ فاصبح خطأين.
اذ كيف يجعل فوائد الجسد من الحظ ولا يجعل فوائد النفس والروح من الحظ.
بل كما سبق ان الفوائد الروحانية والنفسية اولى بوصف حظ المكلف.
رحم الله اهل العلم وتجاوز عنا وعنهم.
ورحم الله ابن تيمية اذ كانت عنده المنظومة السلوكية والمنظومة العقدية والمنظومة الفقهية الاصولية متناسقة فيما بينها.
حقيقة عندي نقولات كثيرة من كلام ابن تيمية وابن القيم ومكتوبة في الاوراق وعندي كلام مطول في مسالة التعليل لكن لا اجد وقتا لكتابتها فالكلام السابق ليس انشاء بل توجد نقولات كثيرة تقع بين الاسطر لتؤيده لكن يحتاج الى شخص سريع الطباعة. وخلاصة القول:
العبادات فيها مقاصد راجعة الى الله تعالى لا كما يزعم اهل الكلام ومن تاثر بهم من الاصوليين.
وفيها مقاصد راجعة للعبد لا كما قاله بعض الاصوليين.
بل يمكن ان ازعم ان حظ المكلف من العبادات اعظم من حظه من المعاملات.
كما قاله ابن القيم رحمه الله ان الانسان حاجته الى العبادة اعظم من حاجته الى الهواء والغذاء والماء.
والله اعلم.