العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

( الجشــاء ) الأصوات التي يصدرها جسم الإنسان

إنضم
6 فبراير 2010
المشاركات
84
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو محمد
التخصص
هندسة ميكانيكية
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
حنبلي عموماً
الجشــاء

التعريف :
الجشاء: (جشأ) وهو ارتفاعُ الشيء. يقال جَشأَتْ نَفْسي، إذا ارتفَعَتْ من حُزنٍ أو فزَع . مقاييس اللغة (1 / 409)،
وهو الصوت مع ريح يخرج من الفم عند امتلاء المعدة ،وقيل عند الشبع،والتجشُّؤُ تكلُّف ذلك .
راجع: المصباح المنير (1 / 102) ،المغرب في ترتيب المعرب (1 / 147) ،لسان العرب (1 / 48)، تاج العروس (1 / 91)،القاموس الفقهي (1 / 63) ، تحفة الأحوذي (7 / 153) ،

وقال بعض أهل العلم المعاصرين: هو صوت يخرج منها عند سوء الهضم وأحيانا يخرج من اجتماع الرياح في المعدة .
قلت : والتعريف المختار عندي هو : الصوت مع ريح يخرج من الفم .بدون ذكر أسباب هذا الصوت لأنها تكثر وتتعدد ،والتعريف مبني على الاختصار وعدم الحشو .

الأحاديث والآثار الواردة في ذلك :
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل تجشأ عنده: كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة .
روي من حديث ابن عمر و أبي جحيفة ، و ابن عمرو ، و ابن عباس ، و سلمان .
فحديث ابن عمر : أخرجه الترمذى (4/649 ، رقم 2478) ، وقال : غريب . وابن ماجه (2/1111 ، رقم 3350) ، والبيهقى فى شعب الإيمان (5/27 ، رقم 5646) . وأخرجه أيضًا : الطبرانى فى الأوسط (4/249 ، رقم 4109) .
وحديث أبى جحيفة : أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (5/26 ، رقم 5642) .
وحديث أنس : أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (5/27 ، رقم 5647) .
وحديث سلمان : أخرجه الطبرانى (6/236 ، رقم 6087) ، والحاكم (3/699 ، رقم 6545) وقال : غريب صحيح الإسناد . وتعقبه الذهبى فى التلخيص وقال : الوراق تركه الدارقطنى . والبيهقى فى شعب الإيمان (5/27 ، رقم 5645) .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 606 برقم 343 :
و جملة القول أن الحديث قد جاء من طرق عمن ذكرنا من الصحابة و هي و إن كانت مفرداتها ، لا تخلو من ضعف ، فإن بعضها ليس ضعفها شديدا ، و لذلك فإني أرى أنه يرتقي بمجموعها إلى درجة الحسن على أقل الأحوال . و الله سبحانه و تعالى أعلم .
وقال في سلسلة الأحاديث الضعيفة (5 / 282) :وأما حديث : " كف عنا جشاءك .. " فصحيح بمجموع طرقه،وقد خرجته لذلك في الصحيحة ( 343 ) .


*وروي مرفوعاً :إذا تجشأ أحدُكم أو عَطِسَ فلا يَرْفَعَنَّ بهما الصوتَ فإن الشيطانَ يحب أن يُرْفَعَ بهما الصوتُ .
روي من حديث عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وواثلة بن الأسقع و عن يزيد بن مرثد مرسلاً
فحديث عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وواثلة بن الأسقع : أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (7/32 ، رقم 9355) عنهم ، والديلمى (1/309 ، رقم 1224) عن عبادة فقط . قال المناوى (1/315) : فيه أحمد بن الفرج ، وبقية ، والوضين ، وفيهم مقال معروف .
وحديث يزيد بن مرثد المرسل : أخرجه أبو داود فى المراسيل (1/353 ، رقم 524) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/281 ) 2254: ضعيف.

فائدة : النهي عن الجشاء نهي عن سببه وهو الشبع وهو مذموم طبا وشرعا كيف وهو يقرب الشيطان ويهيج النفس إلى الطغيان والجوع يضيق مجاري الشيطان ويكسر سطوة النفس فيندفع شرهما ومن الشبع تنشأ شدة الشبق إلى المنكوحات ثم يتبعها شدة الرغبة إلى الجاه والمال اللذان هما الوسيلة إلى التوسع في المطعومات والمنكوحات ثم يتبع ذلك استكثار المال والجاه وأنواع الرعونات وضروب المنافسات والمحاسدات ثم يتولد من ذلك آفة الرياء وغائلة التفاخر والتكاثر والكبرياء ثم يتداعى ذلك إلى الحسد والحقد والعداوة والبغضاء ثم يفضي ذلك بصاحبه إلى اقتحام البغي والمنكر والفحشاء والبطر والأشر وذلك مفض إلى الجوع في القيامة وعدم السلامة إلا من رحم ربك . فيض القدير (5 / 8)


الأحكام :

الجشاء لا ينقض الوضوء
عند الحنفية (العناية شرح الهداية (1 / 64) ،
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (1 / 157) :واجتمعوا على أن الجشاء ليس فيه وضوء .
وقال الشافعي : ولم يختلف الناس في البصاق يخرج من الفم والمخاط والنفس يأتي من الأنف والجشاء المتغير وغير المتغير يأتي من الفم لا يوجب الوضوء .الأم (1 / 32) ،
قال مهنا : سألت أبا عبد الله – يعني أحمد بن حنبل - عن الرجل يخرج من فيه الريح مثل الجشاء الكثير ؟ قال : لا وضوء عليه . قال ابن قدامة : فأما الجشاء فلا وضوء فيه لا نعلم فيه خلافاً . المغني (1 / 210) ،
وقال أبن المنذر في الأوسط (1 / 93) :وأجمعوا على أن الجشاء لا وضوء فيه .


الجشاء في الصلاة
يعفى عن الجشاء في الصلاة ولو حصل به حروف إذا كان مدفوع إليه ،وإلا فلا وتبطل صلاته عند الحنفية (فتح القدير (2 / 282)، درر الحكام شرح غرر الأحكام (1 / 448) ،
وعند المالكية :إن كان لِضَرُورَةٍ لَا يُبْطِلُ عَمْدُهُ وَلَا سُجُودَ يَسْجُدُ ، وَلِغَيْرِ ضَرُورَةٍ قَوْلَانِ الْمُخْتَارُ مِنْهُمَا أَنَّهُ لَا يُبْطِلُ الصَّلَاةَ إذَا فَعَلَهُ لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ مُتَعَلِّقَةٍ بِالصَّلَاةِ ، كَإِعْلَامِ أَنَّهُ فِي الصَّلَاةِ ، وَأَمَّا لَوْ فعله عَبَثًا عَامِدًا فِي صَلَاتِهِ لَبَطَلَتْ وَلَا وَجْهَ لِعَدَمِ الْبُطْلَانِ .الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (3 / 15)


هل التجشؤ يفطر الصائم ؟
إذا أكل أو شرب ليلا كثيرا وعلم من عادته أنه إذا أصبح حصل له جشأ يخرج بسببه ما في جوفه هل يمتنع عليه كثرة ما ذكر أم لا وهل إذا خالف وخرج منه يفطر أم لا فيه نظر ويجاب عنه بأنه لا يمنع من كثرة ذلك ليلا وإذا أصبح وحصل له الجشاء المذكور يلفظه ويغسل فاه ولا يفطر وإن تكرر ذلك منه مرارا كمن ذرعه القيء .وهذا مذهب الشافعية (حاشية الجمل على المنهج لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (4 / 356)

مسألة : ريح الجشاء طاهرة عند الشافعية نصوا على ذلك . مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج (1 / 382)

مسألة أخرى : إذا كان السكوت بالجشاء فإنه لا يقطع الاتصال المطلوب للاستثناء في الطلاق واليمين عند الحنفية . البحر الرائق شرح كنز الدقائق (10 / 158)


الآداب :
كف الجشاء عن الناس أدب رفيع
فلا شك أن تعمد رفع الصوت بالجشاء مناف للآداب الإسلامية، ومكارم الأخلاق، ومن خوارم المروءة وقلة الأدب ،وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي عن ابن عمر قال: تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "كف عنا جشاءك" وأخرجه ابن ماجه أيضاً.
وينبغي للمسلم أن يعرف الهدي النبوي في ذلك، كما يتأكد في حقه أن يجتنب كل سلوك ينفر الجالسين، ويتأكد على من لم يتحل بآداب الشرع أن يراقب نفسه عن كثب، ويقوِّم اعوجاجها، ويحلي نفسه بالأخلاق والسلوكيات الفاضلة.

( وَلَا يُجِيبُ الْمُتَجَشِّئَ بِشَيْءٍ فَإِنْ حَمَدَ اللَّهَ قَالَ ) لَهُ سَامِعُهُ ( هَنِيئًا مَرِيئًا ، أَوْ هَنَّأَكَ اللَّهُ وَأَمْرَاكَ ) ذَكَرَهُ فِي الرِّعَايَةِ الْكُبْرَى وَابْنُ تَمِيمٍ ،
وَكَذَا ابْنُ عَقِيلٍ وَقَالَ : وَلَا يُعْرَفُ فِيهِ سُنَّةٌ بَلْ هُوَ عَادَةٌ مَوْضُوعَةٌ .
قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ مَهَنَّا : إذَا تَجَشَّأَ الرَّجُلُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْفَعَ وَجْهَهُ إلَى فَوْقٍ ، لِكَيْ لَا يَخْرُجَ مِنْ فِيهِ رَائِحَةٌ يُؤْذِي بِهَا النَّاسَ . كشاف القناع عن متن الإقناع (4 / 485) ، راجع الآداب الشرعية(2 / 330 ) لابْنُ مُفْلِحٍ الْمَقْدِسِيُّ الْحَنْبَلِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.


وَ ( لَا ) يُكْرَهُ رَفْعُ بَصَرِهِ إلَى السَّمَاءِ ( حَالَ جُشَاءٍ ، وَظَاهِرُهُ : وَلَوْ فِي غَيْرِ جَمَاعَتِهِ خِلَافًا لَهُ ) ، أَيْ : لِصَاحِبِ " الْإِقْنَاعِ " حَيْثُ قَيَّدَ كَرَاهَةَ الْجُشَاءِ ، حَيْثُ كَانَ فِي جَمَاعَةٍ ،
قَالَ فِي " الْإِنْصَافِ " : إذَا تَجَشَّأَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ ، يَنْبَغِي أَنْ يَرْفَعَ وَجْهَهُ إلَى فَوْقٍ ، لِئَلَّا يُؤْذِيَ مَنْ حَوْلَهُ بِالرَّائِحَةِ .
وَنَقَلَ أَبُو طَالِبٍ : إذَا تَجَشَّأَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ ، فَلْيَرْفَعْ رَأْسَهُ إلَى السَّمَاءِ حَتَّى يَذْهَبَ الرِّيحُ ، وَإِذَا لَمْ يَرْفَعْ آذَى مَنْ حَوْلَهُ مِنْ رِيحِهِ .مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى (3 / 64)


حكم الحمدلة عند التجشؤ:
السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم قول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) عند التثاؤب، و(الحمد لله) عند التجشؤ؟
الجواب: .... وأما الحمد عند التجشؤ فهذا أيضاً ليس بمشروع؛ لأن الجشاء معروف أنه طبيعة بشرية، ولم يقل النبي عليه الصلاة والسلام: إذا تجشأ أحدكم فليحمد الله. أما في العطاس فقد قال: (إذا عطس فليحمد الله) وفي الجشاء لم يقلها. نعم لو فرض أن الإنسان مريض بكونه لا يتجشأ فأحس بأنه قدر على هذا الجشاء فهنا يحمد الله؛ لأنها نعمة متجددة.
لقاءات الباب المفتوح مع ابن عثيمين [89] الخميس الثالث عشر من شهر ذي القعدة عام (1415هـ).
قد ذكر الشيخ بكر أبو زيد في كتابه معجم المناهي اللفظية في مادة الحمد لله أن التزامها بعد الجشاء لا أصل له .
السؤال: ما حكم الحمد عند التجشؤ؟
الجواب: لا يوجد شيء يدل عليه، لكن كون الإنسان يحمد الله على كل حال، وأن هذا الشبع الذي حصل له من نعمة الله عز وجل لا بأس بذلك، لكن كونه يعتقد أن هذا أمر مشروع في هذه المناسبة، فليس هناك شيء يدل عليه فيما أعلم.قاله عبدالمحسن العباد في شرح سنن أبي داود


ما ينفع الجشاء :
قَالَ الْأَطِبَّاءُ : يَنْفَعُ فِيهِ السَّذَابُ أَوْ الْكَرَاوْيَا أَوْ الْأَنِيسُونَ أَوْ الْكُسْفُرَةُ أَوْ الصَّعْتَرُ أَوْ النَّعْنَاعُ أَوْ الْكُنْدُرُ مَضْغًا وَشُرْبًا . الآداب الشرعية (2 / 464)
 

وليد حميد جدوع

:: متابع ::
إنضم
15 أغسطس 2017
المشاركات
12
الكنية
أبو رقية
التخصص
الفقه
المدينة
الفلوجة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: ( الجشــاء ) الأصوات التي يصدرها جسم الإنسان

بارك الله فيكم
 
أعلى