العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الخطأ والاعتذار ومدرسة الحلم الربانية

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الخطأ والاعتذار ومدرسة الحلم الربانية
جميل أن يمنّ الله برحمته الواسعة على عباده ويجعلهم يروا أخطائهم، وهؤلاء العباد يحمدون الله تعالى أن ما ارتكبوه في حق من حولهم؛ لم يكن أبدا عن عمد ولكن تتنوع الأسباب التي منها: الجهل، أو عدم تركيز غير متعمد، أو عدم خبرة بطبائع الناس، أو الحساسية التي لدى البعض منهم، أو ...

ولكن ما أروع الاعتذار، وما أجمل الرجوع للحق الذي هو أحق أن يُتبع متى رضي الله سبحانه عن العبد وجعله يرى بصدق؛ أفعاله مع غيره.
فهذه نعمة عظيمة وغالية ولكن الأجمل أن يكن عند الطرف الآخر
بادرة العفو.

ففي مصنف (بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار - حديث اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها): ((ثم لما ذكر حق الله - وهو الوصية بالتقوى الجامعة لعقائد الدين وأعماله الباطنة والظاهرة - قال: وأول الخلق الحسن: أن تكف عنهم أذاك من كل وجه، وتعفو عن مساوئهم وأذيتهم لك، ثم تعاملهم بالإحسان القولي والإحسان الفعلي وأخص ما يكون بالخلق الحسن: سعة الحلم على الناس، والصبر عليهم، وعدم الضجر منهم، وبشاشة الوجه، ..... ومن الخلق الحسن: أن تعامل كل أحد بما يليق به، ويناسب حاله من صغير وكبير، وعاقل وأحمق، وعالم وجاهل.
فمن اتقى الله، وحقق تقواه، وخالق الناس على اختلاف طبقاتهم بالخلق الحسن، فقد حاز الخير كله؛ لأنه قام بحق الله وحقوق العباد. ولأنه كان من المحسنين في عبادة الله، المحسنين إلى عباد الله
)). انتهى.

ولن أنكر دهشتي لعظيم حلم الله تعالى عندما قرأت هاتين الآيتين قال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ* فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (12-13) المائدة، من بعض إحسان الله تعالى على اليهود وردهم على هذا الإحسان بالجحود، وطلب الله تعالى من نبيه عليه الصلاة والسلام العفو عنهم والصفح، ولأن هذا الإحسان يحبه الله تعالى ويحثنا عليه، وهو أرقى أنواع حسن الخلق، جعلني أتتبع بعض خطاب الله تعالى في القرآن الكريم للملائكة والإنس والجن لأرى كيفيته، فوجدت كمال الله تعالى في سموه سبحانه للعفو الذي متى تأسينا به سنكون على درجة راقية من حسن الخلق الجميل، لنطرح المشاحنة والبغضاء والشقاق جانبا، وبالتالي نحصل على راحة البال وسكينة النفس وسلامة الصدر والخير كله، وحسب ظني أنني وجدت أن أنواع خطاب الله تعالى ينقسم إلى ثلاثة أقسام:


  1. خطابه تعالى للملائكة:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (30) البقرة، وجدت في هذه الآية الكريمة أن الإله الخالق الواحد يخاطب الملائكة ويردون الخطاب، وهو الغني عن العالمين، كما جاء في هذه الآية: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} (71) ص
ألم يُنزل الله سبحانه القرآن لنا لنتعلم كيف نتعامل في حياتنا ومع الكون وساكينه؟ ومن قوله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (159) آل عمران، وسبحانه يعلمنا لنحيا حياة متزنة سليمة، فجعل لين الرجل رحمة منه سبحانه، وأشار إلى أن عكس اللين (الفظ والغلظة) هي سبب للشقاق والفرقة، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف يتعامل مع الرحيم والقاسي واللين والغليظ، فأوصى الله تعالى نبيه عليه السلام أن يعفو، فما أجمل العفو وأهمية لاستقامة الحياة وهو كمال الإحسان في المعاملات.

  1. خطابه تعالى للبشر:
{قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} (33) سورة البقرة، لله المثل الأعلى أليس الله تعالى بسلطانه وقدرته يستطيع بسط ما يريد دون الحاجة لهذا الحوار مع من خلق سبحانه؟ فإذا كانت الذات العلية لا يحتاج لهذا الحوار، ولكننا نحن عباده من يحتاج لأن نتعلم كيف يكون حوار الكبير مع الصغير. والله يضرب الأمثال وهو العليم الخبير بما يصلحنا وينفعنا به.
{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (60) سورة يس، وكذلك عتابه الرحيم لعباده.
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (82) سورة طه، هذا خطاب الحليم مع أهل المعصية.
{وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى} (83) سورة طه، وهذا خطاب رحيم، لعلمه سبحانه بحال عبده.

  1. خطابه سبحانه مع إبليس:
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} (32) سورة الحجر، لا أجد وصف لهذا الخطاب، سبحانك ربي وسعت كل شيء رحمة وعلما، وحلمت على البر والفاجر والمسلم والكافر من الإنس والجن.
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَأَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ* قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } ( 75- 76) سورة ص، أليس في إستطاعة الله تعالى أن يسحق الشيطان؟ بل والكون كله؟ بلى وربي.
ألا يعلم الله سبحانه ماذا سيقول الشيطان قبل أن يقول قوله هذا؟ فلماذا سأله الله تعالى وسمع منه الإجابة؟ ولله المثل الأعلى فإن سبحانه أخذ على إبليس الحجة حتى نتعلم نحن ونسمع من الناس حجتهم ولا نحكم عليهم مجرد علم عندنا مسبق، لأننا بشر ومن شأن البشر الخطأ والميل والهوى، وتعالى الله عن هذا كله علوا كثيرا.

وفي النهاية أذكر نفسي بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} سورةالحجرات: (10)
وقال {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} سورة الأنفال: (1)
وقال: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} سورة النساء: (114)
وقال: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} سورة النساء: (85)

أن من علامة بشريتنا الخطأ، والخير كل الخير لمن أكرمه الله تعالى ورأى خطئه، فأقبل على الحق وأذعن نفسه له، وذهب يصحح هذا الخطأ، فكان كل همه أن يمحو من صفحته خطأ لم يقصده، أو أفاق عليه فأرد أن يمحوه، فذهب غير مبالي بشيء إلا أن يطهر كتابه، حتى إذا أقبل على الله تعالى وجده أبيضا، وقد تلقاه بيمينه.
وللكريم من أُسيءَ إليه سواء كانت الإساءة متعمدة أو غير ذلك، فمرحا بحسنات لك لم تتعب فيها كما قال الكثير من الصالحين، وكل منا يملأ كتابه بما يشاء، ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وكم علمنا الله سبحانه في القرآن الكريم كيف يكون الحلم في الخطاب.

فلا أجد أحلى ولا أطيب جزاء لأهل الصبر وحسن الخلق من هذا الحديث: عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ وَالْمُتَفَيْهِقُونَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ وَالْمُتَشَدِّقُونَ فَمَا الْمُتَفَيْهِقُونَ قَالَ الْمُتَكَبِّرُونَ) .
وأخيرا:(حديث مرفوع) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: "رَجُلانِ مِنْ أُمَّتِي جَثَيَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَبِّ، خُذْ لِي مَظْلِمَتِي مِنْ أَخِي، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلطَّالِبِ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِأَخِيكِ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، فَلْيَحْمِلْ مِنْ أَوْزَارِي، قَالَ: وَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ذَاكَ الْيَوْمَ عَظِيمٌ، يَحْتَاجُ النَّاسُ أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِمْ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلطَّالِبِ: ارْفَعْ بَصَرَكَ، فَانْظُرْ فِي الْجِنَّانِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، أَرَى مَدَائِنَ مِنْ ذَهَبٍ وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبً مُكَلَّلَةً بِالُّلؤْلُؤِ، لأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا، أَوْ لأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا، أَوْ لأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ، قَالَ: يَا رَبِّ، وَمَنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَنْتَ تَمْلِكُهُ، قَالَ: بِمَاذَا؟ قَالَ: بِعَفْوِكَ عَنْ أَخِيكَ، قَالَ: يَا رَبِّ، فَإِنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: فَخُذْ بِيَدِ أَخِيكَ، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: اتَّقُوا اللَّهَ ، وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ".

فهل أجد من سيأخذ بيدي ويعفو عني؟ اللهم لطفك وعفوك يا رحيم.

عليكم ورحمة الله وبركاته

سهير علي
 

أم علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 مايو 2013
المشاركات
170
الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
سنّي
رد: الخطأ والاعتذار ومدرسة الحلم الربانية


بسم الله والحمد لله والصلاة السلام على رسول الله
والحلم أخيّتي من الخصال التي هُضم حقّها في مجتمعنا فأصبح خواراً ،وضعفاً ،وذلاًّ ومسكنةً، واستسلاماً ،وخذلاناً ،وانعدام شهامة ومروءة ورجولة ...
في حين أنّنا نرى أنّه من الأخلاق التي أحبّ الله من عباده أن يتخلّقوا بها كما في حديث أشجّ عبد قيس "
"إنّ فيك لخصلتين يحبّهما الله :الحلم والأناة"

قال القرطبي رحمه الله:فمن الواجب على من عرف أنّ ربّه حليم على من عصاه ،أن يحلم هو على من خالف أمره، فذاك به أولى حتى يكون حليماً ،فينال من هذا الوصف بمقدار ما يكسر سورة غضبه ويرفع الإنتقام عمن أساء إليه، بل يتعوّد الحلم حتى يعود الحلم له سجيّة .
وكما تحبّ أن يحلم عليك مالكك فاحلم أنت عمّن تملك لأنّك متعبّدٌ بالحلم مثابٌ عليه قال الله تعالى "
"وجزاؤ سيّئة سيّئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله " ..."ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور"اهـ
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: الخطأ والاعتذار ومدرسة الحلم الربانية

بسم الله والحمد لله والصلاة السلام على رسول الله
والحلم أخيّتي من الخصال التي هُضم حقّها في مجتمعنا فأصبح خواراً ،وضعفاً ،وذلاًّ ومسكنةً، واستسلاماً ،وخذلاناً ،وانعدام شهامة ومروءة ورجولة ...
في حين أنّنا نرى أنّه من الأخلاق التي أحبّ الله من عباده أن يتخلّقوا بها كما في حديث أشجّ عبد قيس "
"إنّ فيك لخصلتين يحبّهما الله :الحلم والأناة"

قال القرطبي رحمه الله:فمن الواجب على من عرف أنّ ربّه حليم على من عصاه ،أن يحلم هو على من خالف أمره، فذاك به أولى حتى يكون حليماً ،فينال من هذا الوصف بمقدار ما يكسر سورة غضبه ويرفع الإنتقام عمن أساء إليه، بل يتعوّد الحلم حتى يعود الحلم له سجيّة .
وكما تحبّ أن يحلم عليك مالكك فاحلم أنت عمّن تملك لأنّك متعبّدٌ بالحلم مثابٌ عليه قال الله تعالى " "وجزاؤ سيّئة سيّئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله " ..."ولمن صبر وغفر إنّ ذلك لمن عزم الأمور"اهـ

صدقت أخيتي الكريمة، ولكن الكثير من الظروف والعوامل المحيطة بنا يكون لها سهما في توجه بوصلة أخلاقنا، والضابط في هذا هو قوة النفس أو ضعفها في التأثر السلبي أو الإيجابي، فالبشرية كالبستان المليء بكل الأزهار والورود والحشائش والشوك والنبت الحلو والنبت المر والنبت الطيب والنبت الخبيث.
ومن التنوع نتعرف على الآخر، فكل منا يميل حسب نفسه وطبعها، فيوجد من يتمنى ألا يحدث لغيره ما حدث له من الابتلاء أو الأذى ويوجد الآخر الذي يعمل على أن يسقي غيره من نفس الكاس الذي شرب منه، ويوجد من يتفنن في أن يؤذي الناس.
فالصنف الأول يكون حليما ويعفو.
والصنف الثاني يكون إمعة؛ إذا أحسن الناس يحسن وإذا أساءوا يسيء.
والصنف الثالث الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته.
وبالمقابل بالنظر للذي أخطأ فنجده أيضا الذي لم يعلم بخطئه، وفور علمه يذهب وتعتذر ويأسف على ما بدر منه، ويوجد أيضا من يخطأ ثم يغمض عينيه حتى لا يعتذر ويتعامل بلطف وهذا هو اعتذاره، ومنهم من لا يرى أنه أخطأ حتى لو اجتمعت الدنيا على خطئه. فالمسألة متفاوته في حلم الناس على الناس؛ تبعا لطبيعة نفس كل واحد، وبرحمة الله تعالى جعل الحلم اكتساب لحديث أَبِي الدَّرْدَاءِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): " إِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ ".

والله أعلم
 

ام معتز

:: مشارك ::
إنضم
26 ديسمبر 2012
المشاركات
229
الكنية
ام معتز
التخصص
علوم شرعية
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: الخطأ والاعتذار ومدرسة الحلم الربانية

بارك الله فيك أختي أم معاذ على هذا الموضوع الهادف وصدقت أخيتي أم علي.. علينا أن نتعلم العفو عن الغير كي يعفى عنا ، وتأكدي أن كل من عنده مشكلة في العفو عن من أساء إليه عنده بالمقابل مشكلة أو بالأحرى عقدة في الإعتذار وطلب السماح...
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: الخطأ والاعتذار ومدرسة الحلم الربانية

بارك الله فيك أختي أم معاذ على هذا الموضوع الهادف وصدقت أخيتي أم علي.. علينا أن نتعلم العفو عن الغير كي يعفى عنا ، وتأكدي أن كل من عنده مشكلة في العفو عن من أساء إليه عنده بالمقابل مشكلة أو بالأحرى عقدة في الإعتذار وطلب السماح...
وفيكم الكريمة الأخت أم معتز وجزاك الله كل خير، وأدعو الله أن يتقبله بقبول حسن، اللهم آمين
 

أم علي

:: مطـًـلع ::
إنضم
24 مايو 2013
المشاركات
170
الإقامة
الجزائر
الجنس
أنثى
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
سنّي
رد: الخطأ والاعتذار ومدرسة الحلم الربانية


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أختي أم معاذ :
تقوى النفس بحسب ما حصل لها من نورالعلم ،..وقوةاليقين ،..فلا تصير هذه الأخلاق أعراف أو تقاليد ..وجدنا عليها آباءنا ..تقدم بقدمهم وتزول بزوالهم ..وإنا على آثارهم مقتدون ...بل دين وأمانة تدوم بدوامه ويبقى ببقائه وإنّا إلى الله راجعون ..فإذا قويت النفس أذلت ماحولها ..وإذا ضعفت أذلّها ما حولها ..فبالنور تتجلى فلا نقص ولا لبس ..وباليقين تتحلى فلا يأس ولا بأس .


أختي أم معتز:
سُبحان من يَعفُو ونَهفُودائماً..................ولمْ يزلْ مهما هَفا العبدُ عَفا
يُعطِي الذي يُخطِي ولا يمنعُهُ..................جلالُهُ عنِ العطَا لِمن خطَا
 

ام معتز

:: مشارك ::
إنضم
26 ديسمبر 2012
المشاركات
229
الكنية
ام معتز
التخصص
علوم شرعية
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: الخطأ والاعتذار ومدرسة الحلم الربانية


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أختي أم معاذ :
تقوى النفس بحسب ما حصل لها من نورالعلم ،..وقوةاليقين ،..فلا تصير هذه الأخلاق أعراف أو تقاليد ..وجدنا عليها آباءنا ..تقدم بقدمهم وتزول بزوالهم ..وإنا على آثارهم مقتدون ...بل دين وأمانة تدوم بدوامه ويبقى ببقائه وإنّا إلى الله راجعون ..فإذا قويت النفس أذلت ماحولها ..وإذا ضعفت أذلّها ما حولها ..فبالنور تتجلى فلا نقص ولا لبس ..وباليقين تتحلى فلا يأس ولا بأس .


أختي أم معتز:
سُبحان من يَعفُو ونَهفُودائماً..................ولمْ يزلْ مهما هَفا العبدُ عَفا
يُعطِي الذي يُخطِي ولا يمنعُهُ..................جلالُهُ عنِ العطَا لِمن خطَا
أخيتي أم علي:
من أجلكم قد جرعنا في الهوى غصصا.....نحسوا الفراق ولا نشكوامآسينا
بسرناذكركم دوما ويبهجنا .............ومنية القلب دوما أن تلاقينا
 

سهير علي

:: متميز ::
إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
805
الجنس
أنثى
الكنية
أم معاذ
التخصص
شريعة
الدولة
بريطانيا
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعية
رد: الخطأ والاعتذار ومدرسة الحلم الربانية


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أختي أم معاذ : تقوى النفس بحسب ما حصل لها من نورالعلم ،..وقوةاليقين ،..فلا تصير هذه الأخلاق أعراف أو تقاليد ..وجدنا عليها آباءنا ..تقدم بقدمهم وتزول بزوالهم ..وإنا على آثارهم مقتدون ...بل دين وأمانة تدوم بدوامه ويبقى ببقائه وإنّا إلى الله راجعون ..فإذا قويت النفس أذلت ماحولها ..وإذا ضعفت أذلّها ما حولها ..فبالنور تتجلى فلا نقص ولا لبس ..وباليقين تتحلى فلا يأس ولا بأس .


أختي أم معتز:
سُبحان من يَعفُو ونَهفُودائماً..................ولمْ يزلْ مهما هَفا العبدُ عَفا
يُعطِي الذي يُخطِي ولا يمنعُهُ..................جلالُهُ عنِ العطَا لِمن خطَا
جزاكم الله خيرا، صدقت
 
أعلى