العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الدش ضيف ثقيل يقتحم بيوتنا فكيف نُروِّضه؟

الدش ضيف ثقيل يقتحم بيوتنا فكيف نُروِّضه؟

  • نعم. مطلقا

    الأصوات: 0 0.0%
  • لا. مطلقا

    الأصوات: 0 0.0%

  • مجموع المصوتين
    7

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
الدش ضيف ثقيل
يقتحم بيوتنا
فكيف نُروِّضه؟

الدش، أو الطبق، هو جهاز يثبت أعلى العمائر السكنية؛ لكي يلتقط بث القنوات الفضائية المباشر حول العالم، غير مقتصر على حدود مكانية أو زمانية. حيث تسعى كل دولة في العالم الآن إلى أن يكون لها قناة فضائية أو أكثر. ونجد الدول الغربية، تبث كلٌّ منها عددًا كبيرًا من القنوات الفضائية، التي يتخصص بعضها في لون واحد من البث. كقناة الأفلام، وقناة الرياضة، وقناة الطفل، وقناة المرأة، وقناة الأسرة .... وهكذا.
ومما لا شك فيه: أن المجتمع المسلم مستهدف، وهو يتعرض لغارة كاسحة، يستخدم فيها أعداء الأمة أخطرَ الأسلحة، متمثلة في وسائل الإعلام المتطورة، التي تستغل تقنيات الفضاء، في نشر مظلة من الثقافة الغازية، تغطي أجواء فضائنا.
وقد انتشرت أجهزة الاستقبال هذه على أسطح المنازل، حتى صارت ظاهرة في بلادنا. ولم يعد من الممكن إلا أن نحاول البحث عن سبل للاستفادة منها في بناء الأسرة المسلمة، وتوجيه المجتمع، ومحاولة الحد من سلبيات البث المباشر ومخاطره على بيوتنا وأولادنا.

مخاطر البث المباشر على المجتمع المسلم
ولا ريب أن البث المباشر صار يقتحم كثيرًا من بيوتنا كالضيف الثقيل، ويقلق راحتها بما يبث من برامج ومواد إعلامية، وأفلام تؤثر على الأجيال الشابة وتجتاح الناشئة. ولا يمكن دائمًا فرض نظام يحول دون ذلك، أو يحد من مخاطره، كما لا يمكن لكل الآباء التحكم فيما يرى أبناؤهم، لأنه من المستحيل مراقبة ما يشاهد الأبناء في كل لحظة من ليل أو نهار. ولم يعد من الممكن وقف تغلغله في حياتنا، وتأثيره على ثقافتنا وسلوكنا.
والواقع أنه لا يزال هناك فجوة كبيرة بين واقعنا، وما هو مطلوب في مجال الإعلام، حيث إننا ننفق بسخاء على اقتناء التقنيات الحديثة، وشراء الأقمار الصناعية، وإطلاقها في مداراتها في جوِّ السماء. إلا أننا نقتِّر تقتيرًا في الإنفاق لإنتاج مادة إعلامية، تنافس في عصر عولمة الإعلام. ونمسك عن توفير الكوادر البشرية المؤهلة لحمل هذه الرسالة! بل إن حال الإعلام العربي في جملته هو كالبث المباشر- إلى حد ما فيما ينتج من أفلام ومسرحيات وتمثيليات- لا تعبر عنا، بقد ما تتشبه بالغرب.
ومن هنا، تتعدد مخاطر البث المباشر على الأسرة والمجتمع المسلم. وأهمها ما يلي:
1. البرامج التي تبثها الأقمار الصناعية الغربية، تدعم هيمنة هذه الدول على بلادنا، وتعزز ثقافتها وعاداتها وتقاليدها، وتشكل غزوًا متجددًا، وتهديدًا لأمن بيوتنا، وسلامة مجتمعاتنا غير القادرة على مجابهة هذا الغزو. فالبث المباشر يحمل ثقافة تدعو إلى الانحلال الخلقي، وتشيع الفاحشة، وتنشر الإباحية، وتصدم العقائد، وتهدد بنيان المجتمع بالتصدع، بما تحمل من مضامين وافدة.
2. تشويه العلاقة بين الرجل والمرأة، حيث تصورها الأفلام الغربية علاقة صراع، تبحث المرأة فيها عن الحرية والحب المتحرر من كل قيد ديني واجتماعي.. وتتشبه الدراما العربية بذلك، وتصور المرأة مظلومة دائمًا، وتبرر وقوعها في الرذائل، وحبها لغير زوجها، وخيانتها له ولأسرتها، ومخادنة الرجال، وانطلاقها بين الكأس والملهى، وصالات القمار وعلب الليل، وعنادها لمن يحاول منعها من الحياة العابثة، تحت دعاوى الحرية والحياة العصرية وحقوق المرأة.
3. أكثر المادة الإعلامية التي تبث عبر الفضائيات هي لإثارة الشهوات الحسية وتصوير العلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة.. وهذه المواد هي الأكثر مشاهدة للأسف، ويقبل عليها الشباب وصغار السن؛ فيرهقون قبل الأوان، وترق أخلاقهم، ويتعلمون ما لا يحسن بهم أن يعلموه عن العلاقة بين الرجل والمرأة. وبما أن سن الزواج تتأخر في مجتمعاتنا، فإن هؤلاء لا يجدون متنفسًا لتفريغ شهواتهم التي يؤججها البث الإعلامي، فإما الوقوع في الكبت، أو الزنا. عياذًا بالله.
4. كان أهل التمثيل يكتفون في الماضي بمشاهد لا تبلغ ما يجري الآن، حيث لم يعد حدود يقفون عندها ولا أخلاق تحجبهم، فيعرضون الأجساد عارية تمامًا، ويظهرون العورات، حتى المغلَّظة منها، ويمثلون الفاحشة بكل دقائقها، وكأنهم يعطون الناس دروسًا فيها في قنوات خاصة.. وهذا عجيب، أن يَقبل ممثلٌ وممثلة تمثيلَ الزنا، وعرضه على الملأ، حيث لا يصير الأمر تمثيلا، وإنما حقيقة كاملة. والمأساة أن تجلس الأسرة لتشاهد هذا الزنا الحقيقي، فيجتمع على مشاهدته الأب والأم، والابن والابنة، ويضيع الحياء والمروءة وسائر الفضائل، وينزل غضب الله على هذه الأسرة، فإنه لا يجوز مشاهدة الزنا، ولا الالتذاذ به. ولا الإعلان بالعري والفواحش هكذا، ولا يجوز للزوج المسلم أن يتيح لابنته أو امرأته مشاهدة رجل عارٍ يزني بامرأة، ولا يجوز لمسلم أن يستلذ بمشاهدة أجساد النساء العارية، ولا مطالعة الزناة على البث المباشر.
وقد نهى النبي  عن إشاعة ذكْر العلاقة السوية، فما بالنا بالفاحشة. يقول : "إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة، الرجل يُفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرَّها" .
5. ولعل الأخطر هو خطط العدو الإسرائيلي المتلاحقة للسيطرة على الفضاء العربي، وبث سمومه من خلال البث المباشر للبرامج الإذاعية والتلفزيونية، باعتبار ذلك وسيلة فعالة لغزو العقل العربي، وتحطيم مقومات الشخصية المسلمة. فضلا عن أن الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي يصل بثها إلى مناطق عربية عديدة، فإن العدو أطلق قمرًا صناعيًا، خصص فيه قناة فضائية تبث باللغة العربية!

كيف نحمي الأسرة من خطر البث المباشر؟
لا يصح الانعزال في هذا العصر، ولا يكفي الصدُّ والرد، ولا يجوز الوقوف دائمًا في خندق الدفاع. بل يجب أن نكون أبناء عصر السموات المفتوحة، وعولمة الإعلام، والطريق السريع للمعلومات، من دون أن نفقد خصوصياتنا، أو نفرط في ديننا وثقافتنا.
وإن المواجهة لهذا الغزو الثقافي الاجتماعي السياسي الموجه، لا يمكن أن تنجح فيما نرى- بسنِّ القوانين التي تحظر الاستقبال. بل لابد من مواجهة هذا الخطر بكل السبل المتاحة. وليس من ذلك فرض سلطة قوية، أو عقاب صارم، أو مراقبة دقيقة، أو محاسبة تحصي على الناس الأنفاس، وتحاسب على الخواطر والهواجس. كما لا يمكن أن تتم هذه المواجهة عن طريق الدعايات الصحفية أو الإذاعية. ولكن تتم هذه المواجهة عن طريق التحصين الفكري، والارتقاء الثقافي، ومقابلة الحقائق، متسلحين بالعلم والإيمان، والإخلاص لديننا وأمتنا.
ونقترح لذلك ما يلي:
الارتقاء بالمادة الإعلامية، سواء في التلفزيون، أو الفضائيات التي تبث من بلادنا؛ حتى تكون بديلا لما تبه القنوات الغربية. بل ترقى لمنافسة هذه القنوات في عقر دارها؛ لذا لابد من أن تحقق المادة الإعلامية الفائدة والجاذبية والتشويق، وتوصف بالأصالة. وأن تتعاون الدول الإسلامية معًا من أجل إنتاج هذه المواد الإعلامية، وإطلاق فضائيات تعبر عن روح الأمة ودينها وثقافتها.
تأهيل القوى البشرية التي يمكن أن تقود نهضة إعلامية إسلامية، وتملك التصورات الصحيحة، والقدرة على إبداع نتاج إعلامي متميز، يصمد في المنافسة في عصر عولمة الإعلام والسموات المفتوحة.
فتح المجال للقيادات الإسلامية الراشدة في الفضائيات، والاستفادة من الدعاة الناصحين وأصحاب الملكات الناضجة في مخاطبة الجماهير والتأثير فيها، وتقديم الطرح الإسلامي العصري لمعالجة قضايا المجتمع ومشكلات الحياة المتجددة.
التحرر من أعداء الثقافة الإسلامية، وهم المتغربون الذين يكمنون داخل أجهزة الإعلام ووسائل الثقافة في بلادنا، وأكثرهم نال تعليمًا غربيًا، وتشكَّل فكرُه وثقافته من معين الغرب، وآمن بقيمه وتقاليده المتحررة من كل دين وخلق. وهؤلاء يبثون سمومهم بما يحملون من زاد فكري غريب على الجسد الإسلامي، ويمثلون مقدمة للغزو الثقافي الوافد عبر الفضاء وعبر الإنترنت.
تربية الأجيال الطالعة على الثقافة الإسلامية، وتأكيد الأخلاق الفاضلة، وتعميق العقيدة الإسلامية في نفوسهم؛ لتحصينهم من القيم الغربية الوافدة، والمضمون العلماني الذي تطرحه برامجُ البث المباشر. وتأكيد التربية على نظام الحياة الإسلامية، بالمحافظة على الصلوات الخمس، التي تربط المسلم بخالقه سبحانه، وأخذ المرأة بالحجاب الشرعي والتصوُّن، وعدم الاختلاط بالرجال، وحفظ الزينة والالتزام بغض البصر، كما أَمرَ الله تعالى بقوله: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ  [النور: 30-31].
ومن المؤكد، أن اتباع نظام الحياة الإسلامية، وتربية الأسرة عليه، كفيل بمنع التأثيرات السلبية على البيت المسلم، أو تقليلها. وتحصينه ضد غزو البث المباشر.
• يمكن التحكم في نوعية البرامج المستقبلة، وتحديد المواد التي يسمح بالوصول إليها، وذلك بواسطة أجهزة معينة، تضاف للدش، تسمح بالمرور لما نرغب من برامج مفيدة، وتمنع ما لا نرغب من برامج تصادم ديننا وثقافتنا. وتشفير القنوات التي لا نرغب في أن يشاهدها الأطفال، فليس كل شيء يصلح أن يراه الطفل، ولا يجوز أن نترك لهم مجال الاختيار مفتوحًا على كل ما تبثه الفضائيات؛ لأن الأطفال غير قادرين على التمييز بين الغث والثمين، وإنما هو مسئولية الكبار.
تحديد أوقات مشاهدة للأطفال، فلا يصح أن نسمح لهم بالجلوس أما التلفزيون لفترات طويلة، والأفضل أن نشاهد البرامج معهم؛ حتى نتابع ما يشاهدون؛ ونعلق على ما يحتاج منه إلى تعليق.
ترغيب الأطفال في مشاهدة القنوات الجيدة المتخصصة في شئونهم التي تقدم لهم زادًا دينيًا وعلميًا متميزًا، مع السماح لهم بمشاهدة بعض ما في قنوات الكبار التي تمثل لهم فائدة ثقافية وتعليمية.
إجراء حوار مع الشباب بشأن القنوات التي يمكن لهم مشاهدتها، وإقناعهم باجتناب القنوات المرفوضة دينيًا وأخلاقيًَا. وتحذيرهم مما في المواد الإعلامية الوافدة من سموم فكرية وإباحية.
الاشتراك في القنوات الفضائية المتخصصة التي تقدم الثقافة الإسلامية، وتدعو للأخلاق الحميدة، وتشبع نهم الصغار والكبار لتلقي الأخبار والتحليلات والأفلام والبرامج.
ولابد لنا ألا نغفل لحظة عن أن الغرب يعد كل حين لغزوة ثقافية جديدة، من خلال إمكاناته المادية الجبارة، وتقنياته المتطورة؛ لذا يجب تحصين العقل المسلم وتوعيته بانتمائه الحقيقي وقيم ثقافته الأصيلة، وغرس روح الاعتزاز بذاته وثقته بنفسه وبقدراته؛ حتى لا يساق سوقًا أعمى أمام البرامج الغربية. فالبصيرة الناقدة التي تميز بين الغث والثمين، هي أهم ما يجب أن يتحلى به المسلم، مع إيمانه العميق بدينه وثقافته.
وهنا، ندعو كل المعنيين بمشروع الفضائيات الإسلامية والمشاركين فيها، إلى النظر بجدية إلى التحدي الحضاري العظيم، الذي تمثله تقنيات الفضاء والمخاطر التي تهدد مجتمعاتنا. كما ندعو إلى عقد مؤتمرات يشارك فيها الوزراء المسئولون عن الاتصالات والثقافة والإعلام والتربية والتعليم في العالم الإسلامي؛ لوضع مخططات غير تقليدية، يتعاون الجميع على تنفيذها بجد وإخلاص؛ لاستدراك ما تخلفنا عنه في هذا المضمار.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على طرق هذه الموضوعات الحساسة فقد أمسى الإعلام اليوم هو اللاعب الرئيس في صوغ أفكار الناس بل ومعتقداتهم
وقبل عدة سنوات انطلقت حملة إعلامية في إحدى الدول العربية تهدف إلى تحذير الناس من مغبة السحر والشعوذة والخرافة لكن الغريب أنه أدرج في جدول أعمالها : أن من الشعوذة الرقية وقراءة القرآن على المصاب بالمس أو الجان
فآتت هذه الحملة الإعلامية أكلها من إنكار الشعوذة لكن مع إنكار المس والعين ومن أن يكون القرآن شفاء وإنما هو للتلاوة والقراءة
وماذا لو أخبرتكم أن من ضحايا من وقعوا في فريسة هذه الحملة الإعلامية هو أحد أصدقائي وهو من جملة المنتسبين إلى العلم الشرعي بل وطالب في إحدى الجامعات الإسلامية المتخصصة في فقه الشريعة.
فصار يطرح علي هذا الطالب الجامعي شبهات الشاشة المرئية، ولله في خلقه شؤون.
إذا فالإعلام أصبح يستهدف حتى من يقال عنهم إنهم النخبةّ
فعلاً، فقضية الإعلام اليوم أصحبت قضية مفصلية في تشكيل العقل الإنساني.
ولقد أحسن د. النجيري حينما اعتبر أن قضية المنع والعزل والقرارات لم تعد فاعلة اليوم فالقضية أكبر من قرار ، فالأجواء موبوءة
وأظن أن الحل أو بعض الحل يمكن حصره في أربعة نقاط:
1- شحن قلب المسلم وملؤه بالخوف من الله ومراقبته في السر والعلن، وهذا يمكن أن نعنون له بـ تحقيق الوازع الديني.
2- الوعي: وهو إنضاج العقول وإنارتها بالتحذير من الانزلاق والتخويف من العواقب وطرح الحلول المناسبة والعلاجات الملائمة، وهو يتمثل بمثل هذا المقال.
3- الدخول في حلبة الإعلام وفتح القنوات وتجهيز الكوادر بما يحقق بديلا صالحا يمكن من خلاله إقناع الناس باستبدال الذي أدنى بالذي هو خير.
4- بذل قصارى الجهد في منع ما يمكن إزاحته من القنوات الهابطة سواء كان ذلك عن طريق المحاكم والدعاوى القضائية على أصحاب القنوات أو عن طريق الضغط على كل دولة بتفشير ما يمكن تشفيره من قنوات، وكذلك بإقناع الناس بضرورة القيام بدورهم الإيجابي والفعلي في بيوتاتهم.
-------------
وهناك مثل مفاده أن كل مبذول ممتهن، وكل ممنوع مرغوب، أما وقد تساقطت هذه القنوات وأزاحت عن المرأة مفاتنها وخلعت عنها سترها، وقلبتها ظهرا لبطن، فأصبحت- وياللخزي - طروقة كل ناظر وأعمى.
فِإن الحل السريع والمباشر لوأد هذه الفتنة هو إسماع الآذان صوت القرآن، وطمأنة القلوب بذكر الله فإن الإيمان إذا صح وخالطت بشاشته القلوب فإن الباطل يزهق ويضمحل، ومهما تمالؤا في إطفاء نور الله بأفواههم فإن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
ومهما فعلوا وخططوا ومهما جهزوا وأجهزوا فإنما ضمن الله لنا ألا نجتمع على ضلالة وأن طائفة من هذه الأمة لن تزال على أمر الله ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، فقرة العين والله أن تمشي هذه الطائفة اليوم قابضة على الجمر، ثم تستل نفسها من بين هذا الركام كما تستل الشعرة من العجين، وكأن لم يكن شيء... فلله درهم فهم والله إحدى عجائب الزمان.
اللهم احفظ لنا ديننا وثبتنا على إيماننا.
 
التعديل الأخير:

عاشور

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
27 أبريل 2008
المشاركات
87
بارك الله فيكم على هذا الطرح الذي يحتاجه كل مسلم وكل أسرة عربية فعلا هو خطر كبير على مجتمعاتنا نسأل اللطف والعافيه والقنوات الاسلامية سدت علينا بابا كبير من هذه الشرور نسأل الله أن يوفقهم لكل خير ويحتاجوا من المسلمين كلهم أن يقف معهم بالإعانة والتسديد والدعاء لهم
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
بما أن العرب لا يمتلكون رؤية حضارية ....فلاعجب من تخبطهم وتذبذبهم.....إذ أن وضوح الهدف هو الذي يدفع بالأمة ويلقيا في الزمن التاريخي ....
والإعلام باب من أبواب الإختراق المتعددة.....لكنه أخطرها ....لأنه يخترق مجال السلوك ....ومجال المعتقدات التي تعتبر صمام أمان لكل شعب لأن العقيدة كما يقول أستاذنا أحمد البوكيلي هي المنتج الأول للحضارة وهذا المعنى أشار إليه المفكر المبدع مالك بن نبي غيرما مرة....كما اخترق مجال الخيال وهذه الفكرة للدكتور محمد بن كيران صهر آل الغماري وتلميذهم وأستاذي في علم الحديث قالها في إحدى محاضراته....ومثال هذه الأخيرة يتجلى بوضوح في نمط التفكير السائد عند الشباب : فالشاب الآن يحلم بسيارة فولسفاجن وامرأة شقراء وأموال كثيرة وإقامة في باريس وساعة يد من نوع كارتييه وحرية اجتماعية ( اختلاط - خمارات...)......
 
أعلى