العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الذى أتانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم محفوظ بتولي الله تعالى حفظه

إنضم
10 مايو 2015
المشاركات
219
الجنس
ذكر
الكنية
د. كامل محمد
التخصص
دراسات طبية "علاج الاضطرابات السلوكية"
الدولة
مصر
المدينة
الالف مسكن عين شمس
المذهب الفقهي
ظاهري
الذى أتانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم محفوظ بتولي الله تعالى حفظه
يقول الله سبحانه و تعالى :{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}[SUB][النجم 3،4].[/SUB]
والوحي ينقسم إلى قسمين:

·
أحدهما: وحي متلو وهو القرآن.
·
والثاني:وحي مروي غير متلو وهو الخبر الوارد عن رسول اللـه صلى الله عليه و سلم.
وقال تعالى :{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[SUB][الحجر 9].[/SUB] فأخبر تعالى أن كلام نبيه عليه السلام كلـه وحي{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}
ولا خلاف بين أحد من أهل اللغة والشريعة في أن
كل وحي نزل من عند الله تعالى فهو ذكرٌ مُنَزَّلٌ ،والذكر محفوظ بنص هذه الآية ؛ فصح بذلك أن كلامه عليه السلام كلـه محفوظ بحفظ اللـه عزَّ وجلَّ مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء فهو منقول إلينا كلـه.
وكل ما تكفل الله بحفظه فمضمون ألا يضيعمنه شيء وألا يُحَرَّفمنه شيء أبداً ، إذ لو جاز غير ذلك لكان كلام الله تعالى كذباً ، وهذا لا يخطر ببال مسلم إطلاقاً، فوجب أن الذي أتانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم محفوظ بتولي الله تعالى حفظه ، مبلغ كما هو إلى كل من طلبه ممن يأتي أبداً إلى انقضاء الدنيا .
فإن قال قائل :
إنما عنى تعالى بذلك القرآن وحده ، فهو الذي ضمن تعالى حفظه لا سائر الوحي الذي ليس قرآناً.
قِيلَ لهوبالله تعالى التوفيق: هذه دعوى مجردة ، وتخصيص للذكر بلا دليل ،فالذكر اسم واقع على كل ما أنزل الله على نبيه من قرآن أو من سنَّة يبين بها القرآن. وأيضاً فإن الله تعالى يقول : {بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْوَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[SUB][النحل 44].[/SUB]فصح أنه عليه السلام مأمور ببيان القرآن للناس وفي القرآن مجمل كثير كالصلاة والزكاة والحج فإذا كان بيانه عليه السلام لذلك المجمل غير محفوظ ولا مضمون سلامته ، فقد بطل الانتفاع بنص القرآن فبطلت أكثر الشرائع ومعاذ الله من هذا.
(بتصرف شديد من كتاب الاحكام لابن حزم)
 
أعلى