العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

السمات المميزة لرجال المالكية

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
السمات المميزة لرجال المالكية
للأستاذ. الدكتور. أحمد علي طه ريان

من بحوث الملتقى الأول القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي - دبي​

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإنني أتقدم بهذه الكلمة عن السمات المشتركة لرجال المدرسة المالكية الأولى، رغبة في الإسهام والمشاركة في فعالية الحدث العلمي الكبير الذي تقيمه دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث، بالتعاون مع دائرة الأوقاف بحكومة دبي، بمناسبة مرور ألفي عام على وفاة الفقيه المالكي الكبير القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي.
وإنما آثرت الكتابة في هذا المجال -من مجالات الاحتفالية- لِمَا لاحظْته من التوافق بين الملامح التي تميز معظم رجال هذه المدرسة، وذلك من خلال الفرصة التي أتيحت لي للكلام عن مجموعة من هؤلاء الرجال في إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة في أعوام متتالية في شهر رمضان المبارك، ولازال البرنامج مستمرًّا تحت عنوان: أعلام خَفّاقة في سماء الفقه الإسلامي، بدأْته بالكلام عن الإمام مالك، ثم عن ابن القاسم، ثم عن سحنون.
هذا الثلاثي العظيم الذي قدّم للمسلمين أهمّ موسوعة فقهية عرفها المسلمون، مستمدة من أصلي الشريعة: الكتاب والسنة وما تفرع عنهما أو بُني عليهما.
فانتابني العجب الذي كان يصل بي إلى الذهول أحيانا من فرط هذا التوافق وشدة تحققه في أفراد هذه المدرسة في كل مراحل حياتهم، من الدّأب في الطلب والحرص على انتقاء الشيوخ، مع الإخلاص بكل معانيه، والحزم مع التلاميذ... وغير ذلك مما سنعرض له في هذه الكلمة.
وموجز القول:
أن الذين اختاروا مذهب مالك ليعبدوا الله على منهجه صار كل واحد منهم كأنه مالك، في قوله وفعله، في أخذه وردّه، بالرغم من تطاول القرون واختلاف الأنصار وتنوّع الأمصار.
حتى وصل الأمر بأحد هؤلاء في هذا العصر وهو يدرس للطلاب أحد كتب الفقه المالكيّ في أحد المساجد، فيقف أحد الناس الذين ليسوا من رواد المسجد على حلقة الدرس مخاطبًا صاحب الحلقة: يا شيخ إني لم أرك من قبل، ولكني رأيت في منامي من يشير إليك؟ ويقول هذا يدرس الفقه على طريقة الإمام مالك، فلما دخلت هذا المسجد ورأيتك عرفت أنك الذي كان يشار إليك في المنام.
وبعد مرور برهة من الذهول: أين هو الآن من مالك، ومن طريقته الذي كان يدرس بها الفقه؛ تذكر أن الطريقة التي يدرس بها فعلا هي طريقة الإمام مالك التي كان يفضلها في تدريس العلم، وهي طريقة العرض، بأن كان أحد التلاميذ يقرأ الموطأ في حلقة الدرس ويبين الإمام ما كان يحتاج إلى بيان، فيتابع من يتابع سماعًا، ويكتب من يكتب.
ولم يستطع أحد من الخلفاء -فمن دونهم- أن يثني الإمام عن هذه الطريقة، فما كان منه إلا أن حمد الله تعالى أن وفقه ليسير على طريقة مالك في عرض العلم وإن كان دون قصد منه.
وليس القصد من رجال هذه المدرسة الذين سيشار إليهم في هذه الكلمة هم كل من التقى بالإمام مالك من أستاذ أو طالب. ولكن أقصد المجموعة التي طالت صحبة الأمام لهم من شيوخه، أو طالت صحبتهم له من تلاميذه ممن تأثر بهم الأمام أو تأثروا به ثم حملوا رسالته المتضمّنة لأقواله وآرائه إلى أنحاء الدنيا حيث انتشرمذهبه، وصار مرجعًا لأهل العلم من المشارق والمغارب.
كما أننا لن نحاول استقصاء كل صفاتهم، فهذا يحتاج إلى تفرُّغ، مع الوقت الطويل ولكن سنتخير أظهرها وأشهرها فقط.
وسنقدّم مشتملات هذه الكلمة -إن شاء الله- في عدد من المطالب، نبدأها بمطلب عن اصطفاء الله تعالى لمالك -رحمه الله- ليحمل المنهج المتميز لأهل العلم بالمدينة المنورة مقابلاً به مناهج العلماء الآخرين في أمصار المسلمين، حتى سمي عند البعض مذهب أهل المدينة.

منقول للفائدة من:

http://www.islamfeqh.com/
 
أعلى