- إنضم
- 11 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 7,489
- الجنس
- أنثى
- الكنية
- أم طارق
- التخصص
- دراسات إسلامية
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- الرياض
- المذهب الفقهي
- سني
بسم الله الرحمن الرحيم
السُّورة العجيبة
(لمن شاء الحجَّ بقلبه ودمعته)
أنزل الله سبحانه في كتابه العظيم سورتين تبينان للناس كيف يكون الحج إلى بيته المعظم ، هما : سورة الحج وسورة البقرة ، أما سورة البقرة وهي الثانية نزولا فهي سورة (أوامر ونواهي) ولذا جاء التأكيد فيها على الأقوال والأفعال وأحكام الإتمام والمنهيات والكفارات ، وبدأت بزمن الحج (الأهلة) وختمت بذكر الله في الأيام المعدودات ، وتأتي الإشارة فيها للتقوى تنبيهً على هذا الأصل العظيم .
وأما سورة الحج فهي (سورة قلبية) فآيات الحج فيها غالبها عن حج القلب (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى منكم) ، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) ، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) .
فمن جمع بينهما في حجته جمع الخير كله ، ومن انتقص منهما أو من أحدهما اُنتقص من حجه بقدر نقصه ، وإنَّ مما تظاهرت النصوص في الدلالة عليه أن كمال أو نقص (حج القلب) أعظمُ أثراً في قبول الحج أو رده من أثر (أعمال الجوارح) مع الضرورة لهما جميعاً ، ولكن (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) ، فليس الكمال في تعظيم القلب لهذه الشعائر كالكمال في سنن الطواف والسعي والرمي ونحوها ، ولا الخدش في لباس التوحيد كالخدش في لباس الإحرام ، ولا تطهير القلب من الرياء والعجب والكبر كتطهير اللسان من العبث وتطهير البدن من التفث والثياب من الوسخ . وكلاهما دين قد تعبدنا الله به لكن الأول أصل والثاني فرع له ، وبينهما تلازم ظاهر إلا في حال صلاح الظاهر مع فساد الباطن .
وما أحسن قول القائل في شأن المسير إلى الله :
قطع المسافة بالقلوب إليه لا بالسير فوق مقاعد الركبان
· السورة العجيبة :
تتابع الأئمة ابن سلامة البغدادي وأبو بكر الغزنوي وابن حزم الأندلسي وابن تيمية الحراني ـ ـ على أنها : من أعاجيب سور القرآن .
وقد تدبرتها دهراً ليس بالقليل ، ونظرت في تفاسير السلف وأئمة المحققين من المتأخرين فما ركنتُ إلى وصف يخصها إلا أنها "سورة الأحبار" لعمق معانيها ، وصعوبة الربط بين سياقاتها ، وكثرة الخلاف العالي بين الفحول في أوجه تفسيرها .
فمن خصائص هذه السورة :
- أنه لم يجتمع في القرآن كلِّه : المكي والمدني والليلي والنهاري والسفري والحضري والحربي والسلمي والناسخ والمنسوخ والمحكمُ والمتشابه والشتائي والصيفي إلا في سورة الحج .
- ولا يُدرى أهي مكية أو مدنية والخلاف فيها بين الجُلة من الصحب الكرام .
- ولم تسمَ سورة باسم ركن من أركان الإسلام إلا "الحج" ، ولا يعرف لها غير هذا الاسم .
- ولم تجتمع سجدتان في سورة من القرآن إلا فيها ، روى الإسماعيلي في مستخرجه : أن عمر قال : فضلت سورة الحج بسجدتين .
- ولم تفتتح سورة في النصف ألأخير من القرآن بـ "يَا أَيُّهَا النَّاسُ" إلا سورة الحج .
- وفي القرآن بضع وستون مثلا لم يقل الله (فَاسْتَمِعُوا لَهُ) إلا في مَثَل سورة الحج .
- وفيها ذكر القلوب الأربعة : الأعمى والمريض والقاسي والمخبت الحي المطمئن إلى الله ، ولم تجتمع هذه الأربعة إلا في سورة الحج .
- وفيها الآية التي لم تترك خيرًا إلا جمعته (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .
فهذه ثمانُ خصائصٍ تميزت بها عن أخواتها من سور القرآن .
السُّورة العجيبة
(لمن شاء الحجَّ بقلبه ودمعته)
أنزل الله سبحانه في كتابه العظيم سورتين تبينان للناس كيف يكون الحج إلى بيته المعظم ، هما : سورة الحج وسورة البقرة ، أما سورة البقرة وهي الثانية نزولا فهي سورة (أوامر ونواهي) ولذا جاء التأكيد فيها على الأقوال والأفعال وأحكام الإتمام والمنهيات والكفارات ، وبدأت بزمن الحج (الأهلة) وختمت بذكر الله في الأيام المعدودات ، وتأتي الإشارة فيها للتقوى تنبيهً على هذا الأصل العظيم .
وأما سورة الحج فهي (سورة قلبية) فآيات الحج فيها غالبها عن حج القلب (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى منكم) ، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) ، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) .
فمن جمع بينهما في حجته جمع الخير كله ، ومن انتقص منهما أو من أحدهما اُنتقص من حجه بقدر نقصه ، وإنَّ مما تظاهرت النصوص في الدلالة عليه أن كمال أو نقص (حج القلب) أعظمُ أثراً في قبول الحج أو رده من أثر (أعمال الجوارح) مع الضرورة لهما جميعاً ، ولكن (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) ، فليس الكمال في تعظيم القلب لهذه الشعائر كالكمال في سنن الطواف والسعي والرمي ونحوها ، ولا الخدش في لباس التوحيد كالخدش في لباس الإحرام ، ولا تطهير القلب من الرياء والعجب والكبر كتطهير اللسان من العبث وتطهير البدن من التفث والثياب من الوسخ . وكلاهما دين قد تعبدنا الله به لكن الأول أصل والثاني فرع له ، وبينهما تلازم ظاهر إلا في حال صلاح الظاهر مع فساد الباطن .
وما أحسن قول القائل في شأن المسير إلى الله :
قطع المسافة بالقلوب إليه لا بالسير فوق مقاعد الركبان
· السورة العجيبة :
تتابع الأئمة ابن سلامة البغدادي وأبو بكر الغزنوي وابن حزم الأندلسي وابن تيمية الحراني ـ ـ على أنها : من أعاجيب سور القرآن .
وقد تدبرتها دهراً ليس بالقليل ، ونظرت في تفاسير السلف وأئمة المحققين من المتأخرين فما ركنتُ إلى وصف يخصها إلا أنها "سورة الأحبار" لعمق معانيها ، وصعوبة الربط بين سياقاتها ، وكثرة الخلاف العالي بين الفحول في أوجه تفسيرها .
فمن خصائص هذه السورة :
- أنه لم يجتمع في القرآن كلِّه : المكي والمدني والليلي والنهاري والسفري والحضري والحربي والسلمي والناسخ والمنسوخ والمحكمُ والمتشابه والشتائي والصيفي إلا في سورة الحج .
- ولا يُدرى أهي مكية أو مدنية والخلاف فيها بين الجُلة من الصحب الكرام .
- ولم تسمَ سورة باسم ركن من أركان الإسلام إلا "الحج" ، ولا يعرف لها غير هذا الاسم .
- ولم تجتمع سجدتان في سورة من القرآن إلا فيها ، روى الإسماعيلي في مستخرجه : أن عمر قال : فضلت سورة الحج بسجدتين .
- ولم تفتتح سورة في النصف ألأخير من القرآن بـ "يَا أَيُّهَا النَّاسُ" إلا سورة الحج .
- وفي القرآن بضع وستون مثلا لم يقل الله (فَاسْتَمِعُوا لَهُ) إلا في مَثَل سورة الحج .
- وفيها ذكر القلوب الأربعة : الأعمى والمريض والقاسي والمخبت الحي المطمئن إلى الله ، ولم تجتمع هذه الأربعة إلا في سورة الحج .
- وفيها الآية التي لم تترك خيرًا إلا جمعته (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .
فهذه ثمانُ خصائصٍ تميزت بها عن أخواتها من سور القرآن .
التعديل الأخير: