العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الشعيرة المحاربه ......................... .....الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

صلاح بن خميس الغامدي

قاضي بوزارة العدل السعودية
إنضم
27 أبريل 2008
المشاركات
103
الإقامة
الدمام - المنطقة الشرقية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أحمد
التخصص
الفقه
الدولة
السعودية
المدينة
الدمام حرسها الله
المذهب الفقهي
الحنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده وبعد ..

شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الشعائر ، ولا يخفى على ذي لب أهميتها وعظم شأنها ، وقد أحببت أن أشارك في هذا الموضوع بكلمات ولو يسيرة في هذا الشأن .
وهي مقتطفات من خطبة جمعة ألقيتها في إحدى الجوامع بمدينة الدمام .فأقول وبالله التوفيق ..

إنه مما لا ريب فيه أن بعض النفوس البشرية نزاعة للشر أكثر منها للخير ، ولو ترك كل شخص وهواه لعمت الفوضى وانتشر الفساد .
ولذا كان من تحقيق المصلحة ولمنع الفساد أن شرعت الديانات وقامت النبوات آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر قال جل وعلا : " فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء ...) الآية ولذا كان من أفضل القربات التناصح والتوجيه إلى الخير .
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سبيل النبيين والمرسلين ، ولقد ذم الله تعالى علماء اليهود والنصارى لتقاعسهم عن أداء هذه المهمة العظيمة قال جل وعلا : ( لو لا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون ) قال ابن عباس : ما في القران آية أشد توبيخاً من هذه الآية . كما أن الذم والتوبيخ لا يكون إلا على ترك أمر مشروع .
والحديث المشهور عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( من رأى منكم منكرا ..) الحديث رواه مسلم
يقول القاضي عياض رحمه الله : ( هذا الحديث أصل في صفة التغيير ) أ.هـ
كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( على كل مسلم صدقة . فقالوا : يارسول الله فمن لم يجد ؟ قال : يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق . قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : يعين ذالحاجة الملهوف . قالوا : فإن لم يجد ؟ قال : فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة ) رواه مسلم .

أصناف الناس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
1- التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
فهذا خطره عظيم ن لأن كثرة النظر في المنكر بدون تغيير أو إنكار يجعل هذا الأمر هينا في النفس ويضعفه .

2- التشدد في هذا الباب حتى خرج عن باب الحكمة والموعظة الحسنة إلى إطار التنفير والتشديد ومواجهة الناس بالغلظة والقسوة ، وهذا مما لا شك فيه لا يجوز وهو خارج عن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
قال تعالى لموسى وهارون حينما أرسلهما إلى فرعون : ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى )

وهذان الصنفان مذمومان شرعا .

3- وهو الوسط وهو خير الأمور وقد جعل الله هذه الأمة أمة وسطا .
ويكون ذلك بالقيام بهذه الشعيرة كما أمر الله تعالى ، ووفقا للدرجات الثلاث في الإنكار كلا حسب استطاعته .

ولذلك وجب أن تتوفر في الآمر والناهي بعض الأمور من أهمها :
1- العلم بما يأمر وبما ينهى ، أي هل هذا حرام فينكره ، وهل هذا مأمور به شرعا فيأمر به .
2- الرفق في الأمر والنهي .
3- الصبر على الأذى فما من أحد يسير على هذا الركب إلا ناله من الأذى ماناله ، وهذه هي طريق الأنبياء والصالحين .

ويجب على كل آمر وناهي أن يراعي أمرين عند مباشرته لهذا الأمر وهو :
أ‌- أن ينظر إلى النتيجة من ذلك وماذا سيترتب على هذا الإنكار .، فإن ترتب عليه منكر أعظم فهنا يجب التوقف عن ذلك مراعاة لقاعدة ( ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما )
ويدل لذلك تأخير النبي صلى الله عليه وسلم لهدم الأصنام حتى تمكن وقوي الإسلام . ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
ب- النظر في حال الشخص ، فقد يكون مرتكب المنكر جاهلا فيعلم أو ساهيا فيذكر ، كما أنه قد يكون عالما بحرمته فيحتاج إلى الموعظة والتخويف بالعقوبة .

هذا ما تيسر اقتطاعه من هذه الخطبة ، وأسأل الله أن ينفع بها .

كما يحسن التنبيه إلى أن الشباب في هذه الشعيرة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ركزوا على باب ( انكار المنكر ) وأهملوا الأمر الأول وهو ( الأمر بالمعروف ) وهو الذي يتمثل في الدعوة إلى الله فقد اهمل كثير من الفضلاء الدعوة الى الله وركزوا على الانكار فقط
والأمر يحتاج إلى تكامل حتى تحصل النتيجة المرادة

وفق الله الجميع للخير

اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا يعز فيه أهل الطاعة ويعافى فيه أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر ياسميع الدعاء ....آمين

وصلى الله على نبينا محمد

وكتبه الفقير إلى عفو ربه ومولاه

صلاح بن خميس الغامديِ
 

عابرة سبيل

:: متابع ::
إنضم
24 يناير 2010
المشاركات
43
التخصص
----
المدينة
----
المذهب الفقهي
----
بارك الله فيكم
فعلا هي عبادة تركت من قبل الكثيرين إلا من رحم ربي
ويحتاج المسلمون لمن يذكرهم بها... فجزاكم ربي خيرا على هذا التذكير
 
أعلى