رد: الصلاة بمسجد به قبر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم ووفقني وإياكم لقيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابا .
يبدو أن الاخ حفظه الله سؤاله واضح يريد المسألة فقهًا لا عقيدة والصحيح الذي عليه الفقهاء في حد علمي أن المسألة تناقش فقهيًا لا عقديًا فقد عقد الفقهاء لها أبوابًا في الفقه ولم يذكر أحد منهم أنها من مسائل الاعتقاد إلاالفقهاء المتأخرين لا المتقدمون ولا المتوسطون
والله تعالى أعلم .
بارك الله فيك أخي الكريم,
كون أي مسألة تُناقش فقهياً لا يعني أن لا تُدخل في باقي أبواب العلم.
ولا يُعكر على هذا عدم مناقشة هذه المسألة عقدياً في زمن السلف, إذا هذه المسألة لم تكن متصورة أصلاً, أعني وجود ضريح بداخل مسجد, فكانوا يناقشون الصلاة في المقبرة. ولكن لما جدّ في أمر هذه الأمة من البدع والمحدثات, حتى صارت القبور في المساجد تعبد من دون الله, ولما كان وجودها هناك أحد أهم أسباب الشرك في العصور المتأخرة, وَجب مناقشتها عقدياً أيضاً, بل وجودهاً في كتب الإعتقاد أصبح أولوياً عن كتب الفقه, وما علم الفقه كله إلا لإعانة العبد على توحيد الله وعبادته. فأصل الأصول هو التوحيد, وكلما استجد من الحوادث والبدع تجد إلحاقاً لها بكتب الاعتقاد لا سيما إذا أصبحت البدع من أسباب الشرك. ومن رأى وعاين هذا الداء الذي دخل على الأمة من الصلاة للقبور والاستغاثة بأصحابها والخشوع بحضرتها ما لا يخشع في صلاته, عرف أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان محقاً تمام الحق بتأليفة المصنفات والرسائل محاولاً قمع هذه البدعة التي هي من أصول وأسباب الشرك.
ولا أنفي هنا أن يتم مناقشة المسألة فقهياً, ولكن مشاركتي جائت تنكيتاً على قولك أن الصحيح أن المسألة تناقش فقهياً لا عقدياً, والله أعلم.